السكر لائحة إتهام طويلة تصفه بـ "الدهن الجديد"

زائر
لائحة إتهام طويلة تصفه بـ "الدهن الجديد"

"السكّر" قيد المحاكمة بتهم التسبّب بالسكّري والسمنة ... وامراض القلب

لم تحظَ يوماً أي مادة غذائيّة أخرى بالجدل الذي يدور في أوساط علماء التغذية والصحّة حول السكّر. تلك المادة البيضاء التي تجعل حياتنا وطعامنا أحلى. وإذا كانت معظم الإنتقادات الموجّهة إلى السكّر تتمحور حول تأثيره في زيادة الوزن، فإنّ الأبحاث الحديثة التي خرجت بنظريّة جديدة مفادها أنّ الإمتناع عن تناول الدهون المشبّعة كافٍ لإبعاد شبح الأمراض القلبية، لن يأتي بالنتائج المرجوة إلا إذا ترافق مع الإبتعاد عن السكّر الذي ذهب بعض الباحثين إلى تسميته بـ "الدهن الجديد".

والسكّر المعروف بالنسبة إلينا هو ما يطلق عليه علمياً إسم الـ "سكّروز". وهو تركيب كيميائي من الغلوكوز والفركتوز (سكّر الفاكهة). وأهم مميّزات السكّر هي قدرته المدهشة على جعل المأكولات ألذّ مذاقاً، كما أنه مصدر سريع للطاقة بالإضافة إلى كونه مادة حافظة. ويتواجد السكّر في معظم المأكولات الجاهزة والمعلبات التي لا نتوقع وجوده فيها.
وإذا كان الغلوكوز مادة حيوية لتزويد الجسم بالطاقة، فإنّ السكّر ليس المصدر الوحيد له، ذلك أن عملية الهضم تحوّل معظم الكربوهيدرات إلى غلوكوز وتطلقه عبر الدم إلى الخلايا.
وكل ملعقة شاي من السكّر المكرّر تحتوي 16 سعرة حرارية، كما أنه يفتقر إلى المغذيّات الصفرية التي نحتاجها لصحة سليمة وبهذا السبب يعتبر مضاداً للتغذية لتأثيره في تجريد الجسم من اليتامينات والمعادن التي يخزّنها. ذلك أنّ المواد الغذائيّة الطبيعيّة تحتوي عناصر تسهّل للجسم عملية هضمها، وهذه العناصر تتمّ إزالتها في عمليات التكرير. وعندما يحاول الجسم هضم المواد الغذائية هذه يضطر إلى استهلاك مخزونه من اليتامينات والمعادن للمساهمة في هضمها، مما يؤدي على المدى الطويل إلى نقص في اليتامينات والمعادن الحيويّة.
ولائحة الإتهام الموجّهة إلى السكّر خطيرة جداً، ذلك أنّه المشتبه به رقم واحد في بعض المشاكل الصحيّة المزمنة مثل داء السكّري والسمنة المفرطة ومرض القلب والإضطرابات السلوكيّة، كما أنه متّهم بكبح الجهاز المناعي. وهذه الإتهامات إن صحّت من شأنها أن تجعل عمليّة محاكمة السكّر وإدانته مسألة وقت لا أكثر.
ويعزو الباحثون إنتقادهم السكّر إلى أن ارتفاع مستواه في الدم يؤدي إلى زيادة في إفراز البنكرياس للأنسولين (الهرمون الذي يستخدم في تحوّل الطعام إلى غذاء للخلايا)، لكن الأنسولين يحفّز أيضاً على خزن الشحم في البطن وتعزيز الدهنيات في الدم (التريغليسيريد).
والأنسولين هو هرمون ينظّم مستوى السكّر في الدم، وأياً كان نوع الغذاء الذي نتناوله يرتفع مستوى السكّر في الدم خلال نصف ساعة بعد تحوّل السكّريات والنشويات (الكاربوهيدرات) إلى غلوكوز، فيعمل الأنسولين على تسهيل نقله إلى الخلايا فينخفض مستوى السكّر.
والكمية التي يحتاجها الجسم لا تزيد عن سبع ملاعق يومياً للمرأة وتسع ملاعق للرجل، لكنّنا نستهلك نحو 155,5 غراماً منه يومياً أي نحو 45 كيلوغراماً سنويّاً وهو رقم من شأنه أن يصيبنا بالدهشة، كما أنه يصيب الجسم بأكثر من علّة على المدى الطويل كما يقول معظم خبراء التغذية.
ويؤكّد الباحثون أنّ السكّر الذي لا يحرقه الجسم يخزن في الخلايا على شكل دهنيات تزيد من الوزن وترفع مستوى التريغليسيريد.
ويذهب بعض هؤلاء إلى إتهام سكّر الفواكه الفركتوز بإتهامات مشابهة لتلك الموجهة إلى السكّر العادي، لكن هذا الرأي لا يحظى بإجماع الباحثين الذين يفرّقون بين النوعين.


وقد زوّد باحثون فئران مختبر بالفركتوز بمستويات شبيهة بالتي يتناولها البشر، لكن هذه الفئران لم تتأثر لجهة زيادة دهنيات الدم، فيما أظهرت دراسة أخرى أجراها باحثون في جامعة تورنتو في كندا إرتفاعاً في مستوى الدهنيات لدى «هامسترز« لديها قابلية لخزن الدهون كالبشر بعد أسابيع من تزويدها بالفركتوز كما تبيّن وجود أجسام مضادة للأنسولين.
وينصح الخبراء بتقليل كميات السكّر التي نتناولها إلى أقصى حد ممكن. ويؤكّدون ضرورة العمل على حرق الطاقة المخزّنة في الخلايا عبر نشاط رياضي يحرّك أكبر قدر ممكن من العضلات.
وأظهرت دراسة أعدتها جامعة "لوتنبرغ" أنّ التمرين اليومي قد يمنع الزيادة الدراماتيكية في دهنيات الدم الناجمة عن نظام غذائي مشبّع بالسكّريّات.
أما فكتور زاميت رئيس قسم الكيمياء الحيويّة في مركز الأبحاث في مؤسسة هانا في اسكوتلندا فيدعو إلى تحريك عضلات جسمنا كبداية. ويوصي بترك فترة تمتد من أربع إلى خمس ساعات بين الوجبات مفضلاً إعتماد نظام الوجبتين مع وقف الـ "سناك" نهائياً.
وفي دراسة حديثة نشرت العام الماضي عن تأثير الفركتوز على البشر قدّم إختصاصي التغذية في جامعة مينيسوتا الأميركية جون بانتل وفريق عمله 17% بالمئة من الطاقة اليومية لـ 24 متطوعاً على شكل سكّريات، فثبت أنّ للرجال حساسية أكبر حيال الفركتوز منها لدى النساء، كما لوحظ لدى الجميع زيادة في نسبة الدهنيات مقارنة مع الذين تناولوا حمية غذائية من الغلوكوز (كانت أعلى لدى الرجال بنسبة 47 في المئة).
ويقول المدافعون عن السكّر أنه مظلوم كون معظم المأكولات التي تحتوي السكّر تكون متخمة بالدهنيّات كالشوكولا والبوظة والحلويات ما يجعل الفعل المؤذي من عمل الدهنيات في حين "تلصق" التهمة بالسكّر.
ويؤكّد هؤلاء أنّ السكّر مادة طبيعيّة وتناوله من وقت لآخر لن يؤثر بشكل سلبي على عمل الجسم.
لكن حتى المدافعين عن السكّر لم يذهبوا إلى حدّ إدعاء وجود فوائد صحيّة له مكتفين بتأكيد عدم تأثيره سلباً على صحّة الإنسان إذا تمّ تناوله بشكل معتدل.
الفاكهة أقلّ ضرراً
ينصح خبراء التغذية بتناول الفاكهة لدى الإحساس بالحاجة إلى تناول السكّر.
ويقول هؤلاء إنّ الفركتوز الموجود في الفاكهة والخضار هو بكمية قليلة جداً ويأتي مركّباً مع ألياف غذائيّة ومركبات صحيّة أخرى.


ماذا يفعل السكّر في الجسم؟
1 - الوجبات الغنيّة بالسكّريات والكاربوهيدرات تطلق كمية كبيرة من الغلوكوز في مجرى الدم.
2 - يتحفّز البنكرياس فيطلق الأنسولين لفترة طويلة غير صحيّة.
3 - عندما يتواجد الأنسولين بكمية كبيرة ولوقت طويل يؤثر في عمل الكبد.
4 - يطلق الكبد عندها الـ "تريغليسيريد" في مجرى الدم.
5 - تتشبّع أنسجة الجسم بالأنسولين.
6 - تتحوّل الدهون إلى كوليستيرول سيّىء.
7 - يرفع الكوليستيرول الضار مخاطر تطوّر أمراض القلب.
8 - الخلايا المشبّعة بالدهون تمدّ الجسم بدهون أسيديّة تقتل الأنسولين وتؤثر في عمل البنكرياس.
9 - تنخفض مستويات الأنسولين التي يفرزها البنكرياس ما يركّز الغلوكوز في الدم.
10 - عدم تغيير النظام الغذائي يؤدي في النهاية إلى تعطيل عمل البنكرياس أو الحدّ منه بشكل دائم، ما يجبرنا على تناول جرعات من الأنسولين للبقاء على قيد الحياة.
المصدر مجلة زينة
 

زائر
شكر اختي الملاك الوردي على هدا الموضوع المهم بارك الله فيك دائما ننتظر منك المزيد.
 

زائر
شكرا اخت ملاك على هذه المعلومات القيمة-
 

زائر
شكراً للمرور الطيب
 

زائر
شكرا على الموضوع .