الآفات الانسدادية الرئوية المزمنة

Dr.isra

طبيب
الآفات الانسدادية الرئوية المزمنة

يكون لدى المرضى المصابين بالآفات الرئوية الانسدادية المزمنة انسداد قصبي بطيء ومترقي . ويتميز سير المرض بسورات دورية تترافق بتزايد الزلة والقشع وأحيانا حدوث هجمة قصور تنفسي حاد . والسبب في حدوث السورات هو الإنتان غالباً أو قصور القلب أو عدم التزام المرضى بالمعالجة الموصوفة. ويبدو أن الإنذار على المدى البعيد ليس جيدا مع هجمات القصور التنفسي ، كما يبدو أن المعالجة الحديثة لم تستطع أن تغير من هذا الإنذار .

تصيب هذه الآفات الأشخاص في الكهولة والشيخوخة ، ويراجع المرضى عادة عندما يشكون من زلة وعدم تحمل الجهد. ويكون السعال والقشع عرضين شائعين ولكن ليس دائماً . يُظهر الفحص السريري الحكمي علامات فرط انتفاخ رئوي مع وضوح استعمال عضلات التنفس الإضافية ، ويظهر خفوت الأصوات التنفسية، مع وزيز وخاصة أثناء الزفير الجهدي ، ويختلف مظهر المرضى : من نحول ، وحتى الدنف، إلى وذمات وزرقة . وفي الماضي كان لطرفي التظاهر السريري هذان مقترنين بكيانين مرضيين نوعيين هما الانتفاخ والتهاب القصبات على التوالي. ويمكن للفحص السريري في المراحل الأولى أن يكون طبيعياً ، ويعتمد التشخيص على الدراسة المخبرية الموثقة بتدني سرعة أو معدل الجريان الهوائي الزفيري Expiaty Fwate

يُظهر اختبار الوظيفة الرئوية وجود تدني في معدل التيار الزفيري والسعة الحياتية وازدياد حجم الهواء الباقي والسعة الرئوية الكلية ، وعلى نقيض الربو ، فإن الآفات الانسدادية المزمنة لا تتميز بتغير مؤقت في شدة الانسداد القصبي . ولكن من جهة أخرى ، كما في الربو ، يلاحظ وجود تشنج قصبي مع ملاحظة أن معدل الجريان الزفيري يمكن أن يزداد مؤقتاً بعد إعطاء الموسعات القصبية . ولكن هذا الازدياد الذي يبلغ 15 - 20 % يكون أقل مما هو عليه في الربو . أما فيما يتعلق بغازات الدم الشرياني ، فعوز الأكسجين يختلف شدة ، وكذلك فرط الكربمية في المراحل المتقدمة من المرض . وكلاهما ليس على علاقة وثيقة لا بشدة الانسداد القصبي ولا بشدة الزلة . وعند بعض المرضى ذوي الإصابة الشديدة ، فإن غازات الدم تكون نسبيا مقبولة ، ولكن التبادل الغازي يمكن أن يسوء أثناء النوم . وعندما يصبح عوز الأكسجين ( Pa 2 ) حرجاً أي أقل من 60 مم زئبقي ينعكس ذلك بتشنج وعائي شديد في شعب الشريان الرئوي يتلوه فرط توتر رئوي مع تأثر القلب الأيمن (القـلب الرئوي) وقـد يعقب ذلك فرط كريـات حمـر Pyythemia

ثمة ثلاث من الاضطرابات الفيزيولوجية المرضية تشكل جزءا من متلازمة الآفات الرئوية الانسدادية المزمنة ( PD ) وهي نفاخ الرئة وآفات الطرق التنفسية الصغيرة ، والتهاب القصبات المزمن ويمكن لهذه الآفات متفرقة أو مجتمعة أن تسيطر عند مريض ما .

نفاخ الرئة Emphysema :

إن نفاخ الرئة مرض يتميز بخاصتين : تشريحيا ، زيادة كمية الهواء في القصيبات الانتهائية والمحيط مع تخرب جدر الحويصلات ، وفيزيولوجياً : بتدني الارتداد المرن وزيادة المطاوعة الرئوية .
وتكون درجة الانسداد القصبي في مرضى الآفات الانسدادية الرئوية المزمنة على علاقة وثيقة بشدة النفاخ الرئوي ، وهؤلاء المرضى الذين يبدون اضطرابا وظيفياً ملحوظاً يكون لديهم عادة درجة خفيفة من النفاخ الرئوي على الأقل .

إن إمراضية النفاخ لم تتوضح بعد بشكل أكيد . ويعتقد عدد من الباحثين بوجود اختلال في التوازن بين خمائر البروتياز و مضاداتها في الرئتين مما يؤدي لتخريب البنية الرئوية والجدر الحويصلية خاصة . بنيت هذه النظرية بعد أن اكتشف عند عدد قليل من المرضى وجود نقص في خميرة ألفا - 1 - أنتي تريبسين وهي الخميرة الرئيسية الناهية للبروتياز . أصيب هؤلاء المرضى بعدئذٍ بنفاخ الرئة بدون أي عامل خطر مسبب . حتى أن التدخين وهو العامل المسبب الرئيسي لنفاخ الرئة ، ظهر آًن ضرره مباشرة على النسيج الرئوي . عدا عن تأثيره على القصبات ، فهو يزيد كثيرا من عدد البالعات الحويصلية التي تطلق كمية كبيرة من البروتياز كما يعطِل من فعالية ناهيات البروتياز . هذا بالإضافة إلى الدور الذي يلعبه التدخين في إحداث النفاخ الرئوي بسبب الانسداد القصبي .

يعتمد تشخيص النفاخ الرئوي على المعطيات السريرية والشعاعية والمخبرية 0 تبدي الصورة الشعاعية فرط انتفاخ في الرئة ووضاحة زائدة مع انخفاض الحجاب الحاجز ، وتزايد أبعاد الصدر خاصة القطر الأمامي الخلفي ، واتساع مساحة الوضوح الهوائي خلف القص . وفي درجات متقدمة يلاحظ تناقص ظلال اللحمة الرئوية وظلال التوعية الرئوية مع فقاعات انتفاخيه. ويشير المخبر إلى تدني سرعة انتشار الغازات بسبب تدني مساحة التماس الوعائي الشعري - الحويصلي.

أمراض الطرق الهوائية الصغيرة Sma Aiways Disease :

إن التظاهرات الباكرة لأَمْرَاض الرئة الانسدادية المزمنة تتظاهر في الطرق الهوائية الصغيرة وهذه الإصابة تتضمن التهاب القصيبات الانتهائية وتليف جدرها مع حؤول الخلايا الكأسية ، مما يدعو لتضيق لمعتها ثم انسدادها .
لكن هذا ليس على علاقة وثيقة بدرجة النفاخ الرئوي الحاصل ، والأكثر من هذا ، أن نسبة ضئيلة من مدخني اَلسَّجَائِر المصابين بهذه الآفة تتطور لديهم نحو آفَة رئوية انسدادية مزمنة عَرَضية .

التهاب القصبات المزمن hni Bnhitis :

يُعرف التهاب القصبات المزمن بأنه سعال منتج لقشع فترة تزيد عن ثلاثة شهور متتابعة سنوياً ولمدة ثلاث سنوات متوالية .
ويستلزم التشخيص استبعاد آفات أخرى لها نفس الأعراض ( السعال والقشع ) كالتوسع القصبي . وكما هو الحال في النفاخ الرئوي ، فالعامل الرئيسي المسبب هو التدخين . كذلك التعرض للملوثات الجوية كالغبار والغازات المخرشة . وإن السعال والقشع ليسا بعيدين عن نشوء الانسداد القصبي الذي يحدث في المكان الذي يوجد فيه التهاب القصبات المزمن ويترافق بتشنج قصبي ونفاخ رئوي مع انسداد في القصبات المحيطية. وإن معطيات الفحص السريري واختبارات الوظيفة الرئوية والعلامات الشعاعية تتعلق بدرجة حدوث الانسداد القصبي المرافق .

 

Dr.isra

طبيب
التوسع القصبي Bnhietasis :

التوسع القصبي هو توسع مرضي ودائم في الجدر القصبية ناجم عن تخرب عناصر الدعم القصبي (العضلات الملس وَالْغَضَارِيف والألياف المرنة ) في جدر القصبات المصابة .
يمكن لهذا التوسع أن يكون موضعاً أو ومنتشراً ، فِي قطعة واحدة أو فص واحد أو رئة واحدة أو في كلا الرئتين . وهو في الغالب ناجم عن إصابة إنتانية مخربة في الرئة ، وقد نجد في سوابق المريض إصابة في الطفولة بالحصبة أو السعال الديكي ، وقد خفت نسبة حدوثهما بعد التلقيح . إلا أننا حالياً نجد التوسع القصبي كعقابيل لإنتانات الرئة بسالبات الغرام . ويهيئ لحدوث هذا المرض نقص مناعي ( نقص الغاماغلوبولي ) يساعد في حدوث إنتانات متكررة في القصبات ، كما يساعد على حدوثه التعرض للغازات المخرشة لما تحدثه من تخريب قصبي ، ويتداخل في ذلك أيضاً تدني آلية التصفية القصبية الذي يسبب الالتهاب القصبي ، وخاصة متلازمة عطالة الأهداب المهتزة Immtie iia Syndme ، وهي آفة ولادية خلقية ناجمة عن عيب بنيوي في جهاز القنيات وتترافق هذه الآفة مع آفات ولادية أخرى كالتهاب الجيوب ، وانقلاب حشوي ، أو قلب يميني Dextadia ، وعقم .

يستند التشخيص على وجود سعال مزمن طويل العهد مرافق لقشع غزير الكمية مختلف الصفات مخاطي ، أو مخاطي قيحي ، أو قيحي صرف ، مخطط بالدم أحياناً . ويكشف الفحص السريري وجود تعجر أصابع ، و خراخر فقاعية مستمرة في زمني التنفس ( قراقع ) في منطقة الإصابة . وليس القلب الرئوي نادر الحدوث وخاصة في الحالات الشديدة ، وقد يحدث نفث دموي غزير مميت أو يكون أقل شدة ومتكرراً . وقد تظل صورة الصدر الشعاعية طبيعية أو تبدي تغيرات غير نوعية صغيرة الشأن ، كزيادة الظلال الخطية الدالة على انخماص رئوي محدود . وتكون أحياناً شديدة الدلالة على التوسع القصبي ، أو بروز ظلال قصبية في القاعدتين متجهة من الرئتين نحو الأسفل ، مع ثخانة جدر القصبات أو وجود ظلال حَلَقية فراغية ذات جدر رقيقة ومظاهر كيسيه بحجوم مختلفة .

ولكن التشخيص الأكيد لا يمكن وضعه إلا بإجراء تصوير قصبي ظليل . على أن هناك حالات كثيرة يتم تشخيصها سريرياً وشعاعياً فقط دون اللجوء إلى التصوير الظليل الذي يظل ضرورياً في حال مناقشة العمل الجراحي . على أن التصوير الطبقي المحوري المرتب يمكن أن يؤكد التشخيص في نسبة معقولة من الحالات ولكن يظل دون التصوير القصبي الظليل الذي هو ا أكثر نوعية . وقد تبدي اختبارات الوظيفة الرئوية علامات انسداد قصبي وفرط انتفاخ كما يبدي في الحالات الشديدة علامات لمتلازمة تحددية estitive Syndme

التليف الكيسي ystiFibsis :

التليف الكيسي مرض يتصف بتعمم توضعه في أكثر من جهاز ، ويصيب الاضطراب خاصة الغدد ذات الإفراز الخارجي في عدد من الأعضاء مما يعيق إفراغ مفرزاتها . وهو ناجم عن عيب متنحي في أحد الصبغيات الجسمية ويصيب واحداً من كل مائة مولود من العرق الأبيض.

ورغم أن العيب الصبغي أصبح معلوم التوضع الآن بشكل جيد ( في قسم صغير من الصبغي السابع ) ، ولكن السبب الكائن وراء ذلك غير معروف . تشير الدراسات الحديثة إلى وجود اضطراب في عبور الشوارد في النسيج الظهاري وربما حصار في قناة الكلور . تشبه الفزيولوجيا المرضية للإصابة الرئوية الأسباب الأخرى للتوسع القصبي مع مخاط لزج واضطراب وظيفة الأهداب المهتزة ، مع إنتان متكرر والتهاب مزمن وتخرب الجدر القصبية .

يتظاهر المرض عند الأطفال عادة في البدء بإسهالات دهنية وانسداد معوي ولكن الإصابة الرئوية تكون هي المسيطرة وتشكل المعضلة الرئيسية ، وهي معندة على المعالجة. وإن العنقوديات المذهبة والزوائف الزنجارية Psedmnas Aegnsa هي الجراثيم المسؤولة عادة عن الإنتانات التنفسية المتكررة وهي ذات معالجة صعبة بسبب استعمارها المزمن للطرق الهوائية . يعتمد التشخيص النهائي على ارتفاع تركيز الصوديوم والكلور في العَرَق ، ويُشتَرط صحة جمع عينة العَرَقْ ودقة التحليل . ويجب أن تبلغ النسبة 60 مل معادل ل عند الطفل و 80 مل معادل عند الكهل لتأكيد التشخيص . يسير المرض تدريجياً وبشكل مترق نحو القصـور التنفسي . يتم تشخيص معظم الحالات في الطفولة وأحياناً عند الوليد . وربما تأخر التشخيص حتى اليفع بين 10 - 20 سنة من العمر عندما تكون الحالة طفيفة حيث الأعراض الهضمية غائبة أو قليلة ، والأعراض التنفسية تقتصر على زلة ربوية الشكل أو التهاب قصبات متكرر ، ولا يوضع التشخيص عندئذٍ إلا عندما تطرح مشاكل أخرى نفسها عند المريض كالعقم . وقد سمح التقدم الحاصل في المضادات الحيوية والعناية التمريضية و إتقان التغذية بتحسين الإنذار عند مثل هؤلاء المرضى حيث يصل معدل البقيا إلى 40 سنة في أيامنا هذه بعد أن كان لا يتعدى السنتين منذ نصف قرن ، والمعالجة عرضية بحتة .



م ن ق و ل
 
التعديل الأخير:

زائر
الله يعطيك العافيه يارب
موضوع شامل
يجزاك خير
 

زائر
شكرا للمعلومات المفيدة والمجهود الرائع
جزاكم الله خيرا
 

استشارات طبية ذات صلة