الخوف من المرض أشد وطأة من المرض الذي نخشاه!!

زائر
الذين يعانون من توهم المرض وكذا من يعيش معهم، سواء من الاهل والاقارب كازواج او آباء أو امهات واخوة واخوات، كذلك الاصدقاء والزملاء الذين كتب عليهم ان يعيشوا مع هؤلاء الاشخاص الذين كتب الله عليهم ان يعيشوا هذا العذاب المتواصل من آلامهم من جراء توهمهم بأنهم مرضى بأمراض خطيرة كالسرطان أو امراض الكبد أو نقص المناعة المكتسبة (الايدز).
المؤسف ان حياة هؤلاء الأشخاص تتأثر كثيراً ويؤثر ذلك على المحيطين بهم، وان إعادة الفحوصات وطمأنة الاطباء للمرضى بالوهم لا تفيد كثيراً. وان إعادة الفحوصات مرات اخرى يجب ان لا ينصح بها بل على العكس يجب حث مثل هذا الشخص على عدم إجراء أي فحوصات أخرى. ستجد الشخص الذي يعاني من التوهم بأمراض معينة مثل القلب ومرض نقص المناعة لا يقنعه أي فحص مهما كان، بل انه يقرأ بتوسع عن الاعراض المرضية لهذه الامراض، ويشعر بها ويقنع نفسه انها فعلاً موجودة عنده.
ويصبح محور حياته يدور حول اعراض هذا المرض، ويقوم بتجميع الكتب التي تبحث في هذا المرض، والمشكلة الكبرى اذا كانت لديه بعض المعلومات الطبية، فإذا كان ممرضاً او طالب طب او طبيباً في بداية عمله او حتى طبيباً متمرساً..!! فإن الامر يكون اكثر صعوبة، وتفسيره للاعراض وفهمه لها اكثر خطورة..!! فمثل هذا الشخص يقرأ ويقرأ.. وبسرعة يترجم ما يقرأ من أعراض على صفحات الكتب الى اعراض تسري في جسده.. ويبدأ في الاحساس بهذه الاعراض.. وكما ذكرت بالنسبة للشخص العادي، فإن الامر يكون اكثر سوء بالنسبة للاشخاص الذين لهم علاقة بالطب، فهؤلاء يصعب كثيراً اقناعهم، فلا التحاليل المخبرية يفيد في تخفيف قلقهم او طمأنة زملائهم الاطباء تزيل ما علق في نفوسهم من توهم المرض..!!
@ هل يعي الشخص انه يعاني من وهم مرضي؟
- واقع الامر ان بعض الاشخاص الذين يعانون من توهم المرض ليس لديهم اي استبصار بأن ما يعاني منه هو توهم، ولكن يكون مؤمناً، ومعتقداً تماماً بأنه مصاب بالمرض الخطير، ويستحوذ التفكير بهذا المرض على جل وقته..! ربما وقت (قد يطول او يقصر) فإن الشخص يشعر بأنه يفكر بهذا المرض اكثر مما يجب وان تفكيره غير منطقي..!!
الصفات المرافقة للاشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب:
- الصفات الشخصية والحالة العقلية للاشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب، دائماً لهم تاريخ طبي طويل وزيارات كثيرة للأطباء وتتميز علاقتهم مع الاطباء بعدم الرضا عن المعاملة التي يعاملونها في المستشفيات او العيادات الخاصة، اذ يشعرون بأن الاطباء لا يأخذون شكاواهم على محمل الجد..! لذلك فهم مصابون بالإحباط لاشديد من زياراتهم المتكررة للمستشفيات دون جدوى وان الاطباء عاجزون عن تشخيص حالاتهم وانهم لم يتلقوا العلاج المناسب لهم، ومايجعلهم اكثر احباطاً هو ان الاطباء في المستشفيات يحولونهم الى العيادات النفسية، وهذا بالنسبة لهم امر غاية في عدم فهم حقيقة مرضهم وان الاطباء يرغبون في التخلص منهم بتحويلهم لعيادات نفسية..! من المضاعفات الجدية لتوهم المرض، فإنه نظراً لأنهم كثيرو الشكوى بعلل بدنية، فقد يأخذ بعض الأطباء شكواهم على انها مجرد أوهام، وهذا ربما ادى الى ان يتم عدم الكشف عن علة او مرض حقيقي يكون ظهر خلال سنوات تكرار المريض الشكوى والتي لم يكن في ذلك الوقت قد ظهرت هذه العلة الحقيقية الجادة. هذه واحدة من اخطر المضاعفات الحقيقية التي تواجه مرضى التوهم.
ولعل من نافلة القول هنا انني كنت اعرض مريضة نفسية، كانت تتعالج من عدة امراض نفسية منها اضطراب الشخصية وكذلك توهم المرض، ودائماً تأتي الى طوارئ المستشفى بأعراضٍ جسدية كثيرة، لكن مع تكرار مراجعاتها لقسم الطوارئ فإن الاطباء ملوا من فحصها واخذ شكواهم محمل الجد.. حتى اتت يوماً وهي في حالة خطرة، تشكو من اضطرابات في القلب، ولكن اطباء الطوارئ لم يلقوا بالاً لهذا الامر، وحولوها مباشرة للطبيب النفسي المناوب حتى تنتظر متى فرغ من الحالة التي يقوم بعلاجها حالياً ثم بعد ذلك عاد لها.. وخلال وجودها مر طبيب من أطباء القلب ورأى الفتاة، وراعه انها لم تحول له، وقال ان شكلها يدل على انها تعاني من مشكلة في الجهاز الدوري، وانها بحاجة لأن يراها طبيب قلب..! قال تعليقه هذا ومضى..! فما كان من طبيب الطورائ الا ان طمأن طبيب القلب بأن هذه المريضة تعاني من توهم المرض، وهي زبون دائم في قسم الطوارئ، وتأتي كل يوم بمرض مختلف.. وانها تعرف الأعراض لجميع الأمراض، ليرح باله، ويذهب ليرى المريض الذي جاء من أجل ان يراه دون ان يشغل باله بهذه المريضة.. لكن طبيب القلب كرر تحذيره، وأشار بأن هذه الفتاة ليست في حالة جيدة من ناحية القلب، وانها ربما تكون بح
اجة الى تدخل سريع لإنقاذ حياتها..!!؟؟
عندئذ كرر طبيب الطوارئ ما قاله سابقاً وشكر طبيب القلب على اهتمامه بمريضة لم تحول له.!
وفعلاً صدق ما قاله طبيب القلب اذ بعد وقت ليس بالطويل لفظت الفتاة انفاسها واعتقد انها كانت في الرابعة والعشرين من العمر.. كان خطؤها انها مريضة نفسية باضطرابات عديدة وذهبت ضحية لوصمها بالمرض النفسي الذي قضى عليها.. وانتهت قضيتها في ملفات الراحلين دون معرفة سبب الوفاة..!!؟؟
الاشخاص الذين يعانون من توهم المريض، بحكم إنشغالهم بما يشعرون انهم مصابون به من أمراض خطيرة، فهم دائماً مشغولون عن الآخرين بالبحث عن حل لأمراضهم الخطيرة تلك، وبذلك قد تحصل لهم مشاكل اجتماعية مثل ان يتوقعوا معاملة خاصة من الاشخاص المحيطين بهم، بينما يكون الأشخاص المحيطون بهم في حالة اشمئزاز وضيق من تصرفات هؤلاء الأشخاص الذين قلبوا حياة الأسرة الى جحيم..!! بل ان بعض الأزواج يطلبون الانفصال عن شركائهم بسبب هذه المشاكل المعقدة.. وهذا يبين كم هي مزعجة هذه الاضطرابات النفسية التي يظن البعض انها أمور بسيطة، يمكن حلها بكل سهولة وبساطة..!
(أسر تتذمر)
ثمة أمر آخر وهو ان بعض الأسر تتذمر اذا كان احد افراد هذه الأسرة يعاني من توهم المرض، فإذا كان احد الابناء يعاني من هذا الاضطراب، ويجد تعاطفاً من والدته، والتي قد تشاركه الوهم، بينما الوالد يرى بأن هذا مضيعة لوقته، وتدميراً لحياة الأسرة، ويضيف اعباء مالية على العائلة، وتصل الدرجة الى ان الوالد قد يترك العائلة بعد ان يبلغ الأمر مداه عنده، ويبحث عن شخص آخر ليبني حياة أخرى مع شريك آخر. لذلك فإن التوعية بهذه الأمور النفسية التي قد تبدو بسيطة، إنما هي غاية الأهمية، وقد يحافظ على كيان أسر من الانهيار والتفكك، خاصة في مجتمعات لم يعد هناك قدرة لطرف من الاطراف على تحمل المتاعب والشكاوى البدنية طيلة الأيام، وفي كل الاوقات..!
لعلي هنا أذكر زميلاً يعاني من هذا الاضطراب، فهو دائماً مشغول بحالته الصحية. دائماً يشكو من وخزات في القلب، عندئذ يبدأ زيارة عيادات القلب الخاصة والحكومية ويجري الفحوصات الدقيقة، وعندما تكون النتائج جمعيها سلبية يتوجه الى العيادات الخاصة التي تجيد التعامل مع هذا النوع من المرضى، فتبدأ في إعطاء تفسيرات غامضة لهذه الأعراض التي يشكو منها ويطلبون إعادة المزيد من الفحوصات ويستنزفون جيب هذا الزميل وأخيراً يهزون رؤوسهم باعتقادهم بأنه لا يوجد هناك ما يقلق، لكن يجب على المريض المتابعة معهم بعد فترة حتى يطمأنوا على صحة قلبه..!! بالطبع يعيدون الفحوصات مرة أخرى للتأكد وغالباً ما يكون الأمر سليماً والفحوصات المخبرية والفحوصات الأخرى، خاصة ذات الاتعاب المرتفعة سليمة والحمد لله..! هل يكفي هذا؟
بعض الأطباء في العيادات الخاصة، مثلا اذا جاءه مريض يشكو من القلب وتأكد من ان هذا المريض من مرضى توهم المرض، طلب منه التأكد من ان الجهاز الهضمي سليم، ويناوله لزميل آخر في مصح خاص ليتولى إجراء الفحوصات مرة أخرى، وكذلك تكون التعليقات غامضة، وربما حملت معها الكثير من الشكوك، مما يضطر الشخص الذي يعاني من اضطراب توهم المرض بأن يشك، ويستشري فيه الوهم، ويرضخ لفحوصات ليس لها أي داع ولكن لا يريد ان تفوت عليه فرصة ويعاني من مرض خطير لا يتم كشفه الا بعد فوات الأوان ..!
وتستعجب أشد العجب من أن بعض هؤلاء الأشخاص من الطبقة المتعلمة المثقفة لكن ليس للثقافة او التعليم هنا أي دور أو قيمة فهذا اضطراب يمكن ان يصيب أي منا دون سبب أو ليس للعلم او الثقافة الطبية او العامة أي دور في هذا الأمر.
بل تجد اشخاصاً تستغرب كيف لهم ان يفكروا بهذه الطريقة وهم ممن حباهم الله العقل الراجح والعلم الغزير والتفكير المنطقي، ولكن يأتي كل هذا ويتوقف عند هذا الاضطراب المزعج..!
ان وجود أمراض خطيرة ومزمنة عانى منها الشخص في فترة الطفولة قد تكون سبباً في ان تساعد الشخص على ان يعاني من اضطراب توهم المرض في سن البلوغ، فدائماً تترسب هذه التجارب وتبقى في نفسية الطفل لسنيين عديدة، ومن هنا فإن امكانية حدوث توهم المرض عند اطفال عانوا من امراض خطيرة ومزمنة لفترة طويلة قد تكون واحد من الاسباب التي قد تظهر على السطخ وتجعل الشخص يعاني من هذا الاضطراب.
أمر آخر وهو انه اذا كان هناك شخص في العائلة مريضاً بمرض مزمن او حدوث حالة وفاة في الأسرة فإن هذا قد يكون سبباً في ان يعاني من التوهم واضطراب توهم المرض.
الظروف النفسية الصعبة التي يمر بها الشخص قد تجعله يتوهم بأمراض خطيرة، فالمرأة التي تعيش ظروفاً نفسية وزوجية صعبة قد تتوهم امراضاً صعبة وخطيرة، لجذب الانتباه من قبل زوجها وبقية أفراد عائلتها، ويكون ذلك شاغلاً للجميع عن المشاكل الحقيقية للأسرة. لذلك لا يستغرب عندما يكون هناك مشاكل أسرية وعائلية بأن يكون هناك شخص أو أكثر من العائلة يعانون من اضطراب توهم المرض..!
نتائج الفحوصات المخبرية والكشف الطبي على الاشخاص الذين يعانون توهم المرض:
غالباً لا يوجد هناك أي نتائج غير طبيعية او ان الفحوصات الطبية تبين اي شيء غير طبيعي في هؤلاء الاشخاص الذين يعانون من اضطراب توهم المرض.


المعلومات الديموغرافية:
للآسف لا توجد أي احصائيات عن انتشار اضطراب توهم المرض بين الاشخاص العاديين في المجتمع، ولكن نسبة حضورهم للعيادات الطبية تتراوح نسبتهم ما بين 4الى 9%.
انتشار هذا الاضطراب هو متساوٍ بين الرجال والنساء وعادة فإن هذا الاضطراب مزمن ويحتاج الى علاج لفترة طويلة بالعلاج الدوائي وكذلك العلاج النفسي







..... منقول للاستفادة
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

زائر
شكرا اخوي

يلاحظ على المريض أنه يعتقد اعتقاداً راسخاً بأنه مصاب بمرض لا سيما جسمي. فيعتقد أن جسمه كله مسكون بالأمراض. لذلك فهو قلق على صحته إلى حد الهوس. وكل أفكاره وجميع مشاعره تتخللها هواجس بشأن صحته، وبشأن حياته. ولهذا يبدو المريض ساهماً واجماً، والسبب هو أن فكره مشغول بالأفكار الغامرة، لكنها أفكار ليست بمنتجة.
 

زائر
موضوع رائع وجميل
 

زائر

موضوع قيم ومفيذ والتوجس بحد ذاته مرض في أغلب الأحيان يحتاج لتدخل علاجي ...

وفقك الله ...






 

زائر
أنا لي 15 سنه من وانا طفله كل ماسمعت بمرض رحت وسويت تحاليل أفقرت أسرتي...بالمستشفيات الخاصه وكل ماأحلل سليمه والله إني أتألم بس ماعاد أحد يصدقني لي 15 سنه ولامت كل يوم والثاني بالطوارئ وزوجي أنهبل .....
كل ماشافني أضحك قال غريبه مايوجعك شي......هههههههههههههههههه