الآثار النفسية للأعاقة الجسمية في فترة المراهقة

زائر
تعتبر قضية الإعاقة واحد من القضايا الاجتماعية ذات الأبعاد التربوية والاقتصادية التي أصبحت محط اهتمام المجتمعات المختلفة وعنايتها، فالإعاقة لا تشكل عبئا على المعوق وأسرته فحسب بل أن أثارها تمتد لتطال قطاعا كبيرا من المجتمع.
وعليه أخذ العديد من المجتمعات في النصف الثاني من هذا القرن بإصدار القوانين والتشريعات التي تحدد مسؤولية المجتمع حيال الأفراد المعوقين وتنظيم استجابته لاحتياجاتهم سواء في مجال الوقاية أو الرعاية. وبلغ اهتمام بعض المجتمعات بقضية الإعاقة درجات متقدمة جدا.
المعاق...إنسان ينمو ويتأثر ويؤثر...يمر بكل المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان أي إنسان عادي..ومنها المراهقة ولكن نقف لحظة فمرحلة المراهقة من أصعب المراحل العمرية لدى الأفراد العاديين فكيف هي لذوي الاحتياجات الخاصة.
رغم هذه المصاعب فغن التعامل الصحيح مع المعاق وبصورة سليمة يمكن منه تلافي الكثير من المشكلات والصعوبات.
ومن الأمور الأساسية التي يجب أن يراعيها من يمتهن تدريس الأطفال والمراهقين ممن لديهم اضطرابات سلوكية أن يتحققوا من مدى مناسبتهم لهذا العمل فالطموحات المهنية والقدرة على تحمل الانحرافات الانفعالية والسلوكية ومستوى الطاقة والوعي بالذات والرغبة في الدفاع عن الطفل وحقوقه هي بعض الخصائص والسمات التي يجب أن يفحصها ويتحقق منها معلموا المستقبل.
وغالبا يصعب التعرف على الأطفال الذين يعانون من اضطرابات الشخصية نظرا لأن معانتهم عادة تحدث في صمت، فهم لا يبدون مختلفين أو مزعجين بالنسبة للمعلمين وإدارة المدرسة، كما أنهم لا يمارسون سلوكيات خطيرة أو مدمرة وهم عادة يميلون إلى الهدوء والتواضع وتجنب التوتر أو الإزعاج وقد يميلون أحيانا إلى الاستبداد البسيط في سبيل الحفاظ على الأمان والأمن في المنزل.
تعريف المراهقة:-
عرفت المراهقة بالمرحلة العمرية التي تتوسط بين الطفولة واكتمال الرجولة أو الأنوثة بمعنى اكتمال النمو الجسمي.
اختلاف مشكلات الشخصية بين الأطفال والمراهقين:-
قد تتخذ مشكلات الشخصية لدى الأطفال عدة صور مختلفة تمتد من الشخصية العامة والذي يحد من قدراتهم على تكوين الصداقات من خلال الجمود والاكتئاب الذي ربما يدفعهم لبعض من الشعور الداخلي بالحزن والأسى العميق، وكذلك ظهور بعض المؤشرات الخارجية الواضحة التي تعبر عن الاضطراب ورغم ذلك ففي معظم الحالات قد لا يمارس الطفل أي سلوك مدمر أو مضاد للمجتمع يزعج الآخرين.
اضطرابات القلق:-
قد تتحول بعض خصائص الشخصية مثل الجمود والحساسية الزائدة والخجل والتشاؤم لتصبح مشكلات للشخصية عند المراهقين عندما تبدأ في أحداث قلق مزمن لدى الطفل المعاق وتحد من قدرته على انجاز المهام النمائية العادية.
اضطرابات الذعر أو الهلع:-
قد يتحول القلق والفزع المزمن الذي تم تعميمه لدى بعض الأطفال إلى تعرضهم لنوبات متقطعة من الهلع الحاد، وقد يتمثل ذلك في سرعة دقات القلب وسرعة التنفس والغثيان أو الدوار والعرق الشديد وغيرها وقد تحدث فجأة وبشدة دون إنذار.
اضطرابات الفوبيا (الخوف المرضي):-
إذا كانت نوبات الهلع تحدث في الغالب وبصورة غير متوقعة ودون أن ترتبط بمثيرات بيئية معينة فإن خبرات القلق الحاد في حالة اضطرابات الفوبيا تعد موجهة وبصورة أكثر دقة وتحديدا نحو مثيرات معينة.
دور الأسرة تجاه المعاق:-
تعد الأسرة هي البناء الاجتماعي الذي يقوم برعاية الأبناء وإشباع حاجاتهم النفسية والاجتماعية والعادية ويشعرون فيها بالأمان والأمن والتقدير. لذا كان دور الأسرة عظيما ومهم في هذه المرحلة لدى هذه الفئة.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن عظيم الجزاء من عظيم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط).
وهنا يأتي دور الأسرة إن تصبر وتتكيف مع هذا ابتلاه الله تعالى، وأن لا تستلم للحزن واليأس بل تتحول تلك المسؤولية.
وقد يكون من السهل تحديد دور الأسرة في مساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مقارنة بدور المعلم أحيانا وربما يصعب ذلك في أحيان أخرى . فقد تستطيع الأسرة في بعض الحالات التعرف على مشكلات الطفل المراهق قبل أن يقوم المسئولون بالمدرسة أو غيرهم من المتخصصين بتحديدها وفي مثل هذه الحالات يعد الطفل محظوظا حيث غالبا ما يكون الوالدين أو من يبدى اهتماما أو يتخذ خطوات نحو المساعدة والتدخل.
دور الوالدين:-
ثم يأتي الدور المهم للأم في توجيه طفلها المعاق تلك الفترة:-
1-تقوية الوازع الديني لديهم وتوجيههم بأمور الدين حسب قدراتهم مثل أداء الصلاة.
2-القرب العاطفي من الأم في بيتها للمعاق مهم جدا لتتواصل معها التواصل السليم سواء بالإشارة أو اللغة أو قراءة الشفاه أو التواصل الحسي عند الطفل.
3-جعل أنشطة الرعاية أكثر وضوحا مع مزيد من تحديد الأهداف والحرص على استشارة المتخصصين في ذلك
المعاقة وإحساسها المرهف:-
في فترة المراهقة يكون إحساس المراهقة مرهفا جدا والعواطف لديها شفافة وتميل إلى الرومانسية والتخيلات وفي هذه الحالة يجب مساعدتها بالتحدث إليها والتقرب منها والبوح بما تمليه من عواطف وأحاسيس ومشاعر والاهتمام بتعديل سلوكها لأن السلوكيات الخاطئة إذا أهملت تصبح عادة.
نشر في مجلة النفس الزكية العدد الرابع 1425-1426هـ
in14;للأستاذة دولة عبدالحميدin14;
 

زائر
كتير اخى موضوع قيم ويعطيك العافية ولك منى خالص احياتى وتقديرى ونستنظر منك الجديد والجديد 000000000000اختك ميرفا
 

زائر
أسعدني مرورك أخت مرفيا ولكي كل الشكروالتقدير