أبنتك المراهقة ومشاكل الدورة الشهرية

زائر




أبنتك المراهقة ومشاكل الدورة الشهرية



تفيد الدراسات الطبية أن الفتاة تعاني أكثر في فترة المراهقة من الآلام التي تصاحب الدورة الشهرية

لذا لا بد عليك عزيزتي الأم أتباع نصائح الأختصاصيون لمساعدة أبنتك على التخفيف من حدة الآمها وعدم الأستخفاف بأوجاعها , ولم يتمكن الاطباء من تحديد أسباب حدة هذه الآلام عند المراهقات ولكن يعتقد البعض أن للأمر علاقة بطبيعة الرحم , الذي يكون شديد التماسك لعد اختباره من قبل عملية تكون الجنين فيه , التي تسهم في تليين أنسجته وتمديده وهذا الامر ربما يفسر سبب زوال تلك الآلام بعد الإنجاب .



لمعرفة طبيعة الآلام المصاحبة للحيض لا بد أن تعرف المراهقة آلية حدوث الحيض إذ أن الحيض هو عملية فقدان الدم والخلايا والتي تتكون مرة كل شهر في بطانة رحم الفتاة التي هي في سن الإنجاب , وكما هو معروف يستعد الرحم من خلال زيادة سماكة بطانته لحصول حمل مرة كل شهر , وإذا لم يحصل حمل تتمزق هذه البطانة فينزل الدم والخلايا عن طريق المهبل وتستمر عملية الحيض من 3 _ 7 أيام وتسمى بالعادة أو الدورة الشهرية , أنطلاقاً من هذا الامر تنتج الآلام عن الأنقباضات والتي تسهم في أخراج الدم من الرحم وهي ووفق كلام الأطباء تشبه أنقباضات المراحل الأولى من مخاض الولادة , مما يسبب للفتاة مغص في البطن وأوجاع في منطقة الظهر والحوض ويصحب هذه الآلام مجموعة من الأعراض تختلف من قتاة لاخرى كالتقيؤ والأسهال وصداع وتضخم في الثديين وأنتفاخ الجسم نتيجة عملية أحتباس السوائل , ورغبة عارمة في تناول السكريات .



أن أغلبية المراهقات لا يشعرن بالآلام أو المغص في أول وثاني حيض لهن والذي عادة يبدأ بين سن 11_16 ويفسر الأطباء هذا الأمربأنه ناتج عن أمرين أولاً عدم أنتظام الدورة الشهرية , وثانياً غياب عملية الإباضة والتي تعد من العوامل الأساسية لحدوث الآلام في الفترة الأولى من بلوغهن .



كيف تساعدين أبنتك المراهقة ؟

قدمي لأبنتك الدعم العاطفي اللازم عندما تاتي أليك شاكية الآلام الحيض وطمئنيها بأن الأمر طبيعي ولا يوجد أي شيء خطير , ولكن إذا شعرت بأنها منزعجة وخائفة يمكنك أن تصطحبيها غلى الطبيبة لمزيد من الأطمئنان وشجعيها على تدوين مواعيد بداية دورتها الشهرية وأجعليها تستعد قبل أيام لدورتها الشهرية بأن تتفادى أبنتك شرب السوائل التي تحتوي على مادة الكافيين مثل الشاي والقهوة والكولا إضافة إلى تناول الشوكولاته قبل يوم أو يومين من موعد نزول الدورة الشهرية لأن الكافيين يسهم في زيادة وحدة اوجاع المغص , وحاولي أن تخلقي جواً مريحاً وهادئاً في المنزل إذ تشير الدراسات إلى أرتباط حدة واوجاع الدورة الشهرية بالضغوط النفسية , كذلك كوني إلى جانبها دائماً وساعديها في إداء واجباتها المدرسية حتى تعتاد الأمر .



شجعيها على ممارسة الرياضة والأكل الصحي

شجعي أبنتك على القيام بأي نشاط رياضي جسدي أو ممارسة الرياضة لتحسين دورتها الدموية لا سيما في منطقة الحوض مما يساعدها على التخفيف من مغص الدورة الشهرية , كذلك علميها تقنية الأسترخاء عن طريق التنفس بالشهيق والزفير خمس مرات وبهدوء , وأحرصي على أن تحظى أبنتك بقسط وافر من النوم واراحة لأنه مفيد لها , وشجعيها على أعتماد نظام غذائي صحي يرتكز على الكثير من الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة لأنه سيقوي من مناعتها ويمنحها مزيداً من الصحة ما يمكن جسمها من السيطرة على أضطرابات الدورة الشهرية , كما ينصح الاطباء بضرورة أعطاء المراهقات زيت السمك مرة في الأسبوع , لأنه مفيد جداً في مكافحة الإلتهابات , كذلك يفضل جعلها تتناول الاطعمة الغنية بالمغنيزيوم وفيتامين B ليساند جهازها العصبي في عملية تليين عضلاتها وأسترخائها .





المسكنات للتغلب على الآلم

يعتبر دواء ( الأيبوبرفين ) من الادوية الفاعلة في علاج الإلتهابات وتسكين الآلام , كما يمكن أعطاء أبنتك أي دواء مسكن فعال , إلا أنه يستحسن أخذ رأي الطبيبة أو الصيدلاني قبل أستخدامه , كذلك تعد الأدوية التي تحتوي على مادة ( الهيوكسين ) فعالة في التخفيف من آلام الإنقباضات ويمكن للفتيات فوق سن الثانية عشرة أخذ جرعة الراشدين نفسها , وهنالك وسائل طبيعية تساعد على التخفيف من نزف الدورة الشهرية والحد من آلامها مثل التدليك وأخذ حمام دافيء أو وضع ماء دافيء او كمادات دافئة على منطقة البطن وأسفل الظهر .




تحياتي
 

زائر


هذا الكلام موجه للأم أكثر من الأب عن طريقة شرح الدورة الشهرية للبنت الصغيرة.

سيناريو الدورة الشهرية عند البنت العربية هو سيناريو ينتمى إلى عالم التراجيديا، وتعامل الأسرة العربية معها للأسف ينتمى إلى عالم الكوميديا، فالطفلة البريئة ذات التسع أو العشر سنوات دائماً ما تقابل هذه الحادثة فجأة وبلا سابق إنذار، من الممكن أن تكون مستغرقة فى لعبة، أو مستيقظة من نوم، أو تحاول حل معضلة حسابية فى واجب المدرسة، وفجأة تباغتها نقط الدماء النازفة من مكان حساس وهى وحيدة لا تملك أى سند معرفى أو دعم عاطفى أو حتى مجرد تفسير، فهى متأكدة أنها لم تجرح، وهى متأكدة أيضاً أن هذا النزف لا بد له من سبب خطير، أحياناً تصرخ، وأحياناً تصرح، وغالباً ما يجبرها مكان النزف المحاط بالأسرار على أن تدفن مأساتها وتكتم فضولها وتنتظر المجهول والصدفة. كلنا يعرف مدى خوف الأطفال من منظر الدم، وكلنا يعرف أيضاً كم الممنوعات والمحظورات والتابوهات التى خلقتها الأسرة العربية حول أى حديث عن البلوغ الجنسى لأطفالهم، وهنا تكمن المأساة فالطفلة تقع أسيرة صراع نفسى رهيب بين مطرقة خوفها وفزعها من هذه الدماء وسندان الخجل من مصارحة الأهل الذين يرفعون راية العيب فى وجه أى فضول مشروع من الطفل حول جسده الذى يجهل تضاريسه، وتضطر الطفلة للجوء لصديقتها الأكبر سناً والأكثر جهلاً، وتظل المعلومة تتناسل من رحم جاهل لأجهل منه حتى يتكلس العقل على هذه المعلومة المغلوطة والخبرة المشوهة التى تظل مع البنت حتى تتزوج، وتمارس الخطأ نفسه مع إبنتها، وهكذا يظل الخرس والصمت والجهل تتوارثه الأجيال فى أكبر عملية تواطؤ جاهلة فى التاريخ ضد البنت التى لا تملك إلا السكوت وقبول الأمر الواقع. “عيب يا بنت” هى الجملة اللحنية الخالدة التى تعزفها أوركسترا الأسرة العربية عند سماعها لأى سؤال مشروع عن مظاهر البلوغ عند الفتاة خاصة، والبنت مظلومة لأن بلوغها له صورة دراماتيكية وسريعة وحاسمة ومباغتة، أما الولد فمظاهر بلوغه تتم على مهل وبدون ضجة وبصورة تخلو من بقع الدم التى تلطخ لوحة المراهقة، فالولد يخطو إلى عتبات المراهقة بصوت أجش وشعيرات تنبت فى الذقن وتكوين عضلى مميز، أما البنت فهى تطرق باب المراهقة بدقات الصراخ، وتدلف إلى عالمه على بساط من الدماء، ولذلك يجب علي كل أم أن تأخذ بيد إبنتها كى تدخل إلى هذا العالم بهدوء ورباطة جأش وثقة بل والأهم بفرح حقيقى، ويجب عليها ألاتخجل أو تناور أو تهرب، وعليها أن تعرف أنها تبنى أهم لبنة فى صرح بناء طفلتها النفسى والعقلى والوجدانى، وألا تعتمد على المقولة الشائعة “ما كلنا كنا بنات ومرينا بالمرحلة دى، كان إيه اللى حصل يعنى”، وعلى كل أم أن تعرف وتتأكد من أن المسكوت عنه ليس معناه أنه ليس مهماً بل فى أغلب الأحيان يكون المسكوت عنه بالغ الأهمية، وإهماله وتجاهله و”طناشه” ليس هو الحل، ويجب أن تتدرب الأمهات على هذه المهمة، كيف تتحدث مع طفلتها عن الدورة الشهرية؟، وما يجب أن يقال، وما يجب ألا يقال. توقيت الحديث عن الدورة الشهرية قضية بالغة الأهمية، فمعظم الفتيات تداهمهن الدورة فى سن الثانية عشرة أو الثالثة عشرة، وأحياناً تبدأ فى التاسعة وأحياناً أخرى بعد الخامسة عشرة، وإنتظار حدوثها حتى تبدأين حديثك مع إبنتك إنتظار بلا طائل وتوقيت متأخر جداً.

ولذلك ينصح أحد أخصائيى البلوغ وهو ريتشارد ليفين بأن سن العاشرة هو سن مناسب جداً للحديث مع طفلتك عن الدورة الشهرية، وحتى من منطلق الخوف على البنت وليس من منطلق المعرفة فقط يوجد سبب آخر للحديث عن الدورة الشهرية قبل وقوعها، فالفتاة من الممكن أن تكون ناشطة جنسياً وقابلة للحمل حتى قبل الدورة!، فأحياناً وقبل الدورة الشهرية العادية الملحوظة مباشرة يكون عند الفتاة التبويض القابل للتحول إلى حمل كامل وهنا يطول الحديث عن الإستغلال الجنسى للأطفال وهو موضوع من الممكن مناقشته فى مقال آخر، ولا بد أن تكون الفتاة مسلحة بمعرفة ضد هذه الأشياء. وكما لا بد أن تعرف الفتاة مبكراً، عليها أيضاً أن تعرف بصورة طبيعية وغير مفتعلة.