زائر
التهاب الجهاز التنفسي ليس إنفلونزا فقط!
الرياض- باب
مع بداية كل شتاء نضع جميعاً -آباء وأمهات- أيدينا على قلوبنا خشية على أطفالنا من التعرض لنزلات البرد كالتهابات الصدر أو الحلق أو الإنفلونزا، وندعو الله أن يأتي هواؤه البارد دفئاً وسلاماً على أحبائنا الصغار وأن يمن عليهم بالصحة والعافية. على الرغم من كل الاحتياطات الخاصة من وسائل الوقاية المعروفة لدينا - العلمية أو المأخوذة من تراثنا الشعبي كالإكثار من تناول الحمضيات المشهورة باحتوائها على فيتامين () كالبرتقال والليمون - كعنصر أساسي في مقاومة البرد.. إلا أن هذه النزلات تنتشر بسرعة البرق بين أطفالنا دون سابق تحذير.
حول مشكلة أمراض الشتاء تدور فكرة هذا التحقيق حيث نلتقي مدير مستشفى الأطفال بالسليمانية بالرياض عاصمة السعودية ليلقي الضوء على الحجم الفعلي لهذه المشكلة وكيفية الوقاية منها، ونسمع منه رأيه حول مدى أهمية استخدام الوصفات الشعبية بجانب الدواء الموصوف من قبل الطبيب.. وقبل ذلك نلتقي نماذج من الأمهات المراجعات بأطفالهن للمستشفى للتحدث حول همومهن مع أمراض الشتاء التي تصيب أطفالهن وسلوكياتهن تجاهها واعتقاداتهن حول استخدام الوصفات الشعبية بديلاً عن أو مع علاج الطبيب.
مشروبات دافئة
في البداية تقول أم طلال إحدى المراجعات بمستشفى الأطفال بالسليمانية: أراجع بابنتي ذات السبعة أعوام لأنها تشكو من حساسية في الصدر زادت معها منذ بداية الشتاء. وتضيف: أنني لا ألجأ لعلاج ابنتي ذاتياً سواء عن طريق الصيدلية أو الوصفات الشعبية، فحالة ابنتي لا تسمح بالمخاطرة، ولذلك أتردد دائماً على الطبيب لتلقي العلاج اللازم. أما بالنسبة للحمضيات فأعتقد أن ليس ضرورياً أن أعطي ابنتي منها سواء كانت في صورتها الطبيعية أو في شكل عصائر أثناء فترة العلاج، ولكنني أكتفي بإعطائها بعض المشروبات الدافئة المناسبة كالينسون.
الدواء هو الأنسب
أما أم أحمد فتقول: أصيب ابني بإنفلونزا و التهاب في الحلق وقد قمت في البداية بعلاجه بمفردي فأعطيته مضاداً حيوياً مخففاً، لاعتقادي أنها حالة بسيطة، لكن لم تتحسن بل زاد المرض عليه، حيث أصيب بتقلصات في البطن مع قيء، مما دفعني إلى الهرع للطبيب لإعطائه الدواء المناسب، وتضيف أم أحمد: أقدم لأطفالي جميعاً أنواعاً مختلفة من العصائر وفقاً لأذواقهم الخاصة، ولكني قد لا أركز على الليمون أو البرتقال رغم إدراكي لأهميتهما في الوقاية من أمراض البرد، فأضطر إلى الاهتمام بأنواع العصائر التي يقبل عليها أطفالي حتى لا يصابوا بالملل!
ضارة أحياناً
مراجعة أخرى «أم محمود رمضان» تقول: يعاني طفلي أزمات ربوية مستمرة منذ بداية فصل الخريف، وهي تلتزم بالعلاج الذي يصفه لها الطبيب. أما عن موقفها من الوصفات الشعبية فتقول: لا أعتقد أن مثل هذه الوصفات كاف لعلاج ابني في مثل هذه الحالة، وأعتمد فقط على الدواء الموصوف. وتؤكد أم محمود أن عصائر البرتقال تسبب للطفل أزمات ربوية جديدة لأنها اكتشفت أنها مخرشة للصدر وقد أدركت هذا بعد تجربتها عدة مرات.
الشفاء السريع
وتقول أم سعيد إن طفلها مصاب بإنفلونزا حادة مع ارتفاع في درجة الحرارة، وهي دائماً تلجأ إلى الطبيب مباشرة خصوصاً أنني أحرص على توفير الغذاء المتوازن لجميع أفراد أسرتي، ولكن المرض- على حد قولها- شر لا بد منه. أما عن الوصفات الشعبية فهي لا تكفي بمفردها للشفاء من أمراض البرد، لكنها قد تسرع بهذا الشفاء في حالة المريض الذي يتناول علاجه بانتظام ولذلك فهي تحرص على إعطاء طفلها كوباً من الليمون الدافئ قبل النوم.
عدوى لا مفر منها
تتفق أم عمر وعثمان إحدى المراجعات بالمستشفى مع أم سعيد في الرأي فتقول: تتعرض ابنتي الصغيرة لنزلات البرد المتكررة حيث أصحبها معي صباح كل يوم لأودعها إحدى الروضات القريبة من مكان عملي. ورغم حرصي الدائم على إعطائها مزيجاً من عصائر البرتقال والتفاح والموز كجزء من برنامجها الغذائي اليومي إلا أنها كثيراً ما تلتقط العدوى من زملائها بالروضة.
نتائج غير مضمونة
إحدى المراجعات «رفضت ذكر اسمها» تقول: إنني أتردد دائماً على المراكز الصحية بأطفالي الذين يتناوبون المرض دائماً وأحياناً يمرضون جميعاً في وقت واحد، وقد حدث هذا أثناء اختبارات نصف العام فاضطررت إلى المراجعة بهم جميعاً لإعطائهم العلاج اللازم الذي يعطي مفعولاً أكيداً، وأخيراً تم تحويلي بأحدهم إلى المستشفى ليفحصه الطبيب المتخصص، وتضيف إنني لا ألجأ إلى الوصفات الشعبية لأن مفعولها غير مضمون ولا أثق إلا في العلاج الذي يصفه لنا الطبيب.
1200 مراجع يومياً
هذا هو واقع الظروف المتشابهة التي تعيشها نماذج من أمهات أطفال يعانون نزلات البرد المختلفة. ولكن ما هو رأي المتخصصين في هذا المجال؟
يقول د.سليمان عبدالكريم المسلم مدير مستشفى الأطفال بالسليمانية بالرياض: يستقبل المستشفى خلال فصل الشتاء من 800 إلى 1200 مراجع يومياً يشكو معظمهم- حوالي 70% منهم - أمراض البرد التي تتنوع بين التهابات الجهاز التنفسي الفيروسي والمنتشرة بشكل خاص بين الأطفال الرضع دون الستة أشهر الأولى من العمر والتي تتمثل أعراضها في السعال المتكرر وصعوبة التنفس مع عدم قابلية الطفل للرضاعة، ومن هنا تكمن خطورة هذه الالتهابات لتأثيرها على الصحة العامة للطفل، وقد يحتاج الأمر أحياناً إلى وضع الطفل في جهاز التنفس الصناعي لإمداده بالأكسجين اللازم وإعطائه موسعات للشعب الهوائية. هذا بالإضافة إلى أنواع أخرى من الالتهابات مثل: التهابات الحلق والصدر التي تصيب الأطفال في جميع مراحل العمر إلا أنها تزداد بشكل خاص لدى الأطفال في السنوات الثلاث الأولى من العمر لأنهم أكثر تعرضاً للعدوى نتيجة لالتصاقهم الشديد بالكبار وانتشار بعض العادات السلبية السيئة مثل احتضانهم وتقبيلهم المستمر من قبل الآخرين، علاوة على عدم قدرتهم على التخلص من إفرازات الجهاز التنفسي بشكل صحيح.
لقاح ضد الإنفلونزا
ويضيف د. سليمان أن الإنفلونزا تعتبر أكثر أمراض الشتاء انتشاراً بين الأطفال، لسهولة العدوى عن طريق الرذاذ في حالة إصابة أحد من أفراد الأسرة، ويؤكد أن مستشفى السليمانية يوفر للجميع لقاحاً ضد ميكروب «الهيموفلاس» أحد الميكروبات المسببة للإنفلونزا. وهو يفيد الأطفال صغار السن، بالإضافة إلى أصحاب الأمراض المزمنة الخاصة مثل أمراض الدم ونقص المناعة الخلقية والمكتسبة.
أكسجين وفينتولين للأزمات
ويستمر د. سليمان في الحديث قائلاً بأن حدة الإنفلونزا تزيد عند الأطفال المصابين بحساسية في الصدر وتتمثل هذه الحدة في ارتفاع عدد الأطفال اليومي الذي يصل إلى «مائتي» طفل في المراحل العمرية المختلفة - من 6 أشهر إلى 12 سنة - ممن يحتاجون إلى الاستعانة بأجهزة الأكسجين والفيتولين لتوسعة الشعب الهوائية.
الغذاء المتوازن لا يكفي
وبسؤال د. سليمان عبدالكريم مدير مستشفى الأطفال بالسليمانية عن العلاقة بين نوعية الغذاء الذي يتناوله الطفل ومدى استعداده للإصابة بأمراض البرد يقول: يؤثر نوع الغذاء على الأطفال المصابين بحساسية الجلد فقط أكثر مما يؤثر على المصابين بالربو.
ولاشك أن الغذاء المتوازن ضروري للجسم بشكل عام، لأنه يقوي مناعته ضد الأمراض لكنه لا يكفي بمفرده كعامل وقاية.
وصفات غير مؤثرة
أما عن الإكثار من استخدام الوصفات الشعبية كعصائر الليمون والبرتقال أو شراب الينسون وورق البتليو أو الجوافة فيقول: إن هذه الوصفات الشعبية قد تكون عوامل مساعدة، ولكنها غير مؤثرة ولا يركز عليها الطبيب في برنامجه العلاجي، وبالرغم من أن هناك دوراً للحمضيات المحتوية على فيتامين () في مقاومة خلايا الجسم إلا أنه لا توجد حسابات دقيقة تحدد مدى علاقتها بالأمراض، بالإضافة إلى أن الجسم يحتاج إلى نسبة صغيرة منها وهي موجودة عادة بكميات كافية في غذائنا اليومي. ويضيف: أن الطبيب الذي يواجه طفلاً في حالة مرضية سيئة يلجأ إلى وصف الأدوية المهدئة للسعال أو الألم أو المخفضة للحرارة أو الموسعة للشعب الهوائية ذات المردود الإيجابي المضمون والسريع.
أساليب الوقاية
ويختتم د. سليمان حديثه بنصيحة يوجهها للآباء والأمهات للوقاية من الإصابة بأمراض البرد المختلفة، وذلك بالمحافظة على التدفئة الكافية لأطفالهم وعدم تغيير درجة حرارة أجسامهم بشكل مفاجىء من الهواء البارد إلى الحار أو العكس، وبإبعادهم عن الأماكن المزدحمة غير جيدة التهوية وعدم السماح باحتضان وتقبيل الأطفال صغار السن ومراعاة قواعد النظافة العامة لوقايتهم من العدوى.
[eft]المصدر باب[eft]
الرياض- باب
مع بداية كل شتاء نضع جميعاً -آباء وأمهات- أيدينا على قلوبنا خشية على أطفالنا من التعرض لنزلات البرد كالتهابات الصدر أو الحلق أو الإنفلونزا، وندعو الله أن يأتي هواؤه البارد دفئاً وسلاماً على أحبائنا الصغار وأن يمن عليهم بالصحة والعافية. على الرغم من كل الاحتياطات الخاصة من وسائل الوقاية المعروفة لدينا - العلمية أو المأخوذة من تراثنا الشعبي كالإكثار من تناول الحمضيات المشهورة باحتوائها على فيتامين () كالبرتقال والليمون - كعنصر أساسي في مقاومة البرد.. إلا أن هذه النزلات تنتشر بسرعة البرق بين أطفالنا دون سابق تحذير.
حول مشكلة أمراض الشتاء تدور فكرة هذا التحقيق حيث نلتقي مدير مستشفى الأطفال بالسليمانية بالرياض عاصمة السعودية ليلقي الضوء على الحجم الفعلي لهذه المشكلة وكيفية الوقاية منها، ونسمع منه رأيه حول مدى أهمية استخدام الوصفات الشعبية بجانب الدواء الموصوف من قبل الطبيب.. وقبل ذلك نلتقي نماذج من الأمهات المراجعات بأطفالهن للمستشفى للتحدث حول همومهن مع أمراض الشتاء التي تصيب أطفالهن وسلوكياتهن تجاهها واعتقاداتهن حول استخدام الوصفات الشعبية بديلاً عن أو مع علاج الطبيب.
مشروبات دافئة
في البداية تقول أم طلال إحدى المراجعات بمستشفى الأطفال بالسليمانية: أراجع بابنتي ذات السبعة أعوام لأنها تشكو من حساسية في الصدر زادت معها منذ بداية الشتاء. وتضيف: أنني لا ألجأ لعلاج ابنتي ذاتياً سواء عن طريق الصيدلية أو الوصفات الشعبية، فحالة ابنتي لا تسمح بالمخاطرة، ولذلك أتردد دائماً على الطبيب لتلقي العلاج اللازم. أما بالنسبة للحمضيات فأعتقد أن ليس ضرورياً أن أعطي ابنتي منها سواء كانت في صورتها الطبيعية أو في شكل عصائر أثناء فترة العلاج، ولكنني أكتفي بإعطائها بعض المشروبات الدافئة المناسبة كالينسون.
الدواء هو الأنسب
أما أم أحمد فتقول: أصيب ابني بإنفلونزا و التهاب في الحلق وقد قمت في البداية بعلاجه بمفردي فأعطيته مضاداً حيوياً مخففاً، لاعتقادي أنها حالة بسيطة، لكن لم تتحسن بل زاد المرض عليه، حيث أصيب بتقلصات في البطن مع قيء، مما دفعني إلى الهرع للطبيب لإعطائه الدواء المناسب، وتضيف أم أحمد: أقدم لأطفالي جميعاً أنواعاً مختلفة من العصائر وفقاً لأذواقهم الخاصة، ولكني قد لا أركز على الليمون أو البرتقال رغم إدراكي لأهميتهما في الوقاية من أمراض البرد، فأضطر إلى الاهتمام بأنواع العصائر التي يقبل عليها أطفالي حتى لا يصابوا بالملل!
ضارة أحياناً
مراجعة أخرى «أم محمود رمضان» تقول: يعاني طفلي أزمات ربوية مستمرة منذ بداية فصل الخريف، وهي تلتزم بالعلاج الذي يصفه لها الطبيب. أما عن موقفها من الوصفات الشعبية فتقول: لا أعتقد أن مثل هذه الوصفات كاف لعلاج ابني في مثل هذه الحالة، وأعتمد فقط على الدواء الموصوف. وتؤكد أم محمود أن عصائر البرتقال تسبب للطفل أزمات ربوية جديدة لأنها اكتشفت أنها مخرشة للصدر وقد أدركت هذا بعد تجربتها عدة مرات.
الشفاء السريع
وتقول أم سعيد إن طفلها مصاب بإنفلونزا حادة مع ارتفاع في درجة الحرارة، وهي دائماً تلجأ إلى الطبيب مباشرة خصوصاً أنني أحرص على توفير الغذاء المتوازن لجميع أفراد أسرتي، ولكن المرض- على حد قولها- شر لا بد منه. أما عن الوصفات الشعبية فهي لا تكفي بمفردها للشفاء من أمراض البرد، لكنها قد تسرع بهذا الشفاء في حالة المريض الذي يتناول علاجه بانتظام ولذلك فهي تحرص على إعطاء طفلها كوباً من الليمون الدافئ قبل النوم.
عدوى لا مفر منها
تتفق أم عمر وعثمان إحدى المراجعات بالمستشفى مع أم سعيد في الرأي فتقول: تتعرض ابنتي الصغيرة لنزلات البرد المتكررة حيث أصحبها معي صباح كل يوم لأودعها إحدى الروضات القريبة من مكان عملي. ورغم حرصي الدائم على إعطائها مزيجاً من عصائر البرتقال والتفاح والموز كجزء من برنامجها الغذائي اليومي إلا أنها كثيراً ما تلتقط العدوى من زملائها بالروضة.
نتائج غير مضمونة
إحدى المراجعات «رفضت ذكر اسمها» تقول: إنني أتردد دائماً على المراكز الصحية بأطفالي الذين يتناوبون المرض دائماً وأحياناً يمرضون جميعاً في وقت واحد، وقد حدث هذا أثناء اختبارات نصف العام فاضطررت إلى المراجعة بهم جميعاً لإعطائهم العلاج اللازم الذي يعطي مفعولاً أكيداً، وأخيراً تم تحويلي بأحدهم إلى المستشفى ليفحصه الطبيب المتخصص، وتضيف إنني لا ألجأ إلى الوصفات الشعبية لأن مفعولها غير مضمون ولا أثق إلا في العلاج الذي يصفه لنا الطبيب.
1200 مراجع يومياً
هذا هو واقع الظروف المتشابهة التي تعيشها نماذج من أمهات أطفال يعانون نزلات البرد المختلفة. ولكن ما هو رأي المتخصصين في هذا المجال؟
يقول د.سليمان عبدالكريم المسلم مدير مستشفى الأطفال بالسليمانية بالرياض: يستقبل المستشفى خلال فصل الشتاء من 800 إلى 1200 مراجع يومياً يشكو معظمهم- حوالي 70% منهم - أمراض البرد التي تتنوع بين التهابات الجهاز التنفسي الفيروسي والمنتشرة بشكل خاص بين الأطفال الرضع دون الستة أشهر الأولى من العمر والتي تتمثل أعراضها في السعال المتكرر وصعوبة التنفس مع عدم قابلية الطفل للرضاعة، ومن هنا تكمن خطورة هذه الالتهابات لتأثيرها على الصحة العامة للطفل، وقد يحتاج الأمر أحياناً إلى وضع الطفل في جهاز التنفس الصناعي لإمداده بالأكسجين اللازم وإعطائه موسعات للشعب الهوائية. هذا بالإضافة إلى أنواع أخرى من الالتهابات مثل: التهابات الحلق والصدر التي تصيب الأطفال في جميع مراحل العمر إلا أنها تزداد بشكل خاص لدى الأطفال في السنوات الثلاث الأولى من العمر لأنهم أكثر تعرضاً للعدوى نتيجة لالتصاقهم الشديد بالكبار وانتشار بعض العادات السلبية السيئة مثل احتضانهم وتقبيلهم المستمر من قبل الآخرين، علاوة على عدم قدرتهم على التخلص من إفرازات الجهاز التنفسي بشكل صحيح.
لقاح ضد الإنفلونزا
ويضيف د. سليمان أن الإنفلونزا تعتبر أكثر أمراض الشتاء انتشاراً بين الأطفال، لسهولة العدوى عن طريق الرذاذ في حالة إصابة أحد من أفراد الأسرة، ويؤكد أن مستشفى السليمانية يوفر للجميع لقاحاً ضد ميكروب «الهيموفلاس» أحد الميكروبات المسببة للإنفلونزا. وهو يفيد الأطفال صغار السن، بالإضافة إلى أصحاب الأمراض المزمنة الخاصة مثل أمراض الدم ونقص المناعة الخلقية والمكتسبة.
أكسجين وفينتولين للأزمات
ويستمر د. سليمان في الحديث قائلاً بأن حدة الإنفلونزا تزيد عند الأطفال المصابين بحساسية في الصدر وتتمثل هذه الحدة في ارتفاع عدد الأطفال اليومي الذي يصل إلى «مائتي» طفل في المراحل العمرية المختلفة - من 6 أشهر إلى 12 سنة - ممن يحتاجون إلى الاستعانة بأجهزة الأكسجين والفيتولين لتوسعة الشعب الهوائية.
الغذاء المتوازن لا يكفي
وبسؤال د. سليمان عبدالكريم مدير مستشفى الأطفال بالسليمانية عن العلاقة بين نوعية الغذاء الذي يتناوله الطفل ومدى استعداده للإصابة بأمراض البرد يقول: يؤثر نوع الغذاء على الأطفال المصابين بحساسية الجلد فقط أكثر مما يؤثر على المصابين بالربو.
ولاشك أن الغذاء المتوازن ضروري للجسم بشكل عام، لأنه يقوي مناعته ضد الأمراض لكنه لا يكفي بمفرده كعامل وقاية.
وصفات غير مؤثرة
أما عن الإكثار من استخدام الوصفات الشعبية كعصائر الليمون والبرتقال أو شراب الينسون وورق البتليو أو الجوافة فيقول: إن هذه الوصفات الشعبية قد تكون عوامل مساعدة، ولكنها غير مؤثرة ولا يركز عليها الطبيب في برنامجه العلاجي، وبالرغم من أن هناك دوراً للحمضيات المحتوية على فيتامين () في مقاومة خلايا الجسم إلا أنه لا توجد حسابات دقيقة تحدد مدى علاقتها بالأمراض، بالإضافة إلى أن الجسم يحتاج إلى نسبة صغيرة منها وهي موجودة عادة بكميات كافية في غذائنا اليومي. ويضيف: أن الطبيب الذي يواجه طفلاً في حالة مرضية سيئة يلجأ إلى وصف الأدوية المهدئة للسعال أو الألم أو المخفضة للحرارة أو الموسعة للشعب الهوائية ذات المردود الإيجابي المضمون والسريع.
أساليب الوقاية
ويختتم د. سليمان حديثه بنصيحة يوجهها للآباء والأمهات للوقاية من الإصابة بأمراض البرد المختلفة، وذلك بالمحافظة على التدفئة الكافية لأطفالهم وعدم تغيير درجة حرارة أجسامهم بشكل مفاجىء من الهواء البارد إلى الحار أو العكس، وبإبعادهم عن الأماكن المزدحمة غير جيدة التهوية وعدم السماح باحتضان وتقبيل الأطفال صغار السن ومراعاة قواعد النظافة العامة لوقايتهم من العدوى.
[eft]المصدر باب[eft]