العلماء والأطباء العرب وضعوا أسس الممارسة الطبية في أوروبا

زائر


نشرت المجلة الطبية البريطانية (Bitish Media Jna) وهي إحدى أهم المجلات الطبية في العالم، وأكثرها انتشارا مقالا في عدد شهر ديسمبر 2005 بعنوان كيف غير الإسلام الطب: الأطباء والعلماء العرب يضعون أسس الممارسة الطبية في أوروبا للبروفيسور عظيم مجيد من لندن. وكان المعهد الملكي لبريطانيا العظمى قد ناقش في نفس الشهر أن العالم الغربي قد يبدو مختلفا اليوم لولا عظمة العلماء المسلمين في بغداد والقاهرة وقرطبة وأماكن أخرى.

ويتعرض الكاتب إلى الحضارة الإسلامية التي انتشرت من الهند شرقا وحتى الأندلس غربا وكيف أن العالم لا يتذكر دور العلماء المسلمين الذين برزوا بين عام 800 - 1450 ميلادي وتأثيرهم على الحضارة الغربية في مجال العلوم والتكنولوجيا والطب.
وحيث إن كثيرا منا نحن المسلمين بدأ يفقد الثقة بنفسه وبقدرتنا كأفراد وكأمة على إضافة الجديد للعالم وبسبب الحملات التي يتعرض لها المسلمون في كل مكان فإني أردت أن أستعرض هذا المقال لعله يعيد لنا بعضا من العزة والثقة بأنفسنا وقدراتنا ويستلهم هممنا لبذل المزيد من الجهد في طلب العلم. وقد كان للمقال صدى طيب حيث وردت للمجلة عدة رسائل تشيد بدور العلماء المسلمين في ازدهار الحضارة.
ويستعرض الكاتب كيف أن العرب المسلمين وخروجهم من جزيرة العرب احتكوا مع ثقافات عريقة كالثقافة اليونانية وغيرها وتفاعل معها المسلمون بحركة ترجمة نشطة بلغت أوجها في عهد المأمون فيما يعرف ببيت الحكمة في بغداد عام 830م مما جعل اللغة العربية في ذلك الوقت أهم لغة علمية في العالم وهذا يوجب علينا في هذا الوقت الاهتام بلغتنا العربية وبالترجمة ودراسة العلوم بلغتنا إن اردنا أن نعود لما كنا عليه.
وبجمع العلوم من مختلف الثقافات استطاع العلماء المسلمون أن يضيفوا كثيراً من التقدم العلمي في مجالات كثيرة كالرياضيات والفلك والكيمياء والزراعة والطب وغيرها. فهم أول من استخدم تقطير المياه وأول من استخدم الكحول في التعقيم وهذه الممارسة لا زالت تستخدم حتى الآن. ووضع العلماء المسلمون أسس الممارسة الطبية الحديثة فقبل الحضارة الإسلامية كانت أوروبا تعتمد على رجال الدين في العلاج ولم تكن توجد أي مستشفيات أو مراكز طبية في حين أوجد العرب المستشفيات والمراكز الطبية التي بدأت التعليم الطبي المنظم وادخل الأطباء العرب كثيراً من التنظيمات التي لاتزال تستخدم في المستشفيات الحديثة كالأجنحة الخاصة بالرجال وأجنحة النساء والاهتمام بنظافة العاملين في المستشفيات ونظافة المنشآت الصحية للحد من انتقال العدوي أو ما يعرف حالياً بالتحكم في العدوي (nfetin nt) وكانوا أول من أدخل نظام الملفات الطبية والصيدليات. واستعرض المقال بعد ذلك بعض الأطباء المسلمين المبرزين كا بن النفيس الذي عاش في القرن الثالث عشر الميلادي وهو أول من وصف الدورة الشريانية الرئوية وقد سبق في ذلك وليام هارفي بثلاثمائة سنة ولكن الغرب للأسف لا يشير إلى هذه الحقيقة المثبتة. كما يشير الكاتب إلى الجراح أبو القاسم الزهراوي الذي ألف كتاب التصريف والذي ترجم إلى اللاتينية وعد الكتاب الطبي الأساس في الجامعات الأوروبية في القرون الوسطي. والزهراوي أول من وصف كثيراً من الأمراض الوراثية ومرض استسقاء الرأس وطور كثيراً من التقنيات الجراحية وهو أول من استخدم خيوط الكاتقت في خياطة الجروح. وأشار الكاتب كذلك إلى الرازي الذي يعده بعضهم أعظم طبيب مسلم وهو صاحب كتاب «كتاب المنصوري» الذي يقع في 10 مجلدات والذي استمرت إعادة طباعته حتى القرن التاسع عشر الميلادي. كما ضمت مناهج الجامعات الأوروبية كتب ابن رشد وكتب ابن سينا القانون في الطب. وقد عد كتاب القانون في الطب أعلى مرجع طبي في أوروبا لعدة قرون. ويعد ابن سينا أول من ادخل النظام العلاجي الذي يعتمد على العوامل العضوية والنفسية والدوائية مجتمعة. وبدأ بعد ذلك اختفاء وهج الحضارة العلمية الإسلامية باحتلال بغداد من قبل المغول وسقوط الأندلس وظهور الدولة العثمانية وانعكست الآية وتغير تدفق العلوم وتغيرت موازين القوى العلمية على مدى ال 600 سنة الماضية وفقدنا كثيراً مما كنا نتميز به وتركنا الريادة لغيرنا. راجيا أن يكون هذا المقال عامل تحفيز لنا لشحذ الهمم للحاق بركب العلوم والتقدم.
 

زائر

صدقت أخي الكريم

جميل جدا ما جاء في هذا المقال in14;

بارك الله فيك




 

زائر
أشكرك على هذا النقل وأسأل الله أن يعيد هذه الأمجاد والحضارات العظيمة بأيدي شباب المسلمين الواعد في أرجاء العالم ..

وفقك الله ..