زائر
أترج
د.جابر بن سالم القحطاني
الأترج شجرة من الموالح يصل ارتفاعه الى خمسة أمتار، ناعم الاغصان والورق، ازهاره بيضاء وثمرته تشبه الليمونة إلا انها اكبر بكثير ذات لون برتقالي ذهبي له رائحة مميزة ذكية ماؤها حامض، يعرف الاترج بعدة اسماء وفقاً للمنطقة التي يكثر فيها، ففي السعودية يدعى ترنج وفي بلاد الشام ترنج ايضاً وكباد وفي مصر والعراق اترج كما يسمى تفاح العجم وتفاح ما هي وتفاح آدم وليمون اليهود لأنهم يحملونه في اعيادهم.
يعرف الاترج علمياً باسم its Media، والموطن الاصلي للاترج المناطق الحارة بشكل عام.
المحتويات الكيميائية:
تحتوي قشور ثمرة الاترج على زيت طيار والمكون الرئيسي ليمونين والذي يشكل نسبة 90٪ من محتويات الزيت وتحتوي القشور على فلافونيدات وكومارينز وتربينات ثلاثية وفيتامين وكاروتين ومواد بكتينية.
الاستعمالات:
قديماً ورد ذكره في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الاترجة طعمها طيب وريحها طيب». لقد ورد ذكر الاترج في سفر اللاويين من التوراة «تأخذون لأنفسكم ثمر الاترج بهجة». وقد قيل ان بعض الملوك الاكاسرة سجن بعض الاطباء وامر ألا يقدم لهم من الاكل إلا الخبز واداماً واحداً، فاختاروا الاترج وسألوا عن ذلك فقالوا «لأنه في العاجل ريحان ومنظره مفرح، وقشرة طيب الرائحة ولحمه فاكهة وحماضه ادام وحبه ترياق وفيه دهن».
لقد عرف العرب الاترج منذ القدم وتغنى به شعراؤهم في مختلف العصور منهم ابن الرومي الذي قال فيه في معرض الحديث عن أحد ممدوحيه:
كل الخلال التي فيكم محاسنكم
تشابهت منكم الاخلاق والخلق
كأنكم شجر الاترج طاب معاً
حملاً ونوراً وطاب العود والورق
ويقول ابن سينا في الاترج «لحمة (لبه) ملطف لحرارة المعدة نافع لأصحاب المرة الصفراء قامع للبخارات الحارة». وقال الاطباء العرب فيه الكثير حيث قسموه الى اربعة اصناف: قشر ولب وحمض وبذر ولكل منها منافع وخواص وقال ان من منافع قشره انه اذا جفف وسحق ثم جعل بين الملابس او الفراش منع السوس ورائحته تطيب رائحة الهواء والوباء، ويطيب النكهة اذا أمسكها في الفم، ويحلل الرياح، واذا اضيف الى الطعام اعان على الهضم، وعصارة القشرة الطازجة تنفع من نهش الافاعي شرباً، كما ينفع القشر ضماداً على الجروح واذا احرق قشره بعد جفافه فإن رماده طلاء جيد للبهاق، أما لبه فملطف للمعدة، وحماضه قابض وكاسر للصفراء، ومسكن للخفقان الحار، يفيد اليرقان شرباً، يقطع القيء، ومشه للأكل، يحبس البطن ينفع الاسهال والصفراء، ينفع طلاؤه من الكلف، مقو معدي، ويسكن العطش، أما بذره فينفع من السموم القاتلة اذا شرب منه وزن مثقالين مقشراً بماء فاتر، ملين للطبيعة مطيب للنكهة. وقالت طائفة من الحكماء «جمع الاترج انواعاً من المحاسن والاحسان فقشره مشموم، وشحمه فاكهة، وحماضه ادام، وبذره دهان». وقال ابن البطار «قوة الاترج تلطف وتقطع وتبرد وتطفئ حرارة الكبد وتقوي المعدة وتزيد في شهوة الطعام وتقمع حدة المرة الصفراء وتزيل الغم العارض منها، ويسكن العطش ويقطع الاسهال وحماضه نافع من الخفقان وحب الاترج ينفع من لدغ العقارب». يستخدم الترنج في الطب الحديث كفاتح للشهية وطارد للارياح ومهضم ومنبه للجهاز الهضمي ومطهر ومضاد للفيروسات وقاتل للبكتيريا ومخفض للحمى، ويستخدم كمضاد للبرد والانفلونزا والحمى ولعدوى الصدر والحنجرة بالميكروبات ويقوي جهاز المناعة، كما يساعد في موازنة ضغط الدم.