السواح« أو »التهاب القرنية المعدي

زائر
الدكتور مصطفى الرشاطي أخصائي أمراض العيون:
»السواح« أو »التهاب القرنية المعدي« ليس سحابة صيف عابرة وإهمال العلاج قد يتلف العين تماما
الباعة وقاعات المستشفيات المزدحمة ينابيع عدوى قوية* يجب عزل المصاب عن الأصحاء وإخضاعه لعلاج طبي
* من حق الكبار اختيار عدم العلاج لكن من الضروري إخضاع الصغار لذلك كي لاننتج مواطنين معاقين
انتشر مؤخرا مرض عيون معروف لدى العامة »بالسواح«، وقد دأبت شريحة عريضة من المواطنين على التعامل معه كأحد أمراض الصيف البسيطة والعابرة لذا يلجأ جزء كبير منهم للتداوي العشوائي إما باستعمال أدوية الغير أو العلاج الشعبي ببعض المواد من قبيل الثوم والبصل. هل السواح بالفعل سحابة صيف لاتحتاج لتدخل الأخصائي؟ ماذا يحدث للعين في حالة إهمال العلاج الطبي؟ من أين تأتي العدوى.. وكيف يمكن التعامل مع الشخص المصاب؟ أسئلة تم طرحها على الدكتور مصطفى الرشاطي أخصائي أمراض العيون أجاب عنها في هذا الحوار:
س: ماهو »السواح« وماهي تسميته الطبية؟
ج: مايعرف »بالسواح« لدى العامة هو مرض عيون يسمى »بالتهاب القرنية المعدي« هو عبارة عن فيروس سريع الانتقال والعدوى عبر عدة طرق منها الماء، الأواني والاتصال البشري كالتحية باليد أو على الخدين، ويضاف إلى هذه الأسباب الباعة المصابون بمرض »السواح« والذين يستهينون بإصابتهم فينقلون لنا المرض عبر المواد التي نبتاعها منهم.
س: هل بالفعل مرض »السواح« هو أبسط أمراض العيون التي لاتحتاج لزيارة الطبيب وهل هو أحد أمراض الصيف كما هو شائع؟
ج ـ السواح ليس مرضا بسيطا كما هو شائع يتطلب فقط انتظار الشفاء التلقائي أو استخدام أدوية نصحنا بها الغير، بل الأمر جاد قد يودي ببصر المصاب، لذلك تبقى زيارة الطبيب واجبة خاصة وأن تأثير المرض يختلف من شخص لآخر حسب مناعته واستعداده للإصابة والشفاء منه، مرض السواح يأتي بشكل حاد مسببا نزيفا للعين وهذا أخطر ما في المرض، خاصة أن مناعتنا وبشكل عام آخذة في الانخفاض بسبب التلوث، وما يزيد من سرعة العدوى بين الناس هو قلة الوعي بأهمية النظافة..
فالأمراض مثل السواح تنتشر في الظروف والأوساط قليلة أو منعدمة النظافة، وبالطبع اعتبار مضر السواح ـ سحابة صيف ـ وعدم زيارة الطبيب فكرة خاطئة تماما. وإذا اختار الآباء عدم العلاج فإنني أنصحهم بعدم حرمان أبنائهم من ذلك خاصة وأن أعين الصغار تحتاج لمتابعة وعناية خاصة لأنها في طور التكوين والنمو، ولا أنصحهم بإدخال أي مواد للعين خلال الإصابة مثل الثوم والبصل وغيرهما مما يفاقم الأمر ويولد مضاعفات خطيرة، في هذه الحالة الحرجة فقط يدرك المريض أن عليه مراجعة الطبيب المختص، وأحب أن أشير إلى أن زوال المرض تلقائيا لايعني شاء المريض بل يحصل ما يمكن تسميته بنوع من الخمول بعدما يكون قد سبب أضرارا للعين لاتظهر على المدى القريب، ومع أول إصابة للعين بمرض آخر تكون الإصابة أقوى من المعتاد لأن العين أصبحت ضعيفة وقليلة المناعة جراء الإصابة غير المعالجة من »السواح«. وبشكل عام فإن المواطنين المغاربة يفكرون في إجراء فحوص على باقي أعضاء الجسم ويهملون العين في حين أنه في الطب الحديث يمكن من خلال عين الإنسان قراءة وضعيته الصحية، حيث يمكن تشخيص عدة أمراض منها السرطان ومرض القلب والشرايين وغيرها، فلا يجب الاستهانة بالعين وبقيمتها في الجسم، لا أريد إخافة الناس لكن أؤكد أن »هجمة« السواح الحادة ستنتج مواطنين معاقين نوعا ما هذا إذا اعتبرنا انخفاض البصر أو الإبصار بعين واحدة إعاقة، ونصل إلى هذه النتيجة في غياب العلاج ونأسف كثيرا لهذا خاصة مع وجود مضاعفات للمرض تؤدي لنزيف داخلي لا يراه المريض وفي ظل العلاج العشوائي الذي أدى إلى انخفاض وجود نوع من الأدوية في الصيدليات فإنه حتى الطبيب المختص صعب عليه وصف أنواع من الادوية للمرضى وهذا يفسر غياب الوعي المطلوب الدى المواطن، إنه الوعي الصحي الذي يجب أن تتظافر جهود كل المسؤولين لنشره، كما أننا لانحتاج إلى التعتيم بل قول الحقيقة للمواطن خاصة وأن مرض السواح أصاب المواطنين بفترة طويلة قبل التصريح بوجوده رسميا، ونحمد الله أن فترة الصيف تصادف عدم تواجد أبنائنا في المدارس وإلا لكانت النتائج سيئة جدا. أما عن اعتبار »السواح ـ مرتبطا بالصيف، فيجوز قول ذلك خاصة وأنه يجد في ارتفاع دجرة الحرارة الشروط المناسبة لاحتضانه وانتشاره.
س ـ كيف يجب التعامل مع الشخص المصاب والحد من عدوى المرض؟
ج ـ أولا يجب أن يلازم المريض البيت ولايذهب إلى عمله أو دراسته تجنبا لإصابة مزيد من الأشخاص وألا يقوم بأعمال متعبة. يجب عزله نوعا ما عن الأصحاء لتكون له أوانيه ومستلزماته الخاصة، كما يجب على المحيطين به الحرص على عامل النظافة، لكن أهم خطوة هي الخضوع للعلاج لكي لايكون للمرض مضاعفات آنية ومستقبلية، وأعود وأذكّر بأن العين لها تأثير مباشر على القلب والشرايين كما أن النزيف المصاحب لمرض »السواح« يصيب شبكة العين والعروق وعدم العلاج يمكن أن يؤدي لإتلاف العين تماماً.
س ـ عودة إلى طرق انتشار مرض السواح، هل هناك طرق أخرى غير تلك التي ذكرناها سابقا؟
ج ـ نعم، أحب أن أنبه العاملين في القطاع الصّحي الى ضرورة تعقيم كل الأدوات المستعملة عند فحص المريض لأنها تشكل أدوات خطيرة لانتشار الأمراض، كما يجب ما أمكن ألا نسمح بالإزدحام في أماكن الإستشفاء وخاصة المستشفيات العمومية التي تشهد قاعاتها ازدحاما غير صحي، وأطلب من الآباء والأمهات المرضى عدم اصطحاب أبنائهم معهم إلى المستشفى لأنهم غالبا ما يصابون بالعدوى هناك. وأشدد على ضرورة الوقاية بما أننا لانستطيع كمواطنين تحمل تكاليف العلاج، يجب أن نعير النظافة جزء هاما من اهتمامنا للحد شيئا فشيئا من الأمراض المعدية مثل »السواح« ونستطيع منح المصابين علاجا جيدا أو فعالا.
حوار: خديجة باحمادمنقول جريدة العلم المغربية
 

زائر
اشكرك على هذا الموضوع

دمتم بخير
 

زائر
اللهم لااله الا انت استغفرك واتوب اليك
 

زائر
اشكرك على هذا الموضوع..