زائر
د.جابر بن سالم القحطاني
تعليقاً على ما ورد في إحدى الصحف بعنوان "الشاي والقرنفل لعلاج السكر والرعشة دليل التعافي"، بشأن اكتشاف احد المواطنين علاجاً لمرض السكر مكون من الشاي الأسود والقرنفل ولما ورد إلى كلية الصيدلة من طلب التعليق، حيث ذكر أن هذه الخلطة تشفي مرض السكري بنوعيه وكذلك تساعد في شفاء الفشل الكلوي. كما وصل إلى "عيادة الرياض" بجريدة "الرياض" عدد كبير من الرسائل البريدية والفاكسات تستفسر عن صحة ما ورد.
كنت أتمنى أولاً توخي الدقة عندما يتم الحديث عن علاج يمس صحة المواطن لاسيما مرض السكر والذي يعتبر مرضاً مزمناً مصاحباً للمريض طوال حياته والذي لا يوجد حتى الآن علاجاً شافياً له إلا عملية الزرع للأشخاص المصابين بالنوع الأول المعتمد على الأنسولين. لقد تم تناول هذا الموضوع دون براهين علمية ودون مبررات جاءت من جهات صحية تؤيد أو تنفي ما ذكر عن هذه الخلطة . لقد كان في الخبر المنشور أشياء كثيرة قيلت غير صحيحة وخطيرة جداً على المرضى المصابين بمرض السكر وبمرض ارتفاع ضغط الدم وبقرحة المعدة وبالفشل الكلوي. سوف أسرد ما قيل والذي يشكل خطورة كبيرة على المرضى وهو "أن من لديه ارتفاع في ضغط الدم ويستخدم عقاقير عليه عدم استخدامها أو تناولها في الأسبوع الأول إلا عند الحاجة. مؤكداً أن العلاج الجديد فعال في علاج ارتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة". ثم أردف يقول "أما من يستخدم جرعة 30سم من حقن الأنسولين مع استخدام العلاج الجديد القرنفل والشاي فيمتنع عن استخدام الحقنة في الليل ليكون استخدامها في الصباح مع العلاج الجديد ويخفض 10سم من جرعة الحقن، ومن كانت جرعته تتجاوز 30سم أنسولين يستخدم الجرعة مع العلاج الجديد لمدة ثلاثة أسابيع ثم يخفض جرعة النهار وجرعة الليل إلى ثلاثة أجزاء بأخذ ثلثين بالنهار وثلث بالليل ويستمر شهرين ثم يمتنع عن جرعة الليل وتخفض جرعة النهار إلى الثلث لمدة شهر والثلث الثاني إذا اكتمل العلاج إلى 4أشهر و 3أسابيع، وأضاف أما الأطفال المصابون بمرض السكر فيختلفون لأن جرعة حقن الأنسولين التي يعالجون بها قليلة ويوصف لهم ملعقة من القرنفل وأخرى من الشاي ويضاف عليه حليب سائل وماء مغلي ويمتنعون عن جرعة الحقن التي يستخدمونها في الليل حسب وصفة الطبيب ثم تخفض جرعة النهار".
تعليقي على ما ورد أن يتوقف المريض بالضغط عن تناول علاج الضغط، وهذا فيه خطورة كبيرة قد يموت مريض الضغط بسبب توقفه عن علاجه وكذلك الجرعات التي ذكرت عن الأنسولين وهي 30سم ، 10سم وخلاف ذلك ، لا يوجد في الأصل جرعات بهذا الكم واستغرب وفي اعتقادي أنكم كلكم تستغربون كيف لشخص ليس له علاقة بمهنة الطب أن يصف جرعات الأنسولين وزمن تناولها مع علاجه الجديد كما قال. إن اللوم ليس عليه فهو يتفوه بما شاء لكن اللوم على المتلقي والشخص الذي كتب المقال، كان المفروض أن يتحقق من جرعات الأنسولين التي تم ذكرها وكذلك توقف المرضى المعتمدين على الأنسولين عن تعاطي الأنسولين لأن في توقفهم خطراً على حياتهم لاسيما إذا عرفنا أنه لا يوجد علاج في الدنيا لمرض السكر من النوع المعتمد على الأنسولين لأن البنكرياس لا يفرز أنسولين أساساً ولا بد للمريض من تعاطي الأنسولين وأي علاج آخر بما في ذلك القرنفل والشاي لا يجدي نفعاً مع هذا النوع من المرض. وإيقاف الأنسولين واستعمال أي دواء آخر ربما يودي بحياة المريض. طبعاً لا ألوم من تحدث بذلك فهو لا يعرف عن الأنسولين شيئاً ولا يعرف من أين يفرز وماذا يسبب عدم وجوده في جسم الإنسان.
القرنفل والشاي
وأحب أن أذكر أن القرنفل والشاي لا يوجد أي برهان أو دليل علمي يبرر استخدامه لتخفيض نسبة السكر في الدم وقد يكون التأثير الذي حصل لدى بعض الناس هو تأثير نفسي لا يلبث أن يذهب وأنا متأكد من أن الأشخاص الذين استعملوا القرنفل لو حللوا الآن السكر لوجدوا أن نسبة السكر لديهم مرتفعة . كنت أتمنى من المسؤولين في الجريدة التي نشرت الموضوع أن لا يضخموا الموضوع فقد ذكرت الفقرات التالية "لا يزال العلاج الشعبي الذي اكتشف يجد أصداء واسعة في أوساط مرضى داء السكر في البلاد وفي أقطار العالم".
يمكن أنه لقي صدى في المملكة لكنه لن يجد أي صدى في أي قُطر أخر لأن الناس الواعين يعرفون كيف كانت طريقة اكتشاف العلاج فهي بدائية غير مبررة علمياً. وعلى أية حال فقد تأكدنا في قسم العقاقير من أن هذه الخلطة ليس لها تأثير على انخفاض مستوى سكر الدم. كما تحققنا من جميع المراجع العالمية عن تأثيرات القرنفل والشاي الأسود ولم يكن هناك أي دليل على أن أيا منهما يشفي مرض السكر كما ذكر في المقال.
من جهة أخرى أود أن أنصح المرضى الذين يتعاطون الأنسولين سواء أكانوا من الصغار أو الكبار عدم ترك الأنسولين بأي حال من الأحوال وعدم الانصياع إلى ما ينشر والذي يعد غير مبرر وغير مبني على البراهين، وكذلك ما يروج عن طريق الإعلان في بعض الصحف وكذلك ما يروجه بعض المرتزقة عن طريق الجولات أو عن طريق بيع مثل هذه المستحضرات أمام أبواب المساجد وبجوار محطات الوقود وعند الإشارات وأمام بعض المراكز الكبيرة كل هذه الدعايات فيها خطورة على مريض السكر.
كما أن استخدام القرنفل لمدة طويلة أكثر من 8أسابيع وبالجرعات التي ذكرت في المقال ربما تشكل خطورة على الكلى والكبد والجهاز الهضمي، حيث إن الأعراض الجانبية للأدوية العشبية ومنها القرنفل لا تظهر خلال شهر أو شهرين، ولكن ربما تظهر الأعراض بعد سنة أو بعد سنتين في الكلى أو الكبد وقد تكون هي نتيجة استخدام القرنفل لهذه الفترة الطويلة وعليهم تذكر ذلك جيداً.
لقد ذكر في الخطاب الموجه لسعادة عميد كلية الصيدلة بأن مكتشف العلاج ذكر أن الشاي والقرنفل يساعد في علاج مرض الفشل الكلوي وأحب التعليق على هذه المقولة بأنها غير صحيحة على الإطلاق، حيث إن الفشل الكلوي لا يوجد له علاج عدا الغسيل أو الزراعة ويجب على مرضى الفشل الكلوي عدم الانصياع إلى هذه المقولة لأن ذلك قد يسبب لهم أضراراً هم في غنى عنها . كما أحب توجيه الأشخاص المصابين بمرض ضغط الدم المرتفع عدم قطع أدويتهم التي يستخدمونها من قبل المستشفى بأي حال من الأحوال لأن ذلك قد يعرضهم للخطر.
وأخيراً أوجه نداء إلى جميع الصحف بعدم الكتابة عن مواضيع حساسة مثل هذا الموضوع حتى يتأكدوا من الجهات المختصة عن صحة تلك الادعاءات من الوجهة العلمية، حيث إن نشر مثل هذه المواضيع التي تهم صحة المواطن فيها تضليل وقد ينجرف وراءها المريض ويترك علاجه المقنن المصروف له من قبل أطباء استشاريين ومبني هذا العلاج على براهين ومعايير علمية ولا يصل إلى يد المريض إلا بعد دراسة طويلة قد تأخذ عشرات السنين.
وأعود فأقول اعتقد أن المواطن الذي تحدث في هذا الموضوع كان حديثه بحسن نية ولم يكن طمعه المال، حيث لو كان أحد غيره مثل بعض العطارين وبعض المعالجين الشعبيين لباع واشترى في هذا المستحضر وبدأ يستنزف أموال المرضى كما هي العادة المتبعة لدى أغلبهم.
عوض الجيلانى
المصدر
تعليقاً على ما ورد في إحدى الصحف بعنوان "الشاي والقرنفل لعلاج السكر والرعشة دليل التعافي"، بشأن اكتشاف احد المواطنين علاجاً لمرض السكر مكون من الشاي الأسود والقرنفل ولما ورد إلى كلية الصيدلة من طلب التعليق، حيث ذكر أن هذه الخلطة تشفي مرض السكري بنوعيه وكذلك تساعد في شفاء الفشل الكلوي. كما وصل إلى "عيادة الرياض" بجريدة "الرياض" عدد كبير من الرسائل البريدية والفاكسات تستفسر عن صحة ما ورد.
كنت أتمنى أولاً توخي الدقة عندما يتم الحديث عن علاج يمس صحة المواطن لاسيما مرض السكر والذي يعتبر مرضاً مزمناً مصاحباً للمريض طوال حياته والذي لا يوجد حتى الآن علاجاً شافياً له إلا عملية الزرع للأشخاص المصابين بالنوع الأول المعتمد على الأنسولين. لقد تم تناول هذا الموضوع دون براهين علمية ودون مبررات جاءت من جهات صحية تؤيد أو تنفي ما ذكر عن هذه الخلطة . لقد كان في الخبر المنشور أشياء كثيرة قيلت غير صحيحة وخطيرة جداً على المرضى المصابين بمرض السكر وبمرض ارتفاع ضغط الدم وبقرحة المعدة وبالفشل الكلوي. سوف أسرد ما قيل والذي يشكل خطورة كبيرة على المرضى وهو "أن من لديه ارتفاع في ضغط الدم ويستخدم عقاقير عليه عدم استخدامها أو تناولها في الأسبوع الأول إلا عند الحاجة. مؤكداً أن العلاج الجديد فعال في علاج ارتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة". ثم أردف يقول "أما من يستخدم جرعة 30سم من حقن الأنسولين مع استخدام العلاج الجديد القرنفل والشاي فيمتنع عن استخدام الحقنة في الليل ليكون استخدامها في الصباح مع العلاج الجديد ويخفض 10سم من جرعة الحقن، ومن كانت جرعته تتجاوز 30سم أنسولين يستخدم الجرعة مع العلاج الجديد لمدة ثلاثة أسابيع ثم يخفض جرعة النهار وجرعة الليل إلى ثلاثة أجزاء بأخذ ثلثين بالنهار وثلث بالليل ويستمر شهرين ثم يمتنع عن جرعة الليل وتخفض جرعة النهار إلى الثلث لمدة شهر والثلث الثاني إذا اكتمل العلاج إلى 4أشهر و 3أسابيع، وأضاف أما الأطفال المصابون بمرض السكر فيختلفون لأن جرعة حقن الأنسولين التي يعالجون بها قليلة ويوصف لهم ملعقة من القرنفل وأخرى من الشاي ويضاف عليه حليب سائل وماء مغلي ويمتنعون عن جرعة الحقن التي يستخدمونها في الليل حسب وصفة الطبيب ثم تخفض جرعة النهار".
تعليقي على ما ورد أن يتوقف المريض بالضغط عن تناول علاج الضغط، وهذا فيه خطورة كبيرة قد يموت مريض الضغط بسبب توقفه عن علاجه وكذلك الجرعات التي ذكرت عن الأنسولين وهي 30سم ، 10سم وخلاف ذلك ، لا يوجد في الأصل جرعات بهذا الكم واستغرب وفي اعتقادي أنكم كلكم تستغربون كيف لشخص ليس له علاقة بمهنة الطب أن يصف جرعات الأنسولين وزمن تناولها مع علاجه الجديد كما قال. إن اللوم ليس عليه فهو يتفوه بما شاء لكن اللوم على المتلقي والشخص الذي كتب المقال، كان المفروض أن يتحقق من جرعات الأنسولين التي تم ذكرها وكذلك توقف المرضى المعتمدين على الأنسولين عن تعاطي الأنسولين لأن في توقفهم خطراً على حياتهم لاسيما إذا عرفنا أنه لا يوجد علاج في الدنيا لمرض السكر من النوع المعتمد على الأنسولين لأن البنكرياس لا يفرز أنسولين أساساً ولا بد للمريض من تعاطي الأنسولين وأي علاج آخر بما في ذلك القرنفل والشاي لا يجدي نفعاً مع هذا النوع من المرض. وإيقاف الأنسولين واستعمال أي دواء آخر ربما يودي بحياة المريض. طبعاً لا ألوم من تحدث بذلك فهو لا يعرف عن الأنسولين شيئاً ولا يعرف من أين يفرز وماذا يسبب عدم وجوده في جسم الإنسان.
القرنفل والشاي
وأحب أن أذكر أن القرنفل والشاي لا يوجد أي برهان أو دليل علمي يبرر استخدامه لتخفيض نسبة السكر في الدم وقد يكون التأثير الذي حصل لدى بعض الناس هو تأثير نفسي لا يلبث أن يذهب وأنا متأكد من أن الأشخاص الذين استعملوا القرنفل لو حللوا الآن السكر لوجدوا أن نسبة السكر لديهم مرتفعة . كنت أتمنى من المسؤولين في الجريدة التي نشرت الموضوع أن لا يضخموا الموضوع فقد ذكرت الفقرات التالية "لا يزال العلاج الشعبي الذي اكتشف يجد أصداء واسعة في أوساط مرضى داء السكر في البلاد وفي أقطار العالم".
يمكن أنه لقي صدى في المملكة لكنه لن يجد أي صدى في أي قُطر أخر لأن الناس الواعين يعرفون كيف كانت طريقة اكتشاف العلاج فهي بدائية غير مبررة علمياً. وعلى أية حال فقد تأكدنا في قسم العقاقير من أن هذه الخلطة ليس لها تأثير على انخفاض مستوى سكر الدم. كما تحققنا من جميع المراجع العالمية عن تأثيرات القرنفل والشاي الأسود ولم يكن هناك أي دليل على أن أيا منهما يشفي مرض السكر كما ذكر في المقال.
من جهة أخرى أود أن أنصح المرضى الذين يتعاطون الأنسولين سواء أكانوا من الصغار أو الكبار عدم ترك الأنسولين بأي حال من الأحوال وعدم الانصياع إلى ما ينشر والذي يعد غير مبرر وغير مبني على البراهين، وكذلك ما يروج عن طريق الإعلان في بعض الصحف وكذلك ما يروجه بعض المرتزقة عن طريق الجولات أو عن طريق بيع مثل هذه المستحضرات أمام أبواب المساجد وبجوار محطات الوقود وعند الإشارات وأمام بعض المراكز الكبيرة كل هذه الدعايات فيها خطورة على مريض السكر.
كما أن استخدام القرنفل لمدة طويلة أكثر من 8أسابيع وبالجرعات التي ذكرت في المقال ربما تشكل خطورة على الكلى والكبد والجهاز الهضمي، حيث إن الأعراض الجانبية للأدوية العشبية ومنها القرنفل لا تظهر خلال شهر أو شهرين، ولكن ربما تظهر الأعراض بعد سنة أو بعد سنتين في الكلى أو الكبد وقد تكون هي نتيجة استخدام القرنفل لهذه الفترة الطويلة وعليهم تذكر ذلك جيداً.
لقد ذكر في الخطاب الموجه لسعادة عميد كلية الصيدلة بأن مكتشف العلاج ذكر أن الشاي والقرنفل يساعد في علاج مرض الفشل الكلوي وأحب التعليق على هذه المقولة بأنها غير صحيحة على الإطلاق، حيث إن الفشل الكلوي لا يوجد له علاج عدا الغسيل أو الزراعة ويجب على مرضى الفشل الكلوي عدم الانصياع إلى هذه المقولة لأن ذلك قد يسبب لهم أضراراً هم في غنى عنها . كما أحب توجيه الأشخاص المصابين بمرض ضغط الدم المرتفع عدم قطع أدويتهم التي يستخدمونها من قبل المستشفى بأي حال من الأحوال لأن ذلك قد يعرضهم للخطر.
وأخيراً أوجه نداء إلى جميع الصحف بعدم الكتابة عن مواضيع حساسة مثل هذا الموضوع حتى يتأكدوا من الجهات المختصة عن صحة تلك الادعاءات من الوجهة العلمية، حيث إن نشر مثل هذه المواضيع التي تهم صحة المواطن فيها تضليل وقد ينجرف وراءها المريض ويترك علاجه المقنن المصروف له من قبل أطباء استشاريين ومبني هذا العلاج على براهين ومعايير علمية ولا يصل إلى يد المريض إلا بعد دراسة طويلة قد تأخذ عشرات السنين.
وأعود فأقول اعتقد أن المواطن الذي تحدث في هذا الموضوع كان حديثه بحسن نية ولم يكن طمعه المال، حيث لو كان أحد غيره مثل بعض العطارين وبعض المعالجين الشعبيين لباع واشترى في هذا المستحضر وبدأ يستنزف أموال المرضى كما هي العادة المتبعة لدى أغلبهم.
عوض الجيلانى
المصدر