الثقة بالنفس

زائر







للثقة بالنفس أهمية كبرى للإنسان من الناحية النفسية والاعتدال والتوازن الشخصي ، إذ بفقدانها يحدث الاضطراب والقلق والشعور بالنقص ، واتهام الآخرين ، ويتصور أن كل شيء يتربص به ، ويتصرف مع القضايا والأحوال التي تمر به تصرف السفيه الذي يعمل ما يضره ويقوده إلى المهالك والثقة بالنفس مهمة أيضاً لاكتساب الخبرات وتطوير المهارات ، إذ أن من ترك خبرات الآخرين وتجاربهم يبقى في مؤخرة الركب .

قال أحد السلف : من حق العاقل أن يضيف إلى رأيه آراء العلماء ، ويجمع إلى عقله عقول الحكماء ، فالرأي الفذ ربما زل ، والعقل الفرد ربما ضل .
الـرأي كالليل مســـود جوانـبه *** والليل لا ينجلي إلا بإصباح
فاضمم مصابيح آراء الرجال إلى *** رأيـك تزدد ضوء مــصـباح
ومن أخفق في مهمة فأصيب بالإحباط فهذه دلالة على اهتزاز الثقة بالنفس . فالواثق من نفسه يطور ويجدد من عمله ، ولا يخاف من النقد ، وعنده الشجاعة بأن يقول : لا أعرف ، لكي يعرف ويتعلم . والثقة مهمة في مواجهة الصعاب والمصائب ، والمشكلات ، فهو صاحب رؤية بعيدة راشدة ، يعرف السنن الإلهية ، يكيف ظروفه مع المشاكل والصعاب والمصائب ، قد يتأثر تأثراً موقفياً ، ولكن لا تتحطم ثقته الأصلية .


( معنى الثقة بالنفس )

يقول جرودون بايرون : إن الثقة بالنفس هي الاعتقاد في النفس والركون إليها والإيمان بها .
وأوضح من هذا تعريف الدكتور أكرم رضا : هي إيمان الإنسان بأهدافه وقراراته وبقدراته وإمكاناته , أي الإيمان بذاته .
فهي شعور نفسي يُشعر الإنسان براحة نفسية عجيبة ، والشخص الواثق مواقفه ثابتة ، فالمقصد من الثقة بالنفس هو الثقة بوجود الإمكانات والأسباب التي أعطاها الله للإنسان ، وقدرة الإنسان على شق طريقه في الحياة وإحراز النجاح فيما تمتد إليه يداه من أعمال ، لذلك فهي انبثاق داخلي من صلب شخصية الإنسان ونمو تدريجي لشخصيته ، ونتائج أو ثمار الشخص بعد أن يكون قد غرس البذور الصالحة في حياته ، فتبشر بتقدم الشخص باستمرار الحياة ، فيقيس الواثق تقدمه بنفسه وبالنقطة التي كان عندها في مرحلة سابقة من حياته ، فالثقة بالنفس تحمل صاحبها على النظر إلى الماضي والحاضر والمستقبل وتدفعه إلى قياس تقدمه في ضوء قدراته واستعداداته ، وكذلك الترحيب بالنقد أيا كان عندما يوجه إليه .


( عناصر الثقة بالنفس )

( 1 ) : الحركات التي يأتي بها الشخص .
( 2 ) : الكلمات التي ينطق بها .
( 3 ) : القناعات التي يعتقدها .



( أنواع الثقة بالنفس )


أولاً : الثقة المطلقة بالنفس :

وهي التي تسند إلى مبررات قوية لا يأتيها الشك من أمام أو خلف , فهذه ثقة تنفع صاحبها وتجزيه ، إنك ترى الشخص الذي له مثل هذه الثقة في نفسه يواجه الحياة غير خائف ولا يهرب من شيء من منغصاتها ، مثل هذا الشخص لا يؤذيه أن يسلِّم بأنه أخطأ وبأنه فشل وبأنه ليس ندًا كفئاً في بعض الأحيان .
ثانيًا : الثقة المحددة بالنفس :

تظهر في مواقف معينة ، وتتضاءل هذه الثقة أو تتلاشى في مواقف أخرى ، فهذا اتجاه سليم يتخذه الرجل الحصيف الذي يقدر العراقيل التي تعترض سبيله حق قدرها ، ومثل هذا الرجل أدنى إلى التعرف على قوته الحقيقية من كثيرين غيره ، فيحاول أن يقدر إمكاناته حق قدرها ، فمتى وثق بها ، عمد إلى تجربتها واثقًا مطمئنًا .
( أسباب عدم الثقة بالنفس )
أولا : لدى الأطفال :
( 1 ) : الإكثار من الزجر والتأنيب ، والتهديد المستمر للطفل
و الذي يوجه له بإسراف ، فتمتلئ نفسه بالخوف .
( 2 ) : تربية الطفل معتمدا على الآخرين .
( 3 ) : مقارنة الأبوين بينه وبين طفل آخر .
( 4 ) : الإفراط في السيطرة على الطفل مما يشلُ حرية التفكير لديه .
( 5 ) : الشجار والمنازعات بين الوالدين مما يبعث في النفس الشعور
بعدم الاستقرار أو الطمأنينة .
( 6 ) : إصابة الطفل ببعض العاهات كالبدانة أو القِصر .
( 7 ) : الخجل .
( 8 ) : قسوة الأب مع الزوجة والأولاد .
( 9 ) : تأثر الطفل بمخاوف الأم وقلقها الزائد عليه ، والحماية
الزائدة التي تجعلها تشعر بأن طفلها سوف يتعرض للأذى في
كل لحظة .
( 10 ) : عدم الاختلاط بالأطفال الآخرين ، لخوف الأم عليه من تعلم
السلوك أو الألفاظ غير اللائقة .

ثانيا : لدى المراهقين :

( 1 ) : سيطرة الكبار على المراهق .
( 2 ) : افتقاد الحنان والعطف في التعامل من أفراد الأسرة .
( 3 ) : المعاملة القاسية واستخدام الضرب وأسلوب الترهيب في
أكثر المواقف بهدف التربية .
( 4 ) : عدم إعطاء المراهق فرصة للتعبير عن رأيه ومناقشة الكبار
وقمع ومصادرة ذلك الرأي ، وإصرار الكبار على أنه مخطئ .
( 5 ) : افتقاد الطمأنينة النفسية في الحاضر والمستقبل .
( 6 ) : استخدام تعليقات أو مداعبات من الكبار تكون مشوبة
بالاستغراب أو السخرية والاستهزاء لما طرأ من تغيير على
جسد المراهق أو شكله .
( 7 ) : تعويده على الاستقبال فقط والاعتماد على الغير .
( 8 ) : دفع المراهق لعمل أمور لا يحبها أو لا يرتاح إليها .
( 9 ) : عدم ثقة الكبار به وبقدراته وإشعاره بذلك .


ثالثا : لدى الراشدين :

( 1 ) : عدم منحهم مجالاً للتنظيم أو الابتكار والتشييد وتحويل الفكر
إلى واقع .
( 2 ) : الافتقار إلى المقومات الثقافية والمادية والاجتماعية فتنعدم
لديهم الدافعية لبذل الجهد وخلق العلاقات الجديدة والتعبير
عنها وإخراجها إلى الواقع المحسوس .
( 3 ) : حرمانهم أو التقليل من شأنهم وحماسهم لرغبتهم بالمشاركة
في الأنشطة أو البرامج الاجتماعية .
( 4 ) : عدم القدرة على ( الإبانة ) أي : التعبير عن الذات سواء
كانت ذاتاً فردية أو جماعية .
( 5 ) : ضيق المجالات الممنوحة لهم لممارسة المناشط المتباينة والمشاركة
بجدية في عالم الكبار والاستهانة بما يستطيعون عمله .
( 6 ) : عدم إتاحة الفرصة للشباب للتغيير مما يؤدي إلى الجمود و
التقولب مما يقضي على كل أمل في التقدم والرقي والتطور .
( 7 ) : افتقادهم لجو الحرية في التفكير والاعتقاد والتعبير .
( 8 ) : تعرضهم للمضايقات من زملائهم بسبب التنافس بينهم مما

يقيدهم ويكبلهم .















 

زائر
جزاك الله كل خير
على كل ماافدتنا به
 

زائر
شكرا لكي وزاد الله ثقتكي بنفسكي .