زائر
التهاب اللثة التقرحي التموتي
إعداد الدكتور محمد معاذ القطمة
رئيس شعبة أمراض اللثة والأنسجة الداعمة في مديرية صحة دمشق
2005
التهاب اللثة التقرحي التموتي: هو مرض لثوي مهدم ذو طبيعة التهابية وله أشكال سريرية خاصة و الأسباب المؤدية له تختلف عن تلك التي تسبب التهاب لثة حفافي مزمن .
و مصطلح التقرحي هو الوحيد الذي يدل على الآفة , بينما ربطه مع مرض فانسنت إنما بسبب إكتشاف هذا العالم للوسط الجرثومي لهذه الآفات المليئ بالعضويات المحلزنة .
يجب الفصل بين مرض فانسنت والتهاب اللثة التقرحي التموتي وذلك لأن مرض فانسنت يحدث عند النساء أكثر بمرتين منه عند الرجال بينما الرجال معنيون بالإصابة بالتهاب اللثة التقرحي أكثر من النساء .
يتظاهر التهاب اللثة التقرحي التموتي بنفس مظاهر غرغرينا الفم Nma والتي تشاهد عند الأطفال وتعتبر مميتة , البعض يقول أن أصل الغر غرينا الفموية هو التهاب لثة تقرحي ولكن أثبت أنه لا علاقة لالتهاب اللثة به .
يمكن مشاهدة التهاب اللثة التقرحي التموتي في كل الأعمار وحتى الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية أو لديهم أمرض عامة مثل الملا ريا و الحصبة .
تم ملاحظة ارتباط هذا الالتهاب بالشدة النفسية و ليس هنالك دليل عاى أن هذا المرض معد أو ينتقل بالطريق الجنسي.
هناك 3 عوامل مرتبطة بالتهاب اللثة التقرحي التموتي :
1- الصحة الفموية السيئة : لوحظ وجود التهاب لثة حفافي في معظم حالات التهاب اللثة التقرحي
2- التبغ : هناك علاقة وثيقة بين التهاب اللثة التقرحي والتدخين , حيث لوحظ أن معظم المصابين بهذا المرض من المدخنين Pindbg 1951 وجد غير مدخن واحد من 57 مصاب بهذا المرض .
ويبدو أن كمية السكائر المدخنة لها علاقة أيضاً بشدة المرض Gdhabe et Giddn 1964وجدا أن 41% من المصابين يدخنون أكثر من 20 لفافة باليوم و5% من الأشخاص غير مدخنين .
3- الشدة النفسية : معظم الدراسات بينت ظهور هذا المرض أثناء فترة الضغط النفسي
( المرحلة الدراسية , الامتحانات , خدمة العلم ........) .
الأسباب الإمراضية :
يعتبر التهاب اللثة التقرحي التموتي التهابا داخلي المنشأ ويتفاقم بسبب اجتماع عدد من العوامل
ولايستطيع الظهور إلا بظهورالتغيرات المناعية للمريض على هذا المرض
يمكن تلخيص الظروف المهيئة لظهور المرض ب :
1- الوجود الأولي لالتهاب لثة
2- التدخين
3- الحالة النفسية
4- وجود أمراض عامة
دور الجراثيم في الآلية الإمراضية :
من المؤكد وجود وسط جرثومي محدد في التهاب اللثة التقرحي التموتي وذلك لأن الحالة تتحسن بشكل جيد عند إعطاء المريض الصادات الحيوية مثل النبسيلين أو التتراسيكلين .
هذا الوسط الجرثومي مؤلف بشكل رئيسي من المغزليات واللولبيات حيث تم مشاهدتها في النسيج البشري , اللولبيات تستطيع الدخول حتى النسيج الضام السليم وكلا النوعين يحرران سموم داخلية .
الأشكال السريرية :
التهاب اللثة التقرحي الحاد :
1-التموت الحفافي :
العرض الأكثر تميزاً لالتهاب اللثة التقرحي الحاد هو المظهر التموتي للثة الحفافية
في المرحلة الأولية للإصابة يبدأ التقرح بشكل موضع في مستوى حليمة أو أكثرغالباً في منطقة المسافات بين السنية للأسنان الأمامية السفلية رغم إمكانية مشاهدته في أي منطقة من الفم .
يتظاهرأولا بالتهاب لثة حفافي مزمن وتكون بداية المرض بظهور تقرحات تموتية على قمة الحليمة حيث يأخذ المنحدرالدهليزي للحليمة شكلا منتبجا ومدورا و ليس بالضرورة في هذه المرحلة أن تكون الحليمات متوذمة .
ينتشر التقرح بشكل سريع في عدة أيام و تنقسم الحليمات إلى قسمين دهليزي و لساني منفصلتين بنسيج متموت يؤدي إلى فقدان نسيجي هام وتشكيل فجوة .
يمكن أن يمتد التموت إلى اللثة الحفافية , ومن النادر جداً أن يصل التموت إلى اللثة الملتصقة في حالة التهاب اللثة التقرحي التموتي .
2- المادة البيضاء المصفرة :
تغطي المناطق المتموتة مادة كانت تسمى بالغشاء الكاذب فهي لاتملك صفات الغشاء بل تتألف من خلايا بيضاء , كريات حمراء ,فيبرين, بقايا نسيجية متموته ومجموعة جرثومية
ولايمكن إزالتها بشكل مستمرلأن ذلك يسبب كشف النسيج الضام المغطى بها وإلى النزيف .
إن العناية بالصحة الفموية عند المرضى المصابين بهذا المرض عادية أو أقل من عادية والتفريش عندهم مؤلم وبالتالي نشاهد كمية كبيرة من اللويحة الجرثومية وخاصة على في منطقة اللثة الحرة .
يمكن مشاهدة طبقة بيضاء ممتدة إلى اللثة الملتصقة وهي عبارة عن خلايا متوسفة وبعض الجراثيم مرتبطين بشبكة من البروتينات اللعابية .
3- الاحتقان الخطي :
بين منطقة الآفة التموتية واللثة السليمة نسبياً يوجد منطقة محتقنة بشكل خيطي تعكس احتقان الأوعية الدموية القربة من الآفة
4- النزف :
يكون في معظم الحالات تلقائيأ وسببه التهاب اللثة والتموت وكشف النسيج الضام
5- الألم:
في الحالات التي تكون التقرحات قليلة وصغيرة يكون الألم بسيطا, أما في الحالات المتقدمة فالألم شديد ويترافق مع زيادة في إفراز اللعاب .
6- رائحة الفم الكريهة :
غالباً رائحة الفم مرتبطة بهذا النوع من الالتهابات ولكن بدرجات متفاوتة .
7- انتباج العقد اللمفاوية :
تنتبج العقد اللمفاوية الموضعية ( العقد اللمفاوية تحت الفكية ) خاصة في الحالات المتقدمة , ويمكن مشاهدة انتباج العقد اللمفاوية الرقبية .
8- الإعياء وارتفاع درجة الحرارة :
ليس هناك من علاقة بين التهاب اللثة التقرحي التموتي وارتفاع درجة الحرارة والإعياء .
التهاب اللثة التقرحي التموتي المزمن :
في حال غياب المعالجة أو تطبيق معالجة غير مناسبة فإن الالتهاب الحاد يتحول إلى مزمن , حيث لاتلتئم النسج اللثوية ويستمرالتخرب النسيجي بشكل بطيئ بعلامات سريرية أقل .
تبتعداللثة الدهليزية عن اللسانية أو الحنكية وتخلق فراغا غالباً ما يكون مملوء بالقلح واللويحة الجرثومية , وتكون الطبقة البيضاء أقل وضوحاً .
العرض الرئيسي لالتهاب اللثة التقرحي المزمن هو وجود حافة لثوية مدورة وكأنها لثة بشكل معكوس وليس هناك من حليمات بين سنية .
هذه المرحلة يمكن أن تؤدي إلى تخرب في النسج الداعمة وخاصة في منطقة مابين الأسنان وانكشاف الجذور السنية وبالتاي احتمال ظهور آفات نخرية جذرية .
التشخيص :
يعتمد التشخيص على المعطيات السريرية والقصة المرضية المروية من قبل المريض ( ألم , نزف عند اللمس, يمكن أن يكون هناك ارتفاع طفيف بدرجة الحرارة وقليل من الغيغاء ولو أنها ليس خاصة بهذا المرض ) , التدخين والشدة النفسية .
الزرع الجرثومي يمكن أن يؤكد نوعية المرض
التشريح المرضي لا يعطي تشخيصا لهذا المرض ولكن يظهر تموت في الأنسجة السطحية وتغيرات التهابية .
التشخيص التفريقي :
يعتبر التهاب اللثة ما قبل العقبولي من أهم الأمراض التي تختلط مع التهاب اللثة التموتي
التهاب اللثة التقرحي التموتي التهاب اللثة ماقبل العقبولي
الظهور نادراً عند الأطفال غالباً عند الأطفال
الحرارة والإعياء ممكن ملاحظتها عرض أساسي
أماكن التوضع في المسافات بين السنية وتمتد في العمق ونحو الجوار لايوجد مكان محدد لظهورها
مظهرها السريري تقرحات تموتية مع طبقة بيضاء مصفرة وطبقة محتقنة تفصل المخاطية عن الآفة حويصلات صغيرة مدورة رمادية وتترك قرحة صغيرة عند حكها, احتقان معمم
رائحة الفم توجد بشكل مميز ليس بالضرورة
بعض الأشكال السريرية لسرطان الدم وخاصة الحاد يمكن أن يختلط بالتهاب اللثة التموتي حيث تكون اللثة حمراء مزرقة , منتفخة ومحتقنة ويلاحظ وجود الطبقة البيضاء ( الغشاء الأبيض ) ولكن المريض يبدي أعراض عامة , هنا في حالة الشك يجب إجراء فحص دم وليس خزعة نسيجية .
التشريح المرضي :
الصورة التشريحية المرضية المميزة لالتهاب اللثة التقرحي التموتي هي رد فعل التهابي تموتي حاد غير نوعي .
التموت يصيب البشرة والطبقة الضامة التي تحتها والطبقة السليمة أخذت مكانها شبكة من الفيبرين التي تحتوي على خلايا بشرية , خلايا دموية بيضاء متهتكة , جراثيم وكذلك بقايا خلوية .
هذه الطبقة تعادل الطبقة البيضاء المصفرة الموجودة على اللثة الحفافية ,يلاحظ في منطقة النسيج الضام وجود أوعية دموية متوسعة ونتحة التهابية غنية بالخلايا المتعددة النوى .
وفي الطبقات العميقة للنسيج الضام هناك مظاهر لالتهاب مزمن حيث يكون النسيج غني بالخلايا المصورية ووحيدة النوى .
الجراثيم موجودة في كلا النسيجين الحي والمصاب وخاصة الجراثيم المغزلية واللولبيات , ونلاحظ اند خال الجراثيم داخل النسيج الضام السطحي .
في دراسة لistgaten 1965 وجد أن اللولبيات ذات القياس الكبير والمتوسط موجودة حتى 0,25 مم من السطح المتموت .
حسب istgaten 1965 فإن الصورة المجهرية المأخوذة بالمجهر الالكتروني للآفات التموتية تقسم إلى 4 أقسام ابتداءاً من السطح :
1- منطقة جراثيم : تتألف من عدد كبير من الجراثيم يتضمن اللولبيات بالقياسات المتعددة والمغزليات .
2- منطقة غنية بالخلايا المعتدلة : تحتوي على عدد كبير من الكريات البيضاء مع سيطرة متعددة النوى المعتدلة .
3- منطقة التموت : تحتوي الخلايا المتموتة وعدد من اللولبيات من النوع الكبير والمتوسط وأنواع أخرى من الجراثيم .
4- منطقة دخول الجراثيم اللولبية حيث المكونات النسيجية تبدو سليمة ولكن لايشاهد أي نوع آخر من الجراثيم .
المعالجة :
يجب إجراء التقليح بالقدر الممكن وبالشكل الأفضل رغم الإعاقة الناتجة عن الألم والنزف ويفضل القيام به بالأمواج فوق الصوتية حيث يكون الرض على النسج الرخوة أقل ما يمكن ويسمح بإزالة الترسبات القلحية بالإضافة إلى أن الإرذاذ المائي أثناء العمل يسمح برؤية أفضل. إن توعية المريض وشرح طريقة معينة للعناية بالصحة الفموية من الأمور الهامة التي يجب القيام بها مع وصف فرشاة ناعمة لكي لاتسبب عملية التفريش ألم ورض للنسج المصابة .
ومن أجل تحسين الحالة فإن بعض العلماء ينصح باستعمال مضامض فموية تحتوي على ماء أكسجيني بنسبة 3% مع الماء الفاتر .
كما يوصى باستعمال مادة الكلورهيكسيدين في الأسبوعين الأوليين التي تساعدفي السيطرة على اللويحة الجرثومية باستعمالها مرتين يوميا .
التقليح تحت اللثوي بمساعدة المجارف وإزالة المعالجات السيئة الصنع وصقل الحشوات وسطوح الأسنان يجب أن تتم في هذه المرحلة العلاجية .
- المعالجة الجراحية :
يمكن المداخلة الجراحية بعد شفاء الحالة وبعد غياب الأعراض الالتهابية حيث تأخذ اللثة في المناطق التي كانت متموتة شكل فجوات بين اللثة الدهليزية واللسانية وبالتالي يكون السيطرة على اللويحة الجرثومية أصعب وبالتالي إعادة تشكيل النسج بشكل جيد يعتبر من
الأهداف اللاحقة للمعالجة والتي يمكن أن تكون جراحية ويمكن أن تتم :
1- بقطع لثة
2- بالشرائح اللثوية
- المعالجة الدوائية :
إن استعمال المواد الكاوية في معالجة التهاب اللثة التقرحي كحمض الكروميك , نترات الفضة أوالفوسشين القلوي الذي له تأثير قابض , كلها مواد لها بعض التأثير كمضاد جرثومي , ولكن استعمال مثل هذه المواد- يدل على عدم معرفة بالعامل المسبب ولمعالجة الأعراض فقط .
- غير دقيق
- صعب السيطرة عليه وذلك لإمكانية وصول المادة الكاوية إلى الطبقات العميقة من النسيج الداعم وتسبب في تشكيل آفة غير ردودة أما استعمال المواد القابضة فهي أقل خطراً وأكثر سيطرة عليها ولكن معظمها مصنف تحت لائحة المواد المسرطنة .
إن استعمال المواد الكاوية والمواد القابضة تعالج فقط الأعراض وبالتالي فهي تغطي الفعل الالتهابي المدمر للنسج الداعمة .
- بينمااستعمال الماء الأكسجيني يفيدنا في تحريرالأكسجين الحرذو تأثير على الوسط الجرثومي بالإضافة لكونه منظف ميكانيكي ويمكن تطبيقه على الآفة بنسبة 30% ومن ثم استعماله كمضمضة فموية بنسبة 3% مع الماء الفاتر
- الكلورهيكسيدين 2% يستعمل كمعالجة مرتبطة بالتقليح مع العلم بأن الكلورهيكسيدين لايندخل تحت اللثة
- الصادات الحيوية :
البنسيلين والصادات الحيوية ذات الطيف الواسع فعالة بشكل كبير ولكن المريض المصاب بالتهاب لثة تقرحي تموتي لايعاني من أعراض عامة مثل الإصابة الفيروسية الحادة , لذلك فإن استعمال الصادات الحيوية الواسعة الطيف غير مستحبة في التهاب اللثة التقرحي التموتي ويفضل استعمال الميترونيدازول حيث أن لها فعالية على اللولبيات , ويمكن استعمالها بشكل موضعي وعام
إعداد الدكتور محمد معاذ القطمة
رئيس شعبة أمراض اللثة والأنسجة الداعمة في مديرية صحة دمشق
2005
التهاب اللثة التقرحي التموتي: هو مرض لثوي مهدم ذو طبيعة التهابية وله أشكال سريرية خاصة و الأسباب المؤدية له تختلف عن تلك التي تسبب التهاب لثة حفافي مزمن .
و مصطلح التقرحي هو الوحيد الذي يدل على الآفة , بينما ربطه مع مرض فانسنت إنما بسبب إكتشاف هذا العالم للوسط الجرثومي لهذه الآفات المليئ بالعضويات المحلزنة .
يجب الفصل بين مرض فانسنت والتهاب اللثة التقرحي التموتي وذلك لأن مرض فانسنت يحدث عند النساء أكثر بمرتين منه عند الرجال بينما الرجال معنيون بالإصابة بالتهاب اللثة التقرحي أكثر من النساء .
يتظاهر التهاب اللثة التقرحي التموتي بنفس مظاهر غرغرينا الفم Nma والتي تشاهد عند الأطفال وتعتبر مميتة , البعض يقول أن أصل الغر غرينا الفموية هو التهاب لثة تقرحي ولكن أثبت أنه لا علاقة لالتهاب اللثة به .
يمكن مشاهدة التهاب اللثة التقرحي التموتي في كل الأعمار وحتى الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية أو لديهم أمرض عامة مثل الملا ريا و الحصبة .
تم ملاحظة ارتباط هذا الالتهاب بالشدة النفسية و ليس هنالك دليل عاى أن هذا المرض معد أو ينتقل بالطريق الجنسي.
هناك 3 عوامل مرتبطة بالتهاب اللثة التقرحي التموتي :
1- الصحة الفموية السيئة : لوحظ وجود التهاب لثة حفافي في معظم حالات التهاب اللثة التقرحي
2- التبغ : هناك علاقة وثيقة بين التهاب اللثة التقرحي والتدخين , حيث لوحظ أن معظم المصابين بهذا المرض من المدخنين Pindbg 1951 وجد غير مدخن واحد من 57 مصاب بهذا المرض .
ويبدو أن كمية السكائر المدخنة لها علاقة أيضاً بشدة المرض Gdhabe et Giddn 1964وجدا أن 41% من المصابين يدخنون أكثر من 20 لفافة باليوم و5% من الأشخاص غير مدخنين .
3- الشدة النفسية : معظم الدراسات بينت ظهور هذا المرض أثناء فترة الضغط النفسي
( المرحلة الدراسية , الامتحانات , خدمة العلم ........) .
الأسباب الإمراضية :
يعتبر التهاب اللثة التقرحي التموتي التهابا داخلي المنشأ ويتفاقم بسبب اجتماع عدد من العوامل
ولايستطيع الظهور إلا بظهورالتغيرات المناعية للمريض على هذا المرض
يمكن تلخيص الظروف المهيئة لظهور المرض ب :
1- الوجود الأولي لالتهاب لثة
2- التدخين
3- الحالة النفسية
4- وجود أمراض عامة
دور الجراثيم في الآلية الإمراضية :
من المؤكد وجود وسط جرثومي محدد في التهاب اللثة التقرحي التموتي وذلك لأن الحالة تتحسن بشكل جيد عند إعطاء المريض الصادات الحيوية مثل النبسيلين أو التتراسيكلين .
هذا الوسط الجرثومي مؤلف بشكل رئيسي من المغزليات واللولبيات حيث تم مشاهدتها في النسيج البشري , اللولبيات تستطيع الدخول حتى النسيج الضام السليم وكلا النوعين يحرران سموم داخلية .
الأشكال السريرية :
التهاب اللثة التقرحي الحاد :
1-التموت الحفافي :
العرض الأكثر تميزاً لالتهاب اللثة التقرحي الحاد هو المظهر التموتي للثة الحفافية
في المرحلة الأولية للإصابة يبدأ التقرح بشكل موضع في مستوى حليمة أو أكثرغالباً في منطقة المسافات بين السنية للأسنان الأمامية السفلية رغم إمكانية مشاهدته في أي منطقة من الفم .
يتظاهرأولا بالتهاب لثة حفافي مزمن وتكون بداية المرض بظهور تقرحات تموتية على قمة الحليمة حيث يأخذ المنحدرالدهليزي للحليمة شكلا منتبجا ومدورا و ليس بالضرورة في هذه المرحلة أن تكون الحليمات متوذمة .
ينتشر التقرح بشكل سريع في عدة أيام و تنقسم الحليمات إلى قسمين دهليزي و لساني منفصلتين بنسيج متموت يؤدي إلى فقدان نسيجي هام وتشكيل فجوة .
يمكن أن يمتد التموت إلى اللثة الحفافية , ومن النادر جداً أن يصل التموت إلى اللثة الملتصقة في حالة التهاب اللثة التقرحي التموتي .
2- المادة البيضاء المصفرة :
تغطي المناطق المتموتة مادة كانت تسمى بالغشاء الكاذب فهي لاتملك صفات الغشاء بل تتألف من خلايا بيضاء , كريات حمراء ,فيبرين, بقايا نسيجية متموته ومجموعة جرثومية
ولايمكن إزالتها بشكل مستمرلأن ذلك يسبب كشف النسيج الضام المغطى بها وإلى النزيف .
إن العناية بالصحة الفموية عند المرضى المصابين بهذا المرض عادية أو أقل من عادية والتفريش عندهم مؤلم وبالتالي نشاهد كمية كبيرة من اللويحة الجرثومية وخاصة على في منطقة اللثة الحرة .
يمكن مشاهدة طبقة بيضاء ممتدة إلى اللثة الملتصقة وهي عبارة عن خلايا متوسفة وبعض الجراثيم مرتبطين بشبكة من البروتينات اللعابية .
3- الاحتقان الخطي :
بين منطقة الآفة التموتية واللثة السليمة نسبياً يوجد منطقة محتقنة بشكل خيطي تعكس احتقان الأوعية الدموية القربة من الآفة
4- النزف :
يكون في معظم الحالات تلقائيأ وسببه التهاب اللثة والتموت وكشف النسيج الضام
5- الألم:
في الحالات التي تكون التقرحات قليلة وصغيرة يكون الألم بسيطا, أما في الحالات المتقدمة فالألم شديد ويترافق مع زيادة في إفراز اللعاب .
6- رائحة الفم الكريهة :
غالباً رائحة الفم مرتبطة بهذا النوع من الالتهابات ولكن بدرجات متفاوتة .
7- انتباج العقد اللمفاوية :
تنتبج العقد اللمفاوية الموضعية ( العقد اللمفاوية تحت الفكية ) خاصة في الحالات المتقدمة , ويمكن مشاهدة انتباج العقد اللمفاوية الرقبية .
8- الإعياء وارتفاع درجة الحرارة :
ليس هناك من علاقة بين التهاب اللثة التقرحي التموتي وارتفاع درجة الحرارة والإعياء .
التهاب اللثة التقرحي التموتي المزمن :
في حال غياب المعالجة أو تطبيق معالجة غير مناسبة فإن الالتهاب الحاد يتحول إلى مزمن , حيث لاتلتئم النسج اللثوية ويستمرالتخرب النسيجي بشكل بطيئ بعلامات سريرية أقل .
تبتعداللثة الدهليزية عن اللسانية أو الحنكية وتخلق فراغا غالباً ما يكون مملوء بالقلح واللويحة الجرثومية , وتكون الطبقة البيضاء أقل وضوحاً .
العرض الرئيسي لالتهاب اللثة التقرحي المزمن هو وجود حافة لثوية مدورة وكأنها لثة بشكل معكوس وليس هناك من حليمات بين سنية .
هذه المرحلة يمكن أن تؤدي إلى تخرب في النسج الداعمة وخاصة في منطقة مابين الأسنان وانكشاف الجذور السنية وبالتاي احتمال ظهور آفات نخرية جذرية .
التشخيص :
يعتمد التشخيص على المعطيات السريرية والقصة المرضية المروية من قبل المريض ( ألم , نزف عند اللمس, يمكن أن يكون هناك ارتفاع طفيف بدرجة الحرارة وقليل من الغيغاء ولو أنها ليس خاصة بهذا المرض ) , التدخين والشدة النفسية .
الزرع الجرثومي يمكن أن يؤكد نوعية المرض
التشريح المرضي لا يعطي تشخيصا لهذا المرض ولكن يظهر تموت في الأنسجة السطحية وتغيرات التهابية .
التشخيص التفريقي :
يعتبر التهاب اللثة ما قبل العقبولي من أهم الأمراض التي تختلط مع التهاب اللثة التموتي
التهاب اللثة التقرحي التموتي التهاب اللثة ماقبل العقبولي
الظهور نادراً عند الأطفال غالباً عند الأطفال
الحرارة والإعياء ممكن ملاحظتها عرض أساسي
أماكن التوضع في المسافات بين السنية وتمتد في العمق ونحو الجوار لايوجد مكان محدد لظهورها
مظهرها السريري تقرحات تموتية مع طبقة بيضاء مصفرة وطبقة محتقنة تفصل المخاطية عن الآفة حويصلات صغيرة مدورة رمادية وتترك قرحة صغيرة عند حكها, احتقان معمم
رائحة الفم توجد بشكل مميز ليس بالضرورة
بعض الأشكال السريرية لسرطان الدم وخاصة الحاد يمكن أن يختلط بالتهاب اللثة التموتي حيث تكون اللثة حمراء مزرقة , منتفخة ومحتقنة ويلاحظ وجود الطبقة البيضاء ( الغشاء الأبيض ) ولكن المريض يبدي أعراض عامة , هنا في حالة الشك يجب إجراء فحص دم وليس خزعة نسيجية .
التشريح المرضي :
الصورة التشريحية المرضية المميزة لالتهاب اللثة التقرحي التموتي هي رد فعل التهابي تموتي حاد غير نوعي .
التموت يصيب البشرة والطبقة الضامة التي تحتها والطبقة السليمة أخذت مكانها شبكة من الفيبرين التي تحتوي على خلايا بشرية , خلايا دموية بيضاء متهتكة , جراثيم وكذلك بقايا خلوية .
هذه الطبقة تعادل الطبقة البيضاء المصفرة الموجودة على اللثة الحفافية ,يلاحظ في منطقة النسيج الضام وجود أوعية دموية متوسعة ونتحة التهابية غنية بالخلايا المتعددة النوى .
وفي الطبقات العميقة للنسيج الضام هناك مظاهر لالتهاب مزمن حيث يكون النسيج غني بالخلايا المصورية ووحيدة النوى .
الجراثيم موجودة في كلا النسيجين الحي والمصاب وخاصة الجراثيم المغزلية واللولبيات , ونلاحظ اند خال الجراثيم داخل النسيج الضام السطحي .
في دراسة لistgaten 1965 وجد أن اللولبيات ذات القياس الكبير والمتوسط موجودة حتى 0,25 مم من السطح المتموت .
حسب istgaten 1965 فإن الصورة المجهرية المأخوذة بالمجهر الالكتروني للآفات التموتية تقسم إلى 4 أقسام ابتداءاً من السطح :
1- منطقة جراثيم : تتألف من عدد كبير من الجراثيم يتضمن اللولبيات بالقياسات المتعددة والمغزليات .
2- منطقة غنية بالخلايا المعتدلة : تحتوي على عدد كبير من الكريات البيضاء مع سيطرة متعددة النوى المعتدلة .
3- منطقة التموت : تحتوي الخلايا المتموتة وعدد من اللولبيات من النوع الكبير والمتوسط وأنواع أخرى من الجراثيم .
4- منطقة دخول الجراثيم اللولبية حيث المكونات النسيجية تبدو سليمة ولكن لايشاهد أي نوع آخر من الجراثيم .
المعالجة :
يجب إجراء التقليح بالقدر الممكن وبالشكل الأفضل رغم الإعاقة الناتجة عن الألم والنزف ويفضل القيام به بالأمواج فوق الصوتية حيث يكون الرض على النسج الرخوة أقل ما يمكن ويسمح بإزالة الترسبات القلحية بالإضافة إلى أن الإرذاذ المائي أثناء العمل يسمح برؤية أفضل. إن توعية المريض وشرح طريقة معينة للعناية بالصحة الفموية من الأمور الهامة التي يجب القيام بها مع وصف فرشاة ناعمة لكي لاتسبب عملية التفريش ألم ورض للنسج المصابة .
ومن أجل تحسين الحالة فإن بعض العلماء ينصح باستعمال مضامض فموية تحتوي على ماء أكسجيني بنسبة 3% مع الماء الفاتر .
كما يوصى باستعمال مادة الكلورهيكسيدين في الأسبوعين الأوليين التي تساعدفي السيطرة على اللويحة الجرثومية باستعمالها مرتين يوميا .
التقليح تحت اللثوي بمساعدة المجارف وإزالة المعالجات السيئة الصنع وصقل الحشوات وسطوح الأسنان يجب أن تتم في هذه المرحلة العلاجية .
- المعالجة الجراحية :
يمكن المداخلة الجراحية بعد شفاء الحالة وبعد غياب الأعراض الالتهابية حيث تأخذ اللثة في المناطق التي كانت متموتة شكل فجوات بين اللثة الدهليزية واللسانية وبالتالي يكون السيطرة على اللويحة الجرثومية أصعب وبالتالي إعادة تشكيل النسج بشكل جيد يعتبر من
الأهداف اللاحقة للمعالجة والتي يمكن أن تكون جراحية ويمكن أن تتم :
1- بقطع لثة
2- بالشرائح اللثوية
- المعالجة الدوائية :
إن استعمال المواد الكاوية في معالجة التهاب اللثة التقرحي كحمض الكروميك , نترات الفضة أوالفوسشين القلوي الذي له تأثير قابض , كلها مواد لها بعض التأثير كمضاد جرثومي , ولكن استعمال مثل هذه المواد- يدل على عدم معرفة بالعامل المسبب ولمعالجة الأعراض فقط .
- غير دقيق
- صعب السيطرة عليه وذلك لإمكانية وصول المادة الكاوية إلى الطبقات العميقة من النسيج الداعم وتسبب في تشكيل آفة غير ردودة أما استعمال المواد القابضة فهي أقل خطراً وأكثر سيطرة عليها ولكن معظمها مصنف تحت لائحة المواد المسرطنة .
إن استعمال المواد الكاوية والمواد القابضة تعالج فقط الأعراض وبالتالي فهي تغطي الفعل الالتهابي المدمر للنسج الداعمة .
- بينمااستعمال الماء الأكسجيني يفيدنا في تحريرالأكسجين الحرذو تأثير على الوسط الجرثومي بالإضافة لكونه منظف ميكانيكي ويمكن تطبيقه على الآفة بنسبة 30% ومن ثم استعماله كمضمضة فموية بنسبة 3% مع الماء الفاتر
- الكلورهيكسيدين 2% يستعمل كمعالجة مرتبطة بالتقليح مع العلم بأن الكلورهيكسيدين لايندخل تحت اللثة
- الصادات الحيوية :
البنسيلين والصادات الحيوية ذات الطيف الواسع فعالة بشكل كبير ولكن المريض المصاب بالتهاب لثة تقرحي تموتي لايعاني من أعراض عامة مثل الإصابة الفيروسية الحادة , لذلك فإن استعمال الصادات الحيوية الواسعة الطيف غير مستحبة في التهاب اللثة التقرحي التموتي ويفضل استعمال الميترونيدازول حيث أن لها فعالية على اللولبيات , ويمكن استعمالها بشكل موضعي وعام