الطفوله1

زائر
أولت الرابطة السورية لأمراض جهاز الهضم و التغذية عند الأطفال اهتماماً لمرض مغص الرضيع في مؤتمراتها السنوية نظراً لشيوع هذه الآفة عند الرضع ، و لكونها أحد أهم أسباب المراجعة لعيادات أطباء الأطفال في جميع أنحاء العالم ، و نستعرض في هذه المقالة التوصيات العالمية الحديثة في موضوع مغص الرضيع من جهة ، و نعقب في الجزء الثاني من المقالة على دراسة نشرت في مجلة الطبيب العربي العدد 163 للعام 2005 مخالفة لهذه التوصيات ،و التي أثارت الكثير من التساؤلات التي لم تتوقف طالبة تعليلاً لمخالفتها للتوصيات ، حتى اتفقنا مع السيد نقيب أطباء سورية على نشر الرد في هذا المقال لنشرح للسادة أطباء الأطفال أسباب ذلك ، و نختم في نهاية البحث بإيراد معلومات هامة عن خطة الرابطة في تصحيح و تقييم الأبحاث الطبية و التدريب عليها



و نشير في نهاية المقالة عن الندوة التي أقامتها الرابطة بالتعاون مع جامعة تشرين في اللاذقية 23 و 24 22006 في منهج البحث العلمي الطبي حرصاً على إطلاع زملائنا الذين يودون نشر أبحاث في المستقبل على أسس كتابة الأبحاث الطبية و طرق إجرائها لعدم الوقوع في نتائج تخالف التوصيات العالمية .


توصيات الجمعية الكندية لطب الأطفال ، لجنة التغذية ، عام 2003 في مغص الرضيع باستحدام طريقة الطب المؤيد بالدليل
في العام 2003 ، قامت لجنة التغذية في جمعية أطباء الأطفال الكندية بتكليف لجنة مشكلة من 17 عضواً لتحديد توصياتها في مشكلة مغص الرضيع ، و قد قامت هذه اللجنة بمراجعة تحليلية للأدب الطبي و أصدرت توصياتها حسب قواعد الطب المؤيد بالدليل ، و تعد هذه التوصيات آخر ما صدر في هذا الموضوع، و هي من أوسع ما نشر من توصيات ، وجدت ما يلي :

1. يعد الرضيع مصاباً بمغص الرضيع إذا تعرض لثلاث نوبات بكاء في الأسبوع خلال الأسابيع الثلاث الأخيرة ، تستمر كل نوبة ما لا يقل عن ثلاثة ساعات . بشرط أن يكون الطفل صحيحاً غير مصاب بأي مرض مرافق .

2. يمكن لاستخدام الحميات الناقصة التحسيس لدى الأم المرضع أن يؤدي إلى نقص حدوث مغص الرضيع ( الطب المؤيد بالدليل المستوى 1 ) .

3. استخدام الحليب الناقص التحسيس لأطفال الإرضاع الصناعي يمكن أن يخفف مغص الرضيع ( الطب المؤيد بالدليل المستوى 1 ) .

4. يمكن لحليب الصويا أن يخفف مغص الرضيع لأطفال الإرضاع الصناعي ، إلا أنه ينبغي تحاشي استخدام حليب الصويا بسبب قدرته على التحسيس ( الطب المؤيد بالدليل المستوى 1 ) .

5. لا يمكن للحليب منزوع اللاكتوز أن يخفف مغص الرضيع ، و لا ترقى الدراسات للمستوى المقبول في اعتماد استخدام الحليب منزوع اللاكتوز في علاج مغص الرضيع .

6. لا يمكن للحليب المدعم بالألياف الغذائية أن يخفف مغص الرضيع ، و لا ترقى الدراسات للمستوى ا لمقبول في اعتماد استخدام الحليب منزوع اللاكتوز في علاج مغص الرضيع .

7. لم يرد في التوصيات أية إشارة إلى أن تغيير صنف الحليب الصناعي يمكن أن يكون طريقة في علاج مغص الرضيع .

8. لم يرد في التوصيات أية إشارة إلى أن إبقاف الإرضاع الوالدي يمكن أن يفيد في علاج مغص الرضيع ، علماً بأن استطبابات إيقاف الإرضاع الطبيعي لا تشــمل مغص الرضيع كما ورد في
توصيات لجنة التغذية للعام 2004 .

تحليل الدراسة المنشورة في مجلة الطبيب العربي العدد 163 للعام 2005 ، و أسباب مخالفتها لمهنج البحث الطبي و التوصيات العالمية في مغص الرضيع
في العدد 165 للعام 2005 نشرت دراسة بعنوان : المغص عند الأطفال الرضع دون الثلاثة أشهر من العمر ، و قد وجدناها مخالفة بشدة للتوصيات العالمية ، و معاكسة لما ورد في محاضرات مؤتمري الرابطة السورية الثالث ( عام 2004 ) و الرابع ( 2005 ) و التي سيخصص لها موضوع في هذا العدد و هي المحاضرة التي ألقيت حول الموضوع في مؤتمر الرابطة للعام 2004 ، و نظراً لما قد تشكله هذه الدراسة من خطر اضطراب في فهم تدبير مغص الرضيع ، و خطر حدوث ممارسات مخالفة للتوصيات الواردة في الموضوع على مستوى أطباء الأطفال ، فإننا نورد التحليل التالي لهذه الدراسة .

1. أورد الكاتب أنه اعتمد في تحديد الطفل المصاب بمغص الرضيع هو : وجود تطبل بطن صريح أثناء الفحص ، مع بكاء مستمر مع خروج غازات من فتحة الشرج ، و هو لا يمت بأية صلة لتعريف مغص الرضيع في التوصيات و الذي ورد أعلاه بأنه : تعرض الرضيع لثلاث نوبات بكاء في الأسبوع خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة ، تستمر كل نوبة ما لا يقل عن ثلاث
ساعات . بشرط أن يكون الطفل صحيحاً غير مصاب بأي مرض مرافق ،و هذا يعني أن عدداً من أطفال البحث ( إن لم يكن كلهم ) غير مصابين بمغص الرضيع ، و يشكل مانعاً من متابعة الدراسة .

2. ورد في طريقة البحث أن الكاتب درس فعالية الحمية المحددة لدى الأم ، و لم يورد ما هي هذه الحمية .

3. ورد في البحث أن الباحث درس تأثير إعطاء مغلي اليانسون للطفل في علاج مغص الرضيع ، و لم يورد أية مصادر لهذه الطريقة ، و لم يورد المقادير التي أعطاها للطفل و بأي تواتر ، و هل تشابهت بين كل الأطفال المشمولين بالدراسة .

4. ورد في البحث أن الباحث درس تأثير إعطاء مغلي اليانسون للأم المصابة بالمغص و الغازات المعوية ، و لم يحدد ماذا يعني أن الأم مصابة بالمغص و الغازات المعوية ، و لم يحدد المقادير التي وصفها للأم و هل تماثلت بين كل الأمهات، و بأي تواتر .

5. ورد تطبيق simethine في علاج المغص في الحالات المعندة ، و لم يحدد معنى التعنيد ( بعد أية مدة و أية مقادير ) ، و لم يحدد الجرعة و المدة و التواتر في الدراسة .

6. استبدل الحليب الصناعي بآخر في حالات الإرضاع الصناعي ، و لم يحدد الطريقة التي اعتمدها في الاستبدال ، و لماذا اختار أنواعاً دون أنواع أخرى ، و لماذا تبادرت هذه الفكرة إلى ذهنه علماً بأنها لم ترد في التوصيات المعتمدة أساساً .

7. استخدم الباحث طريقة النوم على البطن في علاج مغص الرضيع ، و هو ممنوع طبياً لأنه من أسباب الموت المفاجئ للرضع كما في توصيات الأكاديمية الأميركية و غيرها منذ سنوات بعيدة ، مما يوقع البحث في إشكالية أسلوب البحث المعتمد على طرائق علاجية تشكل خطراً على الأطفال .

8. العينة المدروسة يكتنفها عوامل التحيز ، فهي مأخوذة من عيادة طبيب واحد ، مما يعني أن طبيعة الأطفال فيها غير عشوائية .

9. لم يحدد الباحث معنى الإرضاع المختلط الذي اعتمده في الدراسة ، و لم يبين مقادير الحليب الصناعي المتناولة بين أطفال الإرضاع المختلط .

10. حجوم العينات المدروسة غير مقبولة لاستنتاج أية نتيجة إحصائية ، فلا يمكن قبول عدد 22 طفلاً في حالات الإرضاع الصناعي ، و 22 حالة إرضاع مختلط في استنتاج أية نتيجة في مرض شائع مثل مغص الرضيع ، و الذي يبنغي تحديد حجم العينة المطلوبة فيه مسبقاً باستشارة متخصص في الإحصاء قبل إجراء البحث، و الذي لا يمكن أن يكون أقل من خمسين حالة لكل من الإرضاع الصناعي و المختلط على الأقل ، و هذا ينسحب على الإرضاع الطبيعي .

11. لم يدرج الباحث في بحثه عينة شاهدة ، لمقارنة النتائج بها ، فكيف عرف مثلاً أن أياً من نتائجه ليس صدفة طالما أنه لم يضمن في دراسته عينة شاهدة .

12. لم يجر الباحث أي اختبار إحصائي لنتائجه ، و لم يورد أسباب ذلك ، و قفز فوراً إلى الاستنتاج بدون تحليل ، و هذا أيضاً من نتائج غياب العينة الشاهدة في بحثه .

13. وجد الباحث أن نسب الإرضاع الوالدي في عينته هي 63.3 % ، و هي نتيجة مخالفة لنسب الإرضاع الوالدي المعتمدة في سورية في الثلاثة أشهر الأولى من العمر و التي تبلغ 91 % ، و يعود ذلك إلى التحيز في عينته المدروسة بسبب عدم وجود أي تدخل إحصائي في تحديد العينة و حجمها المطلوب لهذه الدراسة .

14. استنتج الباحث أن سبب مغص الرضيع هو مغص الأم في 19 حالة ، و لم يورد كيف عرف ذلك ، فوجود مغص الأم لا يعني أنه هو السبب في مغص الرضيع ، و سبب هذا الخلل هو غياب العينة الشاهدة و عدم تحليلها إحصائياً .

15. كل النتائج التي استنتجها الباحث من استجابة الأطفال للعلاج باليانسون و النوم على البطن لم تقارن بعينة شاهدة .

16. أورد الباحث أن بعض الأغذية التي تناولتها الأم قد انتقلت إلى حليبها و سببت مغص الرضيع ، و لم يورد لذلك أية طريقة استخدمها في استنتاج ذلك ، و لماذا حدد بعض الأغذية مثل البقول و البامياء و الملفوف و الموالح و تجاهل الأخرى ، ولماذا اعتقد أن هذه الأغذية بالذات هي مسؤولة عن حدوث المغص ، و لم يحلل إحصائياً بسبب غياب العينة الشاهدة في بحثه .

17. أورد الباحث أسماء تجارية لأصناف الحليب الصناعي ، وهو مخالف لقواعد البحث العلمي الطبي التي تمنع ذكر الأسماء التجارية ، حيث كان يجب أن يشير إلى الأصناف المختلفة بأرقام تشير إلى أصناف الحليب دون ذكر اسمها بقوله مثلاً : الحليب الرقم 1 ، رقم 2 ، رقم 3 ... ، و لا يجوز ذكر أي اسم تجاري و إلا سبب ذلك ترويجاً غير مسموح به .

18. لم يورد الباحث لماذا اختار هذه الأصناف بالذات دون غيرها .

19. لم يورد الباحث أية طريقة لتغيير الحليب الصناعي و كيف اعتمد ذلك .

20. أورد الباحث حالة أوقف فيها الإرضاع الوالدي و حولها إلى أحد أصناف الحليب الصناعي المستخدمة في الدراسة ، مما يشكل خطراً كبيراً على مبدأ تشجيع الإرضاع الوالدي التي تمنع إيقاف حليب الأم إلا ضمن استطبابات الإرضاع و التي وردت في منشورات الجمعيات العالمية ، و طبعناه باللغة العربية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في العام 2001 .

21. لا يمكن قبول أية نتيجة من تحويل صنف حليب صناعي لآخر بسبب غياب العينة الشاهدة من جهة ، و بسبب صغر حجم العينة ( حالتان في صنف و خمس حالات في صنف آخر ) ، و بسبب عدم توافق هذه الطريقة مع التوصيات العالمية في طرائق العلاج.

22. ربط وجود مغص الرضيع باستخدام أصناف محددة من الحليب الصناعي ، و هو أمر غير مقبول لأنه لم يورد كيف استنتج ذلك ،و لم يحلل إحصائياً بسبب غياب العينة الشاهدة .

23. لم يورد الباحث أية مناقشة لبحثه ، حيث غابت فقرة المناقشة عن البحث ، و لم يعلل نتائجه أو يناقش سلبيتاتها و إيحابياتها ، و لم يقارنها بأية دراسة عالمية .

24. لم يرد في بحثه فقرة خاصة للمراجع .

25. إضافة لذلك كله فقد خالف الباحث هيكلية الكتابة المطلوبة حيث غابت فقرات كاملة عن البحث و هي : المقدمة ، المناقشة ، والمراجع ، و وضعت أسماء في عناوين خاطئة ، فسمى فقرة الطريقة : وسائل التشخيص ، و سمى النتائج : خلاصة الدراسة ، و غابت عناوين الجداول و أرقامها عن البحث
 

زائر
تسلم ويعطيك الله العافية على المعلومات المفيدة .
 

زائر
. ورد في البحث أن الباحث درس تأثير إعطاء مغلي اليانسون للأم المصابة بالمغص و الغازات المعوية ، و لم يحدد ماذا يعني أن الأم مصابة بالمغص و الغازات المعوية ، و لم يحدد المقادير التي وصفها للأم و هل تماثلت بين كل الأمهات، و بأي تواتر .




يعطيك الف عافيه رافت على مجهودك الجبار ننتظرك بجديد اجمل
 

استشارات طبية ذات صلة