الام أسفل الظهر

زائر
الام أسفل الظهر


ماذا نقصد بألام أسفل الظهر ؟
إن منطقة أسفل الظهر منطقة معقدة جداً من الناحية التشريحية فيها الفقرات القطنية والغضاريف والحبل الشوكي والأعصاب والعضلات والمفاصل والأربطة ويمكن أن نلخصها كالتالي :
1- خمس فقرات قطنية وهي مرتّبة الواحدة فوق الأخرى لتربط بين العمود الفقري العلوي مع عظام الحوض .
2- ستة غضاريف قرصية بين تلك الفقرات تعمل كـ ماصّات للصدمات أو وسادات حماية ومثبته للفقرات وتحميها من الإصابة .
3- الحبل الشوكي، والأعصاب التي تمثل عصب الحياة للجزء السفلي من الجسم وهذه الأعصاب تمر من خلال قناة عظمية داخل الفقرات القطنية وظيفتها الوصل بين المخ في الأعلى وعضلات الأطراف السفليةوالحوض.
4- مفاصل صغيرة تربط بين الفقرات والحوض، وظيفتها الحركة وتوفير قدر من الثبات للعمود الفقري .
5- العضلات والأربطة وهي الأجزاء التي توفر القوة والحماية والثبات للجزء السفلي من العمود الفقري .

لماذا تكثر الشكوى من آلام أسفل الظهر ؟
إن آلام أسفل الظهر تشكل الشكوى الأكثر شيوعاً لدى المرضى مرتادي عيادة جراحة العظام ،وإن معظم الإحصائيات تبين أن أربعة من كل خمسة أشخاص بالغين يتعرضون الى بعض الألام الشديدة في أسفل الظهر في مرحلة ما في حياتهم . وتمثل هذه المشكلة ثاني أكبرسبب ( بعد مشاكل البرد والانفلونزا) لتغيّب الموظفين الذين هم في فوق سن الخامسة والأربعين عن أعمالهم.
وبما أن منطقة أسفل الظهر هي منطقة مركّبة ومعقدة تشريحياً وتربط بين الجزء العلوي للجسم بما فيه الصدر والذراعين مع الجزء السفلي من الجسم بما فيه منطقة الحوض والأرجل، فإن هذا الجزء الهام من العمود الفقري يؤمن الحركة والثبات والقوة لأجسامنا ، فالحركة مثلاً: كالانحناء ، والالتفاف ، والدوران ، بينما القوة تسمح لنا بالوقوف والمشي ورفع الأثقال ، ويتحقق ذلك من خلال الثبات الدائم في جميع الأحوال.
فيتضح أن الوظيفة الكاملة لهذا الجزء الهام من الجسم في أسفل الظهر نحتاجه دائماً لكل أنشطتنا اليومية وحياتنا بشكل سليم ، والألم في هذه المنطقة يحد ويقلل من نشاطنا وحيويتنا، ويقلل من قدرتنا على العمل ومن كفائتنا في التمتع في حياتنا .

كيف نشخص أمراض أسفل الظهر؟
لحسن الحظ أن معظم حالات آلام الظهر هي حالات حميدة وغير خطرة وتستجيب بشكل جيد للعلاج ، ويمكن لطبيب العظام تشخيص ما تعاني منه، وعلاجك بعد أن يقوم بفحصك وفحص أرجلك وسؤالك عن بعض الأعراض أو الإصابات السابقة ، وغالباً ما يحتاج الى تصوير شعاعي وبعض الاختبارات، ثم القيام بإعطائك العلاج اللازم وبعض الإرشادات.
أما إذا استمر الألم ولم يستجب للعلاج أو إذا كانت الآلام ممتدة الى أحد الساقين أو كلاهما فقد يطلب الطبيب منك اجراء تصوير شعاعي خاص ليظهر الأنسجة الضامة التي عادة لاتظهر في الأشعة العادية مثل الأشعة المقطعية المحورية بالكمبيوتر أو أشعة الرنين المغناطيسي أو أشعة الطب النووي ، ونادراً ماتحتاج الى تخطيط للأعصاب لإظهار مدى الضرر الذي حدث لعصب ما أو مجموعة عضلات في الساقين ، وقد تحتاج لبعض فحوصات الدم والبول ..

ماهي أكثر الأسباب شيوعاً لالام أسفل الظهر؟
إن الأسباب عديدة منها الإصابات المباشرة أو الغير مباشرة ، تأثير الشيخوخة على العمود الفقري ونذكر بعض أهم هذه الأسباب:
1- الشد العضلي : توفر عضلات أسفل الظهر القوة والطاقة للقيام ببعض الأنشطة مثل الوقوف والمشي ورفع الأثقال ، وقد يحدث شد أو تقلصات في هذه العضلات عندما لاتكون بحالة صحية جيدة، أو عندما تكون مرهقة وضعيفة بينما تلعب الأربطة في أسفل الظهر دوراً مهماً في الحفاظ على الثبات بين الفقرات، وعندما تحدث قوة مفاجئة وأكبر من قدرة هذه الأربطة على التحمل ، قد تصاب بتمزق جزئي أو كامل وتسبب آلام مبرحة وتمثل هذه الاصابة بالعضلات والأربطة أكثر أسباب آلام الظهر وتساعد بعض العوامل على زيادة الآلام والمرض فيها :
* ضعف العضلات بشكل عام وأسفل الظهر بشكل خاص .
*الاستعمال السيء للعضلات كحمل الأثقال بطريقة خاطئة .
*السمنة .
*التدخين .
والتأثير الطبيعي للشيخوخة على الجسم بشكل عام وعلى أسفل الظهر بشكل خاص كهشاشة العظام ، ضعف العضلات وقلة مرونتها وتكلس الأربطة وقلة ليونتها، ومع أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تقلل وتؤخر من تأثير هذه العوامل إلا أنها لاتمنعها وعلينا تعلّم كيف نرفع الأثقال والأشياء عن الأرض ، وكيفية تحريك الأثاث مثلاً واتباع نظام تغذية جيد والابتعاد تماماً عن التدخين .
2- الشيخوخة : إن الحركة المستمرة طيلة العمر والضغط على الفقرات بالإضافة الى بعض العوامل الوراثية، تؤدي الى تآكل في الأقراص الغضروفية بين الفقرات وبعض التغيرات في المفاصل الصغيرة بين الفقرات القطنية وتحدث هذه التغيرات لكل الأشخاص بدرجات متفاوته، ولكن عندها تكون أكثر من الطبيعي بسبب النشاط الزائد فإنها قد تسبب آلاماً مبرحة وتيبس في الحركة أسفل الظهر، وبسبب بعض التهابات المفاصل قد تنشأ بعض التكلسات التي تضغط على الأعصاب وتسبب آلاماً كبيرة في أحد الساقين أو كلاهما ،و تعتبر هذه المضاعفات قليلة نسبياً .
3- هشاشة العظام والكسور:
تفقد العظام على مر الأيام شيئاً من قوتها وخاصة عند السيدات بعد مرحلة اليأس ، وقد تسبب هذه الهشاشة كسوراً انضغاطية عند السقوط البسيط أو عند رفع وزن كبير أو ممارسة بعض الأنشطة وخاصة غير المتوقعة كالرياضة مما يسبب آلام كبيرة في أسفل الظهر .
*الفتق الغضروفي بين الفقرات ( الديسك)
يتكون القرص الغضروفي بين الفقرات من مادة لينة هلامية في المركز محاطة باطار حلقي من الألياف وظيفته إمتصاص الصدمات، ومع القيام ببعض الحركات المفاجئة تتشقق الحلقة الخارجية من الألياف وتسبب بعض الألام ، وإذا ماتمكنت المادة الهلامية من الضغط على التشققات آنفة الذكر فقد تنزلق في قناة النخاع الشوكي وتضغط على الأعصاب وتسبب آلام كبيرة تمتد الى الساق .

ما هي أفضل طريقة للعلاج؟
لحسن الحظ أن معظم آلام أسفل الظهر يمكن أن تعالج ببساطة بعد أن يقوم طبيبك بفحصك وإرشادك الى بعض الطرق السليمة للتعامل مع مشكلتك وبعض الأدوية والعلاج الطبيعي ، لتخفيف الآلام والقضاء على الالتهابات إن وجدت . وقد تحتاج الى فترة وجيزة من الراحة علماً بأن تحولاً في طبيعة النشاط وطريقة العمل قد تفيد أكثر من الراحة في علاج الألم بسرعة ولذلك قد لايكون من الضروري الإنقطاع عن العمل أو التوقف عن مزاولة أنشطتك بالكامل بل يمكن أن يرشدك طبيبك الى الطريقة الأفضل للقيام بواجباتك .
وعندما يتوقف الألم الأساسي أو يخف يفضّل إتباع برنامج تأهيلي لتقوية عضلات الظهر والبطن وبعض تمارين الاستطالة، لزيادة مرونة العضلات ثم تخفيف الوزن إذا كان زائداً عن معدله الطبيعي، والاقلاع عن التدخين إذا كنت مدخناً، مما قد يساعد على تقليل فرص عودة الآلام مرة أخرى .
وأفضل علاج طويل الأمد هو منع الاصابة بالمحافظة على الحيوية والنشاط وممارسة التمارين المفيدة ، وتعلم الطرق الصحيحة برفع الأوزان ولو كانت بسيطة واستعمال كرسي صحي في مكتبك والتدرب على الوقوف والمشي بطرق صحيحة .

متى يكون الحل الجراحي ؟
معظم آلام الظهر تعالج بدون اللجوء الى الجراحة، وأكثر الأسباب التي تضطرنا االى اللجوء الى الجراحة هي إزالة الضغط الكائن على العصب من جراء الديسك الذي يسبب آلام كبيرة لاتستجيب للعلاج المحافظ.
وهناك بعض الحالات الأخرى التي تحتاج الى الجراحة، كما في نهايات المفاصل المؤذية والتي تسبب الضغط على الأعصاب أو التي تسبب خلخلة وعدم ثبات بين الفقرات .

الوقاية خير من العلاج
إن الآثار الطبيعية للشيخوخة مثل تقلص كتلة العظم وضعف قوة وليونة العضلات لايمكن أن نتجنبها أو نوقفها ولكن يمكن أن نبطئها أو نقلل من آثارها بواسطة :
• ممارسة تمارين رياضية معينة للظهر والجسم للمحافظة على قوة العضلات في أسفل الظهر وأكبر قدر من الليونة .
• استخدام طرق سليمة وصحيحة في تحريك الأشياء ورفعها وطلب المساعدة إذا كانت الأوزان ثقيلة .
• المحافظة على رشاقة الجسم وتجنب زيادة الوزن للتقليل من العبء على عضلات أسفل الظهر .
• الإقلاع التام عن التدخين.
• المحافظة على القوام صحيحاً عند الوقوف أو الجلوس وتجنب الانحناء والأوضاع الجانبية.

مستشفى الامارات