العادات الصحيه في حياتنا اليوميه ... موضوع قيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يمارس الإنسان بعضا من السلوكيات أو الطباع التي يكتسبها من بيئته خلال مراحل حياته سواء كان ذلك الاكتساب بالتعلم ,أو الممارسة ,أو التكرار مره بعد مره فتصبح هذه السلوكيات عاده له وجزءا لايتجزأ من تصرفاته ,وثقافته ونمط حياته.

*مفهوم العادات الصحية وأهميتها:

العادة هو أمر يفعله الإنسان بدون تفكير – مره تلو أخرى , وهذا يشير إلى إن كثير من تصرفات وسلوكيات الإنسان تدخل ضمن مفهوم العادات سواء كانت صحيحة أو خاطئة .
أما أهميتها فتبرز في كونها مطلبا من مطالب النمو الصحيح للإنسان "فمن مطالب النمو تعلم العادات الحسنه في الغذاء والشراب وغير ذلك من ممارسات الإنسان في حياته اليومية".
يضاف إلى أهميه العادات الصحية أنها تعد عاملا مساعد على اكتساب كثير من الفضائل و السلوكيات الحسنه.
ليس هذا وحسب إذا إن العادات الصحية أهميه أخرى تتمثل في كونها نوعا من التوعية الصحية التي تساعد من يتمسك بها ويحرص عليها في التغلب على كثير من مشكلاته الصحية.


*صور من العادات الصحية التي لها علاقة مباشره بصحة الإنسان وسلوكه ومنها:

1.عادة شرب كأس من الماء الفاتر عند الأستيقاظ من النوم صباحا , إذا إن هذه الكميه الضئيلة من الماء تنبه الأمعاء بعد ركودها , وتغسل المعدة ثم تمر بالدم لتغسل الكليتين,فضلا عن أنها تنبه الكبد وتدعوها لإفراز الصفراء , تهيواء لهضم وجبه الصباح.


2.عادة مضغ الطعام جيدا في الفم قبل بلعه,حيث يتم خلال عمليه المضغ تقطيع الطعام وطحنه جيدا ,ومضغ الطعام من العوامل المهمة الواقية من اضطرابات الجهاز الهضمي حيث يسمح بمزج الطعام باللعاب الذي يحول النشاء إلى سكريات أسهل هضما كما يهيئ المعدة لإفراز العصائر الهاضمة و المضغ الجيد رياضه يحتاج إليها الإنسان و عدم مزاولتها يضعف الأسنان ويجعلها عرضه لتسوس.

3.عادة تناول طعام الإفطار صباحا,تعد من أهم وابرز العادات الصحية التي ينبغي التعود عليها,فالإنسان في حاجه ضرورية لها كبيرا كان أو صغيرا لان وجبه الصباح من أهم وجبات اليوم ,فالمعدة تكون خاليه في الصباح و مستعدة لتقبل كل مايلقى فيها من غذاء ولذا من الضروري أن نلبي هذه الحاجة بالمقادير الغذائية الكافية لإمداد الجسم بحاجته من مصادر الحرارة..ومن الضروري إن تكون منوعه وغنية بالعناصر الغذائية.

4.عادة ممارسه بعض التمارين الرياضية أو الانشطه المستمرة,التي يتم من خلالها المحافظة على اللياقة البدنية للجسم وتحريك عضلاته و تنشيطها من وقت لأخر ,فالرياضة تنشط كل أعمال الجسم من تنفس ,ودوران الدم والهضم و إفراز والتوازن وغير ذلك,كما تقوي بنيته وعظامه وعضلاته بالأضافه إلى كونها تعطي الجسم جمالا وتناسقا, ومرونة , و المحافظة عليها لها أثار ايجابيه في تحسين الحالة الصحية و النفسية للإنسان في جميع مراحل عمره المختلفة.

5.عادة الراحة عندما يحتاج الجسم إلى ذلك,الحرص على عدم مقاومة النوم ولا سيما إذا
كان الجسم متعبا أو مرهقا, فالنوم إحدى الحاجات الضرورية لراحة الجسم ونموه, ويتبع لهذه العادة الصحية أن لا يذهب الأنسان إلى النوم بعد تناول الطعام مباشرة,لأن النوم بعد الطعام يعرقل أداء المعدة في لعملها ,ويكفي استرخاء بسيط لبضع دقائق ,فذلك يساعد المعدة
على الهضم .

6.عادة تناول المشروبات المعتدلة الحرارة, لا تكون ساخنة, ولا تكون باردة جدا أو مثلجة
لما في ذلك من المضار الصحية على الفم أو الأسنان أو اللسان إضافة إلى أن شرب المشروبات وهي مازالت ساخنة جدا أو مثلجة جدا يصيب المعدة بأضرار بالغه ,ويتسبب في تثبيط نشاط الأنزيمات التي تهضم الطعام ,مما يؤدي إلى عسر الهضم ,واضطراب وظيفة المعدة ,والتهابات مستمرة حيث إن الأنزيمات الجهاز الهضمي لا تعمل إلا في درجة
حرارة الجسم وهي 37 درجة مئوية.
أن شرب الشاي أثناء أو بعد تناول الطعام مباشرة يعوق امتصاص الحديد من الغذاء, مما
يؤدي إلى الإصابة بالأنيميا(فقر الدم) إذا كانت كمية الحديد المتناولة في الطعام قليلة .
وينصح خبراء التغذية أن يكون شرب الشاي باعتدال مع انه يفضل أضافه الحليب إليه
لما يحتوي علية من الكالسيوم والفيتامينات التي تفيد الجسم.

7.عادة تناول الزبادي(اللبن الرائب)الذي يعطي الجسم البروتينات بصورة يسهل هضمها ,
ينصح الأطباء بتناول الزبادي عندما يكون الأنسان مضطرا لأستعمال المضادات الحيوية
حيث أن المضاد الحيوي يقتل جميع أنواع البكتريا الموجودة في الجسم سواء ضارة أو
المفيدة, لذلك فأن تناول الزبادي يعوض المعدة والقولون عما تفقده من البكتريا,مما يساعد
في عملية هضم الأغذية ,فقد ثبت أن البكتيريا المفيدة للمعدة توجد في الزبادي وهي بكتيريا حمض اللاكتيك التي تساعد على تخليق بعض الفيتامينات وبعض الأحماض الامينيه مما يساعد على هضم الطعام فضلا عن استطاعة البكتيريا في الزبادي على تطهير المعدة وقتل الطفيليات المسببة للإسهال .

8.عادة المحافظة على اعتدال الجسم في مختلف حالاته وأوضاعه (وقوفا وجلوسا ومشيا), تعمل بإذن الله على حماية قوام الجسم وسلامة بنيته وعدم تعريضه لتشوهات
الخلقية أو المخاطر الصحية المترتبة على ذلك ويكون بالتعود على انتصاب الجسم وعدم
انحناء إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك, وفي الجلوس يجب أن يكون الرأس والجذع بوضعية
مستقيمة ,إما تحريك الجسم بحركات فجائية مع تقليص الفضلات بشكل دائم ,وتوازن غير كامل ,فهو من المساوئ التي يجب الابتعاد عنها.

9.من العادات الصحية الإكثار من شرب المياه النقية التي يحتاج إليها الجسم فهي تساعد في عملية الهضم وترطيب الجهاز التنفسي, وغسل الجسم(داخليا) من السموم.ومنع تكون الرواسب والحصيات في الكلى وهذا يقتضي بطبيعة الحال الامتناع عن تناول المشروبات
الغازية (الفوارة) التي ينتشر استعمالها بين الناس سواء أثناء الوجبات الغذائية أو بعدها ظنا
منهم أنها تساعد على تسهيل الهضم وإرواء العطش ولا سيما في الطقس الحار وهي عادة غير صحية لأنها تسبب في انتقال الطعام حتى دون اكتمال هضمه من المعدة إلى الأمعاء وهذا يضيع فائدة المعدة في هضمها للأغذية وخصوصا البروتينات منها.

10. من العادات الصحية عدم الجلوس لفترات طويلة إمام شاشه التلفزيون أو غيره من الاجهزه لما يترتب على ذلك من أضاعه الوقت فيما لافا ئده فيه,كما أن طول فتره الجلوس تؤدي إلى الخمول والكسل والحيلولة دون استمتاع الجسم بالحركة اللازمة له ,أضافه إلى ذلك مشاهده التلفزيون لفترات طويلة مضره لجسم الأنسان , ويرجع السبب في ذلك إلى أن طريقه تكوين الصورة تؤدي إلى انبعاث أشعه جهاز التلفزيون تصطدم بجسم الأنسان ,وجسم الأنسان قادر على التعامل مع كميات معقولة من هذه الأشعة ,إما أذا زادت عن حد معين فأنها تبدءا بتأثير الاتلافي على خلايا الجسم ومن هنا يجب الإقلال من ساعات مشاهده برامج التلفزيون.


وختاما ,فانه يمكن القول أن العادات الصحية تعد من أهم وأبرز مقومات التربية الجسمية الإنسان , والتي لاغنى له عنها , لاسيما و أنها احد مطالب النمو الصحيح ,وذات علاقة مباشره بصحة الجسم وسلامته ,فكان من الضروري جدا أن يعرفها الأنسان أن يحافظ عليها في مختلف الظروف والأحوال وفي جميع المراحل العمرية ,ونسأل الله أن يمتعنا بأسماعنا وإبصارنا و عافيه ابداننا والحمد لله رب العالمين.

اتمنى أن تنال إعجابكم