إزالة المبيض مبكرا تؤدي إلى تراجع القدرة العقلية لاحقا

Dr.Osaid

طبيب
توصل باحثون أميركيون إلى أن إزالة المبيض اختياريا، بسبب الأورام الليفية أو أسباب أخرى، يزيد مخاطر إصابة النساء بالخرف في مراحل لاحقة من حياتهن. وعزت الدراسة ذلك للتغيرات المبكرة في إنتاج هرمون الإستروجين.

أجرى الدراسة فريق بحث من كلية طب مايو في روتشيستر بولاية مينيسوتا. وقدم نتائجها الأسبوع الماضي الدكتور وولتر روكا أستاذ الأعصاب والأوبئة في اللقاء السنوي للأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب.

مخاطر مضاعفة
وجد الباحثون أن مخاطر الإصابة تزداد بشكل خاص لدى النساء اللاتي تجرى لهن جراحة استئصال لمبيض واحد أو للمبيضين معا في سن مبكرة. وهؤلاء النساء اللاتي أجري لهن الاستئصال قبل سن 38 عاما تتضاعف مخاطر إصابتهن بالخرف أو التراجع الإدراكي لاحقا، مقارنة بالنساء اللاتي لم يجرين جراحة المبيض.

وباستخدام البيانات المتاحة، قام الدكتور روكا وزملاؤه بفرز حالات 1466 سيدة أجري لهن استئصال المبيض بين العامين 1950 و1987، وقارنوهن بـ1421 حالة لم يجر لهن ذلك. ومن خلال المقابلات المباشرة أو عبر الأقارب والأصدقاء، حدد الباحثون السيدات المصابات بالخرف.


"نشوء الخرف والتراجع الإدراكي مرتبط بافتقاد الإستروجين في مرحلة حرجة من الحياة ونزوع فردي نحو الإصابة بفقدان الذاكرة"

ولم تظهر فروق من جهة الإصابة بالخرف أو التراجع الإدراكي بين المجموعتين حتى يتجاوزن سن 80 عاما. ثم بدأت علامات الخرف والتراجع الإدراكي تظهر على المجموعة التي أجريت لها عمليات الاستئصال بوتيرة أسرع كثيرا من ظهورها على المجموعة التي لم يجر لهن الاستئصال.

وتشير نتائج الدراسة إلى أنه في سن 85 عاما ظهرت علامات الخرف على 15% من سيدات المجموعة التي لم تجر لها عمليات الاستئصال، بينما ظهرت تلك العلامات على 30 % من المجموعة التي أجريت لها جراحات مبيض.

ومن الواضح أن بعض النساء اللاتي أجريت لهن جراحات مبيض لم تتأثر قدراتهن الإدراكية لاحقا. ويبدو أن نشوء الخرف والتراجع الإدراكي مرتبط بافتقاد الإستروجين في مرحلة حرجة من الحياة ونزوع فردي نحو الإصابة بالخرف.

ولدى بعض النساء نزوع وراثي (جيني) معين يجعل افتقاد وظيفة المبيض سببا لزيادة مخاطر إصابتهن بالتراجع الإدراكي لاحقا في حياتهن.

ومعلوم أن العوامل المباشرة لنشوء الخرف غير معروفة. بيد أن الدكتور روكا ينصح السيدات اللاتي سيتخذن قرار الاستئصال اختياريا لخفض مخاطر الإصابة بسرطان المبيض مثلا بأن يناقشن مع أطبائهن دور العوامل الوراثية، بما فيها تاريخ الإصابة بالخرف في العائلة، وذلك قبل إجراء الجراحة.

دور الهرمون
ويفسر الباحثون الآلية المسببة للخرف بأن انخفاض مستويات الإستروجين يقلل الحماية المتاحة لدماغ المرأة من التراجع الإدراكي، فقد أشارت الدراسات الإحصائية والمعملية إلى دور الإستروجين في حماية الدماغ من الشيخوخة.

وكان علماء آخرون قد وجدوا دليلا مشابها على آلية نشوء الخرف في دراسات الأوبئة، وخلصوا إلى أن فقد الإستروجين أو مستقبلات الإستروجين قد يسهم في نشوء مبكر للخرف لدى نساء أجرين جراحات استئصال المبيض.

ورغم تلقي النساء اللاتي استئصلن المبيضين معا لعلاج بدائل هرمون، يرى الدكتور روكا أنهن غالبا لا يتلقين ذلك العلاج على مدى زمني كاف خاصة السيدات اللاتي أجريت لهن الجراحة في سن مبكر.

وهؤلاء النساء عادة ما يتناولن مكملات الإستروجين لمدة خمس أو ست سنوات، وحتى تتراجع أعراض انقطاع الطمث. وهذا لا يكفي لمساعدة السيدات حتى على تجاوز السن الطبيعي لانقطاع الطمث، خصوصا لو كان إجراء الجراحة في سن مبكرة.
__________
الجزيرة نت
المصدر: الجزيرة
 

زائر
خبر مهم جدا للسيدات

لم أكن أعلم أن إزالة المبايض قد تسبب الخرف مستقبلا

جزاك الله كل خير أخي