السمنة وأنواعها وأسبابها وأضرارها وتأثيرها على أجهزة الجسم

زائر
مقدمة :
مشكلة السمنة ليست مجرد وزن ثقيل وهيئة ضخمة وحركة بطيئة ومقاسات شاذة وإنما هي مشكلة جوهرية تحمل فى طياتها ما هو أخطر من ذلك , إن السمنة وخاصة السمنة المفرطة لها تأثيرات ضارة على صحة وكفاءة القلب والشرايين والكبد والمرارة والكلية والبنكرياس والجلد والمفاصل والثدي , كما تؤثر على عمليات الهضم والإخراج والتنفس وإفراز العرق , والسمنة تعد من أخطر العوامل التي تهيىء الفرص للإصابة بالعديد من أمراض عصرنا الشائعة كارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي ومرض السكر والذبحة الصدرية .
وتعتبر السمنة إحدى المشاكل الصحية الشائعة بين شعوب العالم المختلفة خصوصا الدول النامية , نتيجة للقصور فى التثقيف الصحي والوعي الغذائي بالإضافة إلى العوامل البيئية الأخرى وعدم الإقبال على ممارسة الرياضة والنشاط الحركي . ( : 26 )
تعد نسبة السمنة فى مصر بين السيدات البالغات 47.8 % وبين الذكور 18.6 % يعانون من زيادة الوزن الخلاصة أن أكثر من ثلاثة أرباع السيدات فى مصر يعانون من زيادة الوزن .
وتقدر التكلفة لعلاج السمنة والتحكم فى الوزن 2% إلى 7 % من ميزانية المنظمات الصحية تصرف لعلاج أمراض السمنة والتحكم فى زيادة الوزن وكانت اكبر تكلفة لعلاج السمنة فى الولايات المتحدة 2001 تقدر بــ 46000 مليون دولار وقد دلت إحصائيات 2001 إلى أن هذه النسبة تزداد 395 دولار سنويا للفرد وتكاليف الرعاية الصحية بنسبة 36 % وتكاليف العلاج إلى 77 % مقارنة بالأفراد الغير مصابين بالسمنة . ( :4 )
تعريف السمنة أو البدانة :
يرى ديفيد ف بيك : أن البدانة هي الزيادة فى كمية الدهون والتي تجعل الجسم غير مألوف عن شكلة المثالي فإذا كانت الزيادة فى وزن الجسم عن وزنه المثالي بمقدار 15- 18 % فإنها تعنى زيادة فى الوزن وإذا كانت البدانة من 20- 29 % فإنها تسمى بدانة متوسطة أما إذا زادت عن 30 % اعتبرت بدانة خطيرة .
ويشير ماكليود وآخرون 1986 إلى أن البدانة تعنى الزيادة المتراكمة من دهون الجسم عن الاستهلاك المفقود .
فى حين يرى محمد على البار أن البدانة تعنى الزيادة فى الوزن عن الحد المثالي لوزن الجسم وتعنى البدانة الزيادة فى وزن الجسم بمقدار 20 كيلو جرام أو أكثر عن الحد المثالي فإذا كانت الزيادة عن الحد المثالي تصل ما بين 10 إلى أقل من 20 كيلو جرام (( تسمى زيادة فى الوزن . أم إذا زادت عن 20 كيلو جرام أو أكثر فأنها تسمى بدانة خطيرة ))
تشير إجلال فاروق محمود 1994 إلى أن البدانة تعنى الزيادة فى المواد الشحمية فى الجسم عن الحدود المثالية المقبولة حيث تتراكم المواد الشحمية تحت الجلد وفى الأنسجة المختلفة وتكون على درجات وهى ليست مجرد زيادة عددية فى الوزن بقدر ما هي مظهر سيكوسو ماتى يؤثر على حركة الإنسان ونشاطه وصحتة بشكل عام .
ويضيف عبد الرحمن العيسوى 1997 مفهوما للبدانة حيث يشير إلى أن البدانة تعنى أحد الاضطرابات الغدية أو المتعلقة بالغدد الصماء ويحتوى هذا النمط من الاضطرابات على تضخم فى الغدة الدرقية وما يصاحب ذلك من فقدان فى الاتزان الغدى وزيادة إفراز الغدة الدرقية لعوامل انفعالية سببية تابعة لاضطرابات سيكومسو ماتية .
وأوضح أستنكورد 1984أن البدانة تعنى الزيادة عن معدل وزن الجسم مستخدما بعض الوسائل والمقاييس الجسمية لكثافة الجسم والبدانة المعتدلة هي التي تقع بين 10 – 20 % أو بدانة زائدة وهى التي تقع بين 20 -40 % أو بدانة خطيرة وهى التي تزيد عن 40 % من وزن الجسم المثالي .



ويضيف فتحي سيد نصر مفهوما للبدانة حيث يعرفها بأنها الزيادة فى كمية دهون الجسم أمثر من المعدل المثالى للوزن فعلى سبيل المثال عندما يكون الذكر عمره 18 سنه فإن نسبة الدهون من وزنه تتراوح ما بين 15 – 18 % أما نسبة الدهون فى الأنثى فى نفس العمر تتراوح ما بين 20 -25 % وتعنى الزيادة المزمنه فى الطاقة والفشل فى تنظيمها وفقدانها قد يؤدى إلى زيادة فى الوزن .
ويضيف جيبسون ج .ى 1983 بأنه لا يوجد معيار محدد نستطيع من خلاله أن نحدد مفهوما للبدانة ولكنها تعرف بشكل عام بأنها حالة ناتجة عن زيادة مقدار النسيج الدهنى فى الجسم .
يرى كوبر بأن البدانة تتميز باعتبارها حالة بدينة تتميز بالوزن المفرط للجسم الذى يحدث نتيجة عوامل وراثية وجسمية . ( : 30 )
كما تشير حسنية حسن موسى 2001 : أن السمنة أيضا اضطراب فى التمثيل الغذائي بمعنى أن الإنسان البدين يتناول سعرات حرارية أكثر مما يحتاج فتزداد كمية الدهون تدريجيا حتى تصل إلى 30% من الوزن الكلى . ( : 27 )
أنواع السمنة :
هناك تصنيفات متعددة للسمنة نذكر منها ما يلي : -
التصنيف الأول :-
وهذا التصنيف يقسم السمنة إلى الأنواع التالية : -
1- السمنة المتسمة بزيادة عدد الخلايا الدهنية : ويظهر هذا النوع من السمنة عند الأطفال ولا يمكن تقليل عدد الخلايا الدهنية هذه عند إتباع نظام غذائي لإنقاص الوزن وإنما يمكن تقليل حجمها والسمنة فى الطفولة هي التي تحدد ملامح السمنة عند الكبر حيث يصبح العلاج عسيرا نتيجة نمو الخلايا الدهنية ويكثر عددها ولا يمكن تقليل عدد هذه الخلايا الاختزانية عند الكبر وتصبح السمنة مزمنة تلازم المرء فى مراحل عمره ومقاومة لصور العلاج المختلفة .
2- المسنة التي ترجع إلى تضخم حجم الخلايا الدهنية : وهذا النوع من المسنة هو الشائع عند الكبار .
كما يضيف فتحي سيد نصر 1998 : أنه توجد مراحل أو فترات من العمر يتعرض فيها المرء للسمنة العرضية وقد تصير مزمنة إذا لم يستقيظ المريض لسلوكه الغذائي ويدركه فى المراحل العمرية التالية :
مرحلة المراهقة : حيث تسود الانفعالات وتكثر الإحباطات السلوكية بسبب تعرض المراهق لكثير من المواقف الصعبة اليومية كالخوف من الامتحانات والمشكلات العاطفية وصعوبة المعاملة مع الوالدين فيتجه المراهق إلى الإشباع التعويضي السريع والتنفيس عن المعاناة الانفعالية بالنهم فى تناول الطعام وخاصة الأغذية الحلوة والسكرية كما أن تناول الطعام بهذه الصورة يمثل سلوكا هروبيا من الواقع العملي .
مرحلة ما بعد الولادة : حيث تطول فترة النقاهة بعد الولادة مع قله الحركة أو انعدامها تماما والاستمرار فى تناول الوجبات الدسمة وذات الطاقة المركزة لتعويض الجهد المبذول والطاقة المفقودة أثناء عملية الوضع .
فترة انقطاع الطمث : بسبب اضطراب التوازن الهرموني وتأثيره على مركز الشهية فى الدماغ , بجوار العوامل النفسية المصاحبة لانقطاع الطمث من قلق وإحباط كما أن النظرة المتشائمة للحياة قد تدفع بصاحبتها إلى الهروب والتعويض .
الأيام القليلة التي تسبق الدورة الشهرية : حيث تزداد شهية المرأة لتناول الطعام وتنخفض قدرتها على احتباس الصوديوم وبالتالي احتباس الماء ويحدث نوع ضعيف من التورم نتيجة اضطراب هرموني مؤقت وتتباين حدة هذه الأعراض من امرأة إلى أخرى .


كما يذكر ماجد عبد العال أن التصنيف الثاني :
وهذا التصنيف يقسم السمنة على أنواع التالية :
التصنيف العمرى : أي التصنيف الذى يعتمد على عمر الفرد الذى تبدأ عنده السمنة فى الظهور , ويشمل هذا التصنيف نوعين من السمنة :
- النوع الأول : ويصيب الأطفال حيث تبدأ السمنة فى الظهور فى سن مبكرة بين الرابعة والحادية عشرة وتتميز بكثرة عدد الخلايا الدهنية .
- النوع الثاني : وتبدأ فيه السمنة فى الظهور فى العقد الثالث من العمر وتستمر فى الزيادة حتى العقد الخامس أو السادس حيث تستقر وزن الجسم بعد ذلك ويتميز هذا النوع بتضخم الخلايا الدهنية .
التصنيف الجغرافي :وهذا يعتمد على أماكن تراكم الدهون بالجسم فإذا كان ذلك فى منطقة الصدر والبطن سمي النوع الذكرى من السمنة حيث أن هذا النوع شائع بين الذكور أما إذا كان فى منطقة الأرداف أطلق عليه النوع الأنثوي حيث إنه شائع بين السيدات وهناك نوع ثالث يتصف بالتناسق حيث تكثر الدهون فى جميع أجزاء الجسم . حيث نلاحظ أن الشخص المصاب بالسمنة لديه ثلاثة أمثال الخلايا الدهنية الموجودة لدى الشخص العادي ( كينتيل وهيرش 1968 ) ونجد أن الإفراط فى الطعام يمكن أن يزيد من عدد الخلايا الدهنية ومازلنا نؤكد أن الجينات تضع حدودا هامة للعدد الكلى للخلايا الدهنية .
التصنيف السببى : وهذا يعتمد على الأسباب المختلفة للسمنة
كما أن هناك تصنيف أخر يعتمد على مدى زيادة الوزن الجسم عن الوزن الطبيعي . ( :29 – 31 )
أعراض السمنة:
تؤدى السمنة إلى بعض الأعراض مثل :
- ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول .
- نقص معدل التنفس
- الفشل فى محاولة تحديد نظام التغذية .
- تشوش النشاط الاجتماعي للوزن الزائد وانخفاض احترام الذات . ( :36 )
أسباب السمنة أو زيادة الوزن :
هناك عوامل متعددة تتفاعل معا و تؤدى إلى زيادة الوزن وهى :
- قله المجهود البدنى :
ترتبط زيادة الوزن بالخمول وعدم الحركة أو قلتها فتؤكد دراسة كل من جريلو 1994 وبرنتس 1996 وفيرو و مارتينو 1996 ) أن قلة النشاط البدنى والحياة الراكدة قليلة الحركة مناهم العوامل التي تؤدى إلى زيادة الوزن . ومما هو جدير بالذكر أن التقدم التكنولوجي ونوع العمل الممارس يؤثران بطريقة مباشرة على زيادة الوزن فالأفراد الذين يستخدمون الأجهزة المنزلية الحديثة ويؤكدون السيارات ووسائل المواصلات وكذلك الذين يعملون فى المكاتب أو هؤلاء الذين تتصف طبيعة عملهم بعدم الحركة يكونون أكثر تعرضا لزيادة الوزن لقلة الحركة المبذولة.
- أسباب اجتماعية وسلوكية : تعد سلوكيات الأفراد فى مجتمعاتنا الحديثة أحد الأسباب فى زيادة الوزن فتوضح دراسة كل من أدوين 1983 وموسى وآخرون 1995 ومافيس 1998 ) أن أهم سلوكيات الأفراد التي تؤدى إلى زيادة الوزن مايلى :
- تناول الأطعمة الخفيفة بين الوجبات .
- كثرة تناول السكريات والدهون .
- مشاهدة التلفزيون لفترات طويلة مع تناول المكسرات والمشهيات .
- إقامة الولائم وكثرة تناول الأطعمة فى المناسبات الاجتماعية والدينية وهى عادة ما تكون أطعمة عالية السعرات .
- محاولة الأمهات لإطعام أطفالهن طوال ساعات النهار والليل دون التقيد بمواعيد الوجبات الأساسية .
نمط النشاط لدى الوالدين : إما أن تكون الأم نشيطة بحيث لا تترك فرصة للأولاد للمشاركة فى أداء العمل المنزلي أو حتى القيام ببعض متطلباتهم الشخصية أو تكون الأم قدوة فى الكسل لتقليل الوقت والجهد المستنفذ فى إعداد وطهي الأطعمة أو كنوع من الإسراف على بند الغذاء نتيجة ارتفاع الدخل .
- أسباب نفسية : أوضحت الدراسات التي أجريت فى هذا المجال أن الحالة الانفعالية للفرد قد تؤدى إلى حدوث زيادة الوزن فالكثير من الأفراد تزداد شهيتهم للطعام أو الامتناع عنه عند مواجهة المشاكل النفسية (زهران 1997 ) ويؤكد ذلك دراسة مهرابيان1979 والتي تبين منها أن بعض المصابين بحالات بحالات الإكتئاب والقلق النفسي يتجهون إلى الإكثار من الأكل كرد فعل لهذه الاضطرابات وعلى الرغم من أن العلاقة بين الشهية لتناول الطعام والحالة الانفعالية علاقة معروفة فى الطب ولكن الآليات المنظمة لها لا تزال تخضع للكثير من اختلافات وجهات النظر .
- أسباب وراثية : تتسم السمنة بأنها صفة عائلية ومن الصعب علينا أن نفصل بين العوامل الوراثية والبيئية للسمنة فقد وجد كل من بور شارد 1993 وستنكارد 1996 ونيكولس 1999 أن هناك جينات متنحية تتفاعل مع العوامل البيئية ولها دور فى تطور السمنة وتوضح دراسة وينسير وآخرون أن انتشار السمنة فى الأسرة لا يمكن تفسيرها بعوامل جينية رئيسية ولكن ربما يرجع إلى ظهور استعدادات وراثية كامنة ( جينات متنحية ) نتيجة لنمط الحياة الحديثة الذى يتسم بقلة النشاط والحركة . ولذلك فمن الضروري أن نشجع نمط الحياة النشيط إذا كان هناك استعداد أسرى .
- أسباب فسيولوجية : تؤدى إلى زيادة الوزن نلخصها فيما يلي :
- اضطرا بات الغدد : تظهر السمنة عادة عند النساء فى مرحلة البلوغ والحمل وسن اليأس فقد يحدث فى هذه المراحل اضطرا بات فى الغدد ينتج عنها زيادة فى إفراز هرمونات الغدة الكظرية الذى يؤدى بدوره إلى الإصابة بنوع من أنواع السمنة فى منطقة الجزع والجزء العلوي من الجسم , كما يؤدى نقص إفراز هرمونات الغدة الدرقية إلى السمنة , كما يحدث السمنة أيضا عند حدوث اختلال فى الغدة النخامية الأمامية .
- التمثيل الغذائي : أوضحت الدراسات التي أجريت فى هذا المجال أن معدل الاحتراق داخل الجسم فى حالات السمنة يكون أقل من المعدل الطبيعي مما يؤدى إلى اختلال فى تنظيم وزن الجسم نتيجة ترسب الدهون داخل الجسم .
- حجم وعدد الخلايا الدهنية : وجد أدلمان و مال فى دراستة عن عدد وحجم الخلايا الدهنية فى الأطفال المصابين بالسمنة أن عددهم وحجمهم أكبر بالمقارنة بالأطفال الغير مصابين كما أثبت أن الأشخاص البالغين الذين لم يصابوا بالسمنة من قبل وعندما تم إنقاص الوزن للأفراد السمان وجد أن حجم الخلايا الدهنية يقل نتيجة لفقد الدهون ولكن يبقى عدد الخلايا كما هو .
- إضطرابات الجهاز العصبي المركزي : عادة تؤدى إضطرابات الجهاز العصبي المركزي وخاصة الهيبوثلاموس وهو عضو صغير جدا يقع أعلى الغدة النخامية ويتحكم فى الشهية والرغبة فى الطعام إلى زيادة الشهية بصورة مرضية .
- اضطرا بات الجهاز الهضمي : وهى تلعب دورا بسيطا فى بعض الأشخاص حيث تؤدى إلى الإحساس الدائم بالجوع وما يتبعها من زيادة فى الشهية للطعام .
- تناول بعض الأدوية : بعض الأدوية التى يتعاطاها الفرد كعلاج لأمراض محددة تؤدى إلى زيادة الوزن . ومن أشهر هذه الأدوية الهرمونات كحبوب منع الحمل والكورتيزون ومشتقاته وبعض الأدوية المهدئة للأعصاب التى تؤدى إلى قله الحركة وأحيانا إلى زيادة الشهية وبعض مضادات الالتهابات والفيتامينات والمعادن .
- السن : تظهر المسنة عادة فى متوسط العمر إلا انه من الممكن ظهورها فى أي سن ويوضح إكهارد وفيلر 1996 أن زيادة الوزن تحدث مع تقدم العمر ويرجع ذلك إلى نقص الطاقة المنصرفة نتيجة لقلة الحركة أو إصابة ببعض الأمراض التى تعوق الحركة والتي تؤدى إلى الحياة الساكنة ومما هو جدير بالذكر أن المجتمعات الفقيرة تكون السمنة فيها غير شائعة بين صغار السن على عكس المجتمعات الغنية التى تعتبر السمنة فيها مشكلة هامة لانتشارها بين صغار السن كما يكثر فى هذه المجتمعات زيادة الوزن بين الشباب .
- الجنس : تحدث السمنة فى كلا الجنسين إلا انه قد يوجد بعض الاختلافات فوجد بلاك أن الاختلافات محتوى الجسم من الدهون بين الذكور والإناث تكون بسيطة حتى مرحلة المراهقة بينما تمثل محتويات جسم المرأة من الدهون من 20- 25 % من وزن الجسم أما الرجل فتمثل من ( 12 % - 17 % )من وزن الجسم كما أوضح نومورا وآخرون 1986 أن نسبة الدهون فى منتصف فترة المراهقة للبنات تبدأ فى الزيادة بينما فى الأولاد ربما يفقدون الدهون فى أواخر المرحلة وبالتالي يوجد اختلاف مع البنات حيث تضاعف لهن نسبة الدهون فى نهاية فترو المراهقة . هذا وتعتبر السمنة أكثر شيوعا فى النساء حيث تتعرض المرأة للإصابة بالسمنة بعد الحمل أو عند بلوغ سن اليأس وغالبا تزيد المرأة فى الوزن بمقدار حوالي 12.5 كجم خلال فترة الحمل ويرجع هذا إلى زيادة الأنسجة الدهنية التى تستخدم كمخزن لسد المطالب اللبنية للرضيع وكثير من النساء يثبتن على الوزن بعد الولادة وانتهاء فترة الرضاعة والبعض الآخر يزداد وزنه زيادة تصاعدية مع كل ولادة ( : 29 – 31 )
- أضرار ومضاعفات السمنة :
يذكر منصور على عرابي : أن تتعدد وجهات النظر المختلفة بشأن تحديد مضاعفات المسنة ومخاطرها حيث يحددها فى :
- التهاب المفاصل
- زيادة العبء على القلب والدورة الدموية .
- تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم .
- الإصابة بمرض السكر .
- ضيق فى التنفس .
- إصابة القدمين بالتفلطح .
ويحددها فتحى سيد نصر فى :
- تقل مقدرة الجسم على التمثيل الحيوي للكربومائيات .
- تحدث مضاعفات متعددة عند الولادة والحمل والجراحة نتيجة تراكم الدهون فى الجسم .
- تعتبر السمنة معوقا خطيرا لحركة الجسم .
- يتعرض الإنسان البدين للإجهاد السريع .
- زيادة حجم الجسم يجعل صاحبة يشعر بمجهود مضاعف عند العمل .
- عدم خفة الحركة وتعرض الأشخاص السمان للحوادث أكثر من غيرهم من أصحاب الوزن العادي .
- آلام الظهر شكوى عامة مقترنة باستمرار السمنة . ( : 33 -34 )
كما أن هناك أضرار لزيادة الوزن :
- أضرار صحية :
- التأثير على الجهاز العضلي الهيكلى :
التركيب الهيكلى للإنسان لا يسمح بتحمل أكثر من طاقته ويترتب على هذا أن الأفراد ذوى الوزن الزائد عادة ما يفقدون القدرة على التحرك العادي ويصحبون شبه معدومي القدرة على تحمل أعباء الحياة اليومية وذلك نتيجة لما يلي :
- صعوبة تحريك وزن الجسم .
- صعوبة تحقيق الاحتياجات اللازمة للبناء والنشاط للعضلات .
- عدم كفاءة الأجهزة الحيوية للجسم .
ويؤكد كل من أندرسون وآخرون 1982 وكوبر وآخرون 1994 أن الشخص البدين يعانى من التهاب المفاصل خاصة مفصل الركبة والقدمين نتيجة للحمل الزائد عليها وتزداد هذه المعاناة كلما زاد الوزن , حيث يشكو الشخص من الآم بهذه المفاصل خصوصا أثناء المشي أو أثناء أداء العمل الذى يتطلب الحركة والوقوف باستمرار أما الآلام التى يشعر بها الشخص البدين فى ظهره ما هي إلا نتيجة للأحمال الزائدة التى تضغط على العمود الفقري وبالتالي توتر العضلات المساندة له بحيث لا يستطيع الشخص أن يقف طويلا وأن يؤدى حركات معينة ويكون أكثر عرضة للإصابة بالانزلاق الغضروفي .
ويوضح جارو1988 لان وكريستوفر 1991 أن السمنة قد تؤدى إلى الإقلال من كفاءة بعض العضلات الهامة مثل عضلات الفخذين المساعدة فى عودة الدم الوريدي إلى القلب مما يؤدى إلى بطء الدورة الدموية وبالتالي ظهور دوالي القدمين وهى حالة مؤلمة جدا فى المشي أو عند الوقوف ولو فترة قصيرة وهذا كله يؤدى بلا شك إلى عدم القدرة على الحركة .
- التأثير على الجهاز التنفسي والجهاز الدوري :
تعد إضطرابات الجهاز الدوري والجهاز التنفسي من أهم العوامل التى تؤثر تأثيرا مباشرا على الكفاءة البدنية للفرد والتي يعرفها فروليشر 1990بأنها مقدرة الفرد على العمل بشكل عام وفى نفس الوقت هي المقدرة على تنفيذ العمل بأكبر إنتاجية ( أكبر حجم ) بينما يرى هاسكيل 1992 أنها مقدرة الجسم على الاحتفاظ بمستوى ثابت فى استمرار الأداء وتحمل العبء الواقع على الوظائف الحيوية كالدورة الدموية والتنفس الهوائي فى مواجهة التغيرات الداخلية التى تظهر نتيجة العمل البدنى كما يعرفها باسلر بأنها مدى كفاءة الجهازين الدوري والتنفسي للقيام بأداء العمل مع تأخر ظهور التعب أثناء المجهود البدنى ويطلق عليها البعض الكفاءة الفسيولوجية للفرد.
وتعتمد الكفاءة البدنية للفرد غالبا على مقدرة مد العضلات العاملة بالأكسجين وهذا يعنى أن الكفاءة البدنية للفرد أحيانا ما تقيم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على الأقل بالعناصر الآتية :
- وظيفة الجهاز الدوري .
- وظيفة الجهاز التنفسي .
ولذلك فمن الضروري التعرف على أهم اضطرابات الجهاز التنفسي والجهاز الدوري المصاحبة لزيادة الوزن وإثرها على الأداء .
الجهاز التنفسي :
يصاحب زيادة الوزن عادة تراكم الشحوم على القفص الصدري وتحت الحجاب الحاجز وبالتالي يحدث بطء وصعوبة فى عملية التنفس مما يقلل من التهوية الرئوية التى يصاحبها قله الأكسجين فى الدم .
ويترتب على ذلك إضطرابات عصبية وعضلية وتتمثل فيما يلي :
- قلة النشاط الذهني : نتيجة لنقص كمية الأكسجين الواصل للجهاز العصبي مما يؤدى إلى قله الانتباه والتركيز والإدراك والخمول وقله الحركة مع الميل إلى النوم .
- قلة النشاط البدنى : نتيجة نقص كمية الأكسجين الواصل للعضلات وهذا يجعل العضلات تنقبض وتصبح غير قادرة على الاستمرار فى إنجاز العمل مع الشعور بالتعب فى العضلة التى لم تصل إليها كمية الأكسجين الكافية .
الجهاز الدوري :
تؤكد دراسة كل من دونيلى وآخرون 1996 وريتشر وآخرون 1996 وياجالا وآخرون 1996 أن الشخص البدين غالبا ما يعانى من ارتفاع نسبة الدهون فى الدم وما يترتب عليها من أمراض القلب والأوعية الدموية . والوزن الزائد يمثل غالبا عبئا إضافيا على القلب وهذا العبء يحتاج إلى مزيد من الأكسجين , ولكن عادة ما تكون كفاءة الرئة قد تأثرت بالسمنة ولا تستطيع للاستجابة للمجهود الزائد فتكون المحصلة النهائية ضعف كفاءة الرئة والقلب وخصوصا فى حالة بذل اى مجهود بدني مما يؤدى إلى جعل الشخص البدين أكثر حيا للهدوء والكسل وقله الحركة مما يؤدى إلى مزيد من السمنة وزيادة الوزن ( خيرت 1993 )
وتؤكد دراسة هو 1990 وجراسى وآخرون 1996 أن اضطرابات الجهاز الدوري التنفسي تعتبر من أهم معوقات عمليات التمثيل الغذائي وهذا يجعل العضلات فى حالة عجز عن الاستمرار فى أداء نفس العمل بنفس الكفاءة ويوضح أبنزيلز 1988 , جايتون 1991 أنه أثناء أداء العمل يزداد معدل التمثيل الغذائي للدهون والجلوكوز فى العضلات النشطة مما يستدعى استعمال احتياطي الجهاز التنفسي والدوري إلى نهايته ويزداد سريان الدم فى العضلات النشطة وذلك نتيجة دفع القلب وزيادة ضغط الدم الشرياني ولاتساع الأوعية الدموية عند انقباض العضلات . ( : 33 -36 )
الأمراض المرتبطة بالسمنة :
السمنة ومرضى السكر : -
قام ( e –hazemi & wasy 2000 ) لمعرفة مدى انتشار زيادة الوزن والسمنة بين السعوديين من المصابين بمرض البول السكري ومن غير المصابين بمرض البول السكري شملت هذه الدراسة 14660 شخصا . فتم فحص عينة من دم الصائم وعينه بعد ساعتين من إعطاء حمل من الجلوكوز لكل مشارك لتعيين مستوى السكر الدم لديه وتم تصنيف المشاركين باعتبارهم سكريين أو غير سكريين وكذلك باعتبارهم بدناء ( نسبة كتلة الجسم 25 – 30 كيلو جرام متر مربع ) أو زائدى الوزن ( نسبة كتلة الجسم 25 – 29.9 كيلو جرام متر مربع ) أو أسوياء ( نسبة كتلة الجسم أقل من 25 كيلو جرام متر مربع ) . وتم حساب معدل انتشار السمنة فى العينة كلها , وكذلك فى المصابين بمرض البول السكري وغير المصابين بمرض البول السكري من الذكور وإناث كل على حدة . وأظهرت النتائج وجود السمنة وزيادة الوزن فى 13.05 % و 27.23 % من الذكور وفى 20.26 % و 25.20 % من الإناث على التوالي وكان انتشار السمنة وزيادة الوزن أكثر ارتفاعا بدرجة يعتد بها إحصائيا بين المصابين بمرض البول السكرى عنها بين غير المصابين بمرض البول السكرى . وفى كل منطقة من المناطق أبدى المصابون بمرض البول السكرى ولوحظت اختلافات متعددة بين المناطق .
السمنة وأمراض القلب :-
زيادة الوزن والسمنة من أكبر عوامل الأخطار المؤدية إلى الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية التى تحتل صدارة الأمراض المتسببة للوفاة ، إذ هي تؤدى بحياة ما يزيد على 17 مليون شخص فى كل عام .
وتبين تقديرات منظمة الصحة العالمية أن حالات زيادة الوزن والسمنة التى كانت تعتبر من المشاكل المحصورة فى البلدان المتوسطة الدخل . وذلك ناجم عن عدد من العوامل بما فى ذلك حدوث تحول عالمي فى النظام الغذائي نتيجة النزوع إلى زيادة مدخول الطاقة والدهون والملح والسكر وإلى انخفاض النشاط البدنى بسبب ما يرتبط بأنماط العمل ووسائل النقل الحديثة والتوسع الحضاري ( wh 2005 ) .
قام ( 2003 Ghannem ( لتصنيف مجموعات عوامل الأخطار القلبية الوعائية لدى أطفال المدارس الحضريين البدينين فى مدينة سوسة , تونس على خلفية ازدياد معدل حدوث البدانة بين التونسيين تم إجراء دراسة مسحية مستعرضة شمل 1569 من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 – 19 عاما والذين تم اختيارهم بأخذ عينات متعددة المراحل لتقييم معدلات انتشار البدانة وتصنيف مجموعات عوامل الأخطار القلبية الوعائية لدى أطفال المدارس البدينين درجات أكثر ارتفاعا من ضغط الدم , ومستويات أكثر ارتفاعا من ثلاثي الجليسيريد ومقادير أكثر انخفاضا من الليبوبروتينات عالية الكثافة مما لدى الأطفال ذوى الوزن السوي وفى كلا الجنسين كان الطول والوزن فى جميع المجموعات العمرية أعلى مما لدى السكان من الأطفال فى تلك الأرياف وعلى هذا فإن الدراسة تدل على أن للبدانة تأثيرات ضارة لا تقتصر على البلدان الصناعية .
وفى دراسة عوالم أخطار الأمراض القلبية الوعائية لدى البالغين فى طهران وعلاقتها بالسمنة قام بها ( 2004 Azizi ) لتقييم العلاقة بين السمنة وأمراض القلب الوعائية لدى 3622 من الذكور و 5025 من الإناث ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و 70 عاما فى دراسة طهران للجلوكوز والدهون . وتم حساب نسبة كتلة الجسم ومحيط الخصر ونسبة الخصر للطول والخصر للأرداف وقد وجد ان الأشخاص البدناء يتعرضون بنسبة أعلى للإصابة بارتفاع ضغط الدم وزيادة الكوليسترول الكلى وزيادة ثلاثي الجليسريدات وزيادة كوليسترول وليبوبروتينات منخفضة الكثافة بأكثر مما يتعرض له غير البدناء أما من تتركز السمنة لديهم فى أوسط البدن فهم أكثر تعرضا لزيادة ثلاثي الجليسيريد وارتفاع ضغط الدم وزيادة الكولسترول الكلى . والسمينات أكثر تعرضا للإصابة بارتفاع ضغط الدم وبزيادة ثلاثي الجليسيريد وبزيادة الكوليسترول الكلى وزيادة كوليسترول البروتينات الدهنية منخفضة لكثافة وانخفاض الكوليسترول البروتينات الدهنية العالية الكثافة مقارنة بغيرهن من غير البدينات . أما من تتركز السمنة لديهن فى أوسط البدن فلديهن أرجحية أعلى من غيرهن للإصابة زيادة ثلاثي الجليسريد وانخفاض كوليسترول الليبوبروتينات مرتفعة الكثافة .
السمنة وارتفاع ضغط الدم :
تصل نسبة ارتفاع ضغط الدم بين البدينين تصل إلى ثلاث أضعاف نسبته بين العاديين وأن تخفيض الوزن مع التقليل من تناول ملح الطعام عند مرتفعي ضغط الدم يحسن ضغط الدم فى حدود تصل إلى 50 % . معظم الدراسات الوبائية التى قام بها ( metens and Van.Gaa 2000 ( أظهرت ارتباط بين مؤشر كتلة الجسم وضغط الدم عند المرضى الذين لديهم وزن طبيعي أو زيادة فى الوزن . والزيادة فى الوزن عند الأشخاص البالغين يبدو انه من عوامل الخطر الهامة . ومستقبلات الكورسكورتيرون من النوع الأول والثاني الموجودة فى المخ تلعب دورا فى انخفاض الشهية عند الأشخاص المصابين بالسمنة .
درس العالم ( 2000 wffd ,et a ) أهم الاعتبارات العلاجية لمرضى السمنة المصابين بارتفاع ضغط الدم , حيث أظهرت النتائج المتحصل عليها أن العديد من الميكانيكيات المعقدة التى تحدث فى الجسم والمؤدية إلى زيادة وزن الجسم لها أيضا دور فى زيادة ضغط الدم لدى الأفراد المصابين بالسمنة .
حيث أن علاج مرضى السمنة المصابين بارتفاع ضغط الدم لابد أن يأخذ فى الاعتبار التغيرات الفسيولوجية لهؤلاء المرضى كذلك أظهرت النتائج المتحصل عليها أن تغير وتعديل أوجه الحياة اليومية والتي تشمل محاولة خفض وزن الجسم وزيادة معدل النشاط الطبيعي الذى يقوم به الأفراد لها تأثيرا مباشرا على خفض مستوى ضغط الدم فى الجسم وكذلك لها دور فى تحسين التحكم فى ضغط الدم لدى مرضى السمنة .
السمنة وأمراض الكلى :-
أظهرت نتائج الأبحاث التى قام بها ( 2002 Dejng ) أن السمنة قد تسبب فقد كبير فى وظيفة الكلى لدى المرضى المصابين بأي مرض من أمراض الكلى . كذلك فإن السمنة تؤدى إلى أضرار بالكلية فى الأشخاص الأصحاء . وتجد علاقة بين السمنة والكلى والسكر من حيث
- زيادة معدل سريان الدم بالكلى وكذلك معدل الترشيح واضح فى حالة السمنة .
- زيادة مستوى اللبيومين بالبول
هذان الحدثان يتنبؤا بفقد فى وظيفة الكلى عند مرضى السكر .
والتقنية المسئولة عن تدمير الكلى فى الأشخاص المصابين بالسمنة لم يتم إثباتها ولكن يوجد دليل يقترح أن هذا التدمير يرتبط بالتغيرات فى الهرمونات . ( : 7-12 )











 

زائر
تم النقل للقسم المناسب