زائر
الحرقة الهضمية المزمنة مؤشر صحي... خطير!
[SIZE=+0]هذه الآفة الهضمية الحارقة لا توفر أحدا، فهي آفة عظيمة الشيوع بين الناس، حتى لقد قدر بأن 50% منهم لم يسلموا من شرها.
[SIZE=+0]
إن معظم الناس الذين تنتابهم باستمرار حرقة هضمية( Heat bn ) لا يعالجونها باعتبارها مشكلة صحية جدية، بل أنهم نادرا ما يذكرونها لأطبائهم في أثناء إجرائهم فحوصهم الطبية الدورية، وإنما يعالجونها شخصيا عن طريق تناولهم أنواعا مبذولة رخيصة الثمن من طاردات الحموضة.
إلا أن دراسة واسعة أجريت عام 1999، وتسابقت المجلات والنشرات الطبية إلى نشر نتائجها، ذكرت أن بعض المصابين بحرقة هضمية، هم أكثر استعدادا بمقدار (45) ضعفا، قياسا بالحالات الطبيعية، للإصابة بسرطان المريء، وهي من الحالات التي أصبحت، دونما تفسير واضح لذلك، كثيرة الانتشار خلال السنوات القليلة الماضية.
بل إن سعة انتشار الأنباء عن الإصابات الكثيرة بالحرقة الهضمية ( الحموضة )، قد حفزت الأطباء على إعادة التفكير في أمر تشخيص ومعالجة هذه الآفة.
عندما تضل الأحماض الطريق
إن البطانة المخاطية للمعدة في الأحوال الطبيعية، تحمي المعدة من شر أحماضها الهضمية القوية، ولكن المريء ( Esphags ) الذي يفترض فيه أن يكون قناة وحيدة الاتجاه من الفم، نزولا إلى المعدة، هذه القناة، محرومة من هذه البطانة الواقية. لذا، فإنه إذا تراخت قوة المصرّة التي تشكل عند انغلاقها المحكم، حاجزا بين المريء والمعدة، فإن الأحماض الهضمية من المعدة تصبح قادرة على الارتداد والصعود إلى المريء،وعندها يحس الإنسان بلهيب حارق، يكون أحيانا مصحوبا بطعم مر بسبب وصول أحماض المعدة إلى الفم.
هذا الارتداد الحمضي الصاعد في المريء يعرف طبيا باسم مرض ( الجزر المعدي المريئي Gastesphagea efx).
عند بعض الأشخاص يحدث ارتخاء العضلة الواقية ( المصرّة )، في الوقت الخطأ، أو أنها لا تنغلق بإحكام، مما يسمح بارتداد الأحماض الهضمية إلى المريء.
إن إصابة الإنسان بخلل كبير في المصرّة، تصيبه بحرقة هضمية مزمنة، أو ألم يعتاده كثيرا بعد الأكل أو الاضطجاع. بل أن خللا معتدل الشدة في المصرّة، يمكن أن يسبب نوبات متكررة، إذا كانت عند الإنسان أمراض أخرى مزمنة – وبخاصة القرحة الهضمية أو الداء السكري – تؤدي إلى تباطؤ مرور الطعام عبر المعدة، لأن هذه المشاكل الصحية تزيد من الضغط داخل المعدة مما يحدث ضغطا على المصرّة الضعيفة أصلا، ويدفع الأحماض الهضمية دفعا عبرها، إلى المريء.
ولكن عند أكثر المصابين بحرقة هضمية بين وقت وآخر، فإن هناك أطعمة وأشربة معينة تسبب لهم الجزر الهضمي بنتيجة ضعف في المصرّة أو بطء في مرور الطعام.
الحرقة الهضمية والسرطان
إن ألم الحرقة الهضمية، هو وحده سبب كافٍ لتفادي الإصابة، حتى بنوبة عارضة. والواقع أن ذلك هو السبب الرئيس الذي يحمل الكثيرين على طلب العلاج الطبي لهذه المشكلة.
لكن إذا كانت الحرقة الهضمية مزمنة مسببة لتعدد الإصابة بها، فإنها، إذا لم تعالج، يمكن أن تؤدي إلى مشاكل أخطر من ذلك، تطال مقدرة الإنسان على النوم أو تناول الطعام، إذ أن الحرقة المستمرة يمكن أن تؤدي إلى حدوث ندوب في المريء تسبب تضيّقه، مما يصّعب عملية البلع، أو تسبب قرحة مريئية، تجعل بلع الطعام شيئا مؤلما.
بل أن ارتداد مقادير ضئيلة من الأحماض، إلى الحلق أو البلعوم، يمكن أن يسبب سعالا أو التهاب الحلق، وحتى التهابا شعبيا أو ربوا أو التهابا رئويا. وإذا تكرر وصول الأحماض إلى الفم، فإنها يمكن أن تسبب تآكل ميناء الأسنان.
وأخطر من هذا كله، فإن تكرر الجزر الهضمي، يمكن أن يسهم في الإصابة بسرطان المريء.
إن الطريقة الوحيدة لاكتشاف الإصابة في وقت مبكر، حيث تتوفر إمكانية الشفاء، هي إجراء الاختبار المسمى ( التنظير الداخلي ) ( Endspy ) وفي هذا الاختبار الذي يجري تحت التخدير وريدي خفيف، يقوم اختصاصي المعدة بتمرير أنبوب دقيق مضاء إلى الحلق. فإذا رأى الطبيب شيئا مثيرا للشبهة، أخذ خزعة من المكان ، عبر الأنبوب ذاته، وهذه العملية كلها تتم خلال نصف دقيقة.
تنظير أم لا تنظير
لقد ارتفع عدد الإصابات بسرطان المريء، ارتفاعا كبيرا خلال العقود القليلة الماضية، ولكن هذا المرض ما يزال محدودا جدا في صفوف عامة الناس. فالإصابات به من الرجال لابيض ( وهم أكثر تهيؤا للإصابة به، من النساء أو رجال العرق الأسود)، هذه الإصابات بينهم ارتفعت من (1) في (100,000) في عام 1994. ومن حسن الطالع أن هذه النسبة في عدد الأشخاص الذين يصابون بحرقة هضمية تقل عن حالة واحدة في الأسبوع، هؤلاء الأشخاص لا يختلفون عن سواهم من عامة الناس من حيث احتمالات الإصابة بسرطان المريء، لذلك فلا معنى لإخضاع هؤلاء للتنظير، طبيا أو ماديا.
أما ضرورة تنظير الأشخاص الذين يصابون بأكثر من هذا العدد الأسبوعي ( وهم يعدون بثلث عدد المصابين بالحرقة الهضمية عامة )، هذا الأمر أكثر إثارة للخلاف.
لكن من الجلي أن من الضروري إجراء التنظير للأشخاص الذين توحي أعراضهم باحتمال الإصابة بالسرطان: صعوبة البلع، كثرة التقيؤ أو القيء، الممزوج بالدم، أو اسوداد البراز ( من الدم ).
بعض الأطباء لا يجرون هذا الاختبار إلا لأولئك الذين لا تفيدهم العقاقير الطبية. ولكن حتى لو أوقفت العقاقير أعراض الحرقة الهضمية فإن هؤلاء الأشخاص لا يتوقف عندهم الجزر الحمضي توقفا تاما. أي أن الأذى الذي يمكن أن يصيب المريء لديهم، يظل قائما بالرغم من المعالجة الدوائية.
إن اختبار تنظير المريء مهم بشكل خاص بالنسبة للمصابين بأعراض تشمل ( الانصباب الانكفائي ) – القلس – e-ggitatin ) أو بنوبات ليلية من الحرقة الهضمية مما يعني زيادة في التعرض للأحماض.
هل هي حقا حرقة هضمية أم نوبة قلبية؟
بالنظر إلى أن الحرقة الهضمية والنوبة القلبية كلتيهما تسببان ألما صدريا شديدا، فإن من السهل الخلط بين الإصابتين وتمييز أحدهما عن الأخرى. والخطأ في التشخيص يمكن أن يسبب قلقا لا داعي له في حال الإصابة بحرقة هضمية. أما إذا شخصت الحالة بأنها حرقة، وكانت نوبة قلبية، فإن نتيجة هذا الخطأ قد تكون مفجعة. وفيما يلي طريقة التمييز بين الحرقة والنوبة.
خطوات في نمط الحياة لإخماد اللهيب
معظم الأشخاص المصابين بحرقة هضمية، غير مدركين لأنواع الأطعمة أو السلوك المثيرة لنوبات الحرقة. إن اتخاذ الخطوات التالية قد تزيل أو على الأقل تخفف الحرقة الهضمية - لا سيما إذا كانت الأعراض قد ظهرت عندك في الآونة الأخيرة.
• تجنَّب أو قلَل من الأطعمة المسببة للحرقة. فيعض الأطعمة كالشوكولاتة والنعنع والكحول والبصل والثوم والمواد الدسمة يسبب ارتخاء المصرّة بين المريء والمعدة.
كما أن الدهن يسبب بطئا في إفراغ المعدة، مما يسبب ضغطا راجعا يمكن أن يسبب ارتداد محتويات المعدة وصعودها إلى المريء. كما أن الأشربة المكربنة يمكن أن تسبب مثل هذا الضغط الراجع نظرا لتسببها في انتفاخ المعدة، كذلك الأطعمة والأشربة الهضمية كعصير البرتقال، أو التي تحرض المعدة على إفراز الأحماض، كالكافيين. لأنها تضاعف العبء الذي يتحمله المريء.
• لا تتخم معدتك، ولا تستعجل عند تناولك الطعام، لأن التخمة والعجلة في الأكل تساعدان على انتفاخ المعدة.
• انقص وزنك، فالشحم الزائد يضغط على المعدة من الخارج، فيزيد الضغط عليها في داخلها.
• تجنب شد وسطك بالأحزمة والأربطة الضيقة، لنفس السبب.
• أوقف التدخين، أو خفف منه على الأقل، لأن النيكوتين يساعد على ارتخاء المصرّة، وزيادة حموضة المعدة.
• لا تضطجع بعد الأكل مباشرة، إذ أن الجلوس أو الوقوف، يساعدان الجاذبية الأرضية على إنزال الأحماض وإبعادها عن المريء.
• إذا كنت ترى في نومك أحلاما مزعجة ( كوابيس )، فنم على جنبك الأيسر، لأن هذا الوضع يؤدي إلى رفع زاوية امتداد المريء، بعض الشيء، مما يجعل ارتداد الأحماض إليه، أقل احتمالا. إن رفع رأس السرير بمقدار10-15سم عن طريق وضع لبنات بهذا الارتفاع من تحته، أو استعمال أداة داعمة بشكل سافين تحت الفرشة، رفع النصف العلوي من الجسم، يمكن أن يحدثا نفس التأثير. أما إضافة الوسائد، فلا تؤدي إلا إلى رفع الرأس وحده، مما يسبب ألما في العنق والظهر.
معالجة حالات الحرقة العَرضية
لقد رأينا كيف أن تجنب الأطعمة والأشربة المسببة للحرقة، أو تبديل العادات الأكثر تسببا في حدوثها، يمكن في أغلب الأحيان أن تحول دون الإصابة بالحرقة، أو تقلل من الحاجة إلى تعاطي العقاقير اللازمة لها أيضا.
فإذا كان الشخص يصاب بنوبات من الحرقة الهضمية من وقت لآخر، رغم إدخاله تعديلات على نظام حياته، فلعل من المفيد له أن يجرب تعاطي العقاقير المضادة للحموضة، هذا مع العلم أن شركات تركيب هذه العقاقير، بسبب الدعاية الواسعة التي تبثها إذاعيا وتلفزيونيا، عن منتجاتها من طاردات الحموضة، قد أوجدت قدرا كبيرا من الحيرة في أمرها.
ومهما يكن من أمر، فإن هذه الأنواع المتنافسة لا تلزم أولئك المصابين بحالات قليلة من الحرقة الهضمية، من وقت لآخر.
إن طاردات الحموضة ( Ant-aids )، التي تقضي على الحرقة عن طريق تحييدها السريع للحموضة، تبدأ عملها خلال بضع دقائق من تناولها، ولكن مفعولها يزول خلال ثلث ساع، وهذا يجعلها مفيدة في معالجة النوبات الجارية فعلا.
لكن إذا كان الشخص يتعاطى طاردات الحموضة المبذولة بدون وصفة طبية، يوميا ولمدة أسبوعين، أو كان يتعاطاها مرتين أو ثلاثا أسبوعيا لمدة ثلاثة أشهر، فمن الأفيد له أن يراجع الطبيب، لأنه هو وحده الذي يستطيع استبعاد الأسباب المحتملة لهذا الإقبال الكبير عليها مثل الداء السكري أو القرحة الهضمية، وهو وحده الذي يستطيع أن يصف لمريضه أدوية أقوى منها.
المعالجة الجراحية
الجراحة أيضا يمكن أن تساعد بعض المصابين بحرقة هضمية مزمنة. وهذه العملية المسماة ( Fndpiatin )، تشد عضلة المصّة بين المريء والمعدة. والجراحون حاليا يقومون بإجراء هذه العملية روتينيا عن طريق التنظير، فيدخلون أدوات دقيقة وكاميرا تلفزيونية دقيقة عبر عدد من الشقوق البطنية الصغيرة. وهذه العملية غالية الثمن وتجرى تحت التخدير العالم.
وباختصار شديد فإن الحرقة الهضمية لا تؤدي فقط إلى جعل عمليتي الأكل والنوم، صعبتين، وإنما قد تلهب الحلق والرئتين، وقد تزيد من احتمالات الإصابة بسرطان المريء.
ولمعالجة الحالات القليلة العارضة من الحرقة الهضمية، يمكن اللجوء إلى طاردات الحموضة المبذولة، أو محصرات ( H2 )، لمنع النوبات المنتظرة.
أما الحالات المزمنة فهي من اختصاص طبيب الأمراض الهضمية.
_________________________
- مجلة طبيبك. مجلةجسور
[SIZE=+0]هذه الآفة الهضمية الحارقة لا توفر أحدا، فهي آفة عظيمة الشيوع بين الناس، حتى لقد قدر بأن 50% منهم لم يسلموا من شرها.
[SIZE=+0]
إن معظم الناس الذين تنتابهم باستمرار حرقة هضمية( Heat bn ) لا يعالجونها باعتبارها مشكلة صحية جدية، بل أنهم نادرا ما يذكرونها لأطبائهم في أثناء إجرائهم فحوصهم الطبية الدورية، وإنما يعالجونها شخصيا عن طريق تناولهم أنواعا مبذولة رخيصة الثمن من طاردات الحموضة.
إلا أن دراسة واسعة أجريت عام 1999، وتسابقت المجلات والنشرات الطبية إلى نشر نتائجها، ذكرت أن بعض المصابين بحرقة هضمية، هم أكثر استعدادا بمقدار (45) ضعفا، قياسا بالحالات الطبيعية، للإصابة بسرطان المريء، وهي من الحالات التي أصبحت، دونما تفسير واضح لذلك، كثيرة الانتشار خلال السنوات القليلة الماضية.
بل إن سعة انتشار الأنباء عن الإصابات الكثيرة بالحرقة الهضمية ( الحموضة )، قد حفزت الأطباء على إعادة التفكير في أمر تشخيص ومعالجة هذه الآفة.
عندما تضل الأحماض الطريق
إن البطانة المخاطية للمعدة في الأحوال الطبيعية، تحمي المعدة من شر أحماضها الهضمية القوية، ولكن المريء ( Esphags ) الذي يفترض فيه أن يكون قناة وحيدة الاتجاه من الفم، نزولا إلى المعدة، هذه القناة، محرومة من هذه البطانة الواقية. لذا، فإنه إذا تراخت قوة المصرّة التي تشكل عند انغلاقها المحكم، حاجزا بين المريء والمعدة، فإن الأحماض الهضمية من المعدة تصبح قادرة على الارتداد والصعود إلى المريء،وعندها يحس الإنسان بلهيب حارق، يكون أحيانا مصحوبا بطعم مر بسبب وصول أحماض المعدة إلى الفم.
هذا الارتداد الحمضي الصاعد في المريء يعرف طبيا باسم مرض ( الجزر المعدي المريئي Gastesphagea efx).
عند بعض الأشخاص يحدث ارتخاء العضلة الواقية ( المصرّة )، في الوقت الخطأ، أو أنها لا تنغلق بإحكام، مما يسمح بارتداد الأحماض الهضمية إلى المريء.
إن إصابة الإنسان بخلل كبير في المصرّة، تصيبه بحرقة هضمية مزمنة، أو ألم يعتاده كثيرا بعد الأكل أو الاضطجاع. بل أن خللا معتدل الشدة في المصرّة، يمكن أن يسبب نوبات متكررة، إذا كانت عند الإنسان أمراض أخرى مزمنة – وبخاصة القرحة الهضمية أو الداء السكري – تؤدي إلى تباطؤ مرور الطعام عبر المعدة، لأن هذه المشاكل الصحية تزيد من الضغط داخل المعدة مما يحدث ضغطا على المصرّة الضعيفة أصلا، ويدفع الأحماض الهضمية دفعا عبرها، إلى المريء.
ولكن عند أكثر المصابين بحرقة هضمية بين وقت وآخر، فإن هناك أطعمة وأشربة معينة تسبب لهم الجزر الهضمي بنتيجة ضعف في المصرّة أو بطء في مرور الطعام.
الحرقة الهضمية والسرطان
إن ألم الحرقة الهضمية، هو وحده سبب كافٍ لتفادي الإصابة، حتى بنوبة عارضة. والواقع أن ذلك هو السبب الرئيس الذي يحمل الكثيرين على طلب العلاج الطبي لهذه المشكلة.
لكن إذا كانت الحرقة الهضمية مزمنة مسببة لتعدد الإصابة بها، فإنها، إذا لم تعالج، يمكن أن تؤدي إلى مشاكل أخطر من ذلك، تطال مقدرة الإنسان على النوم أو تناول الطعام، إذ أن الحرقة المستمرة يمكن أن تؤدي إلى حدوث ندوب في المريء تسبب تضيّقه، مما يصّعب عملية البلع، أو تسبب قرحة مريئية، تجعل بلع الطعام شيئا مؤلما.
بل أن ارتداد مقادير ضئيلة من الأحماض، إلى الحلق أو البلعوم، يمكن أن يسبب سعالا أو التهاب الحلق، وحتى التهابا شعبيا أو ربوا أو التهابا رئويا. وإذا تكرر وصول الأحماض إلى الفم، فإنها يمكن أن تسبب تآكل ميناء الأسنان.
وأخطر من هذا كله، فإن تكرر الجزر الهضمي، يمكن أن يسهم في الإصابة بسرطان المريء.
إن الطريقة الوحيدة لاكتشاف الإصابة في وقت مبكر، حيث تتوفر إمكانية الشفاء، هي إجراء الاختبار المسمى ( التنظير الداخلي ) ( Endspy ) وفي هذا الاختبار الذي يجري تحت التخدير وريدي خفيف، يقوم اختصاصي المعدة بتمرير أنبوب دقيق مضاء إلى الحلق. فإذا رأى الطبيب شيئا مثيرا للشبهة، أخذ خزعة من المكان ، عبر الأنبوب ذاته، وهذه العملية كلها تتم خلال نصف دقيقة.
تنظير أم لا تنظير
لقد ارتفع عدد الإصابات بسرطان المريء، ارتفاعا كبيرا خلال العقود القليلة الماضية، ولكن هذا المرض ما يزال محدودا جدا في صفوف عامة الناس. فالإصابات به من الرجال لابيض ( وهم أكثر تهيؤا للإصابة به، من النساء أو رجال العرق الأسود)، هذه الإصابات بينهم ارتفعت من (1) في (100,000) في عام 1994. ومن حسن الطالع أن هذه النسبة في عدد الأشخاص الذين يصابون بحرقة هضمية تقل عن حالة واحدة في الأسبوع، هؤلاء الأشخاص لا يختلفون عن سواهم من عامة الناس من حيث احتمالات الإصابة بسرطان المريء، لذلك فلا معنى لإخضاع هؤلاء للتنظير، طبيا أو ماديا.
أما ضرورة تنظير الأشخاص الذين يصابون بأكثر من هذا العدد الأسبوعي ( وهم يعدون بثلث عدد المصابين بالحرقة الهضمية عامة )، هذا الأمر أكثر إثارة للخلاف.
لكن من الجلي أن من الضروري إجراء التنظير للأشخاص الذين توحي أعراضهم باحتمال الإصابة بالسرطان: صعوبة البلع، كثرة التقيؤ أو القيء، الممزوج بالدم، أو اسوداد البراز ( من الدم ).
بعض الأطباء لا يجرون هذا الاختبار إلا لأولئك الذين لا تفيدهم العقاقير الطبية. ولكن حتى لو أوقفت العقاقير أعراض الحرقة الهضمية فإن هؤلاء الأشخاص لا يتوقف عندهم الجزر الحمضي توقفا تاما. أي أن الأذى الذي يمكن أن يصيب المريء لديهم، يظل قائما بالرغم من المعالجة الدوائية.
إن اختبار تنظير المريء مهم بشكل خاص بالنسبة للمصابين بأعراض تشمل ( الانصباب الانكفائي ) – القلس – e-ggitatin ) أو بنوبات ليلية من الحرقة الهضمية مما يعني زيادة في التعرض للأحماض.
هل هي حقا حرقة هضمية أم نوبة قلبية؟
بالنظر إلى أن الحرقة الهضمية والنوبة القلبية كلتيهما تسببان ألما صدريا شديدا، فإن من السهل الخلط بين الإصابتين وتمييز أحدهما عن الأخرى. والخطأ في التشخيص يمكن أن يسبب قلقا لا داعي له في حال الإصابة بحرقة هضمية. أما إذا شخصت الحالة بأنها حرقة، وكانت نوبة قلبية، فإن نتيجة هذا الخطأ قد تكون مفجعة. وفيما يلي طريقة التمييز بين الحرقة والنوبة.
خطوات في نمط الحياة لإخماد اللهيب
معظم الأشخاص المصابين بحرقة هضمية، غير مدركين لأنواع الأطعمة أو السلوك المثيرة لنوبات الحرقة. إن اتخاذ الخطوات التالية قد تزيل أو على الأقل تخفف الحرقة الهضمية - لا سيما إذا كانت الأعراض قد ظهرت عندك في الآونة الأخيرة.
• تجنَّب أو قلَل من الأطعمة المسببة للحرقة. فيعض الأطعمة كالشوكولاتة والنعنع والكحول والبصل والثوم والمواد الدسمة يسبب ارتخاء المصرّة بين المريء والمعدة.
كما أن الدهن يسبب بطئا في إفراغ المعدة، مما يسبب ضغطا راجعا يمكن أن يسبب ارتداد محتويات المعدة وصعودها إلى المريء. كما أن الأشربة المكربنة يمكن أن تسبب مثل هذا الضغط الراجع نظرا لتسببها في انتفاخ المعدة، كذلك الأطعمة والأشربة الهضمية كعصير البرتقال، أو التي تحرض المعدة على إفراز الأحماض، كالكافيين. لأنها تضاعف العبء الذي يتحمله المريء.
• لا تتخم معدتك، ولا تستعجل عند تناولك الطعام، لأن التخمة والعجلة في الأكل تساعدان على انتفاخ المعدة.
• انقص وزنك، فالشحم الزائد يضغط على المعدة من الخارج، فيزيد الضغط عليها في داخلها.
• تجنب شد وسطك بالأحزمة والأربطة الضيقة، لنفس السبب.
• أوقف التدخين، أو خفف منه على الأقل، لأن النيكوتين يساعد على ارتخاء المصرّة، وزيادة حموضة المعدة.
• لا تضطجع بعد الأكل مباشرة، إذ أن الجلوس أو الوقوف، يساعدان الجاذبية الأرضية على إنزال الأحماض وإبعادها عن المريء.
• إذا كنت ترى في نومك أحلاما مزعجة ( كوابيس )، فنم على جنبك الأيسر، لأن هذا الوضع يؤدي إلى رفع زاوية امتداد المريء، بعض الشيء، مما يجعل ارتداد الأحماض إليه، أقل احتمالا. إن رفع رأس السرير بمقدار10-15سم عن طريق وضع لبنات بهذا الارتفاع من تحته، أو استعمال أداة داعمة بشكل سافين تحت الفرشة، رفع النصف العلوي من الجسم، يمكن أن يحدثا نفس التأثير. أما إضافة الوسائد، فلا تؤدي إلا إلى رفع الرأس وحده، مما يسبب ألما في العنق والظهر.
معالجة حالات الحرقة العَرضية
لقد رأينا كيف أن تجنب الأطعمة والأشربة المسببة للحرقة، أو تبديل العادات الأكثر تسببا في حدوثها، يمكن في أغلب الأحيان أن تحول دون الإصابة بالحرقة، أو تقلل من الحاجة إلى تعاطي العقاقير اللازمة لها أيضا.
فإذا كان الشخص يصاب بنوبات من الحرقة الهضمية من وقت لآخر، رغم إدخاله تعديلات على نظام حياته، فلعل من المفيد له أن يجرب تعاطي العقاقير المضادة للحموضة، هذا مع العلم أن شركات تركيب هذه العقاقير، بسبب الدعاية الواسعة التي تبثها إذاعيا وتلفزيونيا، عن منتجاتها من طاردات الحموضة، قد أوجدت قدرا كبيرا من الحيرة في أمرها.
ومهما يكن من أمر، فإن هذه الأنواع المتنافسة لا تلزم أولئك المصابين بحالات قليلة من الحرقة الهضمية، من وقت لآخر.
إن طاردات الحموضة ( Ant-aids )، التي تقضي على الحرقة عن طريق تحييدها السريع للحموضة، تبدأ عملها خلال بضع دقائق من تناولها، ولكن مفعولها يزول خلال ثلث ساع، وهذا يجعلها مفيدة في معالجة النوبات الجارية فعلا.
لكن إذا كان الشخص يتعاطى طاردات الحموضة المبذولة بدون وصفة طبية، يوميا ولمدة أسبوعين، أو كان يتعاطاها مرتين أو ثلاثا أسبوعيا لمدة ثلاثة أشهر، فمن الأفيد له أن يراجع الطبيب، لأنه هو وحده الذي يستطيع استبعاد الأسباب المحتملة لهذا الإقبال الكبير عليها مثل الداء السكري أو القرحة الهضمية، وهو وحده الذي يستطيع أن يصف لمريضه أدوية أقوى منها.
المعالجة الجراحية
الجراحة أيضا يمكن أن تساعد بعض المصابين بحرقة هضمية مزمنة. وهذه العملية المسماة ( Fndpiatin )، تشد عضلة المصّة بين المريء والمعدة. والجراحون حاليا يقومون بإجراء هذه العملية روتينيا عن طريق التنظير، فيدخلون أدوات دقيقة وكاميرا تلفزيونية دقيقة عبر عدد من الشقوق البطنية الصغيرة. وهذه العملية غالية الثمن وتجرى تحت التخدير العالم.
وباختصار شديد فإن الحرقة الهضمية لا تؤدي فقط إلى جعل عمليتي الأكل والنوم، صعبتين، وإنما قد تلهب الحلق والرئتين، وقد تزيد من احتمالات الإصابة بسرطان المريء.
ولمعالجة الحالات القليلة العارضة من الحرقة الهضمية، يمكن اللجوء إلى طاردات الحموضة المبذولة، أو محصرات ( H2 )، لمنع النوبات المنتظرة.
أما الحالات المزمنة فهي من اختصاص طبيب الأمراض الهضمية.
_________________________
- مجلة طبيبك. مجلةجسور
التعديل الأخير بواسطة المشرف: