زائر
التفاؤل.. خير وأبقى لحفظ صحة القلب والدماغ
النظرة الإيجابية للحياة تخفض خطورة الإصابات بالسكتة الدماغية
د. حسن محمد صندقجي
التفاؤل (ptimism) والنظر بإيجابية للحاضر والمستقبل في الحياة هو من السلوكيات الحياتية اليومية ذات التأثيرات الصحية الإيجابية، ويبدو من نتائج كثير من الدراسات الطبية أنه بحسب حظ المرء من التفاؤل يكون حظه من الصحة واستمتاعه بها! والجديد في إثبات هذا ما تم طرحه ضمن عدد 22 يوليو (تموز) من مجلة «ستروك - Stke» (أو «السكتة الدماغية»)، الصادرة عن رابطة القلب الأميركية (AHA)، الذي تضمن «دراسة ملاحظة - bsevatinastdy» لباحثين من جامعة ميشيغان الأميركية تثبت ملاحظة العلاقة الإيجابية بين تفاؤل النظرة الإيجابية للحياة وخفض خطورة الإصابات بالسكتة الدماغية.
وفي هذه الدراسة التي تمت على المستوى القومي بالولايات المتحدة، أجرى الباحثون متابعة لمستوى التفاؤل لدى نحو 6050 شخصا ممن كانت أعمارهم فوق الخمسين. وفي بداية مدة متابعة الدراسة تم تصنيف درجة التفاؤل لكل واحد من المشاركين وفق تقييم مكون من 16 درجة. وبعد متابعة لمدة سنتين تبين للباحثين أن كل ارتفاع بمستوى درجة واحدة في التفاؤل يعني خفضا بمقدار 9% من احتمالات خطورة الإصابة بنوبة السكتة الدماغية.
وقال الباحث إريك كيم، طالب الدكتوراه في تخصص علم النفس الإكلينيكي والباحث الرئيسي في الدراسة، إن «عملنا يؤيد فكرة أن الناس الذين يتوقعون حصول الأفضل هم أولئك الناس الذين يتخذون زمام المبادرة في القيام بالخطوات الصحية في حياتهم». وعرّف التفاؤل المقصود في الدراسة بأنه توقع حصول المزيد من الأشياء الجيدة في الحياة بدلا من تلك السيئة. وأضاف بأن الدراسات الطبية السابقة في هذا المضمار أثبتت ملاحظة أن التفاؤل مرتبط بإيجابيات صحية متعددة، أهمها ارتفاع مستوى صحة القلب وارتفاع مستوى نشاط جهاز مناعة الجسم. وهذه الدراسة هي الأولى التي تلحظ العلاقة الإيجابية بين التفاؤل وانخفاض احتمالات خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية.
واستطرد قائلا إن «التفاؤل له تأثير سريع (swift impat) على احتمالات خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية»، في إشارة منه إلى أن الباحثين لاحظوا هذه القوة الإيجابية في الحماية الحقيقية من السكتة الدماغية خلال فترة قصيرة نسبيا، أي خلال سنتين فقط. وأضاف: «قد يكون الأمر مرده أن المتفائلين أكثر حرصا على تناول الأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات وغيرها وأكثر حرصا على ممارسة الرياضة اليومية، ولكن الدراسة تثبت أيضا أن التفكير الإيجابي بحد ذاته عامل صحي ذو تأثيرات بيولوجية حيوية إيجابية واضحة».
ومعلوم أن السكتة الدماغية تعتبر على النطاق القومي بالولايات المتحدة، وكثير من المجتمعات العالمية، المرض القاتل رقم ثلاثة، أي أنها تأتي بعد أمراض القلب، القاتل الأول، وأمراض السرطان، القاتل الثاني. كما تعتبر السكتة الدماغية السبب الرئيسي في الإعاقات البدنية والعقلية.
وكان الباحثون من جامعة بيتسبيرغ الأميركية قد نشروا في عدد 11 أغسطس (آب) من مجلة «سيركيليشن - iatin» المعنية بصحة القلب والدورة الدموية، والصادرة عن رابطة القلب الأميركية، نتائج دراستهم حول علاقة التفاؤل بصحة القلب لدى النساء. وبعد متابعة لنحو 100 ألف امرأة ولمدة 8 سنوات، لاحظ الباحثون في نتائجهم أن النساء المتفائلات أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب وأقل عرضة للوفاة بالعموم من أولئك النسوة المتشائمات. ويؤدي التفاؤل تحديدا إلى خفض احتمالات الإصابة بأمراض القلب بنسبة 9%، وإلى خفض احتمالات الوفاة بنسبة 14%.
وقال الباحثون ما مفاده أنه على الرغم من أن المتفائلات هن أقل عرضة للإصابة بمرض السكري، وأقل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وأقل عرضة لارتفاع الكولسترول، وأقل عرضة للإصابة بالاكتئاب، وأقل عرضة للجوء إلى التدخين، وأقل عرضة لعيش حياة الكسل والخمول البدني، فإن التفاؤل بحد ذاته عامل مستقل في حماية صحة القلب وخفض معدل الوفيات.
وهذه الأهمية الصحية للتفاؤل، وخصوصا في صحة القلب والدماغ، وهما أهم أعضاء الجسم، بما أن أمراضهما هي أكبر ضرر عليه، تفرض التفكير بجدية حول كيفية أن ينمي المرء سمة التفاؤل في نفسه وتفكيره، وما هي وسائل تحقيق هذا والحفاظ عليه طوال الوقت ما أمكن. والشأن هنا ليس ترفا، بل احتياج ضروري لحماية القلب والدماغ، أسوة بالحرص على تناول الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة البدنية وغيرها من السلوكيات الحياتية المفيدة بشكل ثابت في صحة القلب والدماغ.
* استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض h.sandkji@ashaqaawsat.m
النظرة الإيجابية للحياة تخفض خطورة الإصابات بالسكتة الدماغية
د. حسن محمد صندقجي
التفاؤل (ptimism) والنظر بإيجابية للحاضر والمستقبل في الحياة هو من السلوكيات الحياتية اليومية ذات التأثيرات الصحية الإيجابية، ويبدو من نتائج كثير من الدراسات الطبية أنه بحسب حظ المرء من التفاؤل يكون حظه من الصحة واستمتاعه بها! والجديد في إثبات هذا ما تم طرحه ضمن عدد 22 يوليو (تموز) من مجلة «ستروك - Stke» (أو «السكتة الدماغية»)، الصادرة عن رابطة القلب الأميركية (AHA)، الذي تضمن «دراسة ملاحظة - bsevatinastdy» لباحثين من جامعة ميشيغان الأميركية تثبت ملاحظة العلاقة الإيجابية بين تفاؤل النظرة الإيجابية للحياة وخفض خطورة الإصابات بالسكتة الدماغية.
وفي هذه الدراسة التي تمت على المستوى القومي بالولايات المتحدة، أجرى الباحثون متابعة لمستوى التفاؤل لدى نحو 6050 شخصا ممن كانت أعمارهم فوق الخمسين. وفي بداية مدة متابعة الدراسة تم تصنيف درجة التفاؤل لكل واحد من المشاركين وفق تقييم مكون من 16 درجة. وبعد متابعة لمدة سنتين تبين للباحثين أن كل ارتفاع بمستوى درجة واحدة في التفاؤل يعني خفضا بمقدار 9% من احتمالات خطورة الإصابة بنوبة السكتة الدماغية.
وقال الباحث إريك كيم، طالب الدكتوراه في تخصص علم النفس الإكلينيكي والباحث الرئيسي في الدراسة، إن «عملنا يؤيد فكرة أن الناس الذين يتوقعون حصول الأفضل هم أولئك الناس الذين يتخذون زمام المبادرة في القيام بالخطوات الصحية في حياتهم». وعرّف التفاؤل المقصود في الدراسة بأنه توقع حصول المزيد من الأشياء الجيدة في الحياة بدلا من تلك السيئة. وأضاف بأن الدراسات الطبية السابقة في هذا المضمار أثبتت ملاحظة أن التفاؤل مرتبط بإيجابيات صحية متعددة، أهمها ارتفاع مستوى صحة القلب وارتفاع مستوى نشاط جهاز مناعة الجسم. وهذه الدراسة هي الأولى التي تلحظ العلاقة الإيجابية بين التفاؤل وانخفاض احتمالات خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية.
واستطرد قائلا إن «التفاؤل له تأثير سريع (swift impat) على احتمالات خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية»، في إشارة منه إلى أن الباحثين لاحظوا هذه القوة الإيجابية في الحماية الحقيقية من السكتة الدماغية خلال فترة قصيرة نسبيا، أي خلال سنتين فقط. وأضاف: «قد يكون الأمر مرده أن المتفائلين أكثر حرصا على تناول الأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات وغيرها وأكثر حرصا على ممارسة الرياضة اليومية، ولكن الدراسة تثبت أيضا أن التفكير الإيجابي بحد ذاته عامل صحي ذو تأثيرات بيولوجية حيوية إيجابية واضحة».
ومعلوم أن السكتة الدماغية تعتبر على النطاق القومي بالولايات المتحدة، وكثير من المجتمعات العالمية، المرض القاتل رقم ثلاثة، أي أنها تأتي بعد أمراض القلب، القاتل الأول، وأمراض السرطان، القاتل الثاني. كما تعتبر السكتة الدماغية السبب الرئيسي في الإعاقات البدنية والعقلية.
وكان الباحثون من جامعة بيتسبيرغ الأميركية قد نشروا في عدد 11 أغسطس (آب) من مجلة «سيركيليشن - iatin» المعنية بصحة القلب والدورة الدموية، والصادرة عن رابطة القلب الأميركية، نتائج دراستهم حول علاقة التفاؤل بصحة القلب لدى النساء. وبعد متابعة لنحو 100 ألف امرأة ولمدة 8 سنوات، لاحظ الباحثون في نتائجهم أن النساء المتفائلات أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب وأقل عرضة للوفاة بالعموم من أولئك النسوة المتشائمات. ويؤدي التفاؤل تحديدا إلى خفض احتمالات الإصابة بأمراض القلب بنسبة 9%، وإلى خفض احتمالات الوفاة بنسبة 14%.
وقال الباحثون ما مفاده أنه على الرغم من أن المتفائلات هن أقل عرضة للإصابة بمرض السكري، وأقل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وأقل عرضة لارتفاع الكولسترول، وأقل عرضة للإصابة بالاكتئاب، وأقل عرضة للجوء إلى التدخين، وأقل عرضة لعيش حياة الكسل والخمول البدني، فإن التفاؤل بحد ذاته عامل مستقل في حماية صحة القلب وخفض معدل الوفيات.
وهذه الأهمية الصحية للتفاؤل، وخصوصا في صحة القلب والدماغ، وهما أهم أعضاء الجسم، بما أن أمراضهما هي أكبر ضرر عليه، تفرض التفكير بجدية حول كيفية أن ينمي المرء سمة التفاؤل في نفسه وتفكيره، وما هي وسائل تحقيق هذا والحفاظ عليه طوال الوقت ما أمكن. والشأن هنا ليس ترفا، بل احتياج ضروري لحماية القلب والدماغ، أسوة بالحرص على تناول الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة البدنية وغيرها من السلوكيات الحياتية المفيدة بشكل ثابت في صحة القلب والدماغ.
* استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض h.sandkji@ashaqaawsat.m