آخر كلام عن القهوة

زائر
آخر كلام عن القهوة

[SIZE=+0]أهي ضارة أم لا؟

القهوة مشروب منعش واسع الشهرة، يحتسيه الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم ويولعون به، فهل فكرت – عزيزي القارئ – وأنت جالس مسترخياً ترتشف فنجان القهوة في لذة واستمتاع وتساءلت: هل لهذا المشروب بعض الأضرار أم لا؟
في الواقع تشير بعض الدراسات العلمية إلى وجود صلة مابين القهوة والإصابة ببعض الأمراض مثل السرطان وأمراض الجهاز الدوري، ولكن – على أي حال – إذا كنت ستتناول القهوة حتماً فهي من أقل المشروبات ضرراً مادمت لا تسرف في تناولها.
والآن إليك بعض المعلومات الطبية عن القهوة والتي يحسن أن تحيط بها علماً...



الآثار الصحية للقهوة
يعد الكافيين العنصر الرئيسي في تركيب القهوة والذي يكسبها مفعولها المرغوب، وهو مادة تجعلك متيقظاً، ممتلئاً بالنشاط والحيوية وسريع الاستجابة. فإذا أسرفت في تناول القهوة فهذا يحدث بالفعل آثاراً ملحوظة. ولكن لم يثبت قطعياً أن القهوة تسبب مشكلات صحية خطيرة وحتى هذه المشكلات ، إذا حدثت، فلا تصيب إلا من يسرفون بشدة في تناول القهوة ( أي بمعدل ثمانية فناجين أو أكثر يوميا على سبيل المثال ) ولازالت الأبحاث مستمرة عن الآثار الضارة لقهوة، وفيما يأتي مجمل لآخر ما توصلت إليه هذه الأبحاث.

في مجال الإصابة بالسرطان
ثمة دراسات قليلة تمت في الماضي أشارت إلى وجود صلة ما بين تناول القهوة ( نظراً لوجود عدد قليل فقط من مئات العناصر المكونة لها ) وبين الإصابة بسرطان البنكرياس أو المثانة البولية.
ولكن ثمة دراسات أخرى أكثر حداثة أظهرت أن هذه الصلة غير مؤكدة، وحتى إذا افترضنا وجودها فهي مجرد علاقة محدودة ولا تحدث إلا عند استهلاك كميات كبيرة جدا من القهوة.

في مجال أمراض الجهاز الدوري ( القلب والأوعية الدموية )
من المعروف علمياً وجود ارتباط بين تناول القهوة وارتفاع مستوى الكوليستيرول في الدم، وبالتالي زيادة معدل الإصابة بأمراض الشريان التاجي والنوبات القلبي، ولكن هل كل أنواع القهوة تؤدي إلى نفس هذه النتيجة؟
يمكنك – عزيزي القارئ – معرفة الإجابة إذا اطلعت على نتائج دراسة أميريكية أجريت ( خلال عام 1996 ) على أكثر من 121 ألف ممرضة، تم تعويدهن على تناول القهوة يومياً، وقد توصلت نتائج هذه الدراسة إلى أن تناول، حتى مع الإكثار منها، لم يؤدِ إلى زيادة معدلات الإصابة بالنوبات القلبية!..
فكيف حدث هذا مع أن هناك دلائل عن وجود بعض المركبات في القهوة ترفع مستوى الكوليستيرول في الدم؟.. لتوضيح ذلك نؤكد لك أن هذه المركبات لا توجد فيما يسمى بالقهوة سريعة التحضير أو المرشحة وهي التي يفضلها معظم الأمريكيين. أما إذا تناولت القهوة مغلية ( أو إكسبريسو ) وهي من الأنواع التي تحتوي على مستويات عالية نسبياً من تلك المركبات الضارة، فعليك قي هذه الحالة أن تنقص الكميات التي تتناولها ( انظر الجدول ).



مرض هشاشة العظام
من الثابت علمياً أن الكافيين يزيد من نسبة الكالسيوم الذي يتم إخراجه مع البول عن طريق الكلى، بل وتوجد دراسة واحدة أو أكثر أظهرت أن الكافيين قد يزيد قابلية الإصابة بكسر في عظم الورك أو الحرقفة. ولكن على أي حال – فليس من المتوقع حدوث تأثير ضار ملحوظ على سلامة العظام إلا إذا تناولت كميات هائلة من القهوة كل يوم.

حدوث تغيرات في الثدي ( على شكل حويصلات ليفية )
ثمة دلائل على أن القهوة ( أو الكافيين بصفة خاصة ) يمكن أن يؤدي إلى حدوث تغيرات في داخل الثدي على صورة حويصلات ليفية، وفيها تتكون داخل الثدي كتل أو أورام حميدة إلا أنها تكون مؤلمة بعض الشيء، ويمكن أن يؤدي الاستمرار في تناول الكافيين إلى زيادة حدة هذه المشكلة.

القهوة ليست مأمونة تماماً ( حتى عند الإقلال منها ).
يعتمد تأثير القهوة على الإنسان على درجة حساسيته أو استجابته لها، فحتى إذا تناولت فنجانين فقط من القهوة يومياً فهذا يحدث يعض الآثار في أجهزة معينة من الجسم ، وهي:



الجهاز العصبي:

وهذا يكون جلياً عند تناول كميات كبيرة من الكافيين مما جعل الإنسان عصبياً، قلقاً، متهيج الأعصاب، ويمكن أن يزيد من سرعة دقات القلب وأن يجعل الإنسان يصاب بالأرق بل وقد يشعر بنوبات من الفزع إذا كانت لديه القابلية لذلك.

الجهاز الهضمي:

يسبب الكافيين استرخاء العضلة العاصرة التي تقع عند فم المعدة ( أي الطرف الفؤادي للمعدة ).
وهذا يؤدي إلى حدوث ترجيع للأحماض المعدية إلى المريء، فيسبب بالتالي شعوراً بالحرقة. ويمكن أن يؤدي الكافيين إلى حدوث تهيج بالغشاء المخاطي للمعدة، فإذا وجدت قرح بالمعدة يمكن أن يزيدها سوءاً، وقد يسبب أيضاً الإصابة بالإمساك أو الإسهال أو غير ذلك من اضطرابات بالجهاز الهضمي.

الجهاز البولي:

من المعروف أن الكافيين يحدث تهيجاً بالمثانة البولية، كما أن لم تأثيراً لطيفاً مدراً للبول، مما يجعل الشخص يتبول أكثر من المعدل المعتاد.

عليك بالقهوة منزوعة الكافيين
إذا أردت التوقف عن تناول الكافيين فيمكنك اللجوء إلى القهوة منزوعة الكافيين، فهي تعطيك النكهة والرائحة المحببتين والمميزتين للقهوة دون التعرض لأضرارها.
ولكن يجب مراعاة أن يتم هذا الإيقاف بشكل تدريجي حتى لا تتعرض لحدوث ما يسمى بأعراض الانسحاب، وأكثرها سوءاً هو الشعور بالصداع الذي قد يكون شديداً في بعض الأحيان. ويمكن أن يحدث أيضاً شهوراً بالغثيان أو الكآبة. ولكن لا تقلق، فمعظم هذه الحالات لا يستمر طويلاً بل يختفي لتعود بعد ذلك إلى حياتك الطبيعية، معتدل المزاج .. بدون كافيين.



جدول لمقارنة كمية الكافيين في الأنواع المختلفة من القهوة: