إرشادات خاصة بعملية الإرضاع

زائر
إرشادات خاصة بعملية الإرضاع
د. جمال أبو ريان
أخصائي أمراض الأطفال وحديثي الولادة
* الإرضاع تجربة نجاحها يتطلب انسجاما ما بين الأم ووليدها ويحتاج لروابط عاطفية سوية بينهما .كما أن مشاعر الأم وأحاسيسها وانفعالاتها وقلقها كلها تنتقل إلى الطفل ولذلك يجب اختيار الوقت الملائم للرضاعة .
* مادام الطفل سويا والأم أخذت قسطا من الراحة بعد الولادة فلنبدأ الإرضاع خلال الساعة إلى الأربع الساعات الأولى من الولادة كما علينا تعزيز رغبة الإرضاع لدى الأم أثناء وجودها بالمستشفى وترسيخ برنامج إرضاع لها باعتماد برنامج الإرضاع عند طلب الطفل أو الإرضاع وفق معيار زمني يعطي وجبة لكل 2-4 ساعات .
* هنالك عدد من الأخوات يتساءلن عن عدد الوجبات التي تعطى للطفل والجواب أنه لا يوجد رقم ثابت فهي تختلف من طفل لطفل وتحكمها عوامل كالشهية والسلوك الغذائي ومدة إفراغ المعدة من محتوياتها وهي بالعادة ساعة على أربع ساعات كما أن معظم الأطفال حديثي الولادة تنتظم لديهم عدد الوجبات مع نهاية الشهر الأول وفي الغالب يحتاج الطفل 6-9 وجبات يوميا مع نهاية الأسبوع الأول .
* الحليب الطبيعي أيسر هضما وتفرغه المعدة بسرعة أكبر و بحلول اليوم الخامس تزداد الحاجة للحليب من 30 مل إلى 80 – 90 مل كل 3- 4 ساعات .
ولكن كيف تستطيع الأم الحكم بأن الرضاعة ناجحة ويكون الجواب بالملاحظة المستمرة لتغيرات الوزن لدى الطفل كأن يكون الطفل ما عاد يفقد وزنا مع اليوم السابع أو أن يكون الطفل قد عوض الوزن المفقود بحلول اليوم الرابع عشر ويتم ذلك بمتابعة الأم لزيادة وزن الطفل في المراكز والعيادات وفقا لجداول ومنحنيات معيارية .
* عندما يتقدم الطفل في السن فيصل ما بين 9-12 شهر يبدأ بالاكتفاء بثلاث وجبات كما أن بعض الأطفال يبدأ بالاستغناء عن وجبة منتصف الليل بحلول الأسبوع الثالث إلى السادس وبالتالي لا يجب المقارنة بين طفل والآخر فالنمط الغذائي ونمط النمو متفاوتان بين الأطفال
* في حالة حدوث حمل أثناء الرضاعة فإن عدد كبير من الأمهات يتوقفن عن الرضاعة ضنا منهن انه ضار على الجنين والطفل الوليد ولكن هذا غير صحيح فهو غير ضار لأي منهما ولكن الضرر الحقيقي يكون على الأم الحامل و المرضع لأنها تكون في حاجة لعناية فائقة لتعويض ما تفتقده لكل من للجنين ولعملية الإرضاع .
* يعتبر حليب الأم الأكثر فائدة للطفل بعد الولادة ولكن الأطفال حديثي الولادة الخدج ( المبتسرين ) فإن وزنهم يتحكم في عملية الرضاعة فإذا كان الأطفال الخدج بوزن 2 كجم فأكثر فإن حليب الأم مناسب لهم ويفي بالحاجة الغذائية أما الأطفال المبتسرين الذين يكون وزنهم 1.5 كجم فأقل فينصح بإعطائهم تركيبه خاصة لتغذيتهم .
* وتتساءل الأمهات عن تأثير غذائها على رضيعها والجواب أن هنالك أغذية تؤدي إلى لين في البراز مثل الطماطم والتوابل والبصل كما أن هنالك من الأمراض تنتقل عن طريق الحليب ومن أهمها الأمراض الفيروسية كنقص في المناعة المكتسبة والحصبة الألمانية والهربس والالتهاب الكبدي وغيرها ولكن ليس جميعها مدعاة لإيقاف الرضاعة أما فيما يتعلق بالأدوية فلا ننصح الأم المرضع بأخذ أي دواء إلا بعد استشارة الطبيب فبعض الأدوية محذورة وبعضها يعطى بحذر .
* يشاع بين الأمهات أن الإرضاع الطبيعي قد يزيد من الصفرة والجواب نعم قد يكون هناك علاقة بين الرضاعة الطبيعية وبين أن تمتد الصفرة لمدة طويلة ولكن ثبت بوجه قطعي بأن هذا النوع من الصفرة ليس له أي تأثير سيئ على الطفل ودماغه وهي صفرة غير ضارة إطلاقا.
تبدأ هذه العملية منذ بداية الحمل وذلك بطرح المعلومات وإجابة الاستفسارات وتبيان فوائد الإرضاع وإزالة الشكوك والمعلومات المغلوطة حيث تظن بعض الأمهات أن الإرضاع يؤثر على قوام الأم والصحيح عكس ذلك تماما حيث أن الإرضاع يؤدي إلى فقد الوزن الزائد الذي حصل أثناء الحمل . إضافة إلى أن الرضاعة تساعد على انقباض الرحم وعودته للحجم الطبيعي أما فيما يتعلق بترهل الصدر فتلك قضية يمكن التغلب عليها بالتمارين الرياضية واستعمال مشدات خاصة كما أنها مؤقتة تزول مع حدوث الحمل القادم .
ما هي عوامل الرضاعة الناجحة :
· أولا توفير الحالة النفسية والرغبة لدى الأم لإتمام عملية الرضاعة .
· وضع الطفل على صدر الأم وذلك لأن منعكس عملية إفراز الحليب تعتمد بشكل أساسي على مص الطفل لصدر الأم وتفريغ الحليب ولكن عملية ضعف المص تحبط الأم مما تؤثر على عملية الإرضاع .
· من الأسباب المؤثرة على عملية الإرضاع هي الحلمة المؤلمة والتي يجب علاجها بسرعة لتجنب تشققها والعلاج يتم بتعريضها للهواء وحفظها جافة والبعد عن الكحول والمطهرات وجعلها جافة ووضع مرهم الأنولين وأثناء فترة العلاج يجب تفريغ الثدي بواسطة اليد .
· كما أن الحليب الصناعي الذي تدخلة بعض الأمهات كوجبة إضافية قد يكون سبب في فشل عملية الرضاعة وذلك لأن الحليب الصناعي يكون مستساغ أكثر من حليب الأم كما أن عملية الرضاعة الطبيعية تحتاج إلى جهد من الطفل أكثر منها في حالة الرضاعة الصناعية .
+ هناك تساؤلات عديدة من قبل الأخوات حول شفط الحليب من صدر الأم وحفظة للطفل ؟ والجواب نعم حيث يمكن للأم أن تقوم بشفط الحليب المبرد بالثلاجة لمدة 24 ساعة أما إن وضع في الفريزر فيمكن استخدامه لمدة شهر كامل .
+ تغذية الأم المرضع مهم جدا أثناء فترة الإرضاع على أن تكون الأغذية المتناولة تحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية والبعض يوصي السيدة المرضع بتناول لتر من الحليب أو مشتقاته أما إن تعذر فتنصح المرضع بتناول أقراص الكالسيوم كتعويض لما تفقدة أثناء فترة الرضاعة .
عزيزي القارئ إذا أتيحت لك الفرصة ودخلت أي وحدة أطفال حديثي الولادة ( الحضانات ) لوجدت أن 50 % من الحالات الموجودة هي حالة يرقان ولكن ما هو يرقان الأطفال حديثي الولادة .
اليرقان هو تلون الجلد والعين وسائر الأنسجة باللون الأصفر وتتناسب درجة الصفراء والمساحة التي تغطيها من الجلد تناسبا طرديا مع نسبة مادة البيليروبين بالدم ولكن ما هي مادة البليروبين ؟.
مادة البليروبين هي مادة عضوية تنتج في أغلب الأحوال من تكسير هيموجلوبين خلايا الدم الحمراء وهذا البيليروبين يوجد بالدم في أربع صور وما يعنينا من صورة الأربعة صورتان فقط وهما البيليروبين المباشر وغير المباشر وإذا أردت الدقة والبحث عن منبع الخطورة في أي صورة من صور البيليروبين فهو يكمن في ارتفاع نسبة البيليروبين غير المباشر بالدم والذي يعزي إلية ظهور المضاعفات المرضية .
وعلى الرغم من أن الأبحاث الطبية في هذا المجال ترى أن أكثر من 90% من مسببات اليرقان ( الصفراء ) في حديثي الولادة ترجع إلى عوامل فسيولوجية غير مرضية إلا أن الكشف السريري الدقيق وبعض الفحوصات الأولية لا بد من استكمالها لاستبعاد المسببات الخطيرة لارتفاع نسبة هذا البيليروبين .
وفي هذا السياق لا ينبغي أن نتجاهل المسببات الفسيولوجية لزيادة البيليروبين لأنه وإن كان في أغلب الأحيان لا يشكل أي خطورة للطفل إلا أنه قد سجلت حالات نادرة من اليرقان الفسيولوجي إرتفعة فيها نسبة البيليروبين ارتفاعا شديدا أدى إلى درجة استلزمت معها نقل وتبديل الدم للطفل لتقليل نسبة البيليروبين والوصول إلى النسبة الآمنة التي لا تسبب أي مضاعفات .
استنتاجا للدراسات المستمرة حول اليرقان الفسيولوجي يمكننا القول بأن اليرقان الفسيولوجي وإن كان يحمل في ظاهرة الرحمة ( في أغلب الأحوال ) إلا أنه قد يكون مسببا في إصابات خطيرة للطفل ولكنها حالات نادرة وبغض النظر عن المسببات الكثيرة والمتنوعة التي تؤدي للصفراء فإن خطة العلاج تختلف وتعتمد أساسا على نسبة الصفراء البيليروبين بالدم .
ولا يفوتني عزيزتي الأم أن أنصحك بالتوجة إلى أقرب طبيب مختص عند وجود إحدى منذرات الخطر الآتية :
1- ظهور الصفراء في أول أيام الولادة .
2- ازدياد الصفراء بطريقة متسارعة .
3- وجود تاريخ عائلي لإحدى هذه الأمراض ( اليرقان, الأنيميا , أمراض الكبد أو الطحال أو المرارة )
4- بداية ظهور اليرقان بعد الأسبوع الأول من الولادة
5- ترافق حدوث الصفراء مع وجود علة مرضية أخرى في الطفل مثل رفض الطفل للرضاعة أو الطفل المبتسر – القئ المستمر ارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة .
وأحب أن أطمئنك أختي الأم أنه بفضل الله تعالى استطاعت التقنية الطبية الحديثة السيطرة على يرقان حديث الولادة والقضاء على مضاعفاته الني كانت منتشرة منذ عدة سنوات ولعل أسوأ ما في هذه المضاعفات هو حدوث تلف بتجمعات الخلايا العصبية بجذع المخ وما ينتج عنه من تشنجات صرعية وحركات غير طبيعية بالعضلات وغير ذلك من أمراض الجهاز العصبي .
 

زائر
بورك بك على الموضوع