زائر
السمع والتوازن فـي ميـزان الحـواس
يتزايد الاهتمام يوماً بعد آخر بالدور الذي تقوم به الأذن في مجال الحفاظ على توازن الجسم بالإضافة إلى دورها كناقل للصوت.
ما يلفت انتباه لفترات طويلة، أنه كثيراً ما تسبق حاسة السمع البصر في القرآن ، وما أثار تساؤل هو ما مدلول قوله تعالى: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً)؟. وقد ورد ذكر السمع أكثر من 150 مرة في القرآن الكريم.
فالسمع يحتل المرتبة الأولى في الحواس، ودونه يفقد الإنسان القدرة على الكلام، ما يؤدي به إلى فقدان القدرة على التواصل والتفاعل مع المحيط الخارجي وجني ثمار هذا التفاعل.
ولنا أن نتصور أن شخصاً ما يقضي جل حياته في غرفة مصمتة، أو أن يفقد الشخص قدراته على الاتزان؛ ما يعطيه شعوراً أنه يسبح في الفضاء، وخير مثال: ما نراه من روّاد المركبات الفضائية عند خروجهم عن منطقة الجاذبية الأرضية.
فمن يعاني من عدم الاتزان ينتابه ذلك الإحساس، والأذن تؤدي الدور الرئيس في ذلك، إضافة إلى النهايات الطرفية العصبية والبصر.
وبنظرة تشريحية مبسطة للأذن نرى أنها تتكون من ثلاث غرف مترابطة ومتلازمة كل منها يكمل الآخر، فالأذن الخارجية وبطولها الذي لا يزيد على (2.5سم) مهمتها الأساسية تجميع الصوت ونقله للأذن الوسطى والتي يفصلها عن الأذن الخارجية غشاء شفاف يقوم بإيصال الصوت عن طريق اهتزاز عظمات الأذن الثلاث إلى الأذن الداخلية عن طريق الغشاء الثاني الذي يقل كثيراً في مساحته عن غشاء الطبلة بما نسبته 1:35، حيث يمثل هذا أهمية قصوى في نقل الحركة من الوسط الهوائي إلى الوسط السائل. وتقوم الأذن الداخلية بتحويل تلك الحركات الميكانيكية لإشارات كهربائية تنتقل عن طريق عصب السمع لمركز السمع ليقوم بدوره بترجمتها بناء على الذاكرة السمعية لأصوات معروفة.
والأذن الداخلية التي لا يزيد طولها على (1) سم وارتفاعها عن 5 مم وعرضها عن 3 مم تحتوي على 100.000 خلية سمعية تتكون من أنبوبين على شكل حلزوني، حيث يحوي الأنبوب الغشائي الداخلي سائلاً لزجاً غنياً بالبوتاسيوم وفقيراً بالصوديوم، بينما يحيط به أنبوب صلب يحتوي على سائل غني بالصوديوم وفقير بالبوتاسيوم. وهذا يمثل أهمية قصوى في عملية انتقال الإشارات الكهربائية.
ولكل جزء من الغشاء الهلامي الذي يهتز نتيجة للأصوات الواردة إليه مسؤولية مباشرة تجاه حزمة من الترددات بعينها دون سواها. وحيث إن الجزء الأمامي من الغشاء والذي يتلقى الأصوات المنقولة من الأذن الوسطى ذو مسؤولية عن الترددات العالية فنرى أن المتعرضين للأصوات القوية جداً والانفجارات والعاملين في المناطق ذات الضجيج العالي يكونون أول ما يفقدون قدرتهم على سماع الأصوات ذات التردد العالي.
أما الجزء المسؤول عن التوازن فيتكون من ثلاث قنوات تتوزع بشكل متعامد وتتلاقى مع بعضها في خمس نقاط، حيث تحتوي هذه القنوات على السائل اللزج ذاته المذكور سابقاً والغني بالبوتاسيوم والفقير بالصوديوم.
وهناك مناطق يناط بها مسؤولية المحافظة على الجسم في وضع منتصب (Maa)، بينما الجزء الآخر (ista Ampa) مسؤول عن حركة الجسم المستمرة، وبداخل هذه القنوات الأهداب الحسية التي ترسل إشارات دائمة لا تنقطع عن وضع الجسم لتعديله بشكل مباشر وسريع وليبقى في الوضع المطلوب.
ولنا أن نتخيل أن تصل إشارات خاطئة عن وضع الجسم ليبدأ جهاز التوازن بالعمل لتعديل هذا الوضع الخيالي وغير الواقعي، حيث يدخل الجسم في دوامة من الحركات غير الحقيقية، وهذا ما يحدث في حالات فقدان الاتزان أو الشعور بالدوار.
وفي أكثر الحالات تكون هذه الحالة بسبب وجود حبيبات صغيرة جداً تسبح في السائل اللزج لتستثير النهايات الحسية والتي بدورها ترسل إشارات غير صحيحة عن وجود الجسم في وضع غير صحيح ليرسل الجسم إشارات أخرى بناء على الرسالة المرسلة وهكذا.
وهنالك أسباب كثيرة جداً للدوار قد يكون مصدرها الأذن الداخلية، أو نتيجة إصابات بالمخ أو إصابات بالنهايات العصبية والتي يكون معظمها نتيجة لمرض السكر.
ويبدو أن حالات الدوار والتوازن قد أخذت الجزء الأكبر من الموضوع، ولكن لا بد من تسليط الضوء على بعض الأسباب المهمة لضعف السمع والتي يقع في أولها العوامل الوراثية، حيث تشكل في معظم الدراسات ما يقارب 30% ومسببات ما قبل الولادة والتي من أهمها الحصبة الألمانية 14%، والتهابات السحايا 10%، بالإضافة إلى أنه لا يزال جزء كبير غير معروف وفي حدود 36% رغم أن هذه النسبة قد تقع لاحقاً في المسببات الوراثية.
ويصيب ضعف السمع 1% إلى 2% من المواليد، ولا شك في أن الاكتشاف المبكر وفي الأشهر الأولى من عمر الطفل للإصابة هو الخطوة الأهم في العلاج، وإعادة التأهيل، ولن يتم هذا إلا بالبدء في برنامج وطني لفحص الحالات التي يكون احتمال الإصابة لديها كبيراً (High isk gp) لننطلق لاحقاً لتعميم الفحص (nivesa Seen) والذي بدئ فيه منذ عدة سنوات بالولايات المتحدة الأمريكية ومعظم الدول الأوروبية.
ويتوجب علينا قبل البدء ببرنامج بمثل هذا الحجم إعداد الدراسات اللازمة وتخريج العدد اللازم من الاختصاصيين والفنيين، وتوفير الأجهزة اللازمة لذلك وهذا لن يتأتى إلا بتكاتف الجهود والإيمان. إن هذا هو الخيار المستقبلي للحد من الإعاقة السمعية وتوفير فرص عيش أفضل.
وفي النهاية أود أن أذكر أن المساعدات السمعية هي الخيار الأول ويجب عدم الاتجاه لزراعة القوقعة إلا بعد الجزم أن هذا الخيار غير مجد.
إضافة إلى توفير جميع المعايير اللازمة لإجراء العملية ومعرفة الأهل بمضاعفات العملية ومحدودية نتائجها في بعض الحالات، وتوفر المركز المناسب لإعادة التأهيل في المنطقة التي تقيم بها الأسرة وإعادة تقييم نتائج تلك المراكز بشكل مستمر وأمين، حتى لا نقع في الأخطاء نفسها التي وقعت بها الكثير من المراكز في أوروبا حيث كانت النتائج محدودة جداً. وأرى أن هذا مسؤولية إدارات الجودة والنوعية، حيث إنها الجهة القادرة على تقييم تلك التجربة.
يتزايد الاهتمام يوماً بعد آخر بالدور الذي تقوم به الأذن في مجال الحفاظ على توازن الجسم بالإضافة إلى دورها كناقل للصوت.
ما يلفت انتباه لفترات طويلة، أنه كثيراً ما تسبق حاسة السمع البصر في القرآن ، وما أثار تساؤل هو ما مدلول قوله تعالى: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً)؟. وقد ورد ذكر السمع أكثر من 150 مرة في القرآن الكريم.
فالسمع يحتل المرتبة الأولى في الحواس، ودونه يفقد الإنسان القدرة على الكلام، ما يؤدي به إلى فقدان القدرة على التواصل والتفاعل مع المحيط الخارجي وجني ثمار هذا التفاعل.
ولنا أن نتصور أن شخصاً ما يقضي جل حياته في غرفة مصمتة، أو أن يفقد الشخص قدراته على الاتزان؛ ما يعطيه شعوراً أنه يسبح في الفضاء، وخير مثال: ما نراه من روّاد المركبات الفضائية عند خروجهم عن منطقة الجاذبية الأرضية.
فمن يعاني من عدم الاتزان ينتابه ذلك الإحساس، والأذن تؤدي الدور الرئيس في ذلك، إضافة إلى النهايات الطرفية العصبية والبصر.
وبنظرة تشريحية مبسطة للأذن نرى أنها تتكون من ثلاث غرف مترابطة ومتلازمة كل منها يكمل الآخر، فالأذن الخارجية وبطولها الذي لا يزيد على (2.5سم) مهمتها الأساسية تجميع الصوت ونقله للأذن الوسطى والتي يفصلها عن الأذن الخارجية غشاء شفاف يقوم بإيصال الصوت عن طريق اهتزاز عظمات الأذن الثلاث إلى الأذن الداخلية عن طريق الغشاء الثاني الذي يقل كثيراً في مساحته عن غشاء الطبلة بما نسبته 1:35، حيث يمثل هذا أهمية قصوى في نقل الحركة من الوسط الهوائي إلى الوسط السائل. وتقوم الأذن الداخلية بتحويل تلك الحركات الميكانيكية لإشارات كهربائية تنتقل عن طريق عصب السمع لمركز السمع ليقوم بدوره بترجمتها بناء على الذاكرة السمعية لأصوات معروفة.
والأذن الداخلية التي لا يزيد طولها على (1) سم وارتفاعها عن 5 مم وعرضها عن 3 مم تحتوي على 100.000 خلية سمعية تتكون من أنبوبين على شكل حلزوني، حيث يحوي الأنبوب الغشائي الداخلي سائلاً لزجاً غنياً بالبوتاسيوم وفقيراً بالصوديوم، بينما يحيط به أنبوب صلب يحتوي على سائل غني بالصوديوم وفقير بالبوتاسيوم. وهذا يمثل أهمية قصوى في عملية انتقال الإشارات الكهربائية.
ولكل جزء من الغشاء الهلامي الذي يهتز نتيجة للأصوات الواردة إليه مسؤولية مباشرة تجاه حزمة من الترددات بعينها دون سواها. وحيث إن الجزء الأمامي من الغشاء والذي يتلقى الأصوات المنقولة من الأذن الوسطى ذو مسؤولية عن الترددات العالية فنرى أن المتعرضين للأصوات القوية جداً والانفجارات والعاملين في المناطق ذات الضجيج العالي يكونون أول ما يفقدون قدرتهم على سماع الأصوات ذات التردد العالي.
أما الجزء المسؤول عن التوازن فيتكون من ثلاث قنوات تتوزع بشكل متعامد وتتلاقى مع بعضها في خمس نقاط، حيث تحتوي هذه القنوات على السائل اللزج ذاته المذكور سابقاً والغني بالبوتاسيوم والفقير بالصوديوم.
وهناك مناطق يناط بها مسؤولية المحافظة على الجسم في وضع منتصب (Maa)، بينما الجزء الآخر (ista Ampa) مسؤول عن حركة الجسم المستمرة، وبداخل هذه القنوات الأهداب الحسية التي ترسل إشارات دائمة لا تنقطع عن وضع الجسم لتعديله بشكل مباشر وسريع وليبقى في الوضع المطلوب.
ولنا أن نتخيل أن تصل إشارات خاطئة عن وضع الجسم ليبدأ جهاز التوازن بالعمل لتعديل هذا الوضع الخيالي وغير الواقعي، حيث يدخل الجسم في دوامة من الحركات غير الحقيقية، وهذا ما يحدث في حالات فقدان الاتزان أو الشعور بالدوار.
وفي أكثر الحالات تكون هذه الحالة بسبب وجود حبيبات صغيرة جداً تسبح في السائل اللزج لتستثير النهايات الحسية والتي بدورها ترسل إشارات غير صحيحة عن وجود الجسم في وضع غير صحيح ليرسل الجسم إشارات أخرى بناء على الرسالة المرسلة وهكذا.
وهنالك أسباب كثيرة جداً للدوار قد يكون مصدرها الأذن الداخلية، أو نتيجة إصابات بالمخ أو إصابات بالنهايات العصبية والتي يكون معظمها نتيجة لمرض السكر.
ويبدو أن حالات الدوار والتوازن قد أخذت الجزء الأكبر من الموضوع، ولكن لا بد من تسليط الضوء على بعض الأسباب المهمة لضعف السمع والتي يقع في أولها العوامل الوراثية، حيث تشكل في معظم الدراسات ما يقارب 30% ومسببات ما قبل الولادة والتي من أهمها الحصبة الألمانية 14%، والتهابات السحايا 10%، بالإضافة إلى أنه لا يزال جزء كبير غير معروف وفي حدود 36% رغم أن هذه النسبة قد تقع لاحقاً في المسببات الوراثية.
ويصيب ضعف السمع 1% إلى 2% من المواليد، ولا شك في أن الاكتشاف المبكر وفي الأشهر الأولى من عمر الطفل للإصابة هو الخطوة الأهم في العلاج، وإعادة التأهيل، ولن يتم هذا إلا بالبدء في برنامج وطني لفحص الحالات التي يكون احتمال الإصابة لديها كبيراً (High isk gp) لننطلق لاحقاً لتعميم الفحص (nivesa Seen) والذي بدئ فيه منذ عدة سنوات بالولايات المتحدة الأمريكية ومعظم الدول الأوروبية.
ويتوجب علينا قبل البدء ببرنامج بمثل هذا الحجم إعداد الدراسات اللازمة وتخريج العدد اللازم من الاختصاصيين والفنيين، وتوفير الأجهزة اللازمة لذلك وهذا لن يتأتى إلا بتكاتف الجهود والإيمان. إن هذا هو الخيار المستقبلي للحد من الإعاقة السمعية وتوفير فرص عيش أفضل.
وفي النهاية أود أن أذكر أن المساعدات السمعية هي الخيار الأول ويجب عدم الاتجاه لزراعة القوقعة إلا بعد الجزم أن هذا الخيار غير مجد.
إضافة إلى توفير جميع المعايير اللازمة لإجراء العملية ومعرفة الأهل بمضاعفات العملية ومحدودية نتائجها في بعض الحالات، وتوفر المركز المناسب لإعادة التأهيل في المنطقة التي تقيم بها الأسرة وإعادة تقييم نتائج تلك المراكز بشكل مستمر وأمين، حتى لا نقع في الأخطاء نفسها التي وقعت بها الكثير من المراكز في أوروبا حيث كانت النتائج محدودة جداً. وأرى أن هذا مسؤولية إدارات الجودة والنوعية، حيث إنها الجهة القادرة على تقييم تلك التجربة.