زائر
الزهايمر تراجع مطرد في الذاكرة والقدرات العقلية والأسباب لا تزال غامضة
كشف استطلاع حديث أن معظم عمليات تشخيص مرض الزهايمر غالباً ما تتأخر لأكثر من عامين بعد ظهور الأعراض الأولى، وذلك بسبب الإهمال والإنكار والخشية من العار، حسب قول الباحثين، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى مشكلات خطيرة على اعتبار أن معظم الأدوية التي تعمل على إبطاء تقدم المرض، تكون في قمة فعاليتها خلال المراحل الأولى من المرض. وتوصل الاستطلاع الذي أجرته الجمعية الأمريكية للزهايمر، وشمل 539 شخصاً يعملون على رعاية المرضى، إلى نتيجة مفادها أن الأعراض الأولى التي تشمل فقدان الذاكرة والارتباك والكلام المتكرر، غالبا ما تكون ملحوظة ولكن يتم تجاهلها إما من قبل المرضى أنفسهم أو من قبل أفراد عائلاتهم. وحسب الجمعية الأمريكية للزهايمر، فإن واحدا من كل 10 أشخاص فوق السادسة والستين، وحوالي 50% ممن تجاوزوا الخامسة والثمانين، يعانون من الزهايمر.
يعتبر مرض الزهايمر أحد أكثر أشكال الخرف شيوعا. والخرف بتعريف الخبراء هو فقدان القدرات الذهنية والاجتماعية إلى درجة تكفي لعرقلة القيام بنشاطات الحياة اليومية.ويصاب الأشخاص المصابون بالزهايمر بهذه الحالة لأن الأنسجة الدماغية السليمة ولأسباب غير معروفة، تتحلل مما يسبب انحطاطا متناميا في الذاكرة والقدرات العقلية. وعلى الرغم من أنه لا يوجد علاج شاف أو طريقة للوقاية من الزهايمر، إلا أن الخبراء حققوا في السنوات الخمس الماضية تقدما كبيرا على هذا الصعيد. وتتوفر الآن علاجات تساعد على تحسين مستوى حياة مرضى الزهايمر، علاوة على أن هناك العديد من العقاقير قيد الدراسة الآن. وقد اكتشف الباحثون عددا من الجينات التي لها علاقة بالمرض، الأمر الذي ربما يساعد على التوصل إلى علاجات جديدة تعمل على منع تفاقم هذا المرض المعقد.
وفي غضون ذلك، فإن رعاية مريض الزهايمر تتطلب قدرا كبيرا من الصبر والتركيز على الاشياء التي لايزال المريض قادرا على القيام بها. ويحتاج مرضى الزهايمر، مثلما يحتاج الاشخاص القائمون على رعايتهم، إلى الدعم والمساندة والتعاطف من قبل الاصدقاء وبقية أفراد العائلة من أجل التغلب على المشكلات والمصاعب التي تعترضهم.
الأعراض والمؤشرات
يعاني كل منا من وقت لآخر من هفوات في الذاكرة. فمن الطبيعي جدا أن ينسى المرء أسماء الأشخاص الذين نادرا ما يلتقي بهم، ولكن من غير الطبيعي أن ننسى أسماء الأشياء المألوفة أو الأشخاص القريبين منا، حتى إن ذلك ليس ظاهرة عادية من ظواهر الشيخوخة.
ومرض الزهايمر الذي يتسم بتطوره التدريجي، هو مرض دماغي يذهب إلى ما بعد مسألة النسيان. وقد يبدأ مع فقدان خفيف في الذاكرة والارتباك، ولكنه يقود بالنهاية إلى إعاقة عقلية حادة لا يمكن إصلاحها، تقوم بتدمير قدرة الشخص على التذكر والتعلم والتخيل والتفكير.
ويعاني معظم مرضى الزهايمر من أعراض مشتركة تشمل:
النسيان المتواصل والمتزايد، حيث يتسم المرض في بدايته بنوبات من النسيان وخصوصا نسيان الأحداث القريبة، والاتجاهات، ومن ثم تتفاقم الظاهرة.
وغالبا ما يميل المصابون بالزهايمر إلى تكرار الأشياء ونسيان فحوى المناقشات والمواعيد، كما أنهم يضعون الأشياء في غير مكانها الصحيح بل يضعونها في أماكن تنم عن الافتقار إلى التفكير المنطقي، إضافة إلى ذلك فإنهم ينسون الأسماء ومن ثم أسماء أفراد العائلة وأسماء الأشياء التي يتعاملون معها يوميا مثل مشط الشعر أو الساعة.
كما يعاني المريض من صعوبة في التفكير التجريدي، وبالتالي يصعب عليه في بداية التعامل مع الأرقام وفي فهمها وإدراكها.
كما يعاني المريض أيضا من صعوبة في إيجاد الكلمة الصحيحة، إذ تمثل عملية إيجاد الكلمات المناسبة، تحديا كبيرا بالنسبة لمرضى الزهايمر، للتعبير عن أفكارهم، حتى أنه قد لا يتمكن من متابعة محادثة ما الأمر الذي يقود في النهاية إلى تأثر القدرة على القراءة والكتابة.
وربما يفقد مريض الزهايمر القدرة على إدراك المكان والزمان، وقد يجد نفسه تائها في الأماكن التي كانت مألوفة حتى إنه قد يضل طريق العودة إلى المنزل.
يضاف إلى ذلك، فقدان القدرة على التفكير العقلي السليم، وعدم التمكن من حل المشكلات اليومية إذ لن يتمكن من معرفة ما الذي يجب فعله في حال بدأ الطعام الموجود على النار، بالاحتراق على سبيل المثال.
ومن سمات مرض الزهايمر، صعوبة القيام بالأشياء التي تتطلب تخطيطا أو التوصل إلى قرار أو المحاكمة العقلية.
ومع تقدم المرض، يصبح القيام بالأشياء التي يتم انجازها على خطوات مثل الطبخ، أمرا شاقا. وبالنهاية قد يفقد مرضى الزهايمر القدرة على تذكر كيفية إنجاز الأشياء البسيطة جدا مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة. ويشهد المرضى تغيرات في الشخصية تشمل تقلبات في المزاج، ما قد يؤدي إلى فقدان الثقة بالآخرين، فضلا عن الميل أكثر إلى العناد والانعزال عن المجتمع. وربما يعود هذا الأمر إلى الشعور بالإحباط الذي ينتاب المريض نتيجة إدراكه للتغيرات اللاإرادية في الذاكرة. وغالبا ما يكون الاكتئاب جنبا إلى جنب مع الزهايمر.
ومع تفاقم المرض ينزع المرضى إلى التوتر والعدوانية والسلوك غير المناسب.
تطور المرض
ويقول الخبراء إن مسار المرض وسرعة التغيرات الناجمة عنه تختلف من شخص إلى آخر، فتطور المرض من مرحلة النسيان الخفيف إلى مرحلة الخرف، قد يستغرق عند البعض خمس سنوات، في حين قد يستغرق عند البعض الآخر عقدا أو أكثر من الزمن.
ويتطور مرض الزهايمر بشكل عام عبر ثلاث مراحل الخفيفة ثم المتوسطة وأخيرا الحادة. وأما بالنسبة للمرضى في المرحلة الخفيفة، فبإمكانهم تدبير حياتهم من دون مساعدة، في حين أن مرضى المرحلة المتوسطة، يجدون صعوبة في تدبير أمورهم من دون مراقبة أو رعاية، ولكن مرضى المرحلة المتقدمة من المرض، فهم عموما غير قادرين على رعاية أنفسهم البتة.
وتمكن الباحثون في “مايوكلينيك” من اكتشاف حالة من حالات فقدان الذاكرة تسمى “الإعاقة الإدراكية البسيطة” والتي يمكن وصفها ب “مرحلة ما قبل الزهايمر”. وتقع هذه الحالة بين ما يعرف بأعراض التقدم في العمر وبين مرض الزهايمر. وقد يخوض الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة الإدراكية البسيطة، تجربة نسيان يتجاوز مستوى النسيان الطبيعي بالنسبة لأعمارهم ومع ذلك فإنهم لا يعانون خرف الزهايمر. وعليه، فإن اكتشاف هذا النوع من فقدان الذاكرة، قد يساعد الأطباء على تشخيص المرض بشكل أدق وتقديم النصائح المناسبة، كما من شأنه تنبيه المرضى إلى وجود مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر.
الأسباب
الواقع أن أسباب الزهايمر غير مفهومة بشكل جيد حتى الآن، ولكن تبين للباحثين أن هناك خلايا دماغية تتعرض للتلف ومن ثم تموت عند الأشخاص المصابين لأسباب مجهولة.
والمعروف أن الدماغ السليم يمتلك حوالي 140 خلية عصبية تسمى العصبونات، وتقوم بتوليد إشارات كهربائية وكيميائية تنتقل من عصبون إلى آخر، الأمر الذي يتيح للشخص التفكير والتذكر والشعور بالأشياء. وتنتقل هذه الإشارات بوساطة مواد كيميائية تسمى النواقل العصبية.
ويقول الخبراء إن العصبونات في أدمغة الأشخاص المصابين بالزهايمر، تموت ببطء، ما يؤدي إلى انخفاض كثافة النواقل العصبية، وبالتالي إعاقة انتقال الإشارات في الدماغ.
جاءت تسمية المرض نسبة إلى خبير العلوم العصبية، الدكتور أليوس الزهايمر. ففي عام ،1906 قام الخبير بتشريح دماغ امرأة توفيت بعد معاناة مع الخرف لسنوات عديدة. ووجد الباحث أن نسيج دماغها يحتوي على كتل غير طبيعية وعقد غير منتظمة من الخلايا الدماغية تسمى اليوم الصفائح والعقد وتعتبر السمات الأساسية لمرض الزهايمر.
ولا يزال الخبراء يدرسون هذه البنيات غير الطبيعية بهدف معرفة السبب وراء موت الخلايا بشكل بطيء عند مرضى الزهايمر.
وفي غضون ذلك خلصوا إلى مجموعة من النظريات التي يمكن ان توضح كيفية تورط الصفائح والعقد في ظهور المرض.
ويقول الخبراء: إن الصفائح تتكون من بروتين طبيعي غير ضار يسمى “أميلويد بيتا”. ويعتقد الباحثون أن رواسب الصفائح تتشكل بين العصبونات في وقت مبكر من مراحل المرض، قبل بدء عملية موت العصبونات وظهور الأعراض. وعلى الرغم من أن السبب الجوهري لموت العصبونات غير معروف، فإن هناك أدلة متنامية تشير إلى أن نوعا ما من بروتين أميلويد -بيتا، قد يكون المتهم الرئيس. وأما النظرية التي تقوم على العقد، فتقول إن البنية الداخلية الداعمة لعصبونات الدماغ تعتمد على عمل بروتين يسمى “تاو”. ووجد الباحثون لدى مرضى الزهايمر، أن خيوطا من بروتين تاو خضعت لتغيرات تسببت في جعلها ملتوية. ويعتقد العديد من الخبراء أن هذا الأمر يضر بالعصبونات ويؤدي بها إلى الموت.
ويقوم الخبراء أيضا بدراسة الدور الجيني في الإصابة بالمرض، حيث يقولون إن وجود جينات معينة معطوبة يرفع من احتمالات إصابة الشخص بالزهايمر. وهناك من يعتقد أن العدوى الفيروسية التي تنمو ببطء وتؤدي إلى التهاب دماغي ربما تكون متورطة في ظهور المرض.
عوامل الإصابة
الزهايمر مرض معقد ربما تلعب فيه مجموعة متنوعة من العوامل دورا في تطوره منها التقدم في السن. يصاب عادة بالزهايمر كبار السن ممن تجاوزوا الخامسة والستين ولكن في حالات نادرة، يمكن ان يصاب به الأشخاص دون الأربعين.
وتشير التقارير إلى أن متوسط العمر لتشخيص الزهايمر هو 80 عاماً في حين تبين أن واحدا أو اثنين من كل مائة شخص في الخامسة والستين مصابان بالزهايمر، في حين أن هذه النسبة ترتفع إلى 5% بين الذين بلغوا الثمانين.
وفي عمر التسعين، حسبما يقول الخبراء، تصل نسبة الذين يعانون من بعض أعراض الزهايمر إلى النصف.
وتشير الاحصائيات إلى أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالزهايمر، ربما لأنهن يعمرن أكثر. وهناك عامل الوراثة، حيث تقول التقارير إن احتمال إصابة الشخص بالزهايمر يكون مرتفعاً في حال كان أحد أقارب الدرجة الأولى مصاباً بالمرض.
ورغم ان الآلية الجينية للزهايمر غير مفهومة بشكل جيد إلى الآن، تمكن الباحثون من تحديد عدد من ( الطفرات الوراثية) التي تزيد من احتمالات الإصابة بالزهايمر في بعض العائلات.
وعلى ما يبدو فإن البيئة تلعب دورا مهما في هذا الأمر، وعليه يعمل الباحثون على دراسة العوامل البيئية بهدف التوصل إلى الأسباب المحتملة التي تكمن وراء تطور الزهايمر وبالتالي الوقاية منه.
فعلى سبيل المثال، وجد العلماء ترسبات من الألمنيوم في أدمغة بعض مرضى الزهايمر. ولكن العلماء الذين درسوا المصادر البيئية للألمنيوم بدءاً من مضادات التعرق وانتهاء بماء الشرب، لم يتمكنوا من إيجاد أي رابط بين الألمنيوم والزهايمر.
الفحص والتشخيص
لا يتوفر في الوقت الراهن اختبار محدد لتشخيص الزهايمر، بل يتم التشخيص من خلال استراتيجية معينة تسمى “عملية الاقصاء” أي بمعنى إقصاء الأمراض والحالات الأخرى التي يمكن ان تسبب فقدان الذاكرة. فالسكتات الدماغية الصغيرة وغير المرصودة على سبيل المثال يمكن ان تسبب الخرف وذلك بسبب التوقف المؤقت لوصول الدم إلى الدماغ.
والاكتئاب أيضا يمكن أن يسبب هفوات في الذاكرة. وكذلك، فإن العديد من كبار السن يضطرون إلى تناول العديد من الأدوية التي يمكن أن تؤثر في قدرتهم على التفكير بشكل طبيعي.
وعليه يعتمد الأطباء في تشخيص الزهايمر بعيدا عن الأسباب الأخرى لفقدان الذاكرة والتي غالبا ما تكون قابلة للعلاج، على ما يلي:
التاريخ العائلي: يحاول الطبيب تشكيل صورة واضحة عن الصحة العامة للمريض والمشكلات الطبية التي كان يعاني منها في السابق إن وجدت. ومن المهم جدا ان يكون الطبيب مطلعا على أية مشكلة يعانيها المريض خلال ممارسة نشاطاته اليومية. وقد يحتاج الطبيب إلى الاجتماع بعائلة أو أصدقاء المريض للحصول على أكبر قدر من المعلومات.
اختبارات طبية أساسية: يتم إجراء اختبارات للدم والبول لمساعدة الطبيب على إقصاء أي أسباب محتملة للخرف. وفي بعض الأحيان يحتاج الأمر إلى إجراء اختبار على كمية صغيرة من السائل الشوكي.
اختبارات الحالة العقلية: الهدف من هذه الاختبارات هو تقييم مستوى القدرة على التذكر ومهارة حل المسائل ودورة التركيز ومهارات الحساب واللغة، على اعتبار أن هذه الاختبارات تساعد الطبيب على تحديد مشكلات الإدراك التي يمكن أن يعاني منها الشخص المعني. فعلى سبيل المثال، قد يلجأ الطبيب إلى اختبار الذاكرة القصيرة والذاكرة البعيدة، فيوجه أسئلة للمريض مثل: متى وقعت الحرب العالمية الثانية ؟ أو ما هو التاريخ اليوم ؟
صور المسح الدماغي: قد يطلب الطبيب صوراً للدماغ، إذ من الممكن من خلال هذه الصور تحديد ما إذا كانت هناك أي أشياء غير طبيعية. وهناك عدة تقنيات لتصوير الدماغ منها المسح الدماغي المقطعي بالكمبيوتر والتصوير بالرنين المغناطيسي وتقنية التصوير المقطعي بالبوزيترونات.
ومن خلال هذه الأساليب والتقنيات، باستطاعة الأطباء تشخيص الإصابة بدقة تصل نسبتها إلى 90%. بيد أن تشخيص الزهايمر بشكل قاطع لا يمكن أن يتم إلا بإجراء تشريح للدماغ بعد الموت، للكشف عن الصفائح والعقد.
وأما بالنسبة إلى الاختبار الجيني فلايزال في المرحلة الأولى من التطوير، ولكن هناك اختبار دم يمكن من خلاله معرفة ما إذا كان الشخص يحمل الطفرات الوراثية التي يعتقد أنها مرتبطة بالإصابة بالزهايمر، غير أنه لا يمكن البت في ما إذا كان الشخص المعني سيصاب بالمرض أم لا.
المضاعفات
لا تؤدي الإصابة بالزهايمر إلى الموت في معظم الحالات ولكن الوفاة قد تحدث بسبب الأمراض المصاحبة التي قد يصاب بها المريض مثل ذات الرئة أو عدوى ما.
وفي المراحل المتقدمة من المرض، يفقد المريض القدرة على رعاية نفسه، لدرجة أنه يجد صعوبة في تناول الطعام بالإضافة إلى عدم القدرة على الذهاب في نزهة وإيجاد طريق العودة إلى المنزل. ومن شأن هذه الصعوبات أن تولد مشكلات صحية أخرى منها:
ذات الرئة: فصعوبة ابتلاع الطعام والسوائل قد تؤدي بمريض الزهايمر إلى استنشاق بعض مما يتناوله من طعام وسوائل ودخوله في مجرى التنفس ما يقود إلى الإصابة بذات الرئة.
العدوى: عدم القدرة على ضبط البول والغائط يستوجب تزويد المريض بقسطرة الأمر الذي يزيد من احتمالات الإصابة بعدوى النظام البولي. والمعروف أن إهمال هذا النوع من العدوى، يؤدي إلى مشكلات صحية أكثر خطورة بل ومميتة.
السقوط ومضاعفاته: قد يفقد مريض الزهايمر القدرة على إدراك الزمان والمكان مما يجعله أكثر عرضة للسقوط ما قد يؤدي إلى الإصابة بالكسور، ناهيك عن إمكانية التعرض للإصابات الرأسية مثل النزف الدماغي. ولا يوجد في الوقت الحالي علاج شاف من مرض الزهايمر، ولذلك فإن الرعاية والأدوية المتوفرة حاليا تمثل العلاج الرئيسي. والأدوية المتوفرة حاليا لا تستطيع وقف العملية التحتية للمرض ولكنها تستطيع إبطاءها وتخفيف الأعراض.
كشف استطلاع حديث أن معظم عمليات تشخيص مرض الزهايمر غالباً ما تتأخر لأكثر من عامين بعد ظهور الأعراض الأولى، وذلك بسبب الإهمال والإنكار والخشية من العار، حسب قول الباحثين، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى مشكلات خطيرة على اعتبار أن معظم الأدوية التي تعمل على إبطاء تقدم المرض، تكون في قمة فعاليتها خلال المراحل الأولى من المرض. وتوصل الاستطلاع الذي أجرته الجمعية الأمريكية للزهايمر، وشمل 539 شخصاً يعملون على رعاية المرضى، إلى نتيجة مفادها أن الأعراض الأولى التي تشمل فقدان الذاكرة والارتباك والكلام المتكرر، غالبا ما تكون ملحوظة ولكن يتم تجاهلها إما من قبل المرضى أنفسهم أو من قبل أفراد عائلاتهم. وحسب الجمعية الأمريكية للزهايمر، فإن واحدا من كل 10 أشخاص فوق السادسة والستين، وحوالي 50% ممن تجاوزوا الخامسة والثمانين، يعانون من الزهايمر.
يعتبر مرض الزهايمر أحد أكثر أشكال الخرف شيوعا. والخرف بتعريف الخبراء هو فقدان القدرات الذهنية والاجتماعية إلى درجة تكفي لعرقلة القيام بنشاطات الحياة اليومية.ويصاب الأشخاص المصابون بالزهايمر بهذه الحالة لأن الأنسجة الدماغية السليمة ولأسباب غير معروفة، تتحلل مما يسبب انحطاطا متناميا في الذاكرة والقدرات العقلية. وعلى الرغم من أنه لا يوجد علاج شاف أو طريقة للوقاية من الزهايمر، إلا أن الخبراء حققوا في السنوات الخمس الماضية تقدما كبيرا على هذا الصعيد. وتتوفر الآن علاجات تساعد على تحسين مستوى حياة مرضى الزهايمر، علاوة على أن هناك العديد من العقاقير قيد الدراسة الآن. وقد اكتشف الباحثون عددا من الجينات التي لها علاقة بالمرض، الأمر الذي ربما يساعد على التوصل إلى علاجات جديدة تعمل على منع تفاقم هذا المرض المعقد.
وفي غضون ذلك، فإن رعاية مريض الزهايمر تتطلب قدرا كبيرا من الصبر والتركيز على الاشياء التي لايزال المريض قادرا على القيام بها. ويحتاج مرضى الزهايمر، مثلما يحتاج الاشخاص القائمون على رعايتهم، إلى الدعم والمساندة والتعاطف من قبل الاصدقاء وبقية أفراد العائلة من أجل التغلب على المشكلات والمصاعب التي تعترضهم.
الأعراض والمؤشرات
يعاني كل منا من وقت لآخر من هفوات في الذاكرة. فمن الطبيعي جدا أن ينسى المرء أسماء الأشخاص الذين نادرا ما يلتقي بهم، ولكن من غير الطبيعي أن ننسى أسماء الأشياء المألوفة أو الأشخاص القريبين منا، حتى إن ذلك ليس ظاهرة عادية من ظواهر الشيخوخة.
ومرض الزهايمر الذي يتسم بتطوره التدريجي، هو مرض دماغي يذهب إلى ما بعد مسألة النسيان. وقد يبدأ مع فقدان خفيف في الذاكرة والارتباك، ولكنه يقود بالنهاية إلى إعاقة عقلية حادة لا يمكن إصلاحها، تقوم بتدمير قدرة الشخص على التذكر والتعلم والتخيل والتفكير.
ويعاني معظم مرضى الزهايمر من أعراض مشتركة تشمل:
النسيان المتواصل والمتزايد، حيث يتسم المرض في بدايته بنوبات من النسيان وخصوصا نسيان الأحداث القريبة، والاتجاهات، ومن ثم تتفاقم الظاهرة.
وغالبا ما يميل المصابون بالزهايمر إلى تكرار الأشياء ونسيان فحوى المناقشات والمواعيد، كما أنهم يضعون الأشياء في غير مكانها الصحيح بل يضعونها في أماكن تنم عن الافتقار إلى التفكير المنطقي، إضافة إلى ذلك فإنهم ينسون الأسماء ومن ثم أسماء أفراد العائلة وأسماء الأشياء التي يتعاملون معها يوميا مثل مشط الشعر أو الساعة.
كما يعاني المريض من صعوبة في التفكير التجريدي، وبالتالي يصعب عليه في بداية التعامل مع الأرقام وفي فهمها وإدراكها.
كما يعاني المريض أيضا من صعوبة في إيجاد الكلمة الصحيحة، إذ تمثل عملية إيجاد الكلمات المناسبة، تحديا كبيرا بالنسبة لمرضى الزهايمر، للتعبير عن أفكارهم، حتى أنه قد لا يتمكن من متابعة محادثة ما الأمر الذي يقود في النهاية إلى تأثر القدرة على القراءة والكتابة.
وربما يفقد مريض الزهايمر القدرة على إدراك المكان والزمان، وقد يجد نفسه تائها في الأماكن التي كانت مألوفة حتى إنه قد يضل طريق العودة إلى المنزل.
يضاف إلى ذلك، فقدان القدرة على التفكير العقلي السليم، وعدم التمكن من حل المشكلات اليومية إذ لن يتمكن من معرفة ما الذي يجب فعله في حال بدأ الطعام الموجود على النار، بالاحتراق على سبيل المثال.
ومن سمات مرض الزهايمر، صعوبة القيام بالأشياء التي تتطلب تخطيطا أو التوصل إلى قرار أو المحاكمة العقلية.
ومع تقدم المرض، يصبح القيام بالأشياء التي يتم انجازها على خطوات مثل الطبخ، أمرا شاقا. وبالنهاية قد يفقد مرضى الزهايمر القدرة على تذكر كيفية إنجاز الأشياء البسيطة جدا مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة. ويشهد المرضى تغيرات في الشخصية تشمل تقلبات في المزاج، ما قد يؤدي إلى فقدان الثقة بالآخرين، فضلا عن الميل أكثر إلى العناد والانعزال عن المجتمع. وربما يعود هذا الأمر إلى الشعور بالإحباط الذي ينتاب المريض نتيجة إدراكه للتغيرات اللاإرادية في الذاكرة. وغالبا ما يكون الاكتئاب جنبا إلى جنب مع الزهايمر.
ومع تفاقم المرض ينزع المرضى إلى التوتر والعدوانية والسلوك غير المناسب.
تطور المرض
ويقول الخبراء إن مسار المرض وسرعة التغيرات الناجمة عنه تختلف من شخص إلى آخر، فتطور المرض من مرحلة النسيان الخفيف إلى مرحلة الخرف، قد يستغرق عند البعض خمس سنوات، في حين قد يستغرق عند البعض الآخر عقدا أو أكثر من الزمن.
ويتطور مرض الزهايمر بشكل عام عبر ثلاث مراحل الخفيفة ثم المتوسطة وأخيرا الحادة. وأما بالنسبة للمرضى في المرحلة الخفيفة، فبإمكانهم تدبير حياتهم من دون مساعدة، في حين أن مرضى المرحلة المتوسطة، يجدون صعوبة في تدبير أمورهم من دون مراقبة أو رعاية، ولكن مرضى المرحلة المتقدمة من المرض، فهم عموما غير قادرين على رعاية أنفسهم البتة.
وتمكن الباحثون في “مايوكلينيك” من اكتشاف حالة من حالات فقدان الذاكرة تسمى “الإعاقة الإدراكية البسيطة” والتي يمكن وصفها ب “مرحلة ما قبل الزهايمر”. وتقع هذه الحالة بين ما يعرف بأعراض التقدم في العمر وبين مرض الزهايمر. وقد يخوض الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة الإدراكية البسيطة، تجربة نسيان يتجاوز مستوى النسيان الطبيعي بالنسبة لأعمارهم ومع ذلك فإنهم لا يعانون خرف الزهايمر. وعليه، فإن اكتشاف هذا النوع من فقدان الذاكرة، قد يساعد الأطباء على تشخيص المرض بشكل أدق وتقديم النصائح المناسبة، كما من شأنه تنبيه المرضى إلى وجود مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر.
الأسباب
الواقع أن أسباب الزهايمر غير مفهومة بشكل جيد حتى الآن، ولكن تبين للباحثين أن هناك خلايا دماغية تتعرض للتلف ومن ثم تموت عند الأشخاص المصابين لأسباب مجهولة.
والمعروف أن الدماغ السليم يمتلك حوالي 140 خلية عصبية تسمى العصبونات، وتقوم بتوليد إشارات كهربائية وكيميائية تنتقل من عصبون إلى آخر، الأمر الذي يتيح للشخص التفكير والتذكر والشعور بالأشياء. وتنتقل هذه الإشارات بوساطة مواد كيميائية تسمى النواقل العصبية.
ويقول الخبراء إن العصبونات في أدمغة الأشخاص المصابين بالزهايمر، تموت ببطء، ما يؤدي إلى انخفاض كثافة النواقل العصبية، وبالتالي إعاقة انتقال الإشارات في الدماغ.
جاءت تسمية المرض نسبة إلى خبير العلوم العصبية، الدكتور أليوس الزهايمر. ففي عام ،1906 قام الخبير بتشريح دماغ امرأة توفيت بعد معاناة مع الخرف لسنوات عديدة. ووجد الباحث أن نسيج دماغها يحتوي على كتل غير طبيعية وعقد غير منتظمة من الخلايا الدماغية تسمى اليوم الصفائح والعقد وتعتبر السمات الأساسية لمرض الزهايمر.
ولا يزال الخبراء يدرسون هذه البنيات غير الطبيعية بهدف معرفة السبب وراء موت الخلايا بشكل بطيء عند مرضى الزهايمر.
وفي غضون ذلك خلصوا إلى مجموعة من النظريات التي يمكن ان توضح كيفية تورط الصفائح والعقد في ظهور المرض.
ويقول الخبراء: إن الصفائح تتكون من بروتين طبيعي غير ضار يسمى “أميلويد بيتا”. ويعتقد الباحثون أن رواسب الصفائح تتشكل بين العصبونات في وقت مبكر من مراحل المرض، قبل بدء عملية موت العصبونات وظهور الأعراض. وعلى الرغم من أن السبب الجوهري لموت العصبونات غير معروف، فإن هناك أدلة متنامية تشير إلى أن نوعا ما من بروتين أميلويد -بيتا، قد يكون المتهم الرئيس. وأما النظرية التي تقوم على العقد، فتقول إن البنية الداخلية الداعمة لعصبونات الدماغ تعتمد على عمل بروتين يسمى “تاو”. ووجد الباحثون لدى مرضى الزهايمر، أن خيوطا من بروتين تاو خضعت لتغيرات تسببت في جعلها ملتوية. ويعتقد العديد من الخبراء أن هذا الأمر يضر بالعصبونات ويؤدي بها إلى الموت.
ويقوم الخبراء أيضا بدراسة الدور الجيني في الإصابة بالمرض، حيث يقولون إن وجود جينات معينة معطوبة يرفع من احتمالات إصابة الشخص بالزهايمر. وهناك من يعتقد أن العدوى الفيروسية التي تنمو ببطء وتؤدي إلى التهاب دماغي ربما تكون متورطة في ظهور المرض.
عوامل الإصابة
الزهايمر مرض معقد ربما تلعب فيه مجموعة متنوعة من العوامل دورا في تطوره منها التقدم في السن. يصاب عادة بالزهايمر كبار السن ممن تجاوزوا الخامسة والستين ولكن في حالات نادرة، يمكن ان يصاب به الأشخاص دون الأربعين.
وتشير التقارير إلى أن متوسط العمر لتشخيص الزهايمر هو 80 عاماً في حين تبين أن واحدا أو اثنين من كل مائة شخص في الخامسة والستين مصابان بالزهايمر، في حين أن هذه النسبة ترتفع إلى 5% بين الذين بلغوا الثمانين.
وفي عمر التسعين، حسبما يقول الخبراء، تصل نسبة الذين يعانون من بعض أعراض الزهايمر إلى النصف.
وتشير الاحصائيات إلى أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالزهايمر، ربما لأنهن يعمرن أكثر. وهناك عامل الوراثة، حيث تقول التقارير إن احتمال إصابة الشخص بالزهايمر يكون مرتفعاً في حال كان أحد أقارب الدرجة الأولى مصاباً بالمرض.
ورغم ان الآلية الجينية للزهايمر غير مفهومة بشكل جيد إلى الآن، تمكن الباحثون من تحديد عدد من ( الطفرات الوراثية) التي تزيد من احتمالات الإصابة بالزهايمر في بعض العائلات.
وعلى ما يبدو فإن البيئة تلعب دورا مهما في هذا الأمر، وعليه يعمل الباحثون على دراسة العوامل البيئية بهدف التوصل إلى الأسباب المحتملة التي تكمن وراء تطور الزهايمر وبالتالي الوقاية منه.
فعلى سبيل المثال، وجد العلماء ترسبات من الألمنيوم في أدمغة بعض مرضى الزهايمر. ولكن العلماء الذين درسوا المصادر البيئية للألمنيوم بدءاً من مضادات التعرق وانتهاء بماء الشرب، لم يتمكنوا من إيجاد أي رابط بين الألمنيوم والزهايمر.
الفحص والتشخيص
لا يتوفر في الوقت الراهن اختبار محدد لتشخيص الزهايمر، بل يتم التشخيص من خلال استراتيجية معينة تسمى “عملية الاقصاء” أي بمعنى إقصاء الأمراض والحالات الأخرى التي يمكن ان تسبب فقدان الذاكرة. فالسكتات الدماغية الصغيرة وغير المرصودة على سبيل المثال يمكن ان تسبب الخرف وذلك بسبب التوقف المؤقت لوصول الدم إلى الدماغ.
والاكتئاب أيضا يمكن أن يسبب هفوات في الذاكرة. وكذلك، فإن العديد من كبار السن يضطرون إلى تناول العديد من الأدوية التي يمكن أن تؤثر في قدرتهم على التفكير بشكل طبيعي.
وعليه يعتمد الأطباء في تشخيص الزهايمر بعيدا عن الأسباب الأخرى لفقدان الذاكرة والتي غالبا ما تكون قابلة للعلاج، على ما يلي:
التاريخ العائلي: يحاول الطبيب تشكيل صورة واضحة عن الصحة العامة للمريض والمشكلات الطبية التي كان يعاني منها في السابق إن وجدت. ومن المهم جدا ان يكون الطبيب مطلعا على أية مشكلة يعانيها المريض خلال ممارسة نشاطاته اليومية. وقد يحتاج الطبيب إلى الاجتماع بعائلة أو أصدقاء المريض للحصول على أكبر قدر من المعلومات.
اختبارات طبية أساسية: يتم إجراء اختبارات للدم والبول لمساعدة الطبيب على إقصاء أي أسباب محتملة للخرف. وفي بعض الأحيان يحتاج الأمر إلى إجراء اختبار على كمية صغيرة من السائل الشوكي.
اختبارات الحالة العقلية: الهدف من هذه الاختبارات هو تقييم مستوى القدرة على التذكر ومهارة حل المسائل ودورة التركيز ومهارات الحساب واللغة، على اعتبار أن هذه الاختبارات تساعد الطبيب على تحديد مشكلات الإدراك التي يمكن أن يعاني منها الشخص المعني. فعلى سبيل المثال، قد يلجأ الطبيب إلى اختبار الذاكرة القصيرة والذاكرة البعيدة، فيوجه أسئلة للمريض مثل: متى وقعت الحرب العالمية الثانية ؟ أو ما هو التاريخ اليوم ؟
صور المسح الدماغي: قد يطلب الطبيب صوراً للدماغ، إذ من الممكن من خلال هذه الصور تحديد ما إذا كانت هناك أي أشياء غير طبيعية. وهناك عدة تقنيات لتصوير الدماغ منها المسح الدماغي المقطعي بالكمبيوتر والتصوير بالرنين المغناطيسي وتقنية التصوير المقطعي بالبوزيترونات.
ومن خلال هذه الأساليب والتقنيات، باستطاعة الأطباء تشخيص الإصابة بدقة تصل نسبتها إلى 90%. بيد أن تشخيص الزهايمر بشكل قاطع لا يمكن أن يتم إلا بإجراء تشريح للدماغ بعد الموت، للكشف عن الصفائح والعقد.
وأما بالنسبة إلى الاختبار الجيني فلايزال في المرحلة الأولى من التطوير، ولكن هناك اختبار دم يمكن من خلاله معرفة ما إذا كان الشخص يحمل الطفرات الوراثية التي يعتقد أنها مرتبطة بالإصابة بالزهايمر، غير أنه لا يمكن البت في ما إذا كان الشخص المعني سيصاب بالمرض أم لا.
المضاعفات
لا تؤدي الإصابة بالزهايمر إلى الموت في معظم الحالات ولكن الوفاة قد تحدث بسبب الأمراض المصاحبة التي قد يصاب بها المريض مثل ذات الرئة أو عدوى ما.
وفي المراحل المتقدمة من المرض، يفقد المريض القدرة على رعاية نفسه، لدرجة أنه يجد صعوبة في تناول الطعام بالإضافة إلى عدم القدرة على الذهاب في نزهة وإيجاد طريق العودة إلى المنزل. ومن شأن هذه الصعوبات أن تولد مشكلات صحية أخرى منها:
ذات الرئة: فصعوبة ابتلاع الطعام والسوائل قد تؤدي بمريض الزهايمر إلى استنشاق بعض مما يتناوله من طعام وسوائل ودخوله في مجرى التنفس ما يقود إلى الإصابة بذات الرئة.
العدوى: عدم القدرة على ضبط البول والغائط يستوجب تزويد المريض بقسطرة الأمر الذي يزيد من احتمالات الإصابة بعدوى النظام البولي. والمعروف أن إهمال هذا النوع من العدوى، يؤدي إلى مشكلات صحية أكثر خطورة بل ومميتة.
السقوط ومضاعفاته: قد يفقد مريض الزهايمر القدرة على إدراك الزمان والمكان مما يجعله أكثر عرضة للسقوط ما قد يؤدي إلى الإصابة بالكسور، ناهيك عن إمكانية التعرض للإصابات الرأسية مثل النزف الدماغي. ولا يوجد في الوقت الحالي علاج شاف من مرض الزهايمر، ولذلك فإن الرعاية والأدوية المتوفرة حاليا تمثل العلاج الرئيسي. والأدوية المتوفرة حاليا لا تستطيع وقف العملية التحتية للمرض ولكنها تستطيع إبطاءها وتخفيف الأعراض.