الإجهاض المنذر قابل للعلاج ويستدعي بقاء المرأة تحت الملاحظة الدقيقة

زائر
على الحامل العناية بنفسها ووجود ألم ونزيف شديدين قد يعجلان بسقوط الجنين

الإجهاض المنذر قابل للعلاج ويستدعي بقاء المرأة تحت الملاحظة الدقيقة





ما للحامل الالتزام به من غذاء وما عليها اجتنابه




د.محمد بن حسن عدار
لعل أهم سبب يؤدي إلى حدوث الإجهاض هو تمزق عنق الرحم وهذه التمزقات قد تحدث في فتحة الرحم الداخلية فتتركها ضعيفة غير قادرة على الاحتفاظ بالجنين داخل الرحم، والمفروض أنه إذا حدثت تمزقات في عنق الرحم أن تعالج فوراً بعد اتمام الولادة مباشرة وفي هذه الحالة نجد أن علاجها سهل والتئامها يصبح سهلاً، اما إذا تركت فإن علاجها في المستقبل يحتاج إلى جراحة أخرى تستدعي بقاء المريضة في المستشفى عدة أيام. وبالنسبة للتمزقات أو الضعف الذي يحدث في عضلة الرحم الداخلية فإن علاجه يستدعي ربط عنق الرحم أثناء الحمل وتكرار ذلك مع كل حمل لتجنب حدوث الاجهاض والوقاية خير من العلاج. اما إذا حدثت علامات الاجهاض وهي الألم والنزيف فإننا نكون إمام أحد الموقفين اما معالجة الموقف بحيث يستمر الحمل أو المساعدة على إنهاء الحمل بطريقة سليمة. وعندما يفحص الطبيب المرأة الحامل التي تشكو من علامات الاجهاض فإنه يستطيع أن يقرر أي الطريقين سيسلك: فإذا كان الرحم مقفلاً أي لا يوجد توسع في عنق الرحم فهذا ما نسميه بالاجهاض المنذر فتبدأ المحاولات لابقاء الحمل حيث ننصح المريضة بالراحة التامة جسمياً وذهنياً وجنسياً، فيجب ألا تترك السرير إلا إلى دورة المياه وتستمر في هذه الراحة حتى يزول الألم ويتوقف نزول الدم تماماً ويستحسن أن تستمر في راحتها بعد ذلك لمدة أسبوع ومن الطبيعي أن يكون ممنوعا على الزوج أن يتصل بها جنسياً تماماً كما يجب أن تظل هادئة بعيدة عن الاضطرابات النفسية أو القلق الذهني وتأكل الوجبات الخفيفة بحيث يكون الهضم سهلاً مع الحرص على عدم حدوث الامساك ولا بأس هنا من استعمال بعض الملينات البسيطة بالإضافة إلى استعمال بعض الأدوية المزيلة لتقلصات الرحم فترتخي عضلاته ويزول الألم. وفي بعض الحالات قد يصف الطبيب علاجات هرمونية معينة خصوصاً إذا كانت هناك علامات توضح نقصاً في هذه الهرمونات عند الحامل ولهذه الهرمونات دورها الهام فهي ترخي عضلات الرحم المحيطة بالجنين بينما تعمل على انقباض العضلة المحيطة بمدخل الرحم وبذلك فهي تؤدي إلى حدوث ما هو مطلوب لمنع الاجهاض. كذلك ان الاهتمام بتغذية الحامل في هذه الحالة له فائدته خاصة إذا كانت تعاني أصلاً من فقر الدم أو كان فقر الدم ناتجا عن النزف الرحمي الذي حدث. ولكن خلال علاج هذا النوع من الاجهاض الذي نسميه الاجهاض المنذر وهو النوع القابل للعلاج لا بد من وضع الحامل تحت الملاحظة الدقيقة لأنها ربما تتحول إلى حالة أشد وهي الاجهاض المحتم حدوثه وإذا حدث هذا التحول فيجب أن يتغير العلاج فوراً لأننا نصبح أمام حالة مرضية مختلفة تماماً. إن ابقاء الجنين واستمرار الحمل هو القاعدة في علاج الاجهاض المنذر في معظم الحالات إلا أنه إذا كان النزف شديداً أو استمر لمدة طويلة فإن الأمل في الابقاء على حياة الجنين يصير ضعيفاً بينما الخطورة تصبح على الأم مؤكدة وهكذا يصبح من الضروري انهاء الحمل فوراً بعملية التنظيف للرحم. فإذا وجد الطبيب ان الرحم مفتوح أو إذا احس الطبيب عند فحص الحامل بأجزاء من الجنين فإن هذا الحمل لا يمكن الابقاء عليه ومن المصلحة المؤكدة للحامل انهاء الحمل فوراً فالتأخير هنا معناه خطر النزف المتزايد وحدوث الالتهابات الشديدة. ومن المعروف أن ما يقوم به الطبيب هنا لإنقاذ الموقف هو عملية التنظيف وهذه العملية لها أهميتها ويجب أن تلقى من المريضة والجراح كل اهتمام وحرص، صحيح أن هذه العملية لا تستغرق الكثير من الوقت ولكن أهميتها ترجع إلى أنها تجري في الظلام حيث لا يستطيع الجراح مشاهدة داخل الرحم بل يعتمد على احساسه فقط وهذا يختلف عن الوضع عندما يقوم الجراح بفتح البطن ورؤية كل شيء واضح أمام عينيه، كما ان حدوث أي اهمال في أي خطوة من خطوات هذه العملية قد يكون سبباً في مضاعفات كبيرة وهذه العملية تجرى تحت مخدر عام حيث يوسع الجراح فتحة الرحم بواسطة معدات خاصة إذا كان عنق الرحم غير مفتوح بحيث يصبح الدخول بعد ذلك إلى الرحم سهلاً ليتم استخراج الجنين ويتم كحت جدار الرحم لازالة أي أنسجة تكون من الجنين أصلاً وظلت ملتصقة بجدار الرحم الداخلي وبعد ذلك يتم تدليك الرحم حتى ينقبض وتعطى المريضة من الأدوية القابضة لعضلات الرحم بالحقن الوريدي أو الفم. ومن الضروري بقاء المريضة في المستشفى لمدة يوم كامل بعد اجراء العملية وذلك حتى تكون تحت الملاحظة الدقيقة خوفاً من حدوث النزف الذي قد يعقب هذه العملية
المصدر الرياض