الصيام يساعد في تجديد خلايا الكبد

زائر
تجديد الخلايا بالصيام
كتب د . عبد الباسط محمد سيد ، مجلة زور اليوسف
1 سبتمبر 2009


* ‬ اقتضت حكمة الله تعالي أن يحدث التغيير والتبديل في كل شيء وفق سنة ثابتة،* ‬فقد اقتضت هذه السنة في جسم الإنسان أن* ‬يتبدل محتوي خلاياه علي الأقل كل ستة أشهر وبعض الأنسجة تتجدد خلاياها في فترات قصيرة تعد بالأيام والاسابيع مع الاحتفاظ بالشكل الخارجي الجيني،* ‬وتتغير خلايا جسم الإنسان وتتبدل فتهرم خلايا ثم تموت وتنشأ أخري جديدة تواصل مسيرة الحياة،* ‬هكذا باضطراد حتي يأتي أجل الإنسان*.


‬إن عدد الخلايا التي تموت في الثانية الواحدة في جسم الإنسان يصل إلي* ‬125* ‬مليون خلية (20) وأكثر من هذا العدد يتجدد يومياً* ‬في سن النمو،* ‬ومثله في وسط العمر،* ‬ثم يقل عدد الخلايا المتجددة مع تقدم السن*.‬

* ‬وبما أن الأحماض الأمينية هي التي تشكل البنية الأساسية في الخلايا،* ‬ففي الصيام الإسلامي تتجمع هذه الأحماض القادمة من الغذاء مع الأحماض الناتجة من عملية الهدم،* ‬في مجمع الأحــــماض الأمينية في الكبد،* ‬ويحدث فيها تحول داخلي واسع النطاق،* ‬ويتم إعادة توزيعها بعد عملية التحول الداخلي ودمجها في جزيئات أخري،* ‬ويصنع منها كل أنواع البروتينات الخلوية،* ‬وبروتين البلازما والهرمونات وغير ذلك من المركبات الحيوية،* ‬أما أثناء التجويع فتتحول معظم الأحماض الأمينية القادمة من العضلات إلي جلوكوز الدم وقد يستعمل جزء منها لتركيب البروتين،* ‬أو يتم أكسدته لإنتاج الطاقة،* ‬وهكذا نري أنه أثناء الصيام يحدث تبدل وتحول واسع النطاق داخل الأحماض الأمينية المتجمعة من الغذاء،* ‬وعمليات الهدم للخلايا،* ‬بعد خلطها وإعادة تشكيلها ثم توزيعها حسب احتياجات خلايا الجسم،* ‬وهذا يتيح لبنات جديدة للخلايا ترمم بناءها،* ‬وترفع كفاءتها الوظيفية مما يعود علي الجسم البشري بالصحة والنماء والعافية وهذا لا يحدث في التجويع،* ‬حيث الهدم المستمر لمكونات الخلايا وحيث الحرمان من الأحماض الأمينية الأساسية،* ‬فعندما تعود بعض اللبنات القديمة لإعادة الترميم تتداعي القوي،* ‬ويصير الجسم عرضة للأسقام،* ‬أو الهلاك فنقص حمض أميني أساسي واحد،* ‬يدخل في تركيب بروتين خاص،* ‬يجعل هذا البروتين لا يتكون،* ‬والأعجب من ذلك أن بقية الأحماض الأمينية التي يتكون منها هذا البروتين تتهدم وتدمر*.‬

* ‬كما أن إمداد الجسم بالأحماض الدهنية الأساسية في الغذاء،* ‬له دور مهم في تكـوين الدهون التي مع الدهـن الـعادي الذي يدخــل في تركيب الـبروتـينات الشــحمية،* ‬ويــقوم الــنوع مـنخفض الكــثافة جداً* ‬منها بنقل الدهون الفوسفاتية والكوليسترول من أماكن تصنيعها بالكبد،* ‬إلي جميع خلايا الجسم،* ‬حيث تدخل في تركيب جدار الخلايا الجديدة،* ‬وتكوين بعض مركباتها المهمة،* ‬ويعرقل هذه العملية الحيوية كل من الأكل الغني جداً* ‬بالدهون والحرمان المطلق من الغذاء كما في حالة التجويع،* ‬حيث تتجمع كميات كبيرة من الدهون في الكبد تجعله* ‬غير قادر علي تصنيع الدهون الفوسفاتية والبروتين بمعدل يكفي لتصنيع البروتين الشحمي،* ‬فلا تنتقل الدهون من الكبد إلي أنحاء الجسم لتشارك في بناء الخلايا الجديدة،* ‬وتتراكم فيه وقد تصيبه بحالة التشمع الكبدي فتضطرب وظائفه وينعكس هذا بالقطع علي تجدد خلاياه هو أولاً،* ‬ثم علي خلايا الجسم كله،* ‬فخلايا الكبد التي تبلغ* ‬من* ‬200*-‬300* ‬مليار خلية تتجدد كل أربعة شهور،* ‬وتعتبر هذه الخلايا من أهم وأنشط خلايا الجسم وتقدم أجل وأعظم الخدمات في تجديد وإصلاح خلايا الجسم كله،* ‬إذ تقوم بإنتاج بروتينات البلازما كلها تقريباً* (‬من* ‬30*-‬50* ‬جم يومياً*) ‬وتكوين الأحماض الأمينية المختلفة،* ‬بعمليات التحول الداخلي وتحويل البروتين والدهن والكربوهيدرات كل منها للآخر،* ‬وتقديمها لخلايا الجسم،* ‬حسب احتياجها،* ‬وصناعة الجلوكوز وتخزينه لحفظ تركيزه في الدم،* ‬وأكسدة الجلوكوز والأحماض الدهنية بمعدلات مرتفعة لإمداد الجسم وخلاياه بالطاقة اللازمة في البناء والتجديد،* ‬إذ تحتوي كل خلية كبدية من الوحدات المولدة للطاقة حوالي* ‬1000* ‬وحدة،* ‬كما تكون الخلايا الكبدية الكوليسترول والدهون الفوسفاتية التي تدخل في تركـيب جدر الخلايا،* ‬وفي المركبات الدقيقة داخل الخلية وفي العديد من المركبات الكيميائية الهامة واللازمة لوظيفة الخلية،* ‬كما تقوم خلايا الكبد بصناعة إنزيمات حيوية ومهمة لخلايا الجسم،* ‬كخميرة الفوسفتاز القلوية* ‬والتي بدونها لا تستخدم الطاقة المتولدة من الجلوكوز والأكسجين،* ‬ولا يتم عدد كثير من عمليات الخمائر والهرمونات وتبادل الشوارد،* ‬فيتأثر تجدد الخلايا وتضطرب وظائفها كما تقدم خلايا الكبد خدمة جليلة في بناء الخلايا الجديدة حيث تختزن في داخلها عدداً* ‬من المعادن والفيتامينات المهمة واللازمة في تجديد خلايا الجسم كالحديد والنحاس وفيتامين أ،* ‬ب2* ‬بـ12* ‬وفيتامين د،* ‬وتقدم خلايا الكبد أيضاً* ‬أعظم الخدمات في تجديد الخلايا،* ‬حيث تزيل من الجسم المواد السامة التي تعرقل هذا التجديد،* ‬أو حتي تدمر الخلايا نفسها،* ‬كما في مادة الأمونيا التي تسمم خلايا المخ،* ‬وتدخل مريض تليف الكبد إلي* ‬غيبوبة تامة*. ‬


* ‬إن الصيام الإسلامي هو وحده النظام الغذائي الأمثل في تحسين الكفاءة الوظيفية للكبد،* ‬حيث يمده بالأحماض الدهنية والأمينية الأساسية خلال وجبتي الإفطار والسحور،* ‬فتتكون لبنات البروتين،* ‬والدهون الفوسفاتية والكوليسترول وغيرها لبناء الخلايا الجديدة وتنظيف خلايا الكبد من الدهون التي تجمعت فيه بعد الغذاء خلال نهار الصوم فيستحيل بذل لك أن يصاب الكبد بعطب التشمع الكبدي،* ‬أو تضطرب وظائفه بعدم تكوين المادة الناقلة للدهون منه وهي الدهن الشحمي منخفض الكثافة جداً* ) ‬vd*(‬الذي يعرقل تكونها التجويع،* ‬أو كثرة الأكل الغني بالدهون كما بينا*.‬

وعلي هذا يمكن أن نستنتج أن الصيام الإسلامي يمتلك دوراً* ‬فعالاً* ‬في الحفاظ علي نشاط ووظائف خلايا الكبد،* ‬وبالتالي يؤثر بدرجة كبيرة في سرعة تجدد خلايا الكبد،* ‬وكل خلايا الجسد،* ‬وهو ما لا يفعله الصيام الطبي ولا الترف في الطعام الغني بالدهون*.‬ * ‬ أستاذ بالمركز القومي للبحوث عضو المجمع العلمي لبحوث الإعجاز العلمي للقرآن والسنة
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

زائر
سلام .

شكرا لك أخي الكريم على المعلومات القيمة .



نُقل إلى القسم المناسب .

 

زائر
جزاك الله خيرا