أنفلونزا مع رشح في الأنف

زائر
ابني عمره شهران، يشكو من الأنفلونزا مع رشح في الأنف، وأخشى أن يتكرر عليه هذا الدور وأريد له حلاً.
 

Dr. Samir A

طبيب ممارس عام
فتحت هذا الموضوع في هذا التوقيت الذي هجم فيه البرد، وعم الصقيع، وغابت الشمس، وظهر فيروس الأنفلونزا، الذي لا يعفي صغيرا ولا كبيرا من زياراته المتكررة، ولا ينقضي موسم الشتاء إلا وهذا الزائر الثقيل قد حل ضيفا غير عزيز على كل الناس إلا من رحم ربي.

ومكان هذا الفيروس المفضل في جسم الإنسان هو الجهاز التنفسي العلوي.. حيث يصاب المريض بالرشح والزكام والتهاب الحلق والكحة الجافة وارتفاع الحرارة وآلام الجسم.. وقد يتفاقم الأمر ويصل الفيروس إلى الجهاز التنفسي السفلي؛ حيث يصاب المريض بالتهاب في الشعب الهوائية أو التهاب رئوي.

وحقيقة الأمر أن هناك أنواعا كثيرة من الفيروسات غير فيروس الأنفلونزا تهاجم الجهاز التنفسي، وخاصة في فصل الشتاء، مثل: فيروسات البار أنفلونزا وفيروسات الرينوفيرس وفيروسات الأدينوفيرس... وغيرها كثير.. وتسبب هذه الفيروسات أعراضا مشابهة لأعراض الأنفلونزا. ولكن نظرا لشعبية فيروس الأنفلونزا الطاغية فإن الناس -بل وحتى الأطباء- دائما ما يعبرون عن كل هذه الإصابات الفيروسية بالكلمة الشهيرة "الأنفلونزا".. بل إن الأمر قد تعدى ذلك إلى أن كثيرا من أمراض الحساسية التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي، وتسبب الرشح والزكام يعبر عنها أيضا بكلمة "الأنفلونزا".

وهذا الفيروس عجيب وغريب حقا.. ويختلف عن كثير من الفيروسات التي قد تصيب الإنسان مرة واحدة في حياته؛ فتتولد في جسمه مناعة ضد هذا الفيروس مدى الحياة.. أما فيروس "الأنفلونزا" فهو كالحرباء يغير جلده من مكان لآخر.. وكالثعبان يغير جلده من عام لآخر؛ لذلك لا يستطيع الجسم أن يؤسس نظاما مناعيا ثابتا وطويل الأمد ضد هذا الفيروس المتقلب..

ولذات السبب فإن هذا الفيروس قد يهاجم الشخص الواحد أكثر من مرة حتى في الموسم الواحد.. ولنفس السبب فإن الطفل حديث الولادة قد لا يكتسب مناعة مؤثرة ضد هذا الفيروس من جسم أمه أثناء الحمل؛ فيصبح الطفل معرضا للإصابة بالفيروس في بدايات حياته، وهذا هو واقع الحال في طفلنا العزيز الذي يبلغ من العمر شهرين.

أما عن وسائل الوقاية من هذا المرض بالنسبة لهذا الطفل.. وبكل أسف أقول لك: إن وسائل الوقاية بالنسبة للطفل في هذا العمر محدودة؛ وذلك لأن التطعيم ضد هذا المرض –الذي هو أصلا قليل الفائدة- لا يعطى قبل سن 6 أشهر.. بالإضافة إلى أن الأدوية التي اعتمدت حديثا للعلاج والوقاية من هذا المرض لا تعطى أيضا في هذا العمر المبكر، ناهيك عن كونها وسيلة غير عملية ومكلفة في كل الأعمار، وأنها ما زالت ذات طابع تجريبي وأكاديمي.

ولا مجال أمامك بالنسبة لهذا الطفل إلا معالجة الأعراض مثل ارتفاع الحرارة والزكام والكحة، وذلك في حالة حدوث المرض.. والوقاية منه عن طريق تجنيب الطفل التعرض لتيارات الهواء والبرودة والتغيرات الجوية، وتجنيبه مخالطة المرضى.
 

الأنفلونزا فيروس وليس بكتريا ولذلك لا يجب ارهاق الطفل بالمضاد الحيوي ويجب علاج الأعراض فنعطيه أتروفين نقط في الأنف للرضع ثلاثة مرات أو أربعة يومياً مع خافض لاحرارة ومسكن مثل سيتال نقط ١٥نقطة عند اللزوم ولو كان فيه كحة نعطيه موسع للشعب مثل توسيلار نقط