اجعل طعامك دواءك وأجعل دواءك طعامك

زائر
أ. د. جابر بن سالم القحطاني
الطعام الذي نتناوله على الأقل ثلاث مرات في اليوم هو في الواقع علاج لأمراضنا ولكن في نفس الوقت قد يكون سبباً في إصابتنا بكثير من الأمراض حسب نوع الغذاء وكميته. يقول أبو قراط المعروف بأبي الطب الذي عاش حوالي عام 400قبل الميلاد ((اجعل طعامك دواءك وأجعل دواءك طعامك)). وقال العالم توماس إديون مخترع المصباح الكهربائي ((إن طبيب المستقبل لن يعطي أدوية لمرضاه ولكنه ...
سيجعل مرضاه يهتمون بالنظام الغذائي وبأسباب المرض)).

عندما نجلس إلى مائدة الطعام لنتناول وجباتنا ثلاث مرات في اليوم، فإننا نزود جسمنا بجرعات مكثفة وكميات هائلة من أشياء يترتب عنها ما سيتدفق بعدها في شرايين جسمنا وغيرها من أوعية دموية لبقية يومنا، إن أغلب الناس لا ينظرون إلى الطعام باعتباره دواء، ولكنه في الواقع هو أكبر دواء نتعرض له يومياً .

ولسوء الحظ معظم هذا الدواء في حد ذاته يسبب المرض.

يقول دكتور كلابر "في غضون دقائق بعد تناولنا للطعام تدخل جزئيات من ذلك الطعام إلى داخل كل خلية في جسدنا، حيث تسبب تغيرات في جميع المستويات، بدءاً من التغيرات في الرقم الهيدروجيني (PH) في الدم إلى التغيرات في أغشية الخلايا الفصلية والعصبية".

لقد وجد أن أربعة من بين الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة في الولايات المتحدة الأمريكية هي أمراض القلب والسرطان والسكتة الدماغية والسكر ترتبط بطريقتنا في الأكل، وهناك اتجاه متزايد لأن يكون الطعام هو السبب أو هو عامل مشارك في حدوث أمراض أخرى بدءاً من حب الشباب إلى الالتهابات المفصلية، ومن فقدان الشعر إلى فقدان السمع، ومن الملازمة قبل الحيضية إلى التقطر خلف الأنفي .

اختلاف التوازن الغذائي

إن السبب وراء سقوط الكثيرين منا فريسة للمرض واستمرارهم مرضى هو في الحقيقة اختلاف التوازن الغذائي، بكثير من الأطعمة الضارة تدخل أجسامنا ولا تتعامل أجسامنا معها و لا تطردها بشكل سليم والنقص الذي ينتج عن عدم حصولنا على كفايتنا من الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية والأحماض الدهنية الأساسية وهذا بالتالي يتعارض مع قدرة الجسم على أداء وظائفه الضرورية، وهكذا نصاب بنزلات البرد وجفاف الجلد وسقوط الشعر والشعور بالتعب والإجهاد.

قد يكون الأكثر أهمية من ذلك هو الخطر المحتمل الناتج عن الإضافات الشائعة لأطعمة مثل الأسبارتام والمادة المحلية الصناعية التي تباع تحت أسم ((نيوتراسويت)) أو((إكوال)) والتي تسبب نوبات الصداع والصداع النصفي، والطفح الجلدي وطنين الأذنين والاكتئاب والأرق وفقدان السيطرة الحركية، وهذا طبعاً لدراسة أجرتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA). كما أن أملاح النيترايت والنيتريت المستخدمة كمواد حافظة في اللحوم والأسماك المعلبة تنتج عنها مركبات مسرطنة. كما توجد إضافات أخرى شائعة مثل المونوصوديوم جلوتومات (MSG) الذي يضاف لحساء الدجاج، وهيدروكسي أنيسول اليتوتيلي، والزيوت النباتية البروميه التي يمكن أن ينتج عنها حساء مسببة لأضرار صحية، حيث ارتبطت هذه المواد بخفقان القلب والغثيان ونوبات الصداع والتلف العصبي.

المعرفة الأساسية للطعام :

نحن نعلم أن هناك أربعة مغذيات أساسية وهي الماء والكربوهيدرات والبروتينات والدهون، وتعتبر هذه الأربعة هي اللبنات الأساسية في بناء الطعام الجيد، وباختيارك أفضل الصور وأكثرها سلامة من الناحية الصحية من تلك العناصر الغذائية وبتناولك إياها مع الاحتفاظ بالتوازن السليم بينها، فإنك تمكن جسمك من أداء وظائفه بالمعدل المثالي .

الماء:

الماء هو عنصر غذائي ضروري وحيوي يدخل في كل وظيفة من وظائف الجسم، ويساعد على نقل العناصر الغذائية إلى داخل الخلايا، ونقل نواتج أو فضلات التمثيل الغذائي إلى خارجها، وهو ضروري لجميع الوظائف الهضمية والامتصاصية والدورية (للدم) والإخراجية (من الكلى) وكذلك هو ضروري للاستفادة من الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، وهو ضروري أيضاً للمحافظة على درجة الحرارة الطبيعية للجسم، وعن طريقة شرب كمية كافية من الماء كل يوم بمعدل 8أكواب على الأقل .

الكربوهيدرات :

تمد الكربوهيدرات الجسم بالطاقة التي يحتاجها للقيام بوظائفه، و توجد الكربوهيدرات بالكامل تقريباً في الأطعمة النباتية مثل الفواكه والخضروات والحبوب والبقول، ويعتبر الحليب ومنتجاته هي الأطعمة الوحيدة من مصادر حيوانية التي تحتوي على كمية قليلة من الكربوهيدرات .

تنقسم الكربوهيدرات إلى قسمين: أحدهما يعرف الكربوهيدرات البسيطة والأخرى الكربوهيدرات المركبة أو المعقدة، والنوع الأول يعرف بالسكريات البسيطة القابلة للذوبان في الماء وتشمل الجلوكوز (سكر العنب) والفركتوز (سكر الفواكه) والسكروز (سكر قصب السكر) واللاكتوز (سكر اللبن) بالاضافة إلى سكريات أخرى متعددة، وتعد الفواكه من أغنى المصادر الطبيعية بالكربوهيدرات البسيطة. أما الكربوهيدرات المركبة فتكون أيضاً من سكريات ولكن جزئيات السكر فيها تكون مرتبطة ببعضها لتكون سلاسل أكثر تعقيداً وهذا النوع من الكربوهيدرات لا يذوب في الماء وإنما يكون محلولاً غروياً مع الماء، وتشمل الكربوهيدرات المركبة النشويات والألياف والصموغ والمواد الهلامية وهي توجد في الخضروات والحبوب والباسيله والفاصوليا، وتعد الكربوهيدرات هي المصدر الرئيس لجلكوز الدم الذي يعتبر الوقود الرئيسي لخلايا الجسم كلها ومصدر الطاقة الوحيد للمخ ولخلايا الدم الحمراء. وفيما عدا الألياف التي يتعذر هضمها فإن كلاً من الكربوهيدرات البسيطة والمركبة تتحول إلى جلوكوز، وهذا الجلوكوز بعد ذلك إما أن يستخدم مباشرة لأنتاج الطاقة للجسم، وأما يتم تخزينه في الكبد لاستخدامه في المستقبل، وعندما يتناول شخص ما سعرات حرارية من الكربوهيدرات أكثر مما يستخدمه الجسم، فإن جزءاً من تلك الكربوهيدرات قد يختزن في الجسم على هيئة دهون.

ومع أن الألياف لا تهضم فإنها تحقق عديداً من الفوائد الصحية الهامة فهي تمنع حدوث الإمساك والبواسير وتقلل احتمال الإصابة بسرطان القولون وتساعد على خفض الكلولسيترول في الدم مما يقلل من قابلية الإصابة بأمراض القلب .

البروتين :

البروتين ضروري جداً لنمو الجسم وتطور أعضائه وهو يزود الجسم بالطاقة، كما أنه ضروري لإنتاج الهرمونات والأجسام المضادة والأنزيمات والأنسجة، ويساعد على المحافظة على التوازن المناسب بين حموضة وقلوية الجسم، وعندما يتم تناول البروتين فإن الجسم يقوم بتفكيكه إلى أحماض أمينيه، ويوجد نوعان من الأحماض الأمينية أحدهما يعرف بغير الأساسية وهذا لا يعني أنها غير ضرورية، ولكن سبب التسمية أنه لا يتعين الحصول عليها من الغذاء، إذ يمكن تشييدها في جسم الإنسان من أحماض أمينيه أخرى. أما النوع الثاني فيعرف بالأحماض الأمينية الأساسية، بمعنى أن الجسم لا يستطيع تشييدها ولذلك يجب الحصول عليها من الغذاء.

توجد البروتينات في اللحم والسمك والدواجن والجبن والبيض واللبن .

ورغم أهمية تناول جميع الأحماض الأمينية الأساسية منها وغير الأساسية، فإنه ليس من الضروري الحصول عليها جميعاً من اللحم والسمك والدواجن وغيرها من أطعمة البروتين الكامل، ونظراً لمحتواها المرتفع من الدهن فضلاً عن استخدام المضادات الحيوية وكيميائيات أخرى من تربية الدواجن والماشية، فإن معظم تلك الأطعمة يجب تناوله باعتدال، ولحسن الحظ فإن الأسلوب الغذائي المسمى التكامل المتبادل حيث يمكن أن تجمع بين البروتينات التي توفر كميات كافية من جميع الأحماض الأمينية الأساسية، فمثلاً رغم أن الفول والأرز الأسمر كلاهما غنيان بالبروتين فإن كل منهما ينقصه واحد أو أكثر من الأحماض الأمينة الأساسية، ومع ذلك فعندما تجمع بينهما معاً أو عندما تجمع أيا منهما مع أي من الأطعمة الغنية بالبروتين فإنك تحصل على بروتين كامل يكون بديلاً مرتفع الجودة عن اللحم، ولكي تكون بروتيناً كاملاً فأجمع بين القول وبين أحد الأطعمة التالية مثل الأرز الأسمر والبذور أو الذرة أو القمح والمكسرات أو أجمع بين الأرز الأسمر واحد الأطعمة الآتية الفاصوليا أو البزا أو القمح أو المكسرات.

ومن الجدير بالذكر أن جميع منتجات فول الصويا تعد من البروتينات الكاملة فهي تحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية مع عناصر غذائية أخرى عديدة، كما أن اليوغرت أو اللبن الزبادي هو المصدر الحيواني الوحيد من البروتين الكامل والذي ينصح بتناوله ضمن الغذاء، وينصح بعدم تناول أنواع اليوغرت المحلاة المنهكة التي تباع في محلات السوبر ماركت فهذه المنتجات تحتوي على سكر مضاف وغالباً ما تحتوي على مواد حافظة وبدلاً من ذلك فإما أن تشتري اليوغرت الطازج غير المحلى من محلى بين الأطعمة الصحية وأما أن تصنع اليوغرت في منزلك، وقم بتحليته بنفسك بعصائر الفاكهة.
جريدة الرياض 31 ديسمبر 2007م - العدد 14434
 

زائر
بارك الله فيك أختي على الفائدة
اغلب الناس يعتقدون بانةالدواء هو
العلاج الوحيد من الامراض بينما التغدية
المتوازنة هي التي تقي من أغلب الامراض وتحافظ على
توازن الجسم وصحته .
 

زائر
معاكي حق اختي العزيزة فالطعام المتوازن اهم شئ للجسم و هو الوقاية من الامراض .......
 

زائر
الله يعطيكى العافيه
 

زائر
thank y my heat
 

زائر
سلممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممتِ على الموضوع القيم
 

زائر
شكرا لمروركي الكريم..
دمتي بخير..