زائر
أسباب أمراض الشره الغذائي وفقدان الشهية للطعام
ربما هما مرض العصر، ففي ايامنا هذه كثيرا ما نسمع عنهما.. ربما نتيجة ضغوط ونمط الحياة التي بتنا نعيشها. البوليميا (الشره المرضي) والانوريكسيا (فقدان الشهية المرضي).. مرضان يرتبطان بعنصر التغذية، ويهددان حياة الانسان، لا سيما ان وراء الاصابة بهما، اسبابا نفسية وعصبية، ولنبدأ اولا بتعريفهما:
ـ البوليميا اي الشره المرضي، يتمثل بنمط معين في الاكل ذي طابع مرضي، اذ يقوم الشخص المصاب بالبوليميا، بالتهام الكثير من الطعام دون وعي او مراقبة، ثم يعمل على تقيئه بواسطة الحبوب، او عبر ادخال الاصبع في الفم، ويلجأ الشخص البوليمي للتقيؤ الارادي، خوفا من اكتساب الوزن، لذلك يعمد فور انتهائه من الطعام الى التخلص من كل ما دخل معدته، وهذه العادة تتكرر مع المريض مرات عديدة في اليوم.. لتصبح بالتالي نمط أكل ثابت. الجدير ذكره ان البوليميين ليسوا بالضرورة اشخاصا سمينين، بل ان وزنهم ـ غالبا ـ طبيعي، وهم ينكبون على الاكل بشراهة غير طبيعية، فيلتهمون الاطعمة التي غالبا ما تكون بمثابة «طعام سريع» دون الاحساس بلذة ما يأكلون، ويستمرون في الاكل الى درجة تفوق الشبع، الى حد شعورهم بالتخمة والاشمئزاز من انفسهم، والندم على ما أكلوه، فيهرعون الى التقيؤ.
وعن اسباب البوليميا، يقول اخصائيو التغذية ، انها اسباب عصبية ونفسية، فمن الممكن ان يؤدي الانهيار العصبي او التوتر العاطفي او الاكتئاب الى البوليميا، وتطول فترة الاصابة بها، قياسا بفترة الحالة النفسية. فمن الممكن ان يصاب شخص بعارض عصبي لايام، فيصبح بوليميا لفترة محددة، وبعد ان يهدأ يعود الى نظامه الغذائي الطبيعي. ولا بد من ذكر ان البوليمي يأكل ويتقيأ سرا، لذلك يصعب كشف حالته. تجدر الاشارة الى ان كثرة التقيؤ تضر كثيرا بالجهاز الهضمي، اما لماذا يأكل بالسر؟ فلأن طريقة اكله غير طبيعية.. مرضية فاضحة، تتمثل بالاكل السريع دون مضغ او تلذذ او تذوق لنكهة الطعام، فيصبح الاكل اشبه بالمحرمات.ويقول الاطباء : «ان غالبية المصابين بالبوليميا هن من النساء، نظرا لأن المرأة عرضة للاضطرابات النفسية والاكتئاب اكثر من الرجل، ونسبة تحملها اقل. كما ان هاجس البدانة غالبا ما يعايش المرأة وليس الرجل، وغالبا ما تصاب النساء بهذا المرض بين العشرينات والثلاثينات، نتيجة التغيرات النفسية والفيزيولوجية التي تمر بها خلال هذه الفترة».
ويعتمد علاج الشخص البوليمي على شقين: طبي (غذائي) ونفسي. وهنا تجدر الاشارة انه لا بد للبوليمي من اللجوء الى اختصاصي تغذية وطبيب نفسي والتنسيق بينهما للحصول على نتيجة، لأن الاهم من معالجة البوليميا من الناحية الغذائية، معالجتها من الناحية النفسية، لمعرفة الاسباب التي تكمن وراءها. وما الذي ادى لأن يصبح هذا الشخص بوليمياً. اما من الناحية الغذائية، فتوصف للبوليميين ادوية لتخفيف الشهية، لعدم الاكل دون جوع وفوق الشبع. وابرز ما يجب ذكره في ما يخص البوليميا، ان هناك حالتين في هذا المرض.
ـ الحالة الاولى، تتمثل فيما استعرضنا، اي الشخص الذي يأكل بشره ـ نتيجة اضطرابات نفسية ـ ومن ثم يلجأ الى التقيؤ، خوفا من زيادة وزنه. وهؤلاء الاشخاص غالبا اوزانهم طبيعية، ولا يعانون من البدانة.
ـ اما الحالة الثانية، فتتمثل في البوليميا التي يصاب بها البدينون، وتتمثل في حالة شره غير طبيعية، ولكن في هذه الحالة لا يتقيأ المريض، لأن زيادة الوزن ليست هاجسه، فهو يأكل بشره علنا ويتلذذ بالاكل ولا يشبع، لأنه مهووس بالطعام.
اما خصائص البوليميا وعوارضها فهي التالية: عموما حالات البوليميا تمتد بين السادسة عشرة والخامسة والخمسين. وتكون في اوجها بين العشرين والخامسة والعشرين، وغالبا ما تصيب المنفتحين والمنطلقين اجتماعيا، وابرز اعراض البوليميا عدم انتظام الحيض بسبب الضغوط والخلل في الواجبات وكثرة التقيؤ، وغالبا ما يسعى البوليمي للتداوي من مرضه، لما يسبب له هذا المرض من ازعاج، كما يصاب بحالة عارمة من الغضب والاكتئاب لفقدانه السيطرة على نفسه، فيهرب منها بتناول المزيد من المأكولات وكأنه «يفش خلقه» عبر الاكل، مما يجعله يدور في حلقة مفرغة. واخيرا، لا بد من ذكر ان ابرز من اصيب بالبوليميا في الآونة الاخيرة، الاميرة الراحلة ديانا، عندما مرت بحالة اكتئاب نتيجة مشاكلها الزوجية والعاطفية.
وبعد كل ما استعرضنا عن البوليميا، لا بد ان نتحدث عن الانوركسيا: مرض فقدان الشهية، اي عكس البوليميا تماما. الانوركسيا، هي عندما يمتنع الشخص بارادته عن الطعام لايام واحيانا اسابيع، فلا يتناول الا القليل جدا منها بدافع اضطراب نفسي او هو راغب بانقاذ وزنه خلال فترة وجيزة، كما ان هناك من يخشى تناول الطعام كي لا يسمن، فيشعر بالذنب عند تناوله، لذلك يمتنع عنه لفترة. وعوارض الانوركسيا تبدو جليا على الانوركسي وفور الاصابة بها، وتتمثل في نحول مرضي وشخصية هزيلة وتدهور صحي، مما يفقده الجسم من معادن واغذية وفيتامينات. وتماما مثل البوليميا، فالاناث اكثر عرضة للاصابة بهذا المرض من الرجال، خصوصا حيال ما يبدين من قلق تجاه البدانة، لا سيما بظل الصورة المثالية التي يروجها الاعلام للمرأة وهي الاطلالة النحيفة جدا. وعموما ابرز النساء عرضة للاصابة بالانوركسيا هن عارضات الازياء كون النحافة هي رأسمالهن ويخفن من فقدان عملهن لو اكتسبن المزيد من الوزن. وعموما تصاب النساء بالانوركسيا ابتداء من عمر السادسة او السابعة عشرة ولغاية منتصف العشرينات، والاصابة المبكرة سببها لما تشكل النحافة من هاجس لدى كل مراهقة في اول اطلالة لها على المجتمع. وعلاج الانوركسيين طبي بحت، ويتم عبر ادخالهم المستشفى لمدهم بالمصل والمقويات،
لتعويض النقص الحاصل في الفيتامينات والمعادن والكالسيوم، وغالبا ما يؤدي هذا المرض الى اضطرابات هورمونية، لا سيما انقطاع الحيض لاشهر نتيجة الجوع وهشاشة الجسم.
الجدير بالذكر انه يجب متابعة المريض بعد خروجه من المستشفى، من الناحية النفسية، وازالة كل خوف لديه من تناول الطعام، كي لا يعود ثانية الى هذه الحالة، وغالبا ما تصيب الانوركسيا الفتيات المنطويات على ذاتهن كثيرا، كما انهن ـ اجمالا ـ يرفضن فكرة انهن يعانين من مشكلة او خلل ما، وبالتالي يرفضن العلاج.
ربما هما مرض العصر، ففي ايامنا هذه كثيرا ما نسمع عنهما.. ربما نتيجة ضغوط ونمط الحياة التي بتنا نعيشها. البوليميا (الشره المرضي) والانوريكسيا (فقدان الشهية المرضي).. مرضان يرتبطان بعنصر التغذية، ويهددان حياة الانسان، لا سيما ان وراء الاصابة بهما، اسبابا نفسية وعصبية، ولنبدأ اولا بتعريفهما:
ـ البوليميا اي الشره المرضي، يتمثل بنمط معين في الاكل ذي طابع مرضي، اذ يقوم الشخص المصاب بالبوليميا، بالتهام الكثير من الطعام دون وعي او مراقبة، ثم يعمل على تقيئه بواسطة الحبوب، او عبر ادخال الاصبع في الفم، ويلجأ الشخص البوليمي للتقيؤ الارادي، خوفا من اكتساب الوزن، لذلك يعمد فور انتهائه من الطعام الى التخلص من كل ما دخل معدته، وهذه العادة تتكرر مع المريض مرات عديدة في اليوم.. لتصبح بالتالي نمط أكل ثابت. الجدير ذكره ان البوليميين ليسوا بالضرورة اشخاصا سمينين، بل ان وزنهم ـ غالبا ـ طبيعي، وهم ينكبون على الاكل بشراهة غير طبيعية، فيلتهمون الاطعمة التي غالبا ما تكون بمثابة «طعام سريع» دون الاحساس بلذة ما يأكلون، ويستمرون في الاكل الى درجة تفوق الشبع، الى حد شعورهم بالتخمة والاشمئزاز من انفسهم، والندم على ما أكلوه، فيهرعون الى التقيؤ.
وعن اسباب البوليميا، يقول اخصائيو التغذية ، انها اسباب عصبية ونفسية، فمن الممكن ان يؤدي الانهيار العصبي او التوتر العاطفي او الاكتئاب الى البوليميا، وتطول فترة الاصابة بها، قياسا بفترة الحالة النفسية. فمن الممكن ان يصاب شخص بعارض عصبي لايام، فيصبح بوليميا لفترة محددة، وبعد ان يهدأ يعود الى نظامه الغذائي الطبيعي. ولا بد من ذكر ان البوليمي يأكل ويتقيأ سرا، لذلك يصعب كشف حالته. تجدر الاشارة الى ان كثرة التقيؤ تضر كثيرا بالجهاز الهضمي، اما لماذا يأكل بالسر؟ فلأن طريقة اكله غير طبيعية.. مرضية فاضحة، تتمثل بالاكل السريع دون مضغ او تلذذ او تذوق لنكهة الطعام، فيصبح الاكل اشبه بالمحرمات.ويقول الاطباء : «ان غالبية المصابين بالبوليميا هن من النساء، نظرا لأن المرأة عرضة للاضطرابات النفسية والاكتئاب اكثر من الرجل، ونسبة تحملها اقل. كما ان هاجس البدانة غالبا ما يعايش المرأة وليس الرجل، وغالبا ما تصاب النساء بهذا المرض بين العشرينات والثلاثينات، نتيجة التغيرات النفسية والفيزيولوجية التي تمر بها خلال هذه الفترة».
ويعتمد علاج الشخص البوليمي على شقين: طبي (غذائي) ونفسي. وهنا تجدر الاشارة انه لا بد للبوليمي من اللجوء الى اختصاصي تغذية وطبيب نفسي والتنسيق بينهما للحصول على نتيجة، لأن الاهم من معالجة البوليميا من الناحية الغذائية، معالجتها من الناحية النفسية، لمعرفة الاسباب التي تكمن وراءها. وما الذي ادى لأن يصبح هذا الشخص بوليمياً. اما من الناحية الغذائية، فتوصف للبوليميين ادوية لتخفيف الشهية، لعدم الاكل دون جوع وفوق الشبع. وابرز ما يجب ذكره في ما يخص البوليميا، ان هناك حالتين في هذا المرض.
ـ الحالة الاولى، تتمثل فيما استعرضنا، اي الشخص الذي يأكل بشره ـ نتيجة اضطرابات نفسية ـ ومن ثم يلجأ الى التقيؤ، خوفا من زيادة وزنه. وهؤلاء الاشخاص غالبا اوزانهم طبيعية، ولا يعانون من البدانة.
ـ اما الحالة الثانية، فتتمثل في البوليميا التي يصاب بها البدينون، وتتمثل في حالة شره غير طبيعية، ولكن في هذه الحالة لا يتقيأ المريض، لأن زيادة الوزن ليست هاجسه، فهو يأكل بشره علنا ويتلذذ بالاكل ولا يشبع، لأنه مهووس بالطعام.
اما خصائص البوليميا وعوارضها فهي التالية: عموما حالات البوليميا تمتد بين السادسة عشرة والخامسة والخمسين. وتكون في اوجها بين العشرين والخامسة والعشرين، وغالبا ما تصيب المنفتحين والمنطلقين اجتماعيا، وابرز اعراض البوليميا عدم انتظام الحيض بسبب الضغوط والخلل في الواجبات وكثرة التقيؤ، وغالبا ما يسعى البوليمي للتداوي من مرضه، لما يسبب له هذا المرض من ازعاج، كما يصاب بحالة عارمة من الغضب والاكتئاب لفقدانه السيطرة على نفسه، فيهرب منها بتناول المزيد من المأكولات وكأنه «يفش خلقه» عبر الاكل، مما يجعله يدور في حلقة مفرغة. واخيرا، لا بد من ذكر ان ابرز من اصيب بالبوليميا في الآونة الاخيرة، الاميرة الراحلة ديانا، عندما مرت بحالة اكتئاب نتيجة مشاكلها الزوجية والعاطفية.
وبعد كل ما استعرضنا عن البوليميا، لا بد ان نتحدث عن الانوركسيا: مرض فقدان الشهية، اي عكس البوليميا تماما. الانوركسيا، هي عندما يمتنع الشخص بارادته عن الطعام لايام واحيانا اسابيع، فلا يتناول الا القليل جدا منها بدافع اضطراب نفسي او هو راغب بانقاذ وزنه خلال فترة وجيزة، كما ان هناك من يخشى تناول الطعام كي لا يسمن، فيشعر بالذنب عند تناوله، لذلك يمتنع عنه لفترة. وعوارض الانوركسيا تبدو جليا على الانوركسي وفور الاصابة بها، وتتمثل في نحول مرضي وشخصية هزيلة وتدهور صحي، مما يفقده الجسم من معادن واغذية وفيتامينات. وتماما مثل البوليميا، فالاناث اكثر عرضة للاصابة بهذا المرض من الرجال، خصوصا حيال ما يبدين من قلق تجاه البدانة، لا سيما بظل الصورة المثالية التي يروجها الاعلام للمرأة وهي الاطلالة النحيفة جدا. وعموما ابرز النساء عرضة للاصابة بالانوركسيا هن عارضات الازياء كون النحافة هي رأسمالهن ويخفن من فقدان عملهن لو اكتسبن المزيد من الوزن. وعموما تصاب النساء بالانوركسيا ابتداء من عمر السادسة او السابعة عشرة ولغاية منتصف العشرينات، والاصابة المبكرة سببها لما تشكل النحافة من هاجس لدى كل مراهقة في اول اطلالة لها على المجتمع. وعلاج الانوركسيين طبي بحت، ويتم عبر ادخالهم المستشفى لمدهم بالمصل والمقويات،
لتعويض النقص الحاصل في الفيتامينات والمعادن والكالسيوم، وغالبا ما يؤدي هذا المرض الى اضطرابات هورمونية، لا سيما انقطاع الحيض لاشهر نتيجة الجوع وهشاشة الجسم.
الجدير بالذكر انه يجب متابعة المريض بعد خروجه من المستشفى، من الناحية النفسية، وازالة كل خوف لديه من تناول الطعام، كي لا يعود ثانية الى هذه الحالة، وغالبا ما تصيب الانوركسيا الفتيات المنطويات على ذاتهن كثيرا، كما انهن ـ اجمالا ـ يرفضن فكرة انهن يعانين من مشكلة او خلل ما، وبالتالي يرفضن العلاج.