زائر
تصعب معالجة داء «الشقيقة»، لكن الأطباء على وشك أن يكتشفوا وسيلة لمداواة ذلك الحالة التي تصيب الملايين.
تزداد وتيرة المرض بشدة خلال فترة المراهقة عند المرأة وتعود فتنخفض بعد سن اليأس، ما يشير إلى أن هذا المرض يرتبط على الأرجح بأسباب هرمونية.
يُقدَّر عدد الذين يعانون من داء الشقيقة (الصداع النصفي migaine) في إيرلندا بنحو 400 ألف بالغ، أي 10% من السكان، وهو يصيب واحدة من كل أربع نساء وواحداً من كل 12 رجلاً، كذلك يُعتبر السبب الأكثر شيوعاً الذي يدفع الناس إلى استشارة طبيب أعصاب. يشكل مرضى داء الشقيقة نحو ثلث المرضى في بعض عيادات أطباء الأعصاب.
يفوق احتمال إصابة النساء به الرجال بثلاثة أضعاف، ويصيب المرء خلال أوج عطائه. غالباً ما يعاني منه الإنسان وهو في عقده الرابع ويصيب الأولاد أيضاً إنما بأعداد قليلة، إذ تبلغ نسبة المصابين بين الصغار واحداً من كل 17.
يملك مرضى داء الشقيقة «أدمغة مفرطة الحساسية»، يعني ذلك أنهم يتفاعلون بحدة مع المحفزات المختلفة مثل الضوء والضجيج والحركة والتعب والجوع وغيرها من الأمور.
في حالات أخرى، يعاني المريض، على ما يبدو، من خلل في وظيفة بعض أجزاء الدماغ. يعتقد الباحثون أن الميل إلى امتلاك دماغ مفرط الحساسية يمكن أن يُصاب بداء الشقيقة هو وراثي، إذ يتحدَّر معظم المرضى من عائلة لديها تاريخ مع هذا الداء. شهدت العقود الأخيرة تبدلاً في التفكير السائد الذي كان يعتبر مرضى الشقيقة أشخاصاً حزينين وتعساء، وصارت هذه الحالة تُصنَّف اليوم كونها مشكلة بيولوجية.
تعريفه
إنه نوع من الصداع، لكن كلمة صداع واسعة جداً، وداء الشقيقة أحد أنواعه. يمتاز عن غيره من أنواع الصداع بأنه نصفي يرافقه ألم معتدل أو حاد يزداد مع الحركة. قد يعاني المريض من حساسية مفرطة بسبب الضوء والصوت، ومن الغثيان، وفي بعض الحالات من اضطرابات بصرية، مثل رؤية أضواء وامضة أو خطوط متماوجة أو هالة حول الأشياء. كذلك يعاني البعض من صعوبة في إيجاد الكلمات ومشاكل في التنسيق أو يشعر بوخز أو خدر في اليدين والرجلين واللسان.
تختلف حدة نوبات داء الشقيقة، قد تدوم من أربع ساعات إلى ثلاثة أيام. إذا أصيب المرء بهذه الآلام 15 يوماً في الشهر، تُعتبر في هذه الحالة متقطعة، أما إذا كانت وتيرة النوبات أكبر، فتُصنف عندئذٍ بالدائمة.
مخاطره
تصنِّف منظمة الصحة العالمية الحالات الصحية وفق تأثيرها في نوعية الحياة، مستخدمة مقياساً يُدعى «سنوات العمر المصححة باحتساب مدد العجز» DAY. وفق هذا المقياس، تشكل الإصابة بالإسهال ليوم واحد المرض الأقل تأثيراً، في حين يُعتبر العته الأكثر تأثيراً. تعدّ الإصابة بحالة شديدة من داء الشقيقة معادلة للعته، ما يجعله بين أسوأ الأمراض في هذا المقياس، فعندما يتفاقم، يمنع المصاب من أداء أي عمل أو الذهاب إلى أي مكان.
على الرغم من ذلك، قلما يتعاطف الناس مع هؤلاء المصابين، إذ لا يتسبب هذا الداء بأية إصابات أو عوارض مرضية ظاهرة. إذا كسر المرء رجله، تُلف بجبيرة، فيسهل بالتالي على الناس رؤية ما يعانيه. تشكل الجبيرة نوعاً من الجائزة التي حازها المريض لأنه يعاني من إصابة. لكن لا يملك مرضى داء الشقيقة أي نوع من الجوائز، فهم يبدون طبيعيين، لذلك يصعب على الآخرين تفهم حالتهم.
علاجاته
يشكل تناول مسكنات الألم العادية، مثل الباراسيتامول والأسبرين، خط الدفاع الأول في التصدي لداء الشقيقة. تكون هذه الأدوية أكثر فاعلية إذا تناولها المريض عندما يشعر بأولى عوارض النوبة، لكن ما إن يشتد الصداع حتى تتضاءل فاعليتها. كذلك يمكن أن تساعد مضادات الالتهاب، مثل ibpfen، في التخفيف من الآلام. أما إذا شعرت بالغثيان، فتتوافر في الصيدليات أدوية مضادة للغثيان يمكن استخدامها وحدها أو مع بعض المسكنات.
في الحالات الأكثر تعقيداً، يُنصح بتناول أدوية التريبتان (tiptan)، ولعل أبرزها دواء سوماتريبتان (Smatiptan). لكن هذه الأدوية لا تُباع إلا بموجب وصفة طبيب، وهي تخفف من الآلام بتقليصها الأوعية الدموية في الدماغ (يُعتقد أن توسُّع الأوعية الدموية هو أحد أسباب داء الشقيقة).
يتوافر أيضاً بعض العلاجات الوقائية. تحول مثبطات بيتا، مثل البروبانول (Ppan)، التي تُستخدم عادة في مداواة ارتفاع ضغط الدم، دون الإصابة بنوبات داء الشقيقة أيضاً، مع العلم أن العلماء لا يعرفون حتى الآن سبب ذلك. أما مادة الأميتريبتيلين (Amitiptyine) المضادة للكآبة فتُعرف بأنها توقف نوبات الصداع وتعمل بطريقة مختلفة عن تأثيراتها المضادة للكآبة. كذلك يمكن لمضادات الاختلاج التي توصف لوقف نوبات داء الصرع، وهو شكل آخر من أشكال الحساسية المفرطة للدماغ، أن تمنع آلام داء الشقيقة.
ما هي العلاجات الجديدة التي يعمل عليها الخبراء راهناً؟
يوشك العلماء أن يعلنوا عن تطور في علاج داء الشقيقة سيمنح الملايين من المرضى الأمل بالشفاء. أدى الفهم المتزايد للآلية، التي تجعل الدماغ يبالغ في تجاوبه مع المحفزات، إلى تطوير عقاقير جديدة تعِد بإدخال تغييرات جذرية إلى سبل علاج هذه الحالة والوقاية منها.
تشمل هذه العقاقير أول دواء وقائي أُعدّ خصوصاً لداء الشقيقة، يقول الخبراء إنه سيحدث انقلاباً في مجال التحكم في هذه الحالة.
كذلك يشكل علاج جديد، يُعرف برقمه MK0974، الأول في فئة جديدة من العلاجات تبين أنها أكثر فاعلية من علاجات التريبتان وتأثيراتها الجانبية أقل.
من المتوقع أن تُقدَّم، في مؤتمر تعقده جمعية الصداع الأميركية في بوسطن قريباً، تجارب نهائية (المرحلة 3) تظهر أن MK0974 يخفف الألم بفاعلية أكبر من التريبتان ويحول دون تكرار النوبة في الأربع والعشرين ساعة التالية. من المفترض أن ينزل هذا العلاج إلى السوق خلال ثلاث سنوات.
يقول بيتر غودسبي، رئيس مجموعة الصداع في معهد طب الأعصاب في الكلية الجامعية في لندن وبروفسور متخصص في علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا: «لا يؤثر هذا العلاج [MK0974] سلباً في الجسم وهو فاعل جداً مقارنة مع العقاقير الحالية. سيشكل تقدماً بالغ الأهمية، فنحن على أبواب طريقة مبتكرة لمعالجة داء الشقيقة».
كذلك تُجرى تجارب منفصلة لعلاج هو الأول من نوعه في مجموعة أدوية جديدة تُسمى مثبطات ثغرات الالتحام Gap Jntin Bkes مصممة لتحول دون الإصابة بالشقيقة. تؤخذ هذه الأدوية يومياً، وهي مخصصة للعشرين في المئة الذين يعانون من أكثر من أربع نوبات في الشهر. تتأتى الأدوية الوقائية الحالية من مجالات أخرى من الطب مثل مثبطات بيتا (لمشاكل القلب) ومضادات الاختلاج (للصرع)، ولها تأثيرات جانبية كبيرة.
أظهرت الدراسات الباكرة (المرحلة 2) لأول عقار من هذه المثبطات، يُدعى تونابيرسات Tnabesat، أن تأثيراته الجانبية أقل مقارنة مع العلاجات الوقائية الحالية.
يقول البروفسور غودسبي: «إذا كانت نتائج الدراسات إيجابية، فسيشكل ذلك تغييراً جذرياً لأن آلية العمل مختلفة. من الواضح أنه لا يؤثر سلباً في الجسم، لكن يبقى علينا أن نتأكد من أنه أفضل من العلاجات المتوافرة اليوم».
يذكر لي طومكنز، مدير جمعية Migaine Atin: «ستحمل هذه الأدوية العلاج إلى مستويات جديدة حين تُطرح في الأسواق، وإن حدث ذلك بعد ثلاث سنوات. تشكل هذه الأدوية بصيص أمل في حياة مريض داء الشقيقة. إنه أمر مثير للاهتمام بالفعل».
جمعية Migaine Atin:
مسبباته
• النوم: قلته وكثرته.
• الأكل: عدم تناول ثلاث وجبات في اليوم والشعور بالجوع.
• الطعام: بعض الأطعمة، وخصوصاً الحمضيات مثل البرتقال، فضلاً عن الشوكولا والجبن.
• المشروبات: الكافيين في الشاي والقهوة، والجفاف.
• الجو: الغرف المغلقة أو المليئة بالدخان، نقص الهواء المنعش.
• المناخ: تبدل معدلات الرطوبة أو درجات الحرارة المنخفضة جداً.
• مسببات حسية: وميض الضوء، الضجيج، الروائح القوية.
• الإجهادالراحة: قبلهما وبعدهما.
• الدورة الشهرية: تقول بعض النساء أن احتمال إصابتهن بنوبة خلال هذه الفترة يكون أكثر ارتفاعاً.
• الأدوية: الحبوب المنومة، حبوب منع الحمل، العلاج البديل للهرمون.
شهادة
«يراودني شعور قوي بالغثيان لا يفارقني طوال اليوم»
نغّص داء الشقيقة حياة جينيفر بورشايز. بدأت تعاني من النوبات عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها، فأثرت في عملها كمحامية في مدينة لندن وكأم لولدين صارا الآن بالغين.
تخبر جينيفر: «في أفضل الأحوال، أصاب بخمس أو ست نوبات في الشهر، وفي أسوأ الحالات أعاني من 20 نوبة. كان شهر مارس (آذار) هذه السنة الأسوأ على الإطلاق. عانيت من أكثر من 25 نوبة. عندما يحدث ذلك، تُفقد تدريجياً الرغبة في الحياة».
تبدلت اليوم طبيعة نوبات جينيفر البالغة من العمر 52 سنة. كانت في السابق تبدأ في أي وقت من اليوم بأضواء متلألئة ورؤية غير واضحة يليها الصداع، أما الآن فباتت توقظها في ساعات الفجر الأولى.
عن هذه المسألة تذكر جينيفر: «غالباً ما تبدأ النوبة بين الرابعة والسادسة صباحاً. يراودني شعور قوي بالغثيان, وإذا لم أعالجه، لا يفارقني طوال اليوم. أتناول التريبتان وبعض الحبات المضادة للغثيان، فتخفف معاناتي بما يكفي لأتمكن من أداء عملي». تضيف موضحة: «لكن طبيبي يعتقد أنني أفرط في تناول الأدوية ويقول إنها تزيد احتمال إصابتي بنوبة أخرى في اليوم التالي، لذلك أعاني الآن من آلام الانقطاع عن كل المسكنات التي اعتدت تناولها».
دفعت وتيرة نوباتها على مر السنين إلى اختبار بعض الأدوية الوقائية مرتين، بما في ذلك مضاد للاختلاج شائع الاستعمال بين مرضى داء الشقيقة.
تروي جينيفر: «لم يكن تأثيره فاعلاً، بل جعلني أشعر بالنعاس وصرت مشوشة الذهن. لم أختبر حتى الآن أي دواء أو علاج وقائي فاعل لا يملك تأثيرات جانبية. أنا بأمس الحاجة إلى دواء مماثل، لكنني سأشعر بفرح أكبر إذا تمكنت من التخلص نهائياً من داء الشقيقة»...
تزداد وتيرة المرض بشدة خلال فترة المراهقة عند المرأة وتعود فتنخفض بعد سن اليأس، ما يشير إلى أن هذا المرض يرتبط على الأرجح بأسباب هرمونية.
يُقدَّر عدد الذين يعانون من داء الشقيقة (الصداع النصفي migaine) في إيرلندا بنحو 400 ألف بالغ، أي 10% من السكان، وهو يصيب واحدة من كل أربع نساء وواحداً من كل 12 رجلاً، كذلك يُعتبر السبب الأكثر شيوعاً الذي يدفع الناس إلى استشارة طبيب أعصاب. يشكل مرضى داء الشقيقة نحو ثلث المرضى في بعض عيادات أطباء الأعصاب.
يفوق احتمال إصابة النساء به الرجال بثلاثة أضعاف، ويصيب المرء خلال أوج عطائه. غالباً ما يعاني منه الإنسان وهو في عقده الرابع ويصيب الأولاد أيضاً إنما بأعداد قليلة، إذ تبلغ نسبة المصابين بين الصغار واحداً من كل 17.
يملك مرضى داء الشقيقة «أدمغة مفرطة الحساسية»، يعني ذلك أنهم يتفاعلون بحدة مع المحفزات المختلفة مثل الضوء والضجيج والحركة والتعب والجوع وغيرها من الأمور.
في حالات أخرى، يعاني المريض، على ما يبدو، من خلل في وظيفة بعض أجزاء الدماغ. يعتقد الباحثون أن الميل إلى امتلاك دماغ مفرط الحساسية يمكن أن يُصاب بداء الشقيقة هو وراثي، إذ يتحدَّر معظم المرضى من عائلة لديها تاريخ مع هذا الداء. شهدت العقود الأخيرة تبدلاً في التفكير السائد الذي كان يعتبر مرضى الشقيقة أشخاصاً حزينين وتعساء، وصارت هذه الحالة تُصنَّف اليوم كونها مشكلة بيولوجية.
تعريفه
إنه نوع من الصداع، لكن كلمة صداع واسعة جداً، وداء الشقيقة أحد أنواعه. يمتاز عن غيره من أنواع الصداع بأنه نصفي يرافقه ألم معتدل أو حاد يزداد مع الحركة. قد يعاني المريض من حساسية مفرطة بسبب الضوء والصوت، ومن الغثيان، وفي بعض الحالات من اضطرابات بصرية، مثل رؤية أضواء وامضة أو خطوط متماوجة أو هالة حول الأشياء. كذلك يعاني البعض من صعوبة في إيجاد الكلمات ومشاكل في التنسيق أو يشعر بوخز أو خدر في اليدين والرجلين واللسان.
تختلف حدة نوبات داء الشقيقة، قد تدوم من أربع ساعات إلى ثلاثة أيام. إذا أصيب المرء بهذه الآلام 15 يوماً في الشهر، تُعتبر في هذه الحالة متقطعة، أما إذا كانت وتيرة النوبات أكبر، فتُصنف عندئذٍ بالدائمة.
مخاطره
تصنِّف منظمة الصحة العالمية الحالات الصحية وفق تأثيرها في نوعية الحياة، مستخدمة مقياساً يُدعى «سنوات العمر المصححة باحتساب مدد العجز» DAY. وفق هذا المقياس، تشكل الإصابة بالإسهال ليوم واحد المرض الأقل تأثيراً، في حين يُعتبر العته الأكثر تأثيراً. تعدّ الإصابة بحالة شديدة من داء الشقيقة معادلة للعته، ما يجعله بين أسوأ الأمراض في هذا المقياس، فعندما يتفاقم، يمنع المصاب من أداء أي عمل أو الذهاب إلى أي مكان.
على الرغم من ذلك، قلما يتعاطف الناس مع هؤلاء المصابين، إذ لا يتسبب هذا الداء بأية إصابات أو عوارض مرضية ظاهرة. إذا كسر المرء رجله، تُلف بجبيرة، فيسهل بالتالي على الناس رؤية ما يعانيه. تشكل الجبيرة نوعاً من الجائزة التي حازها المريض لأنه يعاني من إصابة. لكن لا يملك مرضى داء الشقيقة أي نوع من الجوائز، فهم يبدون طبيعيين، لذلك يصعب على الآخرين تفهم حالتهم.
علاجاته
يشكل تناول مسكنات الألم العادية، مثل الباراسيتامول والأسبرين، خط الدفاع الأول في التصدي لداء الشقيقة. تكون هذه الأدوية أكثر فاعلية إذا تناولها المريض عندما يشعر بأولى عوارض النوبة، لكن ما إن يشتد الصداع حتى تتضاءل فاعليتها. كذلك يمكن أن تساعد مضادات الالتهاب، مثل ibpfen، في التخفيف من الآلام. أما إذا شعرت بالغثيان، فتتوافر في الصيدليات أدوية مضادة للغثيان يمكن استخدامها وحدها أو مع بعض المسكنات.
في الحالات الأكثر تعقيداً، يُنصح بتناول أدوية التريبتان (tiptan)، ولعل أبرزها دواء سوماتريبتان (Smatiptan). لكن هذه الأدوية لا تُباع إلا بموجب وصفة طبيب، وهي تخفف من الآلام بتقليصها الأوعية الدموية في الدماغ (يُعتقد أن توسُّع الأوعية الدموية هو أحد أسباب داء الشقيقة).
يتوافر أيضاً بعض العلاجات الوقائية. تحول مثبطات بيتا، مثل البروبانول (Ppan)، التي تُستخدم عادة في مداواة ارتفاع ضغط الدم، دون الإصابة بنوبات داء الشقيقة أيضاً، مع العلم أن العلماء لا يعرفون حتى الآن سبب ذلك. أما مادة الأميتريبتيلين (Amitiptyine) المضادة للكآبة فتُعرف بأنها توقف نوبات الصداع وتعمل بطريقة مختلفة عن تأثيراتها المضادة للكآبة. كذلك يمكن لمضادات الاختلاج التي توصف لوقف نوبات داء الصرع، وهو شكل آخر من أشكال الحساسية المفرطة للدماغ، أن تمنع آلام داء الشقيقة.
ما هي العلاجات الجديدة التي يعمل عليها الخبراء راهناً؟
يوشك العلماء أن يعلنوا عن تطور في علاج داء الشقيقة سيمنح الملايين من المرضى الأمل بالشفاء. أدى الفهم المتزايد للآلية، التي تجعل الدماغ يبالغ في تجاوبه مع المحفزات، إلى تطوير عقاقير جديدة تعِد بإدخال تغييرات جذرية إلى سبل علاج هذه الحالة والوقاية منها.
تشمل هذه العقاقير أول دواء وقائي أُعدّ خصوصاً لداء الشقيقة، يقول الخبراء إنه سيحدث انقلاباً في مجال التحكم في هذه الحالة.
كذلك يشكل علاج جديد، يُعرف برقمه MK0974، الأول في فئة جديدة من العلاجات تبين أنها أكثر فاعلية من علاجات التريبتان وتأثيراتها الجانبية أقل.
من المتوقع أن تُقدَّم، في مؤتمر تعقده جمعية الصداع الأميركية في بوسطن قريباً، تجارب نهائية (المرحلة 3) تظهر أن MK0974 يخفف الألم بفاعلية أكبر من التريبتان ويحول دون تكرار النوبة في الأربع والعشرين ساعة التالية. من المفترض أن ينزل هذا العلاج إلى السوق خلال ثلاث سنوات.
يقول بيتر غودسبي، رئيس مجموعة الصداع في معهد طب الأعصاب في الكلية الجامعية في لندن وبروفسور متخصص في علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا: «لا يؤثر هذا العلاج [MK0974] سلباً في الجسم وهو فاعل جداً مقارنة مع العقاقير الحالية. سيشكل تقدماً بالغ الأهمية، فنحن على أبواب طريقة مبتكرة لمعالجة داء الشقيقة».
كذلك تُجرى تجارب منفصلة لعلاج هو الأول من نوعه في مجموعة أدوية جديدة تُسمى مثبطات ثغرات الالتحام Gap Jntin Bkes مصممة لتحول دون الإصابة بالشقيقة. تؤخذ هذه الأدوية يومياً، وهي مخصصة للعشرين في المئة الذين يعانون من أكثر من أربع نوبات في الشهر. تتأتى الأدوية الوقائية الحالية من مجالات أخرى من الطب مثل مثبطات بيتا (لمشاكل القلب) ومضادات الاختلاج (للصرع)، ولها تأثيرات جانبية كبيرة.
أظهرت الدراسات الباكرة (المرحلة 2) لأول عقار من هذه المثبطات، يُدعى تونابيرسات Tnabesat، أن تأثيراته الجانبية أقل مقارنة مع العلاجات الوقائية الحالية.
يقول البروفسور غودسبي: «إذا كانت نتائج الدراسات إيجابية، فسيشكل ذلك تغييراً جذرياً لأن آلية العمل مختلفة. من الواضح أنه لا يؤثر سلباً في الجسم، لكن يبقى علينا أن نتأكد من أنه أفضل من العلاجات المتوافرة اليوم».
يذكر لي طومكنز، مدير جمعية Migaine Atin: «ستحمل هذه الأدوية العلاج إلى مستويات جديدة حين تُطرح في الأسواق، وإن حدث ذلك بعد ثلاث سنوات. تشكل هذه الأدوية بصيص أمل في حياة مريض داء الشقيقة. إنه أمر مثير للاهتمام بالفعل».
جمعية Migaine Atin:
مسبباته
• النوم: قلته وكثرته.
• الأكل: عدم تناول ثلاث وجبات في اليوم والشعور بالجوع.
• الطعام: بعض الأطعمة، وخصوصاً الحمضيات مثل البرتقال، فضلاً عن الشوكولا والجبن.
• المشروبات: الكافيين في الشاي والقهوة، والجفاف.
• الجو: الغرف المغلقة أو المليئة بالدخان، نقص الهواء المنعش.
• المناخ: تبدل معدلات الرطوبة أو درجات الحرارة المنخفضة جداً.
• مسببات حسية: وميض الضوء، الضجيج، الروائح القوية.
• الإجهادالراحة: قبلهما وبعدهما.
• الدورة الشهرية: تقول بعض النساء أن احتمال إصابتهن بنوبة خلال هذه الفترة يكون أكثر ارتفاعاً.
• الأدوية: الحبوب المنومة، حبوب منع الحمل، العلاج البديل للهرمون.
شهادة
«يراودني شعور قوي بالغثيان لا يفارقني طوال اليوم»
نغّص داء الشقيقة حياة جينيفر بورشايز. بدأت تعاني من النوبات عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها، فأثرت في عملها كمحامية في مدينة لندن وكأم لولدين صارا الآن بالغين.
تخبر جينيفر: «في أفضل الأحوال، أصاب بخمس أو ست نوبات في الشهر، وفي أسوأ الحالات أعاني من 20 نوبة. كان شهر مارس (آذار) هذه السنة الأسوأ على الإطلاق. عانيت من أكثر من 25 نوبة. عندما يحدث ذلك، تُفقد تدريجياً الرغبة في الحياة».
تبدلت اليوم طبيعة نوبات جينيفر البالغة من العمر 52 سنة. كانت في السابق تبدأ في أي وقت من اليوم بأضواء متلألئة ورؤية غير واضحة يليها الصداع، أما الآن فباتت توقظها في ساعات الفجر الأولى.
عن هذه المسألة تذكر جينيفر: «غالباً ما تبدأ النوبة بين الرابعة والسادسة صباحاً. يراودني شعور قوي بالغثيان, وإذا لم أعالجه، لا يفارقني طوال اليوم. أتناول التريبتان وبعض الحبات المضادة للغثيان، فتخفف معاناتي بما يكفي لأتمكن من أداء عملي». تضيف موضحة: «لكن طبيبي يعتقد أنني أفرط في تناول الأدوية ويقول إنها تزيد احتمال إصابتي بنوبة أخرى في اليوم التالي، لذلك أعاني الآن من آلام الانقطاع عن كل المسكنات التي اعتدت تناولها».
دفعت وتيرة نوباتها على مر السنين إلى اختبار بعض الأدوية الوقائية مرتين، بما في ذلك مضاد للاختلاج شائع الاستعمال بين مرضى داء الشقيقة.
تروي جينيفر: «لم يكن تأثيره فاعلاً، بل جعلني أشعر بالنعاس وصرت مشوشة الذهن. لم أختبر حتى الآن أي دواء أو علاج وقائي فاعل لا يملك تأثيرات جانبية. أنا بأمس الحاجة إلى دواء مماثل، لكنني سأشعر بفرح أكبر إذا تمكنت من التخلص نهائياً من داء الشقيقة»...