زائر
الغذاء النباتي.. إيجابيات وسلبيات
====================
على الرغم من أن العديد من الديانات والمعتقدات القديمة أوصت أتباعها ومعتنقيها بالامتناع عن تناول اللحوم وغيرها من المنتجات الحيوانية، بقيت هذه التوصيات ضمن حدود ضيقة وفي مناطق جغرافية مغلقة نوعاً ما، لكن الطفرة المعلوماتية التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة ساهمت إلى حد كبير جداً في وضع الفكرة على بساط البحث من جديد، وراح الكثيرون ينفذون تلك التوصيات، ربما من دون إدراك كامل لتوابعها ونتائجها.
في الحقيقة هناك عدة أنواع من النظام النباتي، أو عدة مستويات، فالبعض يمتنع نهائياً عن تناول أي شيء أصله حيواني، بما في ذلك العسل. وقائمة الممنوعات لدى هؤلاء تشمل البيض والألبان والدواجن والأسماك وكل أنواع المأكولات البحرية أيضاً.
نوع آخر يمتنع من يطبقه فقط عن تناول اللحوم الحمراء وحدها لكن قائمة طعامه تشمل الدواجن والبيض والحليب والأسماك وغيرها الكثير.
وبين هذين النوعين توجد عدة أنواع أخرى تختلف في قوائم الممنوع والمسموح من الطعام، قائمة تشمل صنفاً تستبعده قائمة أخرى.. وهكذا.
سُمْعَة اللحوم
في البداية، لا بد من التأكيد على أن اللحوم على الرغم من السمعة السيئة التي باتت في السنوات الأخيرة تحيط بها، ليست سيئة كما يشاع، لكنها تصبح كذلك حين الإسراف في تناولها، مما يعني أن الاعتدال هو الحل المناسب.. ففي الاعتدال نحصل على فوائد اللحوم، وهي كثيرة بالطبع، وفي الاعتدال أيضاً نتجنب أضرار اللحوم، وهي كثيرة أيضاً.
ومن الطبيعي ألا ننسى أن الإنسان تربى على اللحوم منذ آلاف السنين، وفي فترة من الفترات كانت لحوم ما يصطاده من حيوانات هي غذاؤه الوحيد.
إيجابيات وسلبيات
من الطبيعي أن منع الجسم من الحصول على صنف معين من البروتينات أو المعادن أو الفيتامينات الموجودة في المنتجات الحيوانية يفرض إيجاد البديل الذي يضمن سير عمل الجسم وأعضائه الحيوية بالطريقة الصحيحة.
ومن الطبيعي أيضاً أن يكون للنظام الغذائي المتبع، بغض النظر عن طبيعته، بعض الإيجابيات وبعض السلبيات أيضاً، لكن من المهم جداً للنباتيين، ولمن يريدون أن يصبحوا نباتيين أن يعتمدوا نظاماً صحياً بديلاً يضمن لأجسامهم الحصول على ما تحتاج إليه من معادن وفيتامينات وعناصر أخرى مفيدة، وفي حال غياب مثل هذا النظام من المؤكد أن السلبيات سوف تضاعف المخاطر الصحية.
احتياجات الجسم
من الضروري لمن يتبع النظام النباتي أو من يريد أن يصبح نباتياً أن يهتم بتزويد جسمه بما يحتاج إليه من البروتين والحديد والكالسيوم والأحماض الدهنية المعروفة باسم أوميغا 3 وفيتامين «بي 12».
كذلك يجب على هؤلاء وأولئك أن يكونوا يقظين باستمرار إزاء ما تتضمنه بعض الأصناف الغذائية من مكونات حيوانية المنشأ لكنها خفية، فبعض الأجبان على سبيل المثال مصنوعة من مادة تستخرج من معدة الحيوانات، أو من بروتين الحليب المعروف باسم «الكاسين»، ومع ذلك يقال إنها خالية الدسم.
القلب والشرايين
البروفيسور ليزا يونغ الأستاذة في جامعة نيويورك تقول إن هناك أكثر من سبب يجعل اتباع النظام النباتي أفضل للقلب من الناحية الصحية، فاللحوم والألبان غنية جداً بالدهون المشبعة، وبالتالي فالامتناع عن هذين الصنفين يفيد القلب والشرايين، لأن الدهون المشبعة ترفع معدلات الكوليسترول السيئ، وهو المسؤول الأول عن تصلّب الشرايين والأوردة وانسدادها أو ضيقها، مما يزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية والجلطات الدماغية.
ثمة وجه آخر لفوائد النباتية، وهو أن من يتبع هذا النظام يزيد تلقائياً ما يتناوله من الحبوب والبقول، وهي كلها غنية بالألياف التي تخفض معدلات الكوليسترول.
البروتينات والحديد
قد يقول قائل إن الجسم يحتاج إلى البروتينات وأن اللحوم هي المصدر الرئيسي لهذه البروتينات، لكن الطب يؤكد أن هناك عشرات الأصناف الغنية بالبروتين يمكن أن تكون خير بديل. ومن هذه الأصناف: الفاصوليا والعدس والمكسرات وبعض أنواع الحبوب الكاملة والخضروات ذات الأوراق الداكنة مثل السبانخ واللفت والفواكه المجففة، بالإضافة للتوفو، وهو طعام من فول الصويا أصله ياباني.
نقطة أخرى لا تقل أهمية عن سابقاتها، وهي أن عنصر الحديد الموجود في اللحوم سهل الامتصاص في الجسم، في حين أن الحديد الموجود في الأصناف الغذائية المذكورة آنفاً أكثر صعوبة، لكن في الإمكان التغلب على هذه العقبة بإضافة فيتامين «سي» إلى الطعام، فيساعد في تسهيل عملية الامتصاص، فلو كانت الوجبة معكرونة على سبيل المثال، فالحل يكون بإضافة صلصة البندورة.
وقاية من الأمراض
تؤكد العديد من المنظمات والجمعيات الطبية العالمية المتخصصة أن اتباع النظام النباتي بطريقة صحيحة يثمر نتائج طبية طيبة، ويمنع العديد من الأمراض، فقد أكدت التجارب والأبحاث أن النباتيين يواجهون بنسب أقل من غيرهم احتمالات الإصابة بالبدانة، والنوع الثاني من السكري والإمساك المزمن وسرطان الرئة وسرطان الثدي وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين وحصوات الكلى والمرارة وأمراض القولون والكلى وترقق (هشاشة) العظام، بالإضافة إلى تآكل وتسوس الأسنان وغير ذلك الكثير.
ومن الحقائق الطبية المؤكدة أيضاً أن النظام النباتي يقلل مخاطر الإصابة بأمراض الشرايين والأوردة، وذلك لسببين، الأول: انخفاض معدلات الدهون المشبعة والكوليسترول والبروتين الحيواني في الأصناف النباتية، والثاني: زيادة تركيز حمض الفوليك الذي يقلل مستويات الحمض الأميني، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة مثل فيتامين «سي» وفيتامين «إي» في هذه الأصناف.
ومن الحقائق الطبية أيضاً أن غالبية أصناف الخضروات والفواكه تحتوي على ألياف قابلة للذوبان، تبين أنها تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
الأضرار الصحية
الدكتور جون فاندرفين، مدير مكتب «النباتات والأجبان والمشروبات» التابع لوكالة الغذاء والدواء الأميركية يقول إن الامتناع عن تناول أي صنف غذائي يعني، من قبيل تحصيل الحاصل، حرمان الجسم مما في هذا الصنف من فوائد صحية يحتاج إليها الجسم، وبالتالي يجب إيجاد البديل في أقرب وقت ممكن.
فالنباتيون الذين يمتنعون عن تناول اللحوم وكل منتجات الألبان، كما يقول هذا المتخصص، يواجهون مخاطر صحية، لأن بعض المغذيات لا توجد إلا في المنتجات الحيوانية المنشأ. ويواجه النباتيون أيضاً نقصاً في المعادن والفيتامينات الضرورية للجسم وبالذات فيتامين «بي 12».
وفي تقرير نشرته المجلة الأميركية للتغذية السريرية عام 1988، تأكيد على أن المتقدمين في العمر يجب عليهم الحذر الشديد إذا ما قرروا التحول إلى النظام النباتي، لأن أجسامهم تصبح أقل قدرة على امتصاص فيتامين «بي 12».
ويواجه النباتيون أيضاً احتمال نقص فيتامين «دي» ومستويات الكالسيوم في أجسامهم. ومن المعروف أن نقص هذا الفيتامين لدى الأطفال يسبب الكساح ويسبب للكبار ترقق (هشاشة) العظام.
ومن الأضرار أيضاً يواجه النباتيون مخاطر نقص الحديد (فقر الدم)، وذلك ليس فقط بسبب استبعاد المنتجات الحيوانية، ولكن أيضاً بسبب ارتفاع معدل الألياف في الأصناف الغذائية البديلة، مثل فول الصويا والنخالة، لأن الألياف تمنع امتصاص الحديد، وفي هذه الحالة قد يفقد المرء شعره وكتلة عضلاته، بالإضافة إلى تراكم غير طبيعي للسوائل في الجسم.
السرطان
يربط الكثيرون بين الإصابة بالسرطان والنظام الغذائي المتبع، وتشير دراسة حديثة للمعهد الوطني الأميركي لأبحاث السرطان إلى أن ثلث وفيات السرطان يمكن ربطه بالنظام الغذائي، وبالتالي فإن تناول العديد من أصناف الخضروات الصليبية (التسمية لتصالب أوراقها رباعية التشكيل) مثل الملفوف والقرنبيط والرشاد والبروكلي والكثير غيرها من الخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة مفيد جداً، لأنها غنية بفيتامين «سي» وبألياف قابلة للذوبان وبمغذيات يعتقد العلماء بقدرتها على محاربة السرطان.
وفي دراسات وأبحاث طبية متعددة تبين وجود علاقة بين البروتين النباتي المنشأ، مثل البروتين الموجود في فول الصويا على سبيل المثال، وانخفاض مخاطر الإصابة بثلاثة من أنواع السرطان وهي: الثدي والمثانة والقولون.
مسؤولية التلوث
تتجاوز أضرار اللحوم صحة الإنسان إذ يقول تقرير لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، إن المواشي والدواجن، وهي المصدر الرئيسي للحوم الحيوانية، مسؤولة جزئياً عن ظاهرة الاحتباس الحراري وعن خمس التلوث الذي يهدد العالم بسبب المبيدات الحشرية وغيرها من المواد الكيماوية الخطرة، كما أن المواشي والدواجن تستهلك نسبة كبيرة من احتياطي العالم من المياه والنفط وتحتل مساحات شاسعة من الأراضي التي يمكن الاستفادة منها في الزراعة.
الوزن الزائد
يعتقد البعض أن اتباع النظام النباتي يمثل الحل السحري للتخلّص من الوزن الزائد.. هذا صحيح بشرط، وهذا هو المهم، أن يلتزم النباتي بعدم تعويض اللحوم والمنتجات الحيوانية بالخبز والرز والمعكرونة والبطاطا، فمثل هذا التصرف سوف يزيد الوزن ولن ينقصه.
وفي دراسة لباحثين من جامعة أوكسفورد لمعرفة ما إن كان للنظام النباتي في التغذية أي علاقة بالوزن، أو على الأصح بمؤشر كتلة الجسم المعروف اختصاراً بالحروف اللاتينية bmi، وقد شملت الدراسة 5292 شخصاً من الجنسين، تتراوح أعمارهم بين العشرين والتسعين، وجميعهم من غير المدخنين أو مدخنين سابقين، وتبين في نهاية الدراسة أن مؤشر كتلة الجسم لدى النباتيين كان 22.05 أما غير النباتيين فكان 23.18، ولوحظ وجود فرق بسيط للغاية بين الرجال والنساء في هذا الشأن.
====================
على الرغم من أن العديد من الديانات والمعتقدات القديمة أوصت أتباعها ومعتنقيها بالامتناع عن تناول اللحوم وغيرها من المنتجات الحيوانية، بقيت هذه التوصيات ضمن حدود ضيقة وفي مناطق جغرافية مغلقة نوعاً ما، لكن الطفرة المعلوماتية التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة ساهمت إلى حد كبير جداً في وضع الفكرة على بساط البحث من جديد، وراح الكثيرون ينفذون تلك التوصيات، ربما من دون إدراك كامل لتوابعها ونتائجها.
في الحقيقة هناك عدة أنواع من النظام النباتي، أو عدة مستويات، فالبعض يمتنع نهائياً عن تناول أي شيء أصله حيواني، بما في ذلك العسل. وقائمة الممنوعات لدى هؤلاء تشمل البيض والألبان والدواجن والأسماك وكل أنواع المأكولات البحرية أيضاً.
نوع آخر يمتنع من يطبقه فقط عن تناول اللحوم الحمراء وحدها لكن قائمة طعامه تشمل الدواجن والبيض والحليب والأسماك وغيرها الكثير.
وبين هذين النوعين توجد عدة أنواع أخرى تختلف في قوائم الممنوع والمسموح من الطعام، قائمة تشمل صنفاً تستبعده قائمة أخرى.. وهكذا.
سُمْعَة اللحوم
في البداية، لا بد من التأكيد على أن اللحوم على الرغم من السمعة السيئة التي باتت في السنوات الأخيرة تحيط بها، ليست سيئة كما يشاع، لكنها تصبح كذلك حين الإسراف في تناولها، مما يعني أن الاعتدال هو الحل المناسب.. ففي الاعتدال نحصل على فوائد اللحوم، وهي كثيرة بالطبع، وفي الاعتدال أيضاً نتجنب أضرار اللحوم، وهي كثيرة أيضاً.
ومن الطبيعي ألا ننسى أن الإنسان تربى على اللحوم منذ آلاف السنين، وفي فترة من الفترات كانت لحوم ما يصطاده من حيوانات هي غذاؤه الوحيد.
إيجابيات وسلبيات
من الطبيعي أن منع الجسم من الحصول على صنف معين من البروتينات أو المعادن أو الفيتامينات الموجودة في المنتجات الحيوانية يفرض إيجاد البديل الذي يضمن سير عمل الجسم وأعضائه الحيوية بالطريقة الصحيحة.
ومن الطبيعي أيضاً أن يكون للنظام الغذائي المتبع، بغض النظر عن طبيعته، بعض الإيجابيات وبعض السلبيات أيضاً، لكن من المهم جداً للنباتيين، ولمن يريدون أن يصبحوا نباتيين أن يعتمدوا نظاماً صحياً بديلاً يضمن لأجسامهم الحصول على ما تحتاج إليه من معادن وفيتامينات وعناصر أخرى مفيدة، وفي حال غياب مثل هذا النظام من المؤكد أن السلبيات سوف تضاعف المخاطر الصحية.
احتياجات الجسم
من الضروري لمن يتبع النظام النباتي أو من يريد أن يصبح نباتياً أن يهتم بتزويد جسمه بما يحتاج إليه من البروتين والحديد والكالسيوم والأحماض الدهنية المعروفة باسم أوميغا 3 وفيتامين «بي 12».
كذلك يجب على هؤلاء وأولئك أن يكونوا يقظين باستمرار إزاء ما تتضمنه بعض الأصناف الغذائية من مكونات حيوانية المنشأ لكنها خفية، فبعض الأجبان على سبيل المثال مصنوعة من مادة تستخرج من معدة الحيوانات، أو من بروتين الحليب المعروف باسم «الكاسين»، ومع ذلك يقال إنها خالية الدسم.
القلب والشرايين
البروفيسور ليزا يونغ الأستاذة في جامعة نيويورك تقول إن هناك أكثر من سبب يجعل اتباع النظام النباتي أفضل للقلب من الناحية الصحية، فاللحوم والألبان غنية جداً بالدهون المشبعة، وبالتالي فالامتناع عن هذين الصنفين يفيد القلب والشرايين، لأن الدهون المشبعة ترفع معدلات الكوليسترول السيئ، وهو المسؤول الأول عن تصلّب الشرايين والأوردة وانسدادها أو ضيقها، مما يزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية والجلطات الدماغية.
ثمة وجه آخر لفوائد النباتية، وهو أن من يتبع هذا النظام يزيد تلقائياً ما يتناوله من الحبوب والبقول، وهي كلها غنية بالألياف التي تخفض معدلات الكوليسترول.
البروتينات والحديد
قد يقول قائل إن الجسم يحتاج إلى البروتينات وأن اللحوم هي المصدر الرئيسي لهذه البروتينات، لكن الطب يؤكد أن هناك عشرات الأصناف الغنية بالبروتين يمكن أن تكون خير بديل. ومن هذه الأصناف: الفاصوليا والعدس والمكسرات وبعض أنواع الحبوب الكاملة والخضروات ذات الأوراق الداكنة مثل السبانخ واللفت والفواكه المجففة، بالإضافة للتوفو، وهو طعام من فول الصويا أصله ياباني.
نقطة أخرى لا تقل أهمية عن سابقاتها، وهي أن عنصر الحديد الموجود في اللحوم سهل الامتصاص في الجسم، في حين أن الحديد الموجود في الأصناف الغذائية المذكورة آنفاً أكثر صعوبة، لكن في الإمكان التغلب على هذه العقبة بإضافة فيتامين «سي» إلى الطعام، فيساعد في تسهيل عملية الامتصاص، فلو كانت الوجبة معكرونة على سبيل المثال، فالحل يكون بإضافة صلصة البندورة.
وقاية من الأمراض
تؤكد العديد من المنظمات والجمعيات الطبية العالمية المتخصصة أن اتباع النظام النباتي بطريقة صحيحة يثمر نتائج طبية طيبة، ويمنع العديد من الأمراض، فقد أكدت التجارب والأبحاث أن النباتيين يواجهون بنسب أقل من غيرهم احتمالات الإصابة بالبدانة، والنوع الثاني من السكري والإمساك المزمن وسرطان الرئة وسرطان الثدي وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين وحصوات الكلى والمرارة وأمراض القولون والكلى وترقق (هشاشة) العظام، بالإضافة إلى تآكل وتسوس الأسنان وغير ذلك الكثير.
ومن الحقائق الطبية المؤكدة أيضاً أن النظام النباتي يقلل مخاطر الإصابة بأمراض الشرايين والأوردة، وذلك لسببين، الأول: انخفاض معدلات الدهون المشبعة والكوليسترول والبروتين الحيواني في الأصناف النباتية، والثاني: زيادة تركيز حمض الفوليك الذي يقلل مستويات الحمض الأميني، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة مثل فيتامين «سي» وفيتامين «إي» في هذه الأصناف.
ومن الحقائق الطبية أيضاً أن غالبية أصناف الخضروات والفواكه تحتوي على ألياف قابلة للذوبان، تبين أنها تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
الأضرار الصحية
الدكتور جون فاندرفين، مدير مكتب «النباتات والأجبان والمشروبات» التابع لوكالة الغذاء والدواء الأميركية يقول إن الامتناع عن تناول أي صنف غذائي يعني، من قبيل تحصيل الحاصل، حرمان الجسم مما في هذا الصنف من فوائد صحية يحتاج إليها الجسم، وبالتالي يجب إيجاد البديل في أقرب وقت ممكن.
فالنباتيون الذين يمتنعون عن تناول اللحوم وكل منتجات الألبان، كما يقول هذا المتخصص، يواجهون مخاطر صحية، لأن بعض المغذيات لا توجد إلا في المنتجات الحيوانية المنشأ. ويواجه النباتيون أيضاً نقصاً في المعادن والفيتامينات الضرورية للجسم وبالذات فيتامين «بي 12».
وفي تقرير نشرته المجلة الأميركية للتغذية السريرية عام 1988، تأكيد على أن المتقدمين في العمر يجب عليهم الحذر الشديد إذا ما قرروا التحول إلى النظام النباتي، لأن أجسامهم تصبح أقل قدرة على امتصاص فيتامين «بي 12».
ويواجه النباتيون أيضاً احتمال نقص فيتامين «دي» ومستويات الكالسيوم في أجسامهم. ومن المعروف أن نقص هذا الفيتامين لدى الأطفال يسبب الكساح ويسبب للكبار ترقق (هشاشة) العظام.
ومن الأضرار أيضاً يواجه النباتيون مخاطر نقص الحديد (فقر الدم)، وذلك ليس فقط بسبب استبعاد المنتجات الحيوانية، ولكن أيضاً بسبب ارتفاع معدل الألياف في الأصناف الغذائية البديلة، مثل فول الصويا والنخالة، لأن الألياف تمنع امتصاص الحديد، وفي هذه الحالة قد يفقد المرء شعره وكتلة عضلاته، بالإضافة إلى تراكم غير طبيعي للسوائل في الجسم.
السرطان
يربط الكثيرون بين الإصابة بالسرطان والنظام الغذائي المتبع، وتشير دراسة حديثة للمعهد الوطني الأميركي لأبحاث السرطان إلى أن ثلث وفيات السرطان يمكن ربطه بالنظام الغذائي، وبالتالي فإن تناول العديد من أصناف الخضروات الصليبية (التسمية لتصالب أوراقها رباعية التشكيل) مثل الملفوف والقرنبيط والرشاد والبروكلي والكثير غيرها من الخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة مفيد جداً، لأنها غنية بفيتامين «سي» وبألياف قابلة للذوبان وبمغذيات يعتقد العلماء بقدرتها على محاربة السرطان.
وفي دراسات وأبحاث طبية متعددة تبين وجود علاقة بين البروتين النباتي المنشأ، مثل البروتين الموجود في فول الصويا على سبيل المثال، وانخفاض مخاطر الإصابة بثلاثة من أنواع السرطان وهي: الثدي والمثانة والقولون.
مسؤولية التلوث
تتجاوز أضرار اللحوم صحة الإنسان إذ يقول تقرير لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، إن المواشي والدواجن، وهي المصدر الرئيسي للحوم الحيوانية، مسؤولة جزئياً عن ظاهرة الاحتباس الحراري وعن خمس التلوث الذي يهدد العالم بسبب المبيدات الحشرية وغيرها من المواد الكيماوية الخطرة، كما أن المواشي والدواجن تستهلك نسبة كبيرة من احتياطي العالم من المياه والنفط وتحتل مساحات شاسعة من الأراضي التي يمكن الاستفادة منها في الزراعة.
الوزن الزائد
يعتقد البعض أن اتباع النظام النباتي يمثل الحل السحري للتخلّص من الوزن الزائد.. هذا صحيح بشرط، وهذا هو المهم، أن يلتزم النباتي بعدم تعويض اللحوم والمنتجات الحيوانية بالخبز والرز والمعكرونة والبطاطا، فمثل هذا التصرف سوف يزيد الوزن ولن ينقصه.
وفي دراسة لباحثين من جامعة أوكسفورد لمعرفة ما إن كان للنظام النباتي في التغذية أي علاقة بالوزن، أو على الأصح بمؤشر كتلة الجسم المعروف اختصاراً بالحروف اللاتينية bmi، وقد شملت الدراسة 5292 شخصاً من الجنسين، تتراوح أعمارهم بين العشرين والتسعين، وجميعهم من غير المدخنين أو مدخنين سابقين، وتبين في نهاية الدراسة أن مؤشر كتلة الجسم لدى النباتيين كان 22.05 أما غير النباتيين فكان 23.18، ولوحظ وجود فرق بسيط للغاية بين الرجال والنساء في هذا الشأن.