العصاب Neurosis

زائر
العصاب Nesis


تطلق كلمة (العصاب) على مجموعة واسعة من الأضطرابات السلوكية منها :
1- النورستينيا (أستجابات الوهن والتعب).
2- المخاوف المرضية.
3- الوساوس القهرية.
4- القلق العصابي.
5- الهستيريا.
بالرغم أن لكل هذه الأضطرابات أعراضها الخاصة إلا أن هناك أعراضآ عامة تميز الشخصية العصابية ومن أبرز مظاهرها:
1- العصابي يعاني أضطربآ في تفكيره وبطئآ في فهمه ,وأنخفاض القدرة على الأداء الوظيفي .
2- الفرد العصابي يعاني قلقآ ظاهرآ أو باطنآ وشعورآ بعدم الأمان وزيادة في التوتر والحساسية والتهيج والمبالغة في ردود أفعاله السلوكية وعدم نضج أنفعالي والأعتماد على الأخرين ومحاولة جذب الأنتباه والأستجابات (الصبيانية) في مواقف الأحباط والشعور بعدم السعادة والحزن والأكتئاب .
3- الفرد العصابي يعاني توترآ عصبيآ وأنقباضآ داخليآ وضيقآ مؤلمآ.
4- يتصف سلوك العصابي عمومآ بالجمود عمليآ وذهنيآ وفي حالات أخرى يتصف بالطيش والتسرع ويعتمد في مواجهته للمشكلات على حيل دفاعية أو حيل عقلية لاشعورية كالنقل والتقمص والهروب وغيرها من الحيل الاشعورية.
5- يعاني العصابي نوبات تعكس قلقآ وتوترآ كردود أفعال دائمة ومتناوبة الحدوث,يصحبها أحيانآ أضطرابآ في الجهاز الهضمي.
6- سرعة الملل والضجرمن معظم الأشياء حوله وقصر مدة التركيز والأنتباه.
7- يتصف السلوك العصابي بالتمركز حول الذات وأنانية واضحة ,يصاحبها أضطراب في العلاقات الأجتماعية .
8- يعاني العصابي من تصورات وأوهام لاأساس له من الواقع .
9- سرعة الأستثارة العصبية والغضب لأتفه الأسباب وضعف واضح في عدم القدرة على ضبط الأنفعالات والتحكم بها.
أن ماتقدم ذكره من أعراض نفسية قد يشكو من أحدهما أو من أكثرها الأشخاص العاديون وهذا لايعني أنهم مرضى بمرض عصابي ,إذ إن مايفرق بين الشخص العادي والمريض بالعصاب هو أن الأعراض التي تظهر على المريض أعراضآ حادة ومستمرة ومزمنة.

الفرق بين العصاب والذهان
أن حالات العصاب أقل خطرآ من الحالات الذهانية ,ولوأننا قارنا بين العصابي والذهاني ,لوجدنا أن العصابي رغم سوء توافقه النفسي والأجتماعي وفي العمل ,إلا أن هناك قدرآ بسيطآ من هذا التوافق الذي يجعله يعيش في كثير من الأحيان .خاصة وأنه يملك قدرآ معينآ من الأستبصار بذاته,ذلك أن العصاب هو خلل في جزء من أجزاء الشخصية وليست في مجموعها لذلك فهو قادر على مساعدة نفسه أو أن يطلب المساعدة في الأوقات التي يكون بحاجة اليها.
أما الذهاني فأنه يعاني من تشوهات كبيرة في مدركاته وتظهر على شكل هلاوس وهذيان كما لايميز كما أنه لايميز بين الحقيقة والخيال وهو يعيش في عالم خاص وغيرقادر على تحمل مسؤلياته وغير قادر أيضآ على الحكم السليم للأشياء والأتصال المثمر مع الواقع .ورغم وجود وجهة نظر تقول بأن العصاب هو عبارة عن ذهان خفيف لكن الرأي السائد يؤيد الفصل بين العصاب والذهان فصلآ حاسمآ إذ إن العوامل النفسية وخبرات الفرد هي العوامل الرئيسية للامراض العصابية في حين أن الذهان مرض عقلي يرجع أضافة الى الأسباب النفسية في بعض الأحيان,الى خلل عضوي أو وظيفي في الدماغ,كما أن هناك أستعدادآ وراثيآ للاصابة بالذهان.
تنبغي الأشارة هنا أن بعض حالات العصاب قد تتحول الى أمراض ذهانية ,ونسبة هذا التحول كما تشير اليه بعض الدراسات يصل الى 4_7% ,وتنبغي التثبت مرة أخرى من أن العصاب يختلف بطبيعته وأسبابه وعوامل نشوئه عن الامراض الذهانية .

ماهي العوامل المؤدية الى العصاب؟
هناك ثلاثة مجموعات من العوامل تشكل الأساس في تكوين العصاب .
أولآ:العوامل التكوينية
تشير بعض الدراسات التي تناولت التوائم التي عاشت منفصلة في بيئات مختلفة,الى أن للوراثة أو الاستعدادات الوراثية دورآ في تكوين العصاب.
ويشير الى ذلك أيزنك Eysenk إذ يعتقد أنها مسؤلة بدرجة كبيرة عن حدوث العصاب ,فقابلية الأنسان للأنهيار تحت الضغط الشديد ,خاصية من خصائص جهازه العصبي . ويعتقد أن بعض أنواع العصاب أكثر من غيرها في مدى تأثرها بالعامل الوراثي كالوساوس القهرية على سبيل المثال ,
حيث يعتقد أن هناك علاقة بين التفاعلات الكيميائية داخل الجسم وبين الاصابة بالعصاب وبشكل خاص يشار الى حامض الليسرجيك حيث أن حقن شخص بهذا الحامض قد يثير لديه هلاوس شبية بما يحدث في الفصام , وإن بعض العقاقير التي تعادل تأثير هذا الحامض تخفض هذه الاعراض الفصامية .

ثانيآ:العوامل الحاسمة
وتسمى أيضآ بالعوامل الترسبية أو العوامل المفجرة,مثل الشدائد أو الصدمات القوية المتكررة أو الأزمات كموت العزيز أو الخسائر المالية المفاجئة أو فضيحة أجتماعية أو تغيرات سريعة وعنيفة داخل الاسرة أو الهجرة الى بلد آخر,أو عوامل جسمية كالارهاق الشديد المستمرأو المرض الجسمي ,إذ إن هذه العوامل قد تحدث أذى وتفككآ في حالة التماسك والتوافق داخل الذات وتؤثر في توازنها فتحدث أستجابات عصابية كانت في السابق مخفية ,ففي بعض الأحيان تكون هذه الشدائد أو الصدمات عاملآ مثيرآ,لمخاوف وشجون قديمة كانت قد كبتت في الطفولة.
ينبغي الأنتباه بأن هذه العوامل قد لاتكفي وحدها لاحداث العصاب الا اذا كانت هناك عوامل اخرى كالعوامل التكوينية التي سبق الاشارة اليها أو عوامل نفسية واجتماعية .إذ إن العصاب كأضطراب في الشخصية لاينجم من سبب واحد وأنما ينبغي أن تتضافر عوامل داخلية وخارجية حتى تؤدي اليه.

ثالثآ:العوامل النفسية والاجتماعية
يشيركثير من علماء النفس الى أن حياة الفرد وخبراته في الطفولة وخاصة الطفولة المبكرة لها تأثيركبير في تهيئة الأستعداد للأصابة بالعصاب ,وعلى سبيل المثال فأن الدراسات التي درست الحرمان من الام في هذه المرحلة تؤدي الى أنحرافات أساسية في شخصية هؤلاءالأطفال في المستقبل ,فيظهر عليهم الجوع الوجداني والأكتئاب الغمي(الحداد) ,كما تظهر هذه الشخصيات عديمة المودة .
وتبدوا عليها البلادة الأجتماعية ونقص القدرة على تكوين علاقات ذات معنى مع الأخرين,
كما تبين من خلال الدراسات أن فترات الحرمان الطويل من الام والتي تستمر الى ثلاث سنوات خاصة اذا حصل هذا الحرمان في السنة الاولى قديؤدي الى الحاق الضررفي الوظائف العقلية غيرقابلة للشفاء,كما أن يتعرض له الفرد من ضروب الاحباط في طفولته يصنع في نفسه صراعات شتى تحول دون تكامل شخصيته أي سوء توافقه كما يجعله شديد الحساسية لمواقف النقد أو الحرمان أو للمواقف التي يشم منها رائحة الكراهية أو الأذلال أو فقدان العطف و الشعور بالذنب ,فأذا به يستجيب لهذه المواقف أستجابة عنيفة وغيرمتوقعة فهو شديد الحساسية.

مقتبسات من مادرسته..


 

زائر
حفظنا واياكم من كل سوء
مشكور أخي كل الشكر على الافادة