التطوير التعليمي والمهني وتوفير الوظيفة ثلاثة أشياء لاتتخلى بعضها عن بعض

زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

التطوير التعليمي والمهني وتوفير الوظيفة ثلاثة أشياء لاتتخلى بعضها عن بعض


بادئة على الطريق

بين التطوير المهني وبين التطوير التعلمي وتوفير الوظيفة ارتباط وثيق وكلاها مكملة للآخر فلا يعزل أحدها عن الآخر إلا تأثر الباقي فنجد بين النظرية ( العلم ) والتطبيق ( المهنة ) إشكالات كثيرة لا تستطيع أن تحصرها في مقال واحد ولكن نتعرض لشئ منها في هذا المقال و نكتفي بالبسيط على سبيل المثال فقط ولعلنا أيضاً إذا انخرطنا فيها لابد أن نكون أكثر صراحة في المقولة والتوثيق بالمصدر وبما أننا صيادلة وعاملين في قطاعات فهذا أكبر مصدر لكي نناقش ما حدث لنا في الدراسة الأكاديمية و قبل التوظيف وبعد التوظيف .

التطوير التعليمي : في هذا الجانب نجد الفصامية النكدة تعيد شكلها بقالب زي التطوير لا بجسم التطوير وهو اللب والأساس الذي يحتاجه الصيدلي بعد التخرج وكثيراً ما نسمع من الدكاترة الآباء بقولهم : نحن نعطيكم الأساس والباقي عليكم من الإطلاع والبحث ..أنتهى قولهم ..

طبعاً كلامهم غير مطبق بحذافيره لأن البعض لا يفرق بين جزء العملي و جزء التعليمي في نفس المادة فتجده يلزمك في معلومات و اختبارات جزء التعليمي للمادة بعلومات الجزء العلمي وهذا من الخطأ لأنه إذا ارتكب هذا العمل أغفل جانب التأسيس في جانب جزء التعليمي في المادة وهذه واحدة من تدني مستوى التطوير وتوزيع المهام وصرف الصلاحيات كل على حسب اختصاصه فلا ينتقص أن يوجد دكتور متخصص بالمعامل الخاصة بعلم الصيدلة وأنا في رأيّ أن النقص الحاد في دكاترة المعامل الذي لهم سعة في التطبيق والعلم سبب كثير من المشاكل التي نواجهها اليوم من اتفاقية التريبس وهذا ما نحتاجه في مراكز الأبحاث وغيرها من المعامل الهامة في مجال الصيدلة التي يفتقرها الوطن العربي وبها يواجه الصولة العارمة في التجارة العالمية .

عدم رتابة للمواد مع بعضها بترتيب الأساس والمكمل .. كيف ؟؟ ..

مادة الدوائية تأتي قبل مادة علم الأدوية وعلم الأدوية أساس الأدوية يؤخذ من علم الأدوية فكيف يكون المكمل قبل الأساس والأساس بعد المكمل .

وتظهر مشكلة عدم رتابة المواد مرة أخرى مع بعضها بترتيب الأساس والمكمل بشكل آخر وهو عدم ترتيب الأساس في بداية الدراسة الأكاديمية لأن علم الأدوية هو أساس كل علوم الصيدلة فلا بد من وجوده في بداية الدراسة الأكاديمة وتكثيفه ولا يأتي برُمة واحد في مادة تقدر عدد ساعاتها بأربع ساعات ولا تأتي مع ضخامة كمها المعلوماتي في القدر الحسابي المعدلي بعدد الساعات و المعلومات الأكادمية إلا بشق الأنفس في المستوى السادس من السنة الأكاديمية يعني في السنة الثالثة أكاديمي .

التدريب في منتصف الكلية لا يوجد وذلك سبب إحراج جداً للصيادلة بين الفنيين بعدم سعتهم الدوائية واستخداماتها في التدريب في نهاية الكلية .

وفي نهاية الكلية يأتي التخصص مضيفاً نوعاً من المزج بين اشباع عاطفة الطالب بالإنتماء التخصصي الذي يحلم به من زمن برؤية التخصص وهو في السنة الأولى اكاديمي والهالة الإعلامية التي أحدثها من حوله من الدكاتره الآباء أو الطلاب الأبناء وبين انتهاك حقه بممارسة التخصص الفعلي الصحيح بعد التخرج والذي لن يدركه إلا بعد أن يقع في هذا المأزق أو إن شئت الشرْك وتجده يعتصر الدمعة من مقلته على خده لسبب إدراكه أن التخصص في السنة الأكاديمية والذي يقدر بنصف سنة فقط هواشباع عاطفي لا أكثر ولا أقل واستراتجية من وجهين .. وجه أمام المجتمع بأني متخصص بقسم كذا .. والوجه الآخر بوجود الوجه الأول يكتفي بعدم المطالبة لأن المجتمع لا يسأله لماذا لا تتخصص ؟ .. لأن الصيدلي العام في الواقع الصحيح بالسلم الوظيفي صيدلي عام ومعروف بين الكادر الطبي ولكن أمام المجنمع يتظاهر بالعاطفة التي مارستها معه الكلية وهو يعيدها بالقاعدة مع المجتمع فيصبح المجتمع يمارس معه العاطفة وهذه لها وقت وتزول إن شاء الله لأن المجتمعات والأفراد في إطلاع دائم وسؤال لمستقبل أبنائهم في القبول لهذه الكليات فلا بد من السؤال وينكشف الغطاء وتذهب كل هذه الإستراتجيات وإنشاء الله يبدأ التطوير في المجال الأكاديمي لكي ينجنا من التخلف الوظيفي الذي يبنى عليه التطور المهني .


وفي نهاية كلامنا عن التطوير التعلمي هل يجوز أن نسمي التعليم الأكاديمي التخدير الأكاديمي ؟ ..

لعلي أجاوب هذا السؤال أنا بصفة أنا والجواب :

نعم ولذلك بسبب أنك صيدلي عائم التخصص وهذا سبب لك مزيدأ من التبعات ولعل تفصيلها بعنوان :

جملة يتهرب منها الصيدلي .. ( أنت عائم التخصص )



ويوجد رابط بين بين التطوير التعليمي والتطوير المهني كما أسلفنا أن يعتمد عليه في مواصلة التخصص وفي هذه النقطة يتوجب علينا دراسة كاملة لتخصصات الصيدلة ونظام الدراسة الأكاديمية في البلاد المتقدمة والتي تعتبر قدوة في ذلك وأتمنى أن يسعفني الوقت ويتوفر لي المراجع الكاملة لهذا الموضوع إن شاء الله .

توفير الوظيفة : فلا يعقل أن الصيدلي حديث التخرج يجد متاعب في توفير الوظيفة وللصيدلي في مشكلة توفير الوظيفة سلك كبير أو بالأصح حظ من التعاسة والحمد لله على كل حال .

الصيدلي مر عليه ردح من الزمن لا يوظف على مهنة الصيدلي إنما يوظف على مهنة فني صيدلي هذه الصورة لا تحتاج إلى تعليق وإذا علقت عليها أكون قد أنقصت من التصوير لهذه الصورة فأدعها كما هي والله المستعان .

هذه المشكلة يتبعها مشكلات تعتبر قواعد عامة تطبق في أكثر من حالة عامة أوخاصة .

التخطيط مهم في كل شئ فكيف بأشياء أنا بأمس الحاجة إليها ولعلها من أهمها المتطلبات الأساسية في الحياة وهي المحافظة على الصحة ولعل طريقة المحافظة على هذه الصحة في شكل مشروع منظم بإنشاء كوادر تهتم بالصحة في منشئات صحية وتسمى بمصطلح طبي : مستشفى ومن ضمن هذه الكوادر الأساسية والمكملة للكادر الطبي الصيدلي وأيضاً بإنشاء مراكز أبحاث دوائية تهتم بالصحة وذلك باكتشافات للأدوية تعالج ما عكر صفو الصحة ولكن إلا الهرم .

هذا الصيدلي ينقصه الكثير من التطوير وهذا ما أشرنا إليه سابقاً ولا يكون مستساغاً في رعاية تعليم الصيدلي في تعليمه و مهنته ليكون مكملاً لا مكرراً للمهنة أو العمل فكيف إذا تعدى ذلك النقصان إلى تعيين الصيدلي في الوظيفة على وظيفة فني صيدلي و تعتبر هذه المضي في طريق هضم حقوق الصيدلي مشوار طويل وقطع مسافات كثيرة في هضم حقوقه والله المستعان .

من المهم في كل قسم أو كلية أن يرسموا للمتقدم لها عمل المتقدم ومكانه مع توفير الوظيفة له وما المصلحة في قبول المتقدم على الكلية أو قسم معين في الكلية ولا يوجد فيه فرص التوظيف !!!! .. وبالمقابل تجد الكليات التي بامس الحاجة إليها المجتمع المقبولين فيها قليل وهذا القليل لايغطي الإحتياج .

إن الوضع الحالي للمتخرجين الذين لا يجدون فرص للتوظيف يساهمون بشكل آخر غير مقصود بالبطالة والسبب ورائه عدة جهات ليس عليه ذنب بها المتخرج .

كيف اتعب على تدريس طالباً لا يوظف ولا ينتج للمجتمع حضارة وبالعكس من ذلك يساهم في خرق للحضارة ؟ ..

سؤال أتمنى أن يجول بخاطر المسؤولين لكي يعالجوا هذا الداء وينهضوا بالأمة إلى الأفضل .

عزائي للصيدلي مأجور ولا ترى بأس والله يجبر كسرك ويعوظك خير منها ..

من يعزي الصيدلي بهذه الحال وآثرت أن أعزيه أنا بفسي فقد لا يجد أحد من يعزيه غيري وهذه غاية في البؤس لا تقولوا خل نظرتك مشرقه إلا بآخر كلامي علشان تشوفون الباقي في تطوير المهنة في الوظيفة وحال الصيدلي في الوظيفة .

التطوير المهني : هذه بعض المآسي في التطوير التعليمي فكيف في التطوير المهني والذي يعتمد على التطوير التعليمي وهذا يختلف على حسب القطاعات لكي نكون منصفين في طرحنا .

أما عن القطاع الذي أنا فيه وهو وزارة الصحة فحدث ولا حرج عن التطوير و التطوير مبني بقرابة 40 % على التبرعات من المحسنين ومع هذه النسبة من التبرعات تجد أقسام كاملة في الصيدلية ليس لها وجود على سطح الصيدلية وكأننا في كوكب آخر لسنا على أرض الواقع ..

فكيف يمارس الصيدلي مهنتة التي رسمها له الدكاترة في أحلام اليقضة ؟! .. وما دروا أنه عين على مساعد صيدلي في ردح من الزمن .

إن كلامنا عن هذه النقطة يتوجب كثير من التحقيق وأكتفي هنا بالإضائات عليها .

التطوير المهني أدخل معه التعليم المستمر والتخصص الذي يوفر له الجهة الموظفة للصيدلي .

التطوير المهني يعني بالدرجة الأولى لدي الرعاية الصيدلية بالمنطقة .

الرعاية الصيدلية بالمنطقة عليها أعباء كثيرة في تدريب وتعليم الصيادلة وتخصص الصيادلة .

التدريب : لا يوجد لديها تخطيط ولا أوراق مبعثرة فضلاً على أن تكون منظمة تبين تدريب الصيدلي في آخر سنة له في الدراسة الأكاديمية في المستشفى وبعد التخرج إذا وظف في المستشفى خلال فترة التدريب الوظيفي .

التعليم المستمر العام المهم لكل تخصص والتعليم الخاص لكل تخصص : هذه يراها الصيدلي وبكل وضوح مبعثرة في الملتقيات الصيدلية التي تقوم بها الرعاية الصيدلية بالمنطقة إذا كانت تقيم ملتقايات للتعليم المستمر ومع العلم أنني أعرف أن الرعاية الصيدلية بالرياض لا تقيم ملتقيات للتعليم المستمر وهذه كارثة أكبر .

التخصص : لا تقيم الرعاية الصيدلية بالمنطقة التي متواجد فيها تخصصات للصيدلة بمستشفياتها الخاصة بها في المنطقة ولا أيضاً في جميع المناطق إنما بشكل مركزي ومعقد وبعقبات كثيرة وخطابات ولا يقبل إلا عدد يسير جداً على مستوى الدولة والأدهى من ذلك أنك لو بحث في أنظمة وزارة الصحة عن نظام مزاولة المهنة للصيدلي الفعلية وليست الإدارية التي ينافسوها عليها الفنيين لما وجدت ذلك وأيضا لو سألت الصيادلة أيضاً ما وظيفتكم الأساسية المكملة لا المكررة ؟ .. لما أجابوني .

التطوير المهني ذكرت لكم أني سأفرد له موضوع بحاله إن شاء الله .

واشكركم على القراءة ولكم مني الإحترام والتقدير .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أخوكم :

Agnist

المصدر : ملتقى الصيادلة العرب

منقول بواسطة :

Phama Faiy
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

زائر
فعلا كلام صحيح وشكرا علي اثارة هدا الموضوع
بارك الله فيك
 

زائر
اشكر لك تفاعلك الجميل اختي العزيزه المحبة للاسلام
وبالتوفيق يا رب
 

زائر
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أختي Phama Faiy
الموضوع مهم جدا، شكرا لأنك أثرته، لي عودة إن شاء الله.
 

زائر
السلام عليكم
موضوع مهم يثير التحديات التي يواجهها الصيدلاني العربي لتحسين مستوى الخدمات التي يقدمها.

بالرغم من أن هذه المشاكل موجودة في جميع التخصصات ( عدم جدولة الوظائف حسب المتخرجين، عدم تطوير أساليب التعليم إن لم نقل عدم متابعة الجديد و اعتماد برامج سطرت سنة 1980 في سنة 2000 !!!)
إلا أن الموضوع خطير بسبب حساسية هذا التخصص، و الذي يهم نعمة عظيمة من نعم الله: الصحة.
يعاني الصيدلاني – مثل الطبيب- الكثير قبل التخرج على أمل الانطلاق في الحياة بعد الحصول على الشهادة ليصطدم بواقع يختلف تماما عن الأحلام الوردية التي راودته منذ زمن.
التطوير التعليمي: لقياس ذلك لعلنا بحاجة إلى المقارنة بين البرامج و الأساليب التعليمية المستخدمة عندنا و عند الغرب أو ربما بمقارنة الحصص المخصصة للنظري و التطبيقي في كلا النظامين، أو حتى الميزانيات إن لم نقل الفرق بين أهمية الخدمات المقدمة من طرف الصيادلة هنا و هناك، و لعل للصيدلاني كلمته المسموعة في النصح و الإرشاد كما هي الحال عند الطبيب عندهم في حين مازال دور الصيدلاني في الكثير من الدول العربية يقتصر على بيع الدواء.
التطوير المهني: الأطباء و الصيادلة الذين يعملون كمندوبين عن شركات الأدوية يقومون بتربصات دورية (تدريب لمدة قد تزيد عن شهر كل فترة من الزمن) لمتابعة الجديد و هو أمر غير متوفر للصيادلة المستقلين أو صيادلة المستشفيات، عل ذلك يرجع لكون معظم إن لم نقل كل شركات الأدوية أجنبية، و لكن العجب أن المؤسسات الحكومية كالشرطة ووزارة التعليم بل وحتى حراس الغابات!!! تهتم بهذا الجانب فهو إجباري ما عدا وزارة الصحة التي ربما غاب عنها مصطلح التعليم المستمر!!! ربما لحسن ثقتهم بنا على كل عندما تقول صيدلاني ينظر إليك البعض على أنك آينشتاين.
توفير الوظيفة: يتم كل سنة رفع معدل القبول في شعبة الصيدلة، ليس لصعوبتها فحسب و إنما لقلة المناصب الحكومية و حتى فرص العمل كصيدلاني خاص و لو ألقيت نظرة على القوانين الخاصة بالرسوب و النجاح لعرفت أنهم بصدد التقليل من المتخرجين ليس تنكيلا و لكن اضطرارا. رغم ذلك يزداد عدد المتخرجين العاطلين، ذلك أن الحصول على الإذن لفتح صيدلية خاصة ناهيك على أنه يحتاج إلى رأس مال فهو صعب بسبب كثرة الصيدليات و عدم تقاعد الصيادلة القدامى. قد يتجه الصيدلاني للعمل كمندوب عن شركات الأدوية و هو خيار جيد و لكن لا يناسب الكل، و القلة القليلة قد يتجه إن أتيحت الفرصة للعمل في مستشفى حكومي أو لمزاولة التخصص.
أما الباقي فله أن يختار بين البطالة أو التخلي عن مجاله و العمل في مجال آخر، أو التنازل و العمل كفني صيدلي: قد تكون هذه التجربة مرة و لكنها مفيدة بل و قد تساعد على تحديد ما تريده فيما بعد. على الأقل تعطي للصيدلي المتخرج فكرة صحيحة وواقعية عما يجري على أرض الواقع.
 

زائر
فعلا كلام صحيح
وشكرااا على اثارة الموضوع
تحياتي...................
 

زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكرك أختي الكريمة فارما فيري على نقلك المفيد ،،

موضوع الاختلاف الكبير بين الدراسة والجانب الوظيفي والتطبيقي يستحق اهتمام كبير من قبل الكل ،،

تحياتي لكِ أختي العزيزة

بارك الله فيكِ
 

زائر
مشكورين على طرح الموضوع
 

زائر
عزيزتي مريم
إثرائك لنا بهذا السرد الجميل وما ذكرتيه

صحيح هذه هي عين الفكره , والعجيب في الأمر أنني سمعت مقولة مشابهة من قبل بعض الطلاب المستجدين
إذا كان هذا هو محور الحديث
فمن الأحرى أن نبذل نحن ما بوسعنا لنشر توعية حصينة بحق هذه المهنة الشريفه

جزاك الله كل خير

هيلو : أشكر لك مرورك الطيب

بنت العراق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
صحيح , نحتاج إلى معرفة الإشكاليات على أرض الواقع

شكراً لك

اغلى حبيبه
أسعدني مرورك الطيب