التصنيفات
صحة كبار السن

أمراض الجهاز الهضمي في مرحلة الشيخوخة ج4

مع التقدم في السن تطرأ على جهازك الهضمي تغيرات عديدة، معظمها من الدقة بمكان بحيث لا نلاحظه. إذ تتباطأ عملية البلع والحركات التي تدفع بالطعام المهضوم عبر الأمعاء، بينما تتقلص مساحة سطح الأمعاء بعض الشيء. ومن شأن الإفرازات المتدفقة من المعدة والكبد والبنكرياس والمعى الدقيق أن تتقلص هي أيضا. إلا أن هذه التغييرات لا تعيق عادة العملية الهضمية.

عسر الهضم والحرقة

عسر الهضم هو تعبير غير محدد يستعمل لوصف الشعور بالانزعاج في البطن، المصحوب بغثيان وانتفاخ أو الشعور بالامتلاء بعد تناول الطعام. وتعتبر الحرقة شكلا شائعا من أشكال عسر الهضم وتعرف طبيا باسم الارتداد المعدي المريئي أو GERD. وتطرأ هذه الحالة عند إرتداد الأحماض المعوية عبر المريء، مخلفة طعما حادا في الفم وشعورا بالحرقة خلف عظام الصدر. ولزيادة الوزن والتدخين وفرط الأكل وبعض الأدوية والأطعمة والمشروبات دور في هذه الحالة.

فرط الغازات

ينتج المعي الغليظ الجزء الأكبر من الغازات المعوية، التي تعتبر أمرا طبيعيا لدى جميع الناس. إلا أن بعض الأجسام تنتج كمية مفرطة من الغازات تسبب الإزعاج لأصحابها في حياتهم اليومية. كما يعاني بعض كبار السن من اضطرابات في هضم منتجات الألبان وهو ما يسمى طبيا عدم تحمل اللاكتوز (أو سكر اللبن).

الإمساك

غالبا ما يساء فهم وعلاج هذه الحالة في الواقع. فالإمساك هو عبارة عن إخراج براز قاس أقل من ثلاث مرات في الأسبوع، فضلا عن أن خروج البراز قد يكون صعبا ومؤلما. والعوامل المسببة لهذه الحالة عديدة منها سوء النظام الغذائي أو تغيره، التجفاف، الأدوية، قلة الحركة أو المرض. ويمثل الإمساك في بعض الحالات عارضا لمرض خفي، كسرطان القولون أو اضطرابات الغدة الدرقية.

العناية الذاتية

لتجنب الشعور بالحرقة، خفف من وزنك إن كان زائدا. تناول عددا أكبر من الوجبات الصغيرة وتوقف عن الأكل قبل ساعتين أو ثلاث من موعد الاستلقاء أو الخلود للنوم. كما أن رفع رأس السرير ما بين 10 و15 سنتم يساعد على تخفيف الأعراض.

تجنب الأطعمة والمشروبات المسببة للحرقة، بما في ذلك الأطباق الدهنية والمشروبات الغازية أو المحتوية على الكافيين والقهوة الخالية من الكافيين هذا بالإضافة إلى الفلفل والنعناع والثوم والبصل والقرفة والشوكولاته وأنواع الفاكهة والعصائر الحمضية ومشتقات الطماطم. وامتنع أيضا عن استهلاك النيكوتين.

ومن شأن الأدوية المضادة للحموضة غير الموصوفة (OTC) أن تساعد على تخفيف حدة الأعراض ولكن احذر من استعمالها لفترات طويلة لأنها قد تسبب الإسهال أو الإمساك. ويمكن لأدوية حصر الأحماض أن تفيد أيضا في هذه الحالة مثل بيبسيد Pepcid، تاغاميت Tagamet وزانتاغ Zantac وهي تؤخذ قبل الأكل وتتوافر بأشكال غير موصوفة وموصوفة.

أما في الحالات الأكثر خطورة لمرض الارتداد المعدي المريئي، فتتوافر طريقتان للمساعدة على شد الصمام وإبقاء أحماض المعدة في مكانها الطبيعي.

ولتخفيف فرط الانتفاخ حدد الأطعمة التي تزعجك أكثر من غيرها. فإن كانت مشتقات الألبان هي التي تسبب الانتفاخ، جرب أخذ أقراص أو قطرات اللاكتاز (Lactaid أو Dairy Ease) قبل تناول أي من هذه الأطعمة. ويمكن أحيانا استعمال مضادات الغازات غير الموصوفة المحتوية على السيميثيكون (Mylanta، Riopan Plus، Mylicon) أو حبوب الفحم المنشط.

ولتجنب الإصابة بالإمساك، أكثر من الأطعمة الغنية بالألياف، بما في ذلك الفاكهة الطازجة والخضروات والحبوب الكاملة والخبز. واشرب ما بين 8 إلى 10 أكواب يوميا من الماء أو السوائل غير الكحولية وضاعف من نشاطك الجسدي. من ناحية أخرى، لا تؤجل الذهاب إلى الحمام عندما تشعر بالحاجة إلى التبرز. وتجنب بالمقابل المسهلات التجارية، إذ من شأنها أن تتسبب في تفاقم الإمساك مع الوقت. واستعمل عوضا عن ذلك معوضات الألياف مثل Metamucil، Konsyl أو Citrucel.

العمليات غير الجراحية لعلاج الحرقة

حين تفشل التغييرات في نمط المعيشة والأدوية في تخفيف أعراض الحرقة، يمكن اللجوء إلى عمليتين جديدتين غير جراحيتين هما الخياطة التنظيرية ونظام ستريتا (Stretta System) لمنع أحماض المعدة من الارتداد إلى المريء.

في الخياطة التنظيرية، يدخل الطبيب منظاراً (على شكل أنبوب طويل) في فم المريض عبر حنجرته حتى يبلغ مجموعة العضلات الضعيفة في المريء. وتتيح له أداة خاصة بوضع قطب في موضعين مختلفين في المريء. فتشكل القطب فور تثبيتها حاجزاً يمنع ارتداد أحماض المعدة.

أما نظام ستريتا فيستعمل طاقة التواتر الشعاعي المضبوطة لتسخين أنسجة الصمام الضعيفة في موضع التقاء المعدة والمريء وإذابتها. ويظهر أنّ نجاحها عائد إلى تكون نسيج ندبي يضيّق الصمام.

ويستغرق إجراء هاتين العمليتين ساعة أو أقل ولا حاجة إلى ملازمة المستشفى بعد انتهائهما. أما تأثيرهما على المدى الطويل فلا يزال غير معروف.

سرطان القولون والمستقيم

هو المسؤول الثاني عن الوفاة بالسرطان في الولايات المتحدة. وتشير الإحصاءات إلى أن 90 بالمئة ممن يصابون به قد تجاوزوا الخمسين من عمرهم. وتنشأ الحالات عن أنواع معينة من السليلات وهي أورام تنمو في المعى الغليظ. ولكن بالرغم من أن تكون السليلات هو أمر شائع نسبيا، إلا أن كثيرا منها ليس سرطانيا، بل حميدا.

العناية الذاتية

ينمو سرطان القولون ببطء شديد عادة. وقد يكون موجودا في الجسم لسنوات طويلة من دون أن يسبب أية أعراض ملحوظة. إلا أن الكشف والعلاج المبكرين للمرض من شأنها إنقاذ حياة المريض. لهذا السبب، توصي المؤسسة الأميركية لمكافحة الأمراض السرطانية بإجراء فحوصات كشف منتظمة للقولون والمستقيم بدءا من سن الخمسين. أما في حالة وجود تاريخ عائلي بسرطان أو سليلات القولون، فقد ينصح الطبيب بمباشرة الفحوصات في سن أبكر.

داء السكر

داء السكر هو داء مزمن يؤثر على طريقة الجسد في استعمال الطعام المهضوم لإنتاج الطاقة والنمو، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل الغلوكوز (وهو أحد أشكال السكر) في الدم. ويتطور النوع الثاني من داء السكر أو ما يدعى بداء السكر المرتبط بسن الرشد، بعد سن الأربعين عادة. ويصبح المرء معرضا له إن كان قليل الحركة أو زائد الوزن أو كان أحد أعضاء أسرته مصابا بالمرض.

عند الإصابة بداء السكر، يتوقف الجسم عن إنتاج الأنسولين أو عن استعماله بشكل صحيح. والمعروف أن الأنسولين هرمون ضروري للأنسجة لكي تتمكن من استعمال سكر الدم (الغلوكوز) كما يجب. وفي حال عدم علاج المرض، من شأنه أن يسبب عددا من المضاعفات التي تهدد حياة المريض. ومن أخطرها اعتلال القلب والأوعية الدموية وهي حالة تعرض المصاب إلى خطر متعاظم بالإصابة بالنوبة القلبية والجلطة الدماغية وارتفاع ضغط الدم فضلا عن مشاكل في الدورة الدموية، مما قد يستدعي بتر أصابع القدم أو حتى أحد الأطراف. وقد ينشأ عن المرض أيضا فشل كلوي وتلف عصبي وعمى.

ماذا تستطيع أن تفعل

تعرف على العلامات المنذرة لداء السكر. من شأنها أن تتطور ببطء وأن تشتمل على فرط العطش والتبول المتكرر وفقدان الوزن من دون سبب وضبابية الرؤية، هذا فضلا عن مشاكل المثانة والفطريات المهبلية وإنتان الجلد وصعوبة شفاء القروح والشعور بوخز في اليدين أو القدمين أو فقدان الإحساس بها.

ولتجنب الإصابة بالنوع الثاني من داء السكر والمساعدة على تخفيف حدة الأعراض في حال وجود المرض، عليك اعتماد نظام غذائي متوازن والحفاظ على وزن صحي ومواصلة النشاط الجسدي. ولإبقاء مستوى السكر في الدم ضمن معدله الطبيعي راقبه باستمرار وتناول الأدوية التي يصفها الطبيب.