التسمم بالرصاص

زائر
التسمم بالرصاص

التسمم الحاد بمادة الرصاص معروف منذ القدم وأعراضه هي : الآم في البطن ، والغثيان، وفقدان الحساسية في اليدين والقدمين ، وتشنج العضلات . وفى القرن الماضي انخفضت بدرجة كبيرة حالات التسمم الحاد من مادة الرصاص بفضل اكتشاف ومكافحة مصادر تلوثه والتسمم بمادة الرصاص يمكن علاجه بتناول مادة ايثيلين ثنائي أمين رباعي أستيات الكالسيوم a EDTA التي تعمل على تجميع أيونات الرصاص والمساعدة على إزالتها من الجسم .



وأغلب مصادر التلوث بالرصاص ( المزمن ) في السنوات الأخيرة ليست ، كما في الماضي ، من حرق الفحم وعمليات التعدين والتصنيع الشائعة آنذاك – بل هي بسبب الاستهلاك المتزايد من وقود الجازولين الذي يحتوى على مركبات رباعي ايثيل الرصاص كمادة مضافة لرفع عدد الاكثين .. وتتراوح كمية رباعي ايثيل الرصاص المضافة بين 0.3 – 0.4 جرام في اللتر الواحد في جازولين 94 و 0.6 – 0.8 جراملتر في الجازولين 98 ، وهذا يعني أن إجمالي كمية هذه المادة المضافة تقدر بنحو 900 طن سنويا في الجماهيرية العظمي. ونتيجة للتفاعلات الكيميائية أثناء عملية إحتراق الوقود في المحرك فإن المادة المضافة رباعي ايثيل الرصاص ينتج عنها العديد من مركبات الرصاص الأخرى وأهمها كلوريد الرصاص وبروميد الرصاص وكلورو برومو الرصاص وجميعها مركبات درجات غليانها منخفضة . ونواتج الاحتراق من هذه المركبات وغيرها تخرج من انبوب العادم على هيئة أبخرة حيث تتكثف وتتحول الى جسيمات صغيرة الحجم (أقل من 2 ميكرومتر) في الهواء والتي بإمكانها الدخول بسهولة خلال الجهاز التنفسي وتبقي في الرئتين أو تنتقل بواسطة الدم الى بقية أعضاء الجسم . هذا بالنسبة الى مركبات الرصاص العالقة في الهواء أما بقية المركبات التي تتساقط بالقرب من الطرقات فإنها تغطى الأسطح الخارجية للنباتات والممتلكات والتربة كما تنتقل عبر السلسلة الغذائية والمياه الى الإنسان . ويجب ان ندرك هنا بأن هذا النوع من التلوث يعتبر تلوثا مزمنا أى أنه تراكمي ويتجمع على مر السنوات . ويصعب التخلص منه لمدة طويلة من الزمن .


-ومن خصائص أيونات الرصاصpb+2 هي قدرتها على التفاعل مع مجموعة



سلفهيديل(-SH) في البروتين. وعليه فإن الرصاص قد يؤدى الى كبح لايقل عن إنزيمين لهما دور رئيسي في تركيب الهيماتين (هيموجلوبين الدم) مما قد ينتج عنه الأنيميا. وتشير بعض نتائج الدراسات الى ان مستويات الرصاص في الدم لها علاقة بخلل التوازن الكيميائي في مخ الأطفال (الأنزيمات) مما يؤدى الى تدهور القدرة على الاستيعاب والتوتر العصبي .



وكذلك التأثيرات السامة على الكلي وما يترتب على ذلك من أمراض عضوية ونفسية مثل ارتفاع ضغط الدم والعقم والسرطان.



وقد أقترحت المنظمة العالمية للصحة أن يكون الحد الأقصى لنسبة هو 0.01 مجملتر ، وعليه تهيب الهيئة العامة للبيئة بجميع الجهات ذات العلاقة ان تقوم بالتنسيق معها لإجراء مسح شامل وفق الطرق القياسية المعتمدة لمستويات الرصاص فى الدم ( وخاصة فى الاطفال والامهات الحوامل ) وكذلك فى المواد الغذائية ومياه الشرب والهواء والتربة كما هو متبع فى كثير من دول العالم وبهدف مكافحة التلوث الناجم عن تداول مركبات الرصاص .


د . يوسف المهرك