زائر
الطب البديل ... أسرار خلية النحل الطبيعة ومكوناتها والكائنات الحية تحتوي أسراراً وخبايا لا يعلمها إلا الله، والإنسان بدوره يكتشف هذه الأسرار ويستفيد منها ويسخرها لحاجته ومنها أسرار خلية النحل وما فيها من عجائب، فقد عملت في تربية النحل ومنتجاته حتى وصل بي الأمر أن وضعت خلية نحل في صندوق زجاجي وهذه من الأسرار التي سأطلعكم عليها، كما أن والدي كان في الخمسينات يتعامل مع النحل بالطريقة القديمة التي كانت متبعة في ذلك الوقت حيث كانت الخلايا توضع في الصناديق ويوضع عليها الطين الأحمر المخلوط بالتبن (كسب حصاد القمح)، وطريقة قطف العسل وعصره كانت تتم باليد، وقبل الدخول في هذه الأسرار سنتعرض بمعلومات عامة لعلها تعطي الفكرة التامة لقراء مجلة “الصحة والطب” الذين ليس لديهم معلومات كافية عن هذا الموضوع.
النَّحالة (العمل بالنحل كما يقال خشب، خشَّاب) النحل ومنتجاته وبالأخص العسل قطعاً ومن دون شك هي سابقة لنِشأة الإنسان على هذه البسيطة والواقع لم يُعرف تاريخها وما دوّن عنها،استعمل الإنسان الذي كرّمه الله واستخلفه في هذه الأرض العسل في تحلية المشروبات وعلاجاً له، كما استعمل الشمع والعكبر في تحنيط الموتى كما عرف عن الفراعنة المصريين، أما في هذه الأيام فتطورت النَّحالة بشكل كبير وأصبحت على أسس علمية وخطط إنتاج لا يستهان بها.
بناء وإنشاء المناحل:
كما قلت أصبحت النَّحالة وبناء المناحل تقام على قواعد اقتصادية علمية آخذين بعين الاعتبار قبل البدء بالإنشاء واختلفت عن الماضي 180 درجة حيث كان النحل في الماضي يتخذ من الجبال بيوتا كما قال تعالى في كتابه الكريم، ويحصل الإنسان على منتجاتها بقطفها من مساكنها في الجبال، وأحيانا كان يربي النحل في خلايا تُعمل من جذوع الأشجار، بينما الآن تقام المناحل على أسس علمية مؤثرة في ذلك عدة عوامل منها على سبيل المثال لا الحصر : قرب المنحل وبعده عن مصادر العسل (الأشجار والزهور) وكم تستغرق رحلة الطيران التي تستغرقها رحلة النحلة لجمع العسل، كمية الخلايا التي يستوعبها المكان ليس المقصود المساحة بل كمية الأشجار والزهور حتى نحصل على منتج اقتصادي،المناخ في تلك المنطقة وبالذات الرياح التي تؤثر في عملية الطيران، توفر الماء أو عدمه لأنه ضروري جدا من أجل شرب النحل، نسبة الحرائق في الغابات المجاورة، نسبة السكان في المنطقة ونسبة تضررهم بإنشاء المنحل، سهولة المكان الذي ستقام عليها المناحل، توفر المكان المناسب لفرز العسل، نوعية العسل المراد إنتاجه هل هو زهور مختلطة، أو نوع معين منها، أو زهور أعشاب طبية.
أنواع النحل:
هناك عدة أنواع من النحل تبعا للبلد فمنها الاسترالي وتقريبا أجمع العلماء أنه نوع هادي وجامع جدا للعسل، وهناك الامريكي، والمصري، والقوقازي، والسوري، والايطالي، واليوغسلافي (الكارينولي) وهذا أيضاً يشبه الاسترالي من حيث التعامل.
حياة خلية النحل:
خلية النحل عبارة عن مملكة قائمة بذاتها وقائمة على دستور لا يستطيع أحد من الخلية أن يتجاوزها وهذا سر من أسرار الخالق سبحانه وتعالى، تكون أعداد خلية النحل في الشتاء قليلة حيث تكون الخلية في طور البيات الشتوي ويكون تبويض الملكة قليل، تبدأ الملكة بالنشاط والتبويض في بداية موسم الربيع لإعداد جنود من أجل جمع العسل.
أفراد خلية النحل:
1 - الملكة وعادة تكون واحده وتعتبر أم الخلية بكاملها وتتولى المهام التبويضية والادارية بالكامل ويتراوح عمرها من 4-7 سنوات، وتكون أكبر حجما في الخلية ويستطيع الشخص أن يراها ويميزها من دون عناء ويعتمد لونها على السلالة ذاتها، بالنسبة للأوروبية بشكل عام يميل لونها إلى الذهبي، وفي باقي السلالات يميل اللون إلى الذهبي الغامق، أجنحتها قصيرة مقارنة مع الجسم.
2 - العاملات أو ما يسمى الشغالات، يتراوح عددها بين 20-30 الف والعدد يتوقف على شباب الملكة ونشاطها،عمرها قصير لا يتعدى أشهراً فدائما في تجدد دائم،وهي التي تقوم بالأعمال الأخرى في الخلية من جمع العسل والعكبر وحبوب اللقاح والعناية بالنظافة العامة والاعتناء باليرقات وما شابه ذلك.
3 - الذكور فتعتبر مضرب المثل في البطالة وقلة الحيلة وحقيقة مثلُ يقال(فلان مثل ذكر النحل) يعتبر حملاً زائداً على الخلية حيث يقوم بالتهام العسل بشراهة كبيرة، يستعمل مرة واحدة في التلقيح وينتظر الموت الحتمي بعد ذلك وله دور بسيط آخر وهو دور ريادي حيث يعطي إشارات للنحل عن موقع الزهور.
السر الأول: تلقيح الملكة
كما أسلفت اختلف الوضع بين الماضي والحاضر من جميع النواحي، وحاليا تلقح الملكة بطرق صناعية في المختبرات التي شُيدت خصيصا لهذا الهدف، أما في الماضي فكانت طريقة تلقيحها غريبة جدا، ففي حالة فقدان الملكة الأم أو ضعفها، يعمل النحل على تهيئة ملكة جديدة بوضع الغذاء الملكي في أحد البيوت السداسية الملكية التي وضعت فيها الملكة بويضة، فعندما تنمو اليرقة وتتغذى على الغذاء الملكي تخرج من العين السداسية ملكة عذراء بكر وبعد أن تنضج يضطرها النحل إلى التلقيح بدفعها للخروج من الخلية فتخرج على استحياء وتترد في ذلك ثم تخرج وتقوم بعمل دورات طيران دائرية فوق خلايا المنحل محدثة أزيزاً كأزيز الطائرة لتشعر الذكور بذلك ثم تلحق بها الذكور وتطير على ارتفاع شاهق حيث يموت في هذه الرحلة الكثير من الذكور ولم يبق إلا القوي الذي لحقها فيلقحها ويموت ثم ترجع إلى الخلية وقد امتلأت الحويصلة المنوية بالسائل المنوي الذي يكفي لرحلتها الطويلة من 4-7 سنوات وبقايا عضو التلقيح الذكري عالق بها وكأنها اشارة حتى يفهم أعضاء الخلية من ذلك أنها لُقحت فينزعها النحل وتحضى بتقدير الجميع وتبدأ رحلتها بالتبويض وبناء الخلية.
السر الثاني: سر الانجاب(التبويض
تملك الملكة خاصية التحكم في إنتاج بيض ملقح أو غير ملقح فإذا أرادت تلقيح البيض كما قلنا تضغط بعضلات إرادية على الحويصلة المنوية فتخرج هذه الحيوانات فتُلقح البويضة أثناء مرورها في المهبل هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى في الأقراص الشمعية التي يبنيها النحل يوجد نوعان من العيون السداسية منها الواسع (الملكي) ومنها الضيق الذي له دور فعّال في عملية التلقيح كما سنرى لاحقا، والبيض الذي تضعه الملكة أيضا نوعان وهذا الذي يؤثر بالسلب والإيجاب في قوة الخلية من حيث عدد العاملات.
1 - النوع الأول:
في حالة تبويض الملكة في العيون السداسية الصغيرة الذي يجبر الملكة بسبب ضيقها إلى مط مؤخرتها لتصل إلى قعر العين السداسية فتنضغط الحويصلة المنوية لا إراديا عن طريق ضغط أحشاء الملكة عليها فتخرج البويضة ملقحة فتُنتج العاملات التي تقوي الخلية، وإذا كان التبويض في العيون السداسية الملكية يكون الناتج ملكات عذراء.
2 - النوع الثاني:
في حالة تبويض الملكة بيضاً غير ملقح ويكون ذلك بسبب قلة أو انتهاء المخزون من السائل المنوي في الحويصلة المنوية أولاً وكبر حجم العين السداسية ثانياً فيكون الإنجاب ذكرياً وهذا يكون عادة في أواخر حياة الملكة حيث تبدو عليها الشيخوخة مما يؤدي إلى خراب الخلية حيث كما عرفنا عن الذكور ليس لها أي عمل أو مشاركة في حياة الخلية سوى التلقيح. أما رأيي الشخصي في عملية التبويض فهناك أمران الأول: هي الملكة التي ترسم الخطة من حيث أن تكون البويضة ملقحة أم لا عن طريق الضغط بالعضلات الإرادية على الحويصلة المنوية فتلقح البويضة أثناء مرورها في المهبل وأثناء التطريد حيث تنتج بيضاً غير ملقح من أجل الحصول على نسبة ذكور لتلقيح الملكات العذارى والثاني: حجم العين السداسية الضيقة كما أسلفنا سابقا وطريقة تأثيرها فقط يبقى سؤال يطرح نفسه، العيون السداسية الواسعة التي تستعمل لإنتاج ملكات عذارى كيف يكون البيض الموضوع فيها ملقحاً؟ هذا مما يثبت أن الملكة لها دور كبير في ذلك مع المؤثرات الأخرى.
السر الثالث: رقصة الموسم (الحصاد)
عادة في بداية الشتاء يبدأ النحل استعداده لهذا الموسم فيقوم بتسكير الشقوق التي يتوقع أن يدخل البرد إليه منها بمادة العكبر والمادة الشمعية ثم يعمل على تقليص أبعاد فتحة الطيران فقط لدخول نحلة واحد فقط، وعند قدوم فصل الربيع والأزهار يبدأ بعمليات استكشافية للمواقع الأكثر إزهارا حتى يعمل الخطط للجني منها، وكنت أشاهد بعيني تلك الرقصة الغريبة التي يقوم النحل بها حيث تقوم النحلة برفرفة غريبة وتدور حول نفسها بحركات غريبة أمام فتحة الطيران قبل الانطلاق وهذه الحركات لم تحصل إلا في بداية فصل الربيع حيث تشاهدها الشغالات الأخرى فتثير فيها الحماس والنشاط لحثها على العمل.
السر الرابع: الخلية الزجاجية:
بمقدورك أن تذهب إلى مربي النحل وتطلب منهم أن يجهزوا لك خلية زجاجية تتسع فقط لثلاث أو أربع “فريمات” فقط وتغطيها بواسطة كيس من الخيش تستطيع أن تبلله بين الحين والآخر ومن ثم تستطيع أن تراقب وترى بالعين المجردة كيفية نهوض النحل وبداية حركات الصباح التي تشبه تشغيلك السيارة لفترة وجيزة ليحصل الماتور على الحرارة الكافية، قبل وبعد صلاة الفجر مباشرة، لاحظ الفرق في الصوت فبمجرد بزوغ الشعاع الأول للشمس يبدأ النحل بالخروج من الخلية للعمل وأول فوج يخرج منها ستلاحظه يرجع حاملا حبوب اللقاح كما ستراها على أرجله حيث تكون الرطوبة على الأزهار مما يساعده في الحصول عليها، ومع ارتفاع الشمس وبالذات في حدود الساعة العاشرة تقريبا تلاحظ النحل الداخل للخلية لا يحمل شيئا بل بالعكس يكون قد جمع العسل في حويصلته وتشاهد بعد دخوله الخلية تقف الشغالة على باب العين السداسية قاذفة العسل في داخلها، كما سترى أيضا فوجاً صغيراً من النحل يخرج ويرجع مع الأفواج الأخرى وهذا حديث الولادة وتحت التدريب المهني.
كما سترى الملكة أثناء عملية التبويض والنحل محيط بها على شكل دائرة وكما يبدو يجبرها على ذلك أو تستطيع أن تقول نوعاً من الحماية لها، وتلاحظ أفواجاً كثيرة منها تقوم بعملية تشغيل أجنحتها على الفريمات الداخلية وهذا من أجل التبريد وإنضاج العسل وهذا يقوم به الأفواج الجديدة التي تحت التدريب، وإذا كنت تملك كاميرا تستطيع تسجيل كل ذلك على شريط فيديو.
د.عبداللطيف أحمد حسان
خبير الأعشاب والنباتات الطبية
دار الخليج
النَّحالة (العمل بالنحل كما يقال خشب، خشَّاب) النحل ومنتجاته وبالأخص العسل قطعاً ومن دون شك هي سابقة لنِشأة الإنسان على هذه البسيطة والواقع لم يُعرف تاريخها وما دوّن عنها،استعمل الإنسان الذي كرّمه الله واستخلفه في هذه الأرض العسل في تحلية المشروبات وعلاجاً له، كما استعمل الشمع والعكبر في تحنيط الموتى كما عرف عن الفراعنة المصريين، أما في هذه الأيام فتطورت النَّحالة بشكل كبير وأصبحت على أسس علمية وخطط إنتاج لا يستهان بها.
بناء وإنشاء المناحل:
كما قلت أصبحت النَّحالة وبناء المناحل تقام على قواعد اقتصادية علمية آخذين بعين الاعتبار قبل البدء بالإنشاء واختلفت عن الماضي 180 درجة حيث كان النحل في الماضي يتخذ من الجبال بيوتا كما قال تعالى في كتابه الكريم، ويحصل الإنسان على منتجاتها بقطفها من مساكنها في الجبال، وأحيانا كان يربي النحل في خلايا تُعمل من جذوع الأشجار، بينما الآن تقام المناحل على أسس علمية مؤثرة في ذلك عدة عوامل منها على سبيل المثال لا الحصر : قرب المنحل وبعده عن مصادر العسل (الأشجار والزهور) وكم تستغرق رحلة الطيران التي تستغرقها رحلة النحلة لجمع العسل، كمية الخلايا التي يستوعبها المكان ليس المقصود المساحة بل كمية الأشجار والزهور حتى نحصل على منتج اقتصادي،المناخ في تلك المنطقة وبالذات الرياح التي تؤثر في عملية الطيران، توفر الماء أو عدمه لأنه ضروري جدا من أجل شرب النحل، نسبة الحرائق في الغابات المجاورة، نسبة السكان في المنطقة ونسبة تضررهم بإنشاء المنحل، سهولة المكان الذي ستقام عليها المناحل، توفر المكان المناسب لفرز العسل، نوعية العسل المراد إنتاجه هل هو زهور مختلطة، أو نوع معين منها، أو زهور أعشاب طبية.
أنواع النحل:
هناك عدة أنواع من النحل تبعا للبلد فمنها الاسترالي وتقريبا أجمع العلماء أنه نوع هادي وجامع جدا للعسل، وهناك الامريكي، والمصري، والقوقازي، والسوري، والايطالي، واليوغسلافي (الكارينولي) وهذا أيضاً يشبه الاسترالي من حيث التعامل.
حياة خلية النحل:
خلية النحل عبارة عن مملكة قائمة بذاتها وقائمة على دستور لا يستطيع أحد من الخلية أن يتجاوزها وهذا سر من أسرار الخالق سبحانه وتعالى، تكون أعداد خلية النحل في الشتاء قليلة حيث تكون الخلية في طور البيات الشتوي ويكون تبويض الملكة قليل، تبدأ الملكة بالنشاط والتبويض في بداية موسم الربيع لإعداد جنود من أجل جمع العسل.
أفراد خلية النحل:
1 - الملكة وعادة تكون واحده وتعتبر أم الخلية بكاملها وتتولى المهام التبويضية والادارية بالكامل ويتراوح عمرها من 4-7 سنوات، وتكون أكبر حجما في الخلية ويستطيع الشخص أن يراها ويميزها من دون عناء ويعتمد لونها على السلالة ذاتها، بالنسبة للأوروبية بشكل عام يميل لونها إلى الذهبي، وفي باقي السلالات يميل اللون إلى الذهبي الغامق، أجنحتها قصيرة مقارنة مع الجسم.
2 - العاملات أو ما يسمى الشغالات، يتراوح عددها بين 20-30 الف والعدد يتوقف على شباب الملكة ونشاطها،عمرها قصير لا يتعدى أشهراً فدائما في تجدد دائم،وهي التي تقوم بالأعمال الأخرى في الخلية من جمع العسل والعكبر وحبوب اللقاح والعناية بالنظافة العامة والاعتناء باليرقات وما شابه ذلك.
3 - الذكور فتعتبر مضرب المثل في البطالة وقلة الحيلة وحقيقة مثلُ يقال(فلان مثل ذكر النحل) يعتبر حملاً زائداً على الخلية حيث يقوم بالتهام العسل بشراهة كبيرة، يستعمل مرة واحدة في التلقيح وينتظر الموت الحتمي بعد ذلك وله دور بسيط آخر وهو دور ريادي حيث يعطي إشارات للنحل عن موقع الزهور.
السر الأول: تلقيح الملكة
كما أسلفت اختلف الوضع بين الماضي والحاضر من جميع النواحي، وحاليا تلقح الملكة بطرق صناعية في المختبرات التي شُيدت خصيصا لهذا الهدف، أما في الماضي فكانت طريقة تلقيحها غريبة جدا، ففي حالة فقدان الملكة الأم أو ضعفها، يعمل النحل على تهيئة ملكة جديدة بوضع الغذاء الملكي في أحد البيوت السداسية الملكية التي وضعت فيها الملكة بويضة، فعندما تنمو اليرقة وتتغذى على الغذاء الملكي تخرج من العين السداسية ملكة عذراء بكر وبعد أن تنضج يضطرها النحل إلى التلقيح بدفعها للخروج من الخلية فتخرج على استحياء وتترد في ذلك ثم تخرج وتقوم بعمل دورات طيران دائرية فوق خلايا المنحل محدثة أزيزاً كأزيز الطائرة لتشعر الذكور بذلك ثم تلحق بها الذكور وتطير على ارتفاع شاهق حيث يموت في هذه الرحلة الكثير من الذكور ولم يبق إلا القوي الذي لحقها فيلقحها ويموت ثم ترجع إلى الخلية وقد امتلأت الحويصلة المنوية بالسائل المنوي الذي يكفي لرحلتها الطويلة من 4-7 سنوات وبقايا عضو التلقيح الذكري عالق بها وكأنها اشارة حتى يفهم أعضاء الخلية من ذلك أنها لُقحت فينزعها النحل وتحضى بتقدير الجميع وتبدأ رحلتها بالتبويض وبناء الخلية.
السر الثاني: سر الانجاب(التبويض
تملك الملكة خاصية التحكم في إنتاج بيض ملقح أو غير ملقح فإذا أرادت تلقيح البيض كما قلنا تضغط بعضلات إرادية على الحويصلة المنوية فتخرج هذه الحيوانات فتُلقح البويضة أثناء مرورها في المهبل هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى في الأقراص الشمعية التي يبنيها النحل يوجد نوعان من العيون السداسية منها الواسع (الملكي) ومنها الضيق الذي له دور فعّال في عملية التلقيح كما سنرى لاحقا، والبيض الذي تضعه الملكة أيضا نوعان وهذا الذي يؤثر بالسلب والإيجاب في قوة الخلية من حيث عدد العاملات.
1 - النوع الأول:
في حالة تبويض الملكة في العيون السداسية الصغيرة الذي يجبر الملكة بسبب ضيقها إلى مط مؤخرتها لتصل إلى قعر العين السداسية فتنضغط الحويصلة المنوية لا إراديا عن طريق ضغط أحشاء الملكة عليها فتخرج البويضة ملقحة فتُنتج العاملات التي تقوي الخلية، وإذا كان التبويض في العيون السداسية الملكية يكون الناتج ملكات عذراء.
2 - النوع الثاني:
في حالة تبويض الملكة بيضاً غير ملقح ويكون ذلك بسبب قلة أو انتهاء المخزون من السائل المنوي في الحويصلة المنوية أولاً وكبر حجم العين السداسية ثانياً فيكون الإنجاب ذكرياً وهذا يكون عادة في أواخر حياة الملكة حيث تبدو عليها الشيخوخة مما يؤدي إلى خراب الخلية حيث كما عرفنا عن الذكور ليس لها أي عمل أو مشاركة في حياة الخلية سوى التلقيح. أما رأيي الشخصي في عملية التبويض فهناك أمران الأول: هي الملكة التي ترسم الخطة من حيث أن تكون البويضة ملقحة أم لا عن طريق الضغط بالعضلات الإرادية على الحويصلة المنوية فتلقح البويضة أثناء مرورها في المهبل وأثناء التطريد حيث تنتج بيضاً غير ملقح من أجل الحصول على نسبة ذكور لتلقيح الملكات العذارى والثاني: حجم العين السداسية الضيقة كما أسلفنا سابقا وطريقة تأثيرها فقط يبقى سؤال يطرح نفسه، العيون السداسية الواسعة التي تستعمل لإنتاج ملكات عذارى كيف يكون البيض الموضوع فيها ملقحاً؟ هذا مما يثبت أن الملكة لها دور كبير في ذلك مع المؤثرات الأخرى.
السر الثالث: رقصة الموسم (الحصاد)
عادة في بداية الشتاء يبدأ النحل استعداده لهذا الموسم فيقوم بتسكير الشقوق التي يتوقع أن يدخل البرد إليه منها بمادة العكبر والمادة الشمعية ثم يعمل على تقليص أبعاد فتحة الطيران فقط لدخول نحلة واحد فقط، وعند قدوم فصل الربيع والأزهار يبدأ بعمليات استكشافية للمواقع الأكثر إزهارا حتى يعمل الخطط للجني منها، وكنت أشاهد بعيني تلك الرقصة الغريبة التي يقوم النحل بها حيث تقوم النحلة برفرفة غريبة وتدور حول نفسها بحركات غريبة أمام فتحة الطيران قبل الانطلاق وهذه الحركات لم تحصل إلا في بداية فصل الربيع حيث تشاهدها الشغالات الأخرى فتثير فيها الحماس والنشاط لحثها على العمل.
السر الرابع: الخلية الزجاجية:
بمقدورك أن تذهب إلى مربي النحل وتطلب منهم أن يجهزوا لك خلية زجاجية تتسع فقط لثلاث أو أربع “فريمات” فقط وتغطيها بواسطة كيس من الخيش تستطيع أن تبلله بين الحين والآخر ومن ثم تستطيع أن تراقب وترى بالعين المجردة كيفية نهوض النحل وبداية حركات الصباح التي تشبه تشغيلك السيارة لفترة وجيزة ليحصل الماتور على الحرارة الكافية، قبل وبعد صلاة الفجر مباشرة، لاحظ الفرق في الصوت فبمجرد بزوغ الشعاع الأول للشمس يبدأ النحل بالخروج من الخلية للعمل وأول فوج يخرج منها ستلاحظه يرجع حاملا حبوب اللقاح كما ستراها على أرجله حيث تكون الرطوبة على الأزهار مما يساعده في الحصول عليها، ومع ارتفاع الشمس وبالذات في حدود الساعة العاشرة تقريبا تلاحظ النحل الداخل للخلية لا يحمل شيئا بل بالعكس يكون قد جمع العسل في حويصلته وتشاهد بعد دخوله الخلية تقف الشغالة على باب العين السداسية قاذفة العسل في داخلها، كما سترى أيضا فوجاً صغيراً من النحل يخرج ويرجع مع الأفواج الأخرى وهذا حديث الولادة وتحت التدريب المهني.
كما سترى الملكة أثناء عملية التبويض والنحل محيط بها على شكل دائرة وكما يبدو يجبرها على ذلك أو تستطيع أن تقول نوعاً من الحماية لها، وتلاحظ أفواجاً كثيرة منها تقوم بعملية تشغيل أجنحتها على الفريمات الداخلية وهذا من أجل التبريد وإنضاج العسل وهذا يقوم به الأفواج الجديدة التي تحت التدريب، وإذا كنت تملك كاميرا تستطيع تسجيل كل ذلك على شريط فيديو.
د.عبداللطيف أحمد حسان
خبير الأعشاب والنباتات الطبية
دار الخليج