الــــرهاب بين الوراثه والاكـــــتــــساب***

زائر
.

عندما يكتشف البعض أن معظم سلوكياتهم تتمحور وتتحرك في الخوف ‏أو بدافع من الخوف يستغرب بعض الأشخاص وخصوصا الذين يدّعون ‏الشجاعة والجرأة والإقدام بل يعتبر البعض أن ذلك اتهاما ما انزل الله به من ‏سلطان . فهل يعقل أن الذي يختار نوعا من الأكل لأنة يخاف من نوع آخر ‏وهل يعقل أن الذي يذهب إلى عملة يوميا لأنه يخاف من المدير وخصوصا انه ‏يحب العمل ,وهل يعقل أن الذي يفضل السفر والسياحة هل لأنة يخاف من ‏الإقامة والبقاء في المنزل .
في الحقيقة لا أقول نعم ولا أقول لا... لكن اعتقد أن هذه الحالات لا تخلو ‏من جانب من الخوف لسبب بسيط أن الخوف من المشاعر الأولى التي يتعلمها ‏الإنسان في حياته ,ويكاد يكون الوسيلة الأولى التي يعبر بها الإنسان عن ‏توجهاته وشكل انفعالاته بعد ولادته, وكذلك من المشاعر والانفعالات ‏الأولى التي يكتسبها ويتعلمها الإنسان, ويمارسها طوال حياته ,وتبدأ ردات ‏الفعل التي تعبر عن الخوف بالظهور بشكل كبير وواضح بعد العام الأول ‏من ميلاد الإنسان حيث يعبر عن ذلك بأشكال من السلوك التجنبي ‏والبكاء ,والهرب ,والغريب في هذا الموضوع تحديدا أن الخوف يزرعه ‏الوالدين في نفوس الأبناء بطريقة عفوية وفطرية أثناء التربية الحياتية ليس ‏كرها للابن بالطبع بل حرصا عليه وخوفا من وقوعه في إصابات ‏أو كدمات الطفولة ثم يأتي العامل الآخر المساعد في تعلم الخوف ,وهو ‏تجارب الألم حيث يبدأ الطفل في خوض تجارب قد تسبب له الألم مثل ‏تجربة النزول من علو بسيط ثم السقوط على الأرض والشعور بالألم هذه ‏التجربة تولد لدى الطفل الخوف من العلو وهكذا تبدأ تجارب المحاولة ‏والخطاء تفرض أحكامها على الإنسان الأحكام التي قد تكون جيدة وقد ‏تكون سيئة ثم يأتي بعد ذلك دور المحاكاة والتقليد لأشخاص آخرين ‏يحاولون التوخي والحذر مثل مشاهدة الطفل لوالدته استخدام الوسائل ‏الوقائية في الإمساك بالأشياء الساخنة ,ويتعلم الطفل هنا من المشاهدة شيئا ‏رمزيا يعبر عن خطر محتمل ,وقد يشاهد في هذه اللحظة تجربة سيئة تحدث ‏للأم مثل الشعور بحرارة نار الفرن فيدرك الشئ الخطر من مجرد تعابير ‏الوجه ,وردود الفعل السلوكية التي تبديها الأم لكن عندما يتطور هذا ‏الخوف مع الإنسان إلى أشياء لا مبرر منها مثل الخوف من الناس أو الخوف ‏من ركوب الطائرة فهنا يكون الإنسان قد دخل في دائر الخوف الغير ‏طبيعي أو الغير مبرر الذي ينشأ عادة من عدة أسباب في مقدمتها الأسباب ‏الوراثية ثم تأتي التجارب الحياتية والصدمات فمثلا الذي يتعرض لموقف ‏تتعرض فيه الطائرة لمطب هوائي قوي قد يتكون لدية شعور بالخوف من ‏ركوب الطائرة بل قد لا يركب طائرة مرة أخرى فهذا الحدث كتجربة ‏حياتية يؤدي إلى نشؤ اضطرابات نفسية تسما المخاوف الشاذة ‏‎ .(Phbias)‎‏ ‏ مدى حدوث المرض:‏ ‏ يرى معظم الباحثين أن الخوف الاجتماعي ‏‎(Sia Phbia)‎‏ هو الأكثر ‏انتشارا حيث يظهر في سن المراهقة كما, وأن (26%) من مرضى الرهاب ‏عموما ذكروا أن أعراض الاضطراب ظهرت لديهم أيام الطفولة ,وأن ‏‏(28%) في سن البلوغ ,و (46%) ظهرت في المراهقة كما ورد في دراسة محلية ‏أن (13%) من المراجعين يعانون من الرهاب من مجموع حالات الاضطراب ‏العصابي التي ترد إلى العيادات الخارجية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ‏بالرياض وبينت بعض الدراسات الأخرى الحديثة أن انتشار الرهاب يبلغ ‏‏(5.4%) حتى (13.4%) وفي حين أكدت بعض الدراسات أن نسبته تصل إلى ‏‏(20%) من الحالات العصابية ولكن هناك اختلاف في النسب إذا ما نظرنا ‏إلى أشكال الرهاب فبعضها أكثر انتشاراً من بعضها الآخر. فالرهب ‏الاجتماعي مثلا يشكل ما نسبته (70% إلى 80%) من حالات الرهاب ‏الموصوفة والمعروفة مسبقا لدى المتخصصين وأشار آخرون إلى أن مرضى الرهاب بشك عام يشكلون (20%) من ‏مجموع مرضى العصاب ويحدث الرهاب بنسبة أكبر لدى الأطفال ‏والمراهقين وصغار الراشدين والرهاب أكثر لدى الإناث منة لدى الذكور ‏والرهاب الاجتماعي ‏‎(Sia Phbia)‎‏ خوف غير مبرر وهو احد أنواع ‏اضطرابات القلق المتعددة ,وينشأ في مجتمعنا السعودي كما ذكرت بعض ‏الدراسات المحلية بسبب قهر السلطة الوالدية التي لا تشجع الابن على التعبير ‏عن مشاعره ,و أحاسيسه بل إن بعض الثقافات تعتبر أن تجرؤ الابن الصغير ‏على الحديث أمام الكبار يعتبر نوع من إساءة الأدب فضلا عن القمع ‏والقسوة في التعامل والتربية ,و الاهانة والإذلال التي يتعمد بعض الآباء ‏إيقاعها على الأبناء فهل يا ترى يصّدق بعض الآباء أنهم سبب في إصابة ‏أبنائهم بالأمراض والاضطرابات النفسية؟؟ أنواع المخاوف الشاذة:‏ المخاوف كثيرة تتشكل حسب موضوعاتها الرئيسة فمنهامثلاً رهاب ‏الأغراب ‏‎(Xenphbia)‎‏,ورهاب الألم ‏‎(Angphbia)‎‏,ورهاب الأماكن ‏المغلقة ‏‎(astphbia)‎‏,ورهاب الأماكن المكشوف ‏‎(Agaphbia)‎‏ ‏ورهاب البيوت ‏‎(ikphpia)‎‏,ورهاب الرهاب ‏‎(Phbphbia)‎‏,ورهاب ‏الرجال ‏‎(Andphbia)‎‏ وهذاغالباً ما يحدث لدى النساء,ورهاب السرقة ‏‎(eptphbia)‎‏,والرهاب الشامل ‏‎(Pant phbia)‎‏,ورهاب الشوارع ‏‎(Agyiphbia)‎‏ ,ورهاب الطعام ‏‎(itphbia)‎‏,ورهاب الفشل ‏‎(Kakhaphipbia)‎‏,ورهاب المدرسة ‏‎(Sh phbia)‎‏ ,ورهاب الموت ‏‎(Thanat Phbia)‎‏,ورهاب الناس ‏‎(Anthphbia)‎‏,رهاب الطيف (الخوف ‏من الطيف في المرأة) ‏‎(Spetphbia)‎‏,ورهاب المني ‏‎(Spematphbia)‎‏ ‏ورهاب النهوض ‏‎(Stasipabia)‎‏,ورهاب الرمز (الخوف من الرمزية) ‏‎(Symb ‎phbia)‎‏ وقد أشارت بعض التصنيفات إلى أنواع أخرى من الرهاب مثل رهاب ‏المشي ‏‎(Basiphbia)‎‏,ورهاب المجهول ‏‎(Pantphbia)‎‏ ورهاب العدد (13) ‏‎(Tedeaphbia)‎‏ إلى غير ذلك من التصنيفات.‏ الأعـــراض:‏ ‏ هناك أعراض للرهاب ذات طابع نفسي عيادي وأعراض ذات طابع اجتماعي ‏فمن أهم الأعراض الإكلينيكية التي تظهر على مريض الرهاب أعراض ‏جسمية مترافقة مع الرهاب مثل الإجهاد والصداع ,وتصبب العرق أثناء ‏الشعور بالخوف أو الرهاب. الارتجاف وبرودة الأطراف . اضطراب الكلام . ‏خفقان القلب وسرعة التنفس أو ضيقه التنفس . التقيؤ والشعور بالدوار . آلام ‏في البطن أو الظهر أو الشعور بالإغماء, ومن أهم الأعراض النفسية اختلال ‏الثقة في النفس . الشعور بالنقص والدونية. عدم الشعوب بالأمن . التردد ‏وصعوبة اتخاذ قرار . الجبن وتوقع الشر . الاحتراس الشديد والمبالغة في ‏الحماية . الاندفاع أحياناً وسوء التقدير . الارتباك والشك المبالغ فيه . الامتناع ‏عن بعض مظاهر السلوك العادي . السلوك الوسواسي القهري . السلوك ‏التعويضي, وهناك أعراض ذات طابع اجتماعي مثل الانسحاب الاجتماعي ‏والعزلة . سوء التوافق الأسري والزواجي . ضعف القدرة على الإنتاج والعمل ‏وعدم القدرة على تكوين علاقات وصداقات شخصية ويجب تشخيص ‏الرهاب بطريقة صحيحة حتى يمكن معالجته,وتحديد نوع الرهاب,‏ الحـــــل:‏ ما ينبغي معرفته مما سبق أن الوسائل والطرق التربوية التي يمارسها الآباء ‏على الأبناء لا تصلح في تربية الأحفاد والأجيال اللاحقة فلكل زمن رجالة ‏ولكل عصر أجياله,ولابد من التذكر أن التربية بالمشاركة هي أفضل من ‏التربية بالتسلط,وصيغ الأمر والنهي في زمن يكاد يكون احتواء الأبناء من ‏اكبر الصعوبات التي تواجه الآباء والمربين حيث تتكالب عليهم المتغيرات ‏الداخلية والخارجية وتصبح مهمة التربية ليست بالمهمة العادية في الزمن ‏العادي. لكن على مستوى فردي فإن علاج الرهاب بغض النظر عن نوعه ‏يعتمد بالدرجة الأولى على استشارة الطبيب النفسي أو الاختصاصي ‏النفسي المتمرس والذي يفترض أن يحدد أي تأثيرات فسيولوجية ومدى ‏الحاجة للدواء مع أن معظم أنواع الرهاب من الممكن علاجها دون الاعتماد ‏على أي أدوية نفسية بل بواسطة العلاج السلوكي الاستعرافي والذي يعتمد ‏في الأساس على تغيير البنية المعرفية للمريض من خلال فنيات العلاج ‏المعرفي... وتطبيق جداول التعرض ومنع الاستجابة من خلال الجداول ‏السلوكية... ويتم ذلك بالتوافق مع الدعم النفسي والاجتماعي ويفضل أن يتم ‏ذلك من خلال فنيات العلاج العائلي وتبقى زيارة المعالج النفسي أحيانا مهمة ‏حتى لا تزيد الحالة سوءً ويمتد الرهاب إلى مجالات أخرى لم تكن مثيرة ‏للخوف...‏
منقووووووووووول عن الدكتور
‏الدكتور احمد الحريري مركز الطب النفسي السلوكي
 

استشارات طبية ذات صلة