زائر
بين أزهار الحديقة وورودها وخضرواتها الطازجة تغرس أم مهدي نفسها منذ ساعات الصباح الأولى، فما إن تشير الساعة السادسة حتى تفتح عينيها تستنشق رائحة الياسمين الآتية إلى غرفتها عبر نسيم الصباح فيمنحها مزيداً من النشاط، وقبل أن تضع لقمة في جوفها تنتحي إلى حديقتها الغناء تسقي الزرع وتنبش الأرض لتزيل ما بها من أعشاب بإمكانها تأخير نمو زهورها وخضرواتها.
أم مهدي لا تتخيل أيام عمرها بدون حديقتها ورغم آلام أقدامها إلا أنها تصر على رعاية حديقتها فالأزهار لديها تماماً كما أطفالها وكذلك طيورها من الدجاج والبط لا يمكنها الركون إلى أحد ليعتني بهم من أبنائها فهي الأحق برعايتهم ومن أجلهم يمكنها احتمال أوجاع الدنيا وآلامها، حالة الانسجام بين ألوان النباتات مع بعضها البعض واختلاف أوراقها وتشابك أغصانها تبصرها السيدة كأجمل لوحة تشكيلية من إبداع الخالق وتضيف:"تنقلني إلى حالة تفكر وتأمل وما أخرج منها إلا بإيمان في قلبي يزيد بعظمة الخالق سبحانه وتعالى". وتحرص أم مهدي نتيجة أوضاعها الاقتصادية الصعبة على زراعة حديقة منزلها بأنواع من الخضروات فتجنبها كبد شرائها من السوق في ظل أسعارها المرتفعة وإذا ما كان المحصول وفيراً تعمد إلى إهداء الجيران بعضه، تقول السيدة" اعتدت الزراعة وأحب رائحة التراب والنبات حين تختلط بالماء، أحب منظر الماء وهو يجري في جداول الزرع والزهر".
أم مهدي هربت من رتابة الحياة بعد زواج أبنائها إلى حديقتها المنزلية فباتت بما تحويه من أزهار وخضروات وأشجار مثمرة تماماً كابن لها تسعد كثيراً إذا ما أثمر وتتألم كثيراً إذا ما أصاب أوراقه مرض ما فتعمد إلى الاعتناء به ومعالجته ليعوداً غصناً أخضر تماماً كما قلبها النابض بالخير والحب لمن حولها.
الطبيعة كنز من السعادة
في إحدى الدراسات المهتمة بكشف أسرار الطبيعة وما تضيج به من أنواع من الورود والزهور تبين أن رائحة الورود تدخل السرور والراحة لنفس مستنشقها والناظر إليها وتبعث في قلبه السعادة وتمنحه نشاطاً وحيوية، حيث أكدت نتائج دراسة بجامعة فلوريدا أجراها عدد من الباحثين أن الاستيقاظ على رائحة عبق الورود الآتية مع النسيم عبر نافذة غرفة النوم من شأنها تقليل مستويات الإجهاد لدى الأشخاص وأيضاً تسهم في رفع معنوياتهم، ووفقاً لفريق البحث فإن رائحة الزهور ذات العطر الجميل والتي تنسل إلى الإنسان عبر الاستنشاق بالأنف مفيدة جداً للتنفس والرئتين كما أنها وسيلة جيدة للتخلص من الإجهاد النفسي ووسيلة أخرى للتخلص من البدانة خاصة إذا ما أمضيت وقتاً قصيراً وأنت تعتني بحديقة منزلك إذ تخلصك يومياً من 360 سعراً.
ورائحة الورد التي تشتمها تعيد النشاط إلى ذاكرتك فتجعلها جديدة وقد بدا ذلك واضحاً عبر نتائج الدراسة التي أظهرت أ، 97.2% من المشاركين بعد ليلة واحدة من إخضاعهم لتجربة استنشاق رائحة الورود ومن ثم النوم داخل أنبوب خاص لمراقبة أمخاخهم بالرنين المغناطيسي أثناء النوم تذكروا أزواج أوراق اللعب التي تعلموها قبل النوم بينما تذكروا فقط 86% من الأزواج حينما لم يستنشقوا رائحة الورود أثناء النوم.
تنافس للاعتناء بالحديقة
ولا تختلف مريم ومرح حالاً عن الحاجة أم مهدي فهنَّ يتنافسنَّ في كل صباح على الاعتناء بحديقة منزليهما الضاجة بألوان وأنواع من الورود تتراوح بين الأحمر الجوري والأبيض للفل والياسمين، مرح في الغالب ما تفوز في المنافسة فهي الأنشط في الاستيقاظ باكراً خاصة أيام الإجازة الأسبوعية إلى حديقتها تطلق العنان لبصرها لتبصر جميع تفاصيلها بنظرة واحدة ومن ثمَّ تبدأ مهامها، تقول الفتاة العشرينية "البداية تكون مع إزالة الشوائب من الأحواض ومن ثمَّ ترتيبها وتنسيقها بواسطة مشط الأرض بعد ريها ورش ما حولها بقطرات من الماء" قطرات الماء حول أحواض الزهر تمنح مرح الفرصة في تجميل الحديقة برسم الأحواض تارةً تجعلهم على شكل مثلث وتارةً على شكل دائرة وتارةً ثالث تعمد إلى رسم الجدول كنجمة أو وردة أو فراشة وتضيف :" يستمر المخطط لأسبوع تقريباً إلا أنه يزول وأعمد من جديد لابتداع أشكال أخرى للأحواض فأشعر بالراحة والسعادة "، وتتابع :" في ساعة الصباح تكون الحديقة أنسب الأماكن لتناول طعام الفطور بعيداً عن أزمة الجدران المغلقة في البيت "، وتقضي مرح وعائلتها معظم أوقات اليوم في الحديقة وتستضيف فيها زملائها فهي لا تحب الأماكن المغلقة وتفضل إذا ما دعاها أحد لمأدبة غذاء تكون في حضن الطبيعة لتحقق معادلة الخضرة والماء والوجه الحسن فستكمل مقومات السعادة.
حياة عصرية ولكن !
على الرغم من الدراسات التي تؤكد أن الزهور والمشاهد الطبيعية تقلل من حالة الغضب لدى الأطفال إلا أن أم سامي ترى بأنها مصدر إزعاج لها كونها ترتب عليها " متاعب " ، وتوضح السيدة :" معنى الخروج إلى نزهة في حديقة عامة أو على أحد معالم الطبيعة كالبحر أن أبقى لساعات طويلة أعاني من نظافة المنزل والأولاد معاً، فهم عندما يلعبون بالرمل يصحبونه بأقدامهم وألعابهم إلى البيت"، لكن أم سامي لا تحرم أطفالها من اللعب واللهو داخل غرفة خاصة للعب يحتضنها بيتها في الطابق الثالث من أحد الأبراج السكنية، ورغم الإلحاح الشديد من قبل أولادها للخروج في نزهة إلى المنتزه إلا أنهم لا يحظون بها إلا قليلاً ما يجعلهم دائمي الشغف بحلول الإجازة الصيفية ليقضوا أيام طويلة منها في بيت الجدة التي تملك حديقة فهناك بإمكانهم اللعب واللهو واستنشاق الزهور ولا سيما مساعدة الجدة في الاعتناء بحديقتها.
ووفقاً لدراسة بريطانية قام بها مجموعة مختصين من جامعة بليموث على عدد من الأطفال لم يتجاوزا الـ38 طفلاً، فإنها تخفف من نوبات الغضب التي تنتابهم، وبحسب نتائج الدراسة 25% من الأطفال تنتابهم نوبات غضب قوية مما يجعل الحياة لديهم صعبة حيث أنهم دائمي الصراخ والبكاء ويقومون بالركل والضرب وأحياناً يلقون بأنفسهم أرضاً مشيرة إلى أن نوبة الغضب تستمر لديهم من خمس دقائق إلى ساعة كاملة.
وكان فريق الدراسة قدم للأطفال أقراص فموية رُكبت من روح الزهور مثل الكستناء الحلوة والماجنوليا وزهرة نبات الألدر وتناولوها مرتين يومياً وكانت النتيجة أنها قللت من حدة النوبات التي تسيطر على الأطفال بنسبة 42% وفقاً لتقدير آبائهم الذين عمدوا إلى مراقبتهم، من ناحية أخرى أشارت الدراسة إلى أن العلاج المستخلص من روح الزهور إلى أن نسبة الصراخ لدى الأطفال انخفضت لدى الأطفال بنسبة 30% كما تراجع نحيبهم بنسبة 24% بينما حالة الركل والضرب أثناء ثورة الغضب فقد تراجعت أيضاً بنسبة 35% فيما انخفض معدل بكائهم بنسبة 21% مما يثبت نجاعة الدراسة كما يقول الباحثين القائمين عليها.
علاج فعال
ليس الأزهار وحدها من تزيل نوبات القلق والغضب وتعمل على إراحة الإنسان من الإجهاد النفسي فالاعتناء بالحيوانات الأليفة والطيور أيضاً تقوم بذات المهمة، والتجربة خير برهان، تؤكد "منى" في النصف الأول من ثلاثينيات من عمرها أنها إذا ما شعرت بالضيق تعمد إلى الاعتناء بحديقة منزلها المتواضعة بين الزهور تنحني لتنبش الأرض وتزيل العشب وما إن تستنشق رائحة الزهور مختلطة بالماء وتراب الأرض حتى تشعر براحة في نفسها وتستعيد توازنها من جديد، وتتابع :"ليس أنا فحسب كذلك شقيقتي، هي تعاني من مرض نفسي لديها أحياناً تنتابها ثورات غضب يمكنها معها أن تؤذي نفسها أو الأطفال الذين يثيرون الضجة من حولها تقول منى "أعمد إلى النأي بها عن ضجتهم إلى حديقة المنزل أجعلها تساعدني في تنظيفها وأحياناً تذهب بمفردها إلى الشق الآخر من الحديقة تعتني بالطيور من الدجاج والبط هناك"، تمضي الشقيقة التي تعاني من مرض نفسي وقتاً طويلاً في الاعتناء بالطيور وما إن تنتهي حتى تلمح السعادة والهدوء بادياً على وجهها.
وكانت دراسة أكدت قضاء المرضى النفسيين لبعض الوقت في مزرعة للاعتناء بالحيوانات الأليفة من أبقار وخيول يساعدهم على تخفيف قلقهم ويسهم في تدعيم ثقتهم بأنفسهم، وتشير الباحثة بنتي بيرجيت أن التعامل مع الحيوانات ورعايتها في المزرعة لها أثار إيجابية على المرضى النفسيين خاصة المصابين بأمراض خطيرة مثل انفصام الشخصية أو القلق أو اضطراب الشخصية أو الاضطرابات العاطفية ولفتت أن حوالي 60 مريضاً قاموا بزيارة مزارع في النرويج بواقع مرتين في الأسبوع على مدار ثلاث ساعات في الزيارة الواحدة وتحسنت أحوالهم قليلاً بالتغلب على المرض مقارنة من 30% لم يراعوا حيوانات.
منقووول
أم مهدي لا تتخيل أيام عمرها بدون حديقتها ورغم آلام أقدامها إلا أنها تصر على رعاية حديقتها فالأزهار لديها تماماً كما أطفالها وكذلك طيورها من الدجاج والبط لا يمكنها الركون إلى أحد ليعتني بهم من أبنائها فهي الأحق برعايتهم ومن أجلهم يمكنها احتمال أوجاع الدنيا وآلامها، حالة الانسجام بين ألوان النباتات مع بعضها البعض واختلاف أوراقها وتشابك أغصانها تبصرها السيدة كأجمل لوحة تشكيلية من إبداع الخالق وتضيف:"تنقلني إلى حالة تفكر وتأمل وما أخرج منها إلا بإيمان في قلبي يزيد بعظمة الخالق سبحانه وتعالى". وتحرص أم مهدي نتيجة أوضاعها الاقتصادية الصعبة على زراعة حديقة منزلها بأنواع من الخضروات فتجنبها كبد شرائها من السوق في ظل أسعارها المرتفعة وإذا ما كان المحصول وفيراً تعمد إلى إهداء الجيران بعضه، تقول السيدة" اعتدت الزراعة وأحب رائحة التراب والنبات حين تختلط بالماء، أحب منظر الماء وهو يجري في جداول الزرع والزهر".
أم مهدي هربت من رتابة الحياة بعد زواج أبنائها إلى حديقتها المنزلية فباتت بما تحويه من أزهار وخضروات وأشجار مثمرة تماماً كابن لها تسعد كثيراً إذا ما أثمر وتتألم كثيراً إذا ما أصاب أوراقه مرض ما فتعمد إلى الاعتناء به ومعالجته ليعوداً غصناً أخضر تماماً كما قلبها النابض بالخير والحب لمن حولها.
الطبيعة كنز من السعادة
في إحدى الدراسات المهتمة بكشف أسرار الطبيعة وما تضيج به من أنواع من الورود والزهور تبين أن رائحة الورود تدخل السرور والراحة لنفس مستنشقها والناظر إليها وتبعث في قلبه السعادة وتمنحه نشاطاً وحيوية، حيث أكدت نتائج دراسة بجامعة فلوريدا أجراها عدد من الباحثين أن الاستيقاظ على رائحة عبق الورود الآتية مع النسيم عبر نافذة غرفة النوم من شأنها تقليل مستويات الإجهاد لدى الأشخاص وأيضاً تسهم في رفع معنوياتهم، ووفقاً لفريق البحث فإن رائحة الزهور ذات العطر الجميل والتي تنسل إلى الإنسان عبر الاستنشاق بالأنف مفيدة جداً للتنفس والرئتين كما أنها وسيلة جيدة للتخلص من الإجهاد النفسي ووسيلة أخرى للتخلص من البدانة خاصة إذا ما أمضيت وقتاً قصيراً وأنت تعتني بحديقة منزلك إذ تخلصك يومياً من 360 سعراً.
ورائحة الورد التي تشتمها تعيد النشاط إلى ذاكرتك فتجعلها جديدة وقد بدا ذلك واضحاً عبر نتائج الدراسة التي أظهرت أ، 97.2% من المشاركين بعد ليلة واحدة من إخضاعهم لتجربة استنشاق رائحة الورود ومن ثم النوم داخل أنبوب خاص لمراقبة أمخاخهم بالرنين المغناطيسي أثناء النوم تذكروا أزواج أوراق اللعب التي تعلموها قبل النوم بينما تذكروا فقط 86% من الأزواج حينما لم يستنشقوا رائحة الورود أثناء النوم.
تنافس للاعتناء بالحديقة
ولا تختلف مريم ومرح حالاً عن الحاجة أم مهدي فهنَّ يتنافسنَّ في كل صباح على الاعتناء بحديقة منزليهما الضاجة بألوان وأنواع من الورود تتراوح بين الأحمر الجوري والأبيض للفل والياسمين، مرح في الغالب ما تفوز في المنافسة فهي الأنشط في الاستيقاظ باكراً خاصة أيام الإجازة الأسبوعية إلى حديقتها تطلق العنان لبصرها لتبصر جميع تفاصيلها بنظرة واحدة ومن ثمَّ تبدأ مهامها، تقول الفتاة العشرينية "البداية تكون مع إزالة الشوائب من الأحواض ومن ثمَّ ترتيبها وتنسيقها بواسطة مشط الأرض بعد ريها ورش ما حولها بقطرات من الماء" قطرات الماء حول أحواض الزهر تمنح مرح الفرصة في تجميل الحديقة برسم الأحواض تارةً تجعلهم على شكل مثلث وتارةً على شكل دائرة وتارةً ثالث تعمد إلى رسم الجدول كنجمة أو وردة أو فراشة وتضيف :" يستمر المخطط لأسبوع تقريباً إلا أنه يزول وأعمد من جديد لابتداع أشكال أخرى للأحواض فأشعر بالراحة والسعادة "، وتتابع :" في ساعة الصباح تكون الحديقة أنسب الأماكن لتناول طعام الفطور بعيداً عن أزمة الجدران المغلقة في البيت "، وتقضي مرح وعائلتها معظم أوقات اليوم في الحديقة وتستضيف فيها زملائها فهي لا تحب الأماكن المغلقة وتفضل إذا ما دعاها أحد لمأدبة غذاء تكون في حضن الطبيعة لتحقق معادلة الخضرة والماء والوجه الحسن فستكمل مقومات السعادة.
حياة عصرية ولكن !
على الرغم من الدراسات التي تؤكد أن الزهور والمشاهد الطبيعية تقلل من حالة الغضب لدى الأطفال إلا أن أم سامي ترى بأنها مصدر إزعاج لها كونها ترتب عليها " متاعب " ، وتوضح السيدة :" معنى الخروج إلى نزهة في حديقة عامة أو على أحد معالم الطبيعة كالبحر أن أبقى لساعات طويلة أعاني من نظافة المنزل والأولاد معاً، فهم عندما يلعبون بالرمل يصحبونه بأقدامهم وألعابهم إلى البيت"، لكن أم سامي لا تحرم أطفالها من اللعب واللهو داخل غرفة خاصة للعب يحتضنها بيتها في الطابق الثالث من أحد الأبراج السكنية، ورغم الإلحاح الشديد من قبل أولادها للخروج في نزهة إلى المنتزه إلا أنهم لا يحظون بها إلا قليلاً ما يجعلهم دائمي الشغف بحلول الإجازة الصيفية ليقضوا أيام طويلة منها في بيت الجدة التي تملك حديقة فهناك بإمكانهم اللعب واللهو واستنشاق الزهور ولا سيما مساعدة الجدة في الاعتناء بحديقتها.
ووفقاً لدراسة بريطانية قام بها مجموعة مختصين من جامعة بليموث على عدد من الأطفال لم يتجاوزا الـ38 طفلاً، فإنها تخفف من نوبات الغضب التي تنتابهم، وبحسب نتائج الدراسة 25% من الأطفال تنتابهم نوبات غضب قوية مما يجعل الحياة لديهم صعبة حيث أنهم دائمي الصراخ والبكاء ويقومون بالركل والضرب وأحياناً يلقون بأنفسهم أرضاً مشيرة إلى أن نوبة الغضب تستمر لديهم من خمس دقائق إلى ساعة كاملة.
وكان فريق الدراسة قدم للأطفال أقراص فموية رُكبت من روح الزهور مثل الكستناء الحلوة والماجنوليا وزهرة نبات الألدر وتناولوها مرتين يومياً وكانت النتيجة أنها قللت من حدة النوبات التي تسيطر على الأطفال بنسبة 42% وفقاً لتقدير آبائهم الذين عمدوا إلى مراقبتهم، من ناحية أخرى أشارت الدراسة إلى أن العلاج المستخلص من روح الزهور إلى أن نسبة الصراخ لدى الأطفال انخفضت لدى الأطفال بنسبة 30% كما تراجع نحيبهم بنسبة 24% بينما حالة الركل والضرب أثناء ثورة الغضب فقد تراجعت أيضاً بنسبة 35% فيما انخفض معدل بكائهم بنسبة 21% مما يثبت نجاعة الدراسة كما يقول الباحثين القائمين عليها.
علاج فعال
ليس الأزهار وحدها من تزيل نوبات القلق والغضب وتعمل على إراحة الإنسان من الإجهاد النفسي فالاعتناء بالحيوانات الأليفة والطيور أيضاً تقوم بذات المهمة، والتجربة خير برهان، تؤكد "منى" في النصف الأول من ثلاثينيات من عمرها أنها إذا ما شعرت بالضيق تعمد إلى الاعتناء بحديقة منزلها المتواضعة بين الزهور تنحني لتنبش الأرض وتزيل العشب وما إن تستنشق رائحة الزهور مختلطة بالماء وتراب الأرض حتى تشعر براحة في نفسها وتستعيد توازنها من جديد، وتتابع :"ليس أنا فحسب كذلك شقيقتي، هي تعاني من مرض نفسي لديها أحياناً تنتابها ثورات غضب يمكنها معها أن تؤذي نفسها أو الأطفال الذين يثيرون الضجة من حولها تقول منى "أعمد إلى النأي بها عن ضجتهم إلى حديقة المنزل أجعلها تساعدني في تنظيفها وأحياناً تذهب بمفردها إلى الشق الآخر من الحديقة تعتني بالطيور من الدجاج والبط هناك"، تمضي الشقيقة التي تعاني من مرض نفسي وقتاً طويلاً في الاعتناء بالطيور وما إن تنتهي حتى تلمح السعادة والهدوء بادياً على وجهها.
وكانت دراسة أكدت قضاء المرضى النفسيين لبعض الوقت في مزرعة للاعتناء بالحيوانات الأليفة من أبقار وخيول يساعدهم على تخفيف قلقهم ويسهم في تدعيم ثقتهم بأنفسهم، وتشير الباحثة بنتي بيرجيت أن التعامل مع الحيوانات ورعايتها في المزرعة لها أثار إيجابية على المرضى النفسيين خاصة المصابين بأمراض خطيرة مثل انفصام الشخصية أو القلق أو اضطراب الشخصية أو الاضطرابات العاطفية ولفتت أن حوالي 60 مريضاً قاموا بزيارة مزارع في النرويج بواقع مرتين في الأسبوع على مدار ثلاث ساعات في الزيارة الواحدة وتحسنت أحوالهم قليلاً بالتغلب على المرض مقارنة من 30% لم يراعوا حيوانات.
منقووول