زائر
الدماغ مركز لتجمّع الأعصاب ... وكذلك الأمعاء
الجهاز الهضمي: كيف يعمل؟
وكيف تحافظ على صحته
يواجه كل إنسان تقريباً مشاكل تتعلّق بالجهاز الهضمي في مراحل حياته المختلفة. وتتنوّع هذه المشاكل من أعراض خفيفة وصولاً إلى حالات مزمنة يضطر غالبية الناس إلى الإعتياد عليها كروتين في حياتهم اليومية. وتعتبر أمراض الجهاز الهضمي من أمراض العصر بحق، ذلك أن أسلوب الحياة العصرية لا يلائم أبداً الجهاز الهضمي الذي يتأثّر بمحيطه بشكل كبير سواء في العادات الغذائية السيئة أو في ضغوط الحياة اليومية والتوتّرات العصبية الملازمة لمعظم الناس.
والوظيفة الرئيسيّة للجهاز الهضمي هي تسلّم الطعام وتحويله غذاء للجسم ثم طرد الفضلات المتبقّية من هذه العملية الشديدة التعقيد. ويجهل معظم الناس طريقة عمل هذا الجهاز فيتعاطون مع غذائهم اليومي بما لا يسهّل عليه عمله، فيرهقه البعض بالكثير الكثير من الطعام فيما «يحيّره» البعض الآخر في توقيت طعامه المتحرّك أو يرميه بأنواع غير مناسبة من الغذاء تساهم في «خربطة» وظائف هذا الجهاز الحسّاس جداً.
كيف يعمل الجهاز الهضمي؟
يتكوّن الجهاز الهضمي لدى الإنسان من قناة هضمية تبدأ في الفم مدخل الغذاء وتنتهي بالشرج باب خروج الفضلات. ويساعد القناة الهضمية في عملها غددٌ هضميّة تفرز مواد تساعد في عملية الهضم وهي موجودة في اللّعاب والكبد والمرارة والبنكرياس، وتشكّل القناة الهضميّة والغدد فريق عمل متناغم يتسلّم الطعام ويستخرج منه المغذيات وينقلها إلى مجرى الدم رامياً الفضلات إلى الخارج.وتبدأ عملية الهضم فعلياً في الفم حيث يتمّ مضغ الطعام بواسطة الأسنان وتحويله إلى مادة متكسّرة يسهل إبتلاعها ونقلها إلى المعدة عبر أنبوب عضلي يعمل باتجاه واحد فقط هو المريء الذي يوصل الطعام إلى المعدة ويمنعه من الخروج منها مجدداً كما يمنع العصارة الهضمية الأسيديّة من الخروج وذلك بواسطة حلقة من العضلات تسترخي لدخول الطعام وتشتدّ لإقفال طريق العودة.وعند دخول الطعام إلى المعدة تبدأ عضلات المعدة القوية بسحقه وتحويله إلى عجينة في مرحلة أولى ثم تبدأ عصارات المعدة الحمضيّة بتحليل الطعام كيميائياً قبل انتقاله عبر قناة أخرى من العضلات وداخل أنبوب قصير هو «الإثني عشر» ومنـه إلى الأمعــاء الدقيــقة التي يبلـغ طولـها من أربـعة إلى سـتة أمتــار حـيث يـتمّ امتصاص المغذّيات إلى مجرى الدم.
وفي هذا الوقت تطلق المرارة (وهي كيس أجاصي الشكل) الصفراء، وهي العصارة التي ينتجها الكبد وتعتبر مخزناً لها، فتساعد في هضم الدهون كما أن البنكرياس يطلق عصارات هضمية أخرى في القسم الثاني من الإثني عشر وقبل دخول الطعام إلى الأمعاء تساهم في تحويل الطعام إلى جزيئات صغيرة تسهّل عملية إمتصاص المغذّيات منها إلى الدم، وبعد الأمعاء الدقيقة تدخل فضلات الطعام المسحوب منها المغذيات إلى الأمعاء الغليظة حيث يتمّ إمتصاص الماء من الطعام غير القابل للهضم ليتحوّل برازاً يخزن في المستقيم وهو نهاية المعي الغليظ تمهيداً للتخلّص منه على دفعات.وقد يحدث في أي مرحلة من مراحل عملية الهضم إختلال ما يؤدّي إلى أعراض مزعجة أبرزها وأكثرها شيوعاً عسر الهضم الذي يؤدّي إلى إنتفاخ البطن وإحساس بإنزعاج عام وآلام غير محدّدة أو حرقة وغثيان أو سائل حمضي في الفم وتجشؤ وخروج غازات.وترتبط جميع نوبات عسر الهضم بعامل مشترك واحد هو الطعام والشراب. ويصاب جميع الناس تقريباً في مرحلة ما بعسر الهضم بعد تناول أطعمة ما كالفاصوليا، أو الملفوف والحبوب، وكذلك البصل والخيار والمقالي والدهون والبهارات والمشروبات الغازيّة. كما يصاب به أولئك الذين يتناولون طعامهم بسرعة أو يأكلون كمّيات كبيرة من الطعام المتنوّع. كما أن البعض الآخر يشعر بوخزات عسر الهضم عندما يعتريهم القلق أو العصبية أو الإكتئاب. وغالباً ما يصاب التلامذة بعوارض عسر الهضم خلال فترة الإمتحانات، كذلك تتعرّض النساء الحوامل لعسر الهضم بصورة أكبر من غيرهن بين النساء.وتنتج مشكلة «الحرقة» التي يصاب بها معظم الناس عن واحد من أمرين: «الإرتداد الحمضي» أو «القرحة».ويعتبر «الإرتداد الحمضي» الأكثر شيوعاً وانتشاراً وهو ينتج عن ضعف في حلقة المريء تسمح بعودة عصارة المعدة إلى المريء. وهو غير مبطّن كالمعدة وغشاؤه رقيق فيتهيّج بسرعة، ويشعر المصاب بحرقة متصاعدة من المعدة إلى الصدر وأحياناً تصل إلى الحلق. وغالباً ما تحدث هذه العوارض بعد الطعام أو عند الإنحناء إلى الأمام أو أثناء التمدّد والنوم. وتكون هذه الحرقة مزعجة ليلاً وتسبّب بإيقاظ المصاب والأرق في أحيان كثيرة. وقد يؤدّي الإرتداد الحمضي إلى أمراض لا علاقة لها بالجهاز الهضمي مثل إلتهاب الحنجرة أو إلتهاب الصدر.
وتنتشر حالة الإرتداد الحمضــي بشــكل كــبير لدى المصابين بزيادة في الــوزن بســبب ضــغط الدهون والشحوم على المعدة. وينصح الأطباء المـــصـــابــين بـــالإرتـــداد الحمضي بتخفيف الوزن ومضغ الطعام بشكل جيد وتناول وجبات أكثر من تقليل كميات الطعام في كل منها، وتخفيف شرب السوائل مع الطعام خصوصاً الغازيّة منها، والإمتناع عن تناول صلصة البندورة والحامض والحرّ (الشطة) والبهارات والكحول والتدخين، كما ينصحون بعدم النوم مباشرة بعد الأكل أو الإستلقاء، ويفضّلون المشي لبعض الوقت بعد الطعام أو البقاء جالسين لفترة لا تقلّ عن 3 ساعات. كما أن الدراسات الحديثة أكّدت وجود إرتباط كبير بين الشوكولا والكافيين وإرتخاء عضلة المريء.
القرحة
أمّا قرحة المعدة فهي تنتج عن تقرّح في بطانة المعدة الداخلية ما يؤدّي إلى حدوث تماس مباشر بين المعدة وأحماضها وهو ما يتسبّب بآلام كبيرة وحرقة. وتستمر نوبات قرحة المعدة بين نصف ساعة و3 ساعات كل مرة.ويتعرّض للإصابة بقرحة المعدة خصوصاً المدخنون والذين يشربون الكحول بإفراط أو من يتناول المسكّنات بكثرة خصوصاً تلك التي تحتوي مادة الأسبيرين.وتجدر بالمصاب بالقرحة معالجتها سريعاً لأنها قد تؤدّي إلى مضاعفات تهدّد حياته في بعض الأحيان، فالنزيف المفاجئ من المعدة قد يؤدّي إلى سكتة دماغية أو قلبية، كما أن النزيف البطيء المستمر قد يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم وصولاً إلى احتمالات ضئيلة بتكوّن سرطان المعدة.
الإلتهابات الجرثومية: النظافة ضرورية
ويصاب بعض الناس بإلتهابات جرثومية في الجهاز الهضمي، هي غالباً نتيجة العناية السيّئة بالنظافة الصحية عند إعداد الطعام. وإذا كان الجهاز الهضمي يحتوي العديد من الجراثيم غير المؤذية، إلاّ أن تكاثر هذه الجراثيم لأسباب خارجية كالخضار الملوّثة والمياه غير النظيفة يؤدي إلى عوارض شبيهة بعوارض التسمّم وهي الإسهال والتقيؤ مع توعك عام في الجسم.
الإمساك: مشكلة الجميع
ومن المشاكل الهضمية الشائعة كثيراً، الإمساك الذي ينجم غالباً عن تناول الطعام غير الغني بالألياف أو يكون أحد أعراض إعتلال في الجهاز الهضمي أو الجسم عموماً إذا استمرّ مع الوقت.ويعتبر الخروج أقل من ثلاث مرات أسبوعياً إمساكاً، خصوصاً إذا كان البراز صلباً. ويمكن تفادي الإمساك بسهولة إذا اتبعنا نظاماً غذائياً غنياً بالألياف التي لا يهضمها الجسم وتمتصّ خلال وجودها في الأمعاء كمية كبيرة من المياه ما يجعلها فضلات مثالية. وتعمل الألياف دور الكشط للمعدة والأمعاء فتنظف جدرانها مزيلة العالق عليها، كما أنها تنظّم عملية تفريغ فضلات الجسم. ومن أكثر الأطعمة إحتواء على الألياف الخضار عموماً وخصوصاً الملفوف والقمح الكامل (غير المقشور) والحبوب. وتنعدم الألياف تقريباً في اللحوم والحليب.ولضمان صحة عمل الجهاز الهضمي، ينصح الأطباء بتناول الكثير من الماء بمعدّل ليتر ونصف الليتر يومياً في الأيام العادية وليترين على الأقل في الأيام الحارة. ويكون شرب الماء أكثر فعالية في الصباح وما على المصاب بالإمساك سوى شرب نصف ليتر من الماء على الريق صباحاً لتنتظم أموره بعد دقائق قليلة.وعمـومـاً يعتبـر الغــذاء المعــتدل المتـنوع القـليـل الدهون والكثير الخضار والحبوب، والطعام المعتدل في أوقات منتظمة، والإبتعاد عن العادات السيئة كالتدخين والكحول والسهر المفرط وتناول المشروبات الغازية والكافيين من القواعد الأساسيّة لجهاز هضمي سليم يكون مدخلاً لصحة جسميّة سليمة.
الدماغ... والأمعاء مراكز عصبية كبيرة
قد يفاجأ الكثيرون بأن الأمعاء هي مركز تجمّع كبير للأعصاب كما هي حال الدماغ.ولهذا يتأثّر الجهاز الهضمي كثيراً بالحال النفسية والعصبيّة للإنسان، ويصاب بإضطرابات مختلفة عند إصابة صاحبه بحالة نفسيّة ما تترجم في انتكاسات لبعض وظائف هذا الجهاز.
المصدر مجلة زينة
الجهاز الهضمي: كيف يعمل؟
وكيف تحافظ على صحته
يواجه كل إنسان تقريباً مشاكل تتعلّق بالجهاز الهضمي في مراحل حياته المختلفة. وتتنوّع هذه المشاكل من أعراض خفيفة وصولاً إلى حالات مزمنة يضطر غالبية الناس إلى الإعتياد عليها كروتين في حياتهم اليومية. وتعتبر أمراض الجهاز الهضمي من أمراض العصر بحق، ذلك أن أسلوب الحياة العصرية لا يلائم أبداً الجهاز الهضمي الذي يتأثّر بمحيطه بشكل كبير سواء في العادات الغذائية السيئة أو في ضغوط الحياة اليومية والتوتّرات العصبية الملازمة لمعظم الناس.
والوظيفة الرئيسيّة للجهاز الهضمي هي تسلّم الطعام وتحويله غذاء للجسم ثم طرد الفضلات المتبقّية من هذه العملية الشديدة التعقيد. ويجهل معظم الناس طريقة عمل هذا الجهاز فيتعاطون مع غذائهم اليومي بما لا يسهّل عليه عمله، فيرهقه البعض بالكثير الكثير من الطعام فيما «يحيّره» البعض الآخر في توقيت طعامه المتحرّك أو يرميه بأنواع غير مناسبة من الغذاء تساهم في «خربطة» وظائف هذا الجهاز الحسّاس جداً.
كيف يعمل الجهاز الهضمي؟
يتكوّن الجهاز الهضمي لدى الإنسان من قناة هضمية تبدأ في الفم مدخل الغذاء وتنتهي بالشرج باب خروج الفضلات. ويساعد القناة الهضمية في عملها غددٌ هضميّة تفرز مواد تساعد في عملية الهضم وهي موجودة في اللّعاب والكبد والمرارة والبنكرياس، وتشكّل القناة الهضميّة والغدد فريق عمل متناغم يتسلّم الطعام ويستخرج منه المغذيات وينقلها إلى مجرى الدم رامياً الفضلات إلى الخارج.وتبدأ عملية الهضم فعلياً في الفم حيث يتمّ مضغ الطعام بواسطة الأسنان وتحويله إلى مادة متكسّرة يسهل إبتلاعها ونقلها إلى المعدة عبر أنبوب عضلي يعمل باتجاه واحد فقط هو المريء الذي يوصل الطعام إلى المعدة ويمنعه من الخروج منها مجدداً كما يمنع العصارة الهضمية الأسيديّة من الخروج وذلك بواسطة حلقة من العضلات تسترخي لدخول الطعام وتشتدّ لإقفال طريق العودة.وعند دخول الطعام إلى المعدة تبدأ عضلات المعدة القوية بسحقه وتحويله إلى عجينة في مرحلة أولى ثم تبدأ عصارات المعدة الحمضيّة بتحليل الطعام كيميائياً قبل انتقاله عبر قناة أخرى من العضلات وداخل أنبوب قصير هو «الإثني عشر» ومنـه إلى الأمعــاء الدقيــقة التي يبلـغ طولـها من أربـعة إلى سـتة أمتــار حـيث يـتمّ امتصاص المغذّيات إلى مجرى الدم.
وفي هذا الوقت تطلق المرارة (وهي كيس أجاصي الشكل) الصفراء، وهي العصارة التي ينتجها الكبد وتعتبر مخزناً لها، فتساعد في هضم الدهون كما أن البنكرياس يطلق عصارات هضمية أخرى في القسم الثاني من الإثني عشر وقبل دخول الطعام إلى الأمعاء تساهم في تحويل الطعام إلى جزيئات صغيرة تسهّل عملية إمتصاص المغذّيات منها إلى الدم، وبعد الأمعاء الدقيقة تدخل فضلات الطعام المسحوب منها المغذيات إلى الأمعاء الغليظة حيث يتمّ إمتصاص الماء من الطعام غير القابل للهضم ليتحوّل برازاً يخزن في المستقيم وهو نهاية المعي الغليظ تمهيداً للتخلّص منه على دفعات.وقد يحدث في أي مرحلة من مراحل عملية الهضم إختلال ما يؤدّي إلى أعراض مزعجة أبرزها وأكثرها شيوعاً عسر الهضم الذي يؤدّي إلى إنتفاخ البطن وإحساس بإنزعاج عام وآلام غير محدّدة أو حرقة وغثيان أو سائل حمضي في الفم وتجشؤ وخروج غازات.وترتبط جميع نوبات عسر الهضم بعامل مشترك واحد هو الطعام والشراب. ويصاب جميع الناس تقريباً في مرحلة ما بعسر الهضم بعد تناول أطعمة ما كالفاصوليا، أو الملفوف والحبوب، وكذلك البصل والخيار والمقالي والدهون والبهارات والمشروبات الغازيّة. كما يصاب به أولئك الذين يتناولون طعامهم بسرعة أو يأكلون كمّيات كبيرة من الطعام المتنوّع. كما أن البعض الآخر يشعر بوخزات عسر الهضم عندما يعتريهم القلق أو العصبية أو الإكتئاب. وغالباً ما يصاب التلامذة بعوارض عسر الهضم خلال فترة الإمتحانات، كذلك تتعرّض النساء الحوامل لعسر الهضم بصورة أكبر من غيرهن بين النساء.وتنتج مشكلة «الحرقة» التي يصاب بها معظم الناس عن واحد من أمرين: «الإرتداد الحمضي» أو «القرحة».ويعتبر «الإرتداد الحمضي» الأكثر شيوعاً وانتشاراً وهو ينتج عن ضعف في حلقة المريء تسمح بعودة عصارة المعدة إلى المريء. وهو غير مبطّن كالمعدة وغشاؤه رقيق فيتهيّج بسرعة، ويشعر المصاب بحرقة متصاعدة من المعدة إلى الصدر وأحياناً تصل إلى الحلق. وغالباً ما تحدث هذه العوارض بعد الطعام أو عند الإنحناء إلى الأمام أو أثناء التمدّد والنوم. وتكون هذه الحرقة مزعجة ليلاً وتسبّب بإيقاظ المصاب والأرق في أحيان كثيرة. وقد يؤدّي الإرتداد الحمضي إلى أمراض لا علاقة لها بالجهاز الهضمي مثل إلتهاب الحنجرة أو إلتهاب الصدر.
وتنتشر حالة الإرتداد الحمضــي بشــكل كــبير لدى المصابين بزيادة في الــوزن بســبب ضــغط الدهون والشحوم على المعدة. وينصح الأطباء المـــصـــابــين بـــالإرتـــداد الحمضي بتخفيف الوزن ومضغ الطعام بشكل جيد وتناول وجبات أكثر من تقليل كميات الطعام في كل منها، وتخفيف شرب السوائل مع الطعام خصوصاً الغازيّة منها، والإمتناع عن تناول صلصة البندورة والحامض والحرّ (الشطة) والبهارات والكحول والتدخين، كما ينصحون بعدم النوم مباشرة بعد الأكل أو الإستلقاء، ويفضّلون المشي لبعض الوقت بعد الطعام أو البقاء جالسين لفترة لا تقلّ عن 3 ساعات. كما أن الدراسات الحديثة أكّدت وجود إرتباط كبير بين الشوكولا والكافيين وإرتخاء عضلة المريء.
القرحة
أمّا قرحة المعدة فهي تنتج عن تقرّح في بطانة المعدة الداخلية ما يؤدّي إلى حدوث تماس مباشر بين المعدة وأحماضها وهو ما يتسبّب بآلام كبيرة وحرقة. وتستمر نوبات قرحة المعدة بين نصف ساعة و3 ساعات كل مرة.ويتعرّض للإصابة بقرحة المعدة خصوصاً المدخنون والذين يشربون الكحول بإفراط أو من يتناول المسكّنات بكثرة خصوصاً تلك التي تحتوي مادة الأسبيرين.وتجدر بالمصاب بالقرحة معالجتها سريعاً لأنها قد تؤدّي إلى مضاعفات تهدّد حياته في بعض الأحيان، فالنزيف المفاجئ من المعدة قد يؤدّي إلى سكتة دماغية أو قلبية، كما أن النزيف البطيء المستمر قد يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم وصولاً إلى احتمالات ضئيلة بتكوّن سرطان المعدة.
الإلتهابات الجرثومية: النظافة ضرورية
ويصاب بعض الناس بإلتهابات جرثومية في الجهاز الهضمي، هي غالباً نتيجة العناية السيّئة بالنظافة الصحية عند إعداد الطعام. وإذا كان الجهاز الهضمي يحتوي العديد من الجراثيم غير المؤذية، إلاّ أن تكاثر هذه الجراثيم لأسباب خارجية كالخضار الملوّثة والمياه غير النظيفة يؤدي إلى عوارض شبيهة بعوارض التسمّم وهي الإسهال والتقيؤ مع توعك عام في الجسم.
الإمساك: مشكلة الجميع
ومن المشاكل الهضمية الشائعة كثيراً، الإمساك الذي ينجم غالباً عن تناول الطعام غير الغني بالألياف أو يكون أحد أعراض إعتلال في الجهاز الهضمي أو الجسم عموماً إذا استمرّ مع الوقت.ويعتبر الخروج أقل من ثلاث مرات أسبوعياً إمساكاً، خصوصاً إذا كان البراز صلباً. ويمكن تفادي الإمساك بسهولة إذا اتبعنا نظاماً غذائياً غنياً بالألياف التي لا يهضمها الجسم وتمتصّ خلال وجودها في الأمعاء كمية كبيرة من المياه ما يجعلها فضلات مثالية. وتعمل الألياف دور الكشط للمعدة والأمعاء فتنظف جدرانها مزيلة العالق عليها، كما أنها تنظّم عملية تفريغ فضلات الجسم. ومن أكثر الأطعمة إحتواء على الألياف الخضار عموماً وخصوصاً الملفوف والقمح الكامل (غير المقشور) والحبوب. وتنعدم الألياف تقريباً في اللحوم والحليب.ولضمان صحة عمل الجهاز الهضمي، ينصح الأطباء بتناول الكثير من الماء بمعدّل ليتر ونصف الليتر يومياً في الأيام العادية وليترين على الأقل في الأيام الحارة. ويكون شرب الماء أكثر فعالية في الصباح وما على المصاب بالإمساك سوى شرب نصف ليتر من الماء على الريق صباحاً لتنتظم أموره بعد دقائق قليلة.وعمـومـاً يعتبـر الغــذاء المعــتدل المتـنوع القـليـل الدهون والكثير الخضار والحبوب، والطعام المعتدل في أوقات منتظمة، والإبتعاد عن العادات السيئة كالتدخين والكحول والسهر المفرط وتناول المشروبات الغازية والكافيين من القواعد الأساسيّة لجهاز هضمي سليم يكون مدخلاً لصحة جسميّة سليمة.
الدماغ... والأمعاء مراكز عصبية كبيرة
قد يفاجأ الكثيرون بأن الأمعاء هي مركز تجمّع كبير للأعصاب كما هي حال الدماغ.ولهذا يتأثّر الجهاز الهضمي كثيراً بالحال النفسية والعصبيّة للإنسان، ويصاب بإضطرابات مختلفة عند إصابة صاحبه بحالة نفسيّة ما تترجم في انتكاسات لبعض وظائف هذا الجهاز.
المصدر مجلة زينة