زائر
تكمن خطورة الداء السكري في كثرة انتشاره وخطورة مضاعفاته وحجم الإنفاق الصحي والمعاناة والعجز التي تنجم عن ذلك , ويزيد الأمر خطورة أن تطور المرض في أول الأمر صامت خفي بدون أعراض , فكثيرا ما يكشف المرض صدفة عند فحص سكر الدم لسبب آخر أو عند معاناة المريض من واحد أو اكثر من مضاعفات الداء السكري ومحاولة التعرف على سببها مثل عند ظهور العجز الجنسي أو بعد لإصابات الوعائية أو القلبية أو الاعتلالات العصبية المؤلمة وغيرها أو إصابة الكلى أو شبكية العين بالداء السكري .www.tats.m
يعتقد البعض أنه وسطياً نشخص الداء السكري بعد حوالي 21 سنة من حدوثه , وتدل الاحصائيات في أكثر دول العالم أن نصف مرضى السكري على الأقل غير مشخصين , أي أنهم لا يعرفون بإصابتهم بالداء وبالتالي لا يحترزون منه ويفتك بهم الداء من حيث لا يدرون , وبعد ظهور المضاعفات تكون جدوى العلاج محدودة , أي فقط لمجرد التخفيف من معاناة المريض , والوقاية من مضاعفات جديدة , والحفاظ على ما بقي من أعضاء سليمة في الجسم , وربما لإيقاف الإصابات القائمة عند حدها فتقل إمكانية تصليح ما خرب من أعصاب وشرايين وأجهزة حيوية في الجسم , فلا يمكن – حالياً على الأقل – استبدال شبكية العين بعد تلفها ولا استرحاع ما تموت من قلب أو كلى أو خلايا عصبية في الدماغ .. إلخ وكذلك تكون مقدرة المريض على استعمال العلاج بالأساليب الصحيحة محدودة وذلك إما لتقدم سنه أو لشدة المضاعفات التي قد تزيد خطورة هبوط السكر الذي هو العامل المحدد الأهم في درجة التحكم والسيطرة على سكر الدم , لأنه عملياً كلما تحسنت السيطرة على سكر الدم , كلما اقترب المريض من خطورة هبوط سكر الدم , ويجب دائماً على الطبيب المعالج الموازنة بين هذين الأمرين , ومن هنا تبرز ضرورة معالجة المريض منذ بدايته معالجة فعالة هدفها ليس السيطرة على الأعراض أو شكوى المريض فحسب , وإنما الوصول بسكر الدم إلى قرب المستوى الطبيعي سواء قبل أو بعد الطعام للوقاية من مضاعفات الداء السكري المضنية .www.tats.m
ts.m
الفحص الدوري www.tats.m
تنصح حاليا الجمعية الأمريكية لداء السكري بإجراء فحوص دورية للكشف عن السكري كل ثلاث سنوات لكل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 45 عاماً , بل قبل ذلك لمن لديه خطورة إصابة عالية مثل كونه منحدرا من أصول أو من قوم يكثر عندهم انتشار السكري كما في دولنا العربية , وكذلك في إي عمر لمن لديه عامل خطورة محدد مثل زيادة معدل كتلة الجسم على 30 كج م2, أو لديه أحد أبوين أو أخوة مصابون بالسكري , أو عنده ارتفاع في الضغط الشرياني أو اضطراب شحميات الدم أو يعاني من تصلب الشرايين أو آفات نقص التروية القلبية , أو السيدات اللواتي أصبن بالسكري الحملي أو لديهن قصة ولادة أجنة ميتة أو زاد وزنها على 4.2 كيلو جرامات , أو المرضى الذين يعالجون بالأدوية التي من شأنها أن تسهم في اضطراب تحمل السكر مثل هرمونات الكورتيزون وغيرها أو المرضى الذين يعانون من أحد الأمراض التي تضعف تحمل السكريات مثل متلازمة كوشينج ( فرط كورتيزول الدم ) وأمراض البنكرياس وغيرها .www.tats.m
السيطرة على سكر الدم
يجب الاتفاق مع المريض منذ البداية أن الهدف من العلاج ليس مجرد أخذ نوع أو آخر من الأدوية فحسب , وإنما الهدف هو الوصول إلى درجة السيطرة على سكر الدم للوقاية من المضاعفات مهما تطلب الأمر من تبديل الوسائل أو المناورات العلاجية , ويجب إقناعه بأنه هو العامل الأهم للوصول إلى المستوى الجيد من السيطرة على سكر الدم للوقاية من المضاعفات المنهكة , ويجب على المرضى التعلم كيفية السيطرة على سكر الدم والتحكم بها وأهمية الرياضة والحمية والمحافظة على الوزن المثالي وضرورة متابعة الطبيب ذي الخبرة للكشف المبكر بشكل دوري عن مضاعفات السكري والبدء في علاجها فور اكتشافها .www.tats.m
. www.tats.m
تدريب المرضىwww.tats.m
يعتقد أن السبب الرئيسي في تأخير التشخيص هو فحص سكر الدم في غير أوقات ارتفاعه أي بعد فترات صيام , فقد تبين أن حوالي %60 من مرضى السكري غير المعروف إصابتهم بالداء السكري , وهم يشكلون حوالي نصف مرضى السكر , يكون سكر الدم عندهم بعد الصيام أقل من 140 ملج 100 مل , الحد الذي كان يعتبر مشخصا للداء السكري , ولكن بعد إجراء اختبار تحمل السكر بإعطاء 75 جراماً من الجلوكوز يتبين إصابتهم بالسكري حيث يكون سكر الدم بعد ساعتين أكثر من 200 ملج بالمئة , لذلك تختلف الآراء حاليا حول كيفية الكشف المبكر عن السكري , فبينما يعتقد البعض أن فحص سكر الدم بعد الصيام لا يزال الفحص الأمثل لكشف الإصابة بالمرض مع اعتبار مستوى أخفض من سكر الدم ( 126 ملج بالمئة ) مشخصاً للمرضwww.tats.m, لسهولة اجرائه على نطاق واسع , يصر البعض الآخر على ضرورة إجراء اختبار تحمل السكر للكشف عن جميع حالات المرض وخاصة في المجتمعات التي يكثر فيها الداء السكري , وأنا شخصيا أميل إلى هذا الرأي الأخير , وربما كان لفحص سكر الدم بعد ساعتين من تناول وجبة كبيرة من الطعام صباحا غنية بالسكريات قدرة تشخيصية مماثلة , وكذلك يمكن أن يكون لإجراء فحص الهيموجلوبين السكري الذي يعبر بصورة غير مباشرة عن المعدل التراكمي لسكر الدم , دور في تشخيص الداء السكري , لكن لا يزال هذا موضع جدل , ولكن هناك اتفاقاً على ضرورة إجراء هذا الاختبار بشكل دوري 4-3 مرات في السنة عند جميع مرضى السكري لكونه الاختبار الأفضل الذي يشير إلى جودة السيطرة على سكر الدم , فالفحص العابر لسكر الدم مرة كل عدة أشهر لا يعبر إلا عن تلك اللحظة التي أجري فيها الفحص , ولا يمكن اعتبارها مشعر عن جودة السيطرة على السكري , ولكن تبقى أهمية إجراء الفحوصات المنزلية لسكر الدم في الأوقات المختلفة قبل وبعد كل وجبات الطعام , للتمكن من توجيه العلاج والتحكم بالسعرات الحرارية والأدوية في الأوقات المناسبة وتجنب هبوط السكر , ويحتاج هذا الأمر لتدريب خاص .
يحتاج دماغ الإنسان لمستوى ضيق نسبياً من سكر الدم للقيام بوظائفه رغم التغيير الكبير بمستوى الوارد من السكريات عن طريق الطعام والمستهلك منها في العضلات وأعضاء الجسم الأخرى , ويقوم بذلك عند الإنسان الطبيعي آليات هرمونية وعصبية محكمة ذاتية التنظيم يطلق عليها اصطلاحا " التغذية الراجعة " لإبقاء سكر الدم ضمن هذه الحدود الفيزيولوجية الضيقة , أهم هذه الهرمونات هو الأنسولين www.tats.m, ولكن هناك هرمونات أخرى تلعب دوراً مهماً في تنظيم سكر الدم لا يمكن إهمالها , وآخر ما حرر هذا المجال دور الهرمون الذي يفرز من البنكرياس ويدعى الأميلين , وينقص هذا الهرمون مع إزمان المرض وتليف البنكرياس , ويبدو أن لهذا الهرمون دوراً مهما في تنظيم امتصاص السكريات عن طريق جهاز الهضم , وربما نجده قريبا في الأسواق لاستعماله لهذا الغرض . www.tats.m
أعتقد أن أهم ما يفتقده مريض السكري بعد نقص هذه العوامل المهمة هو السيطرة الذاتية , فبعد إعطاء جرعة محددة من دواء خافض للسكر أو ربما كان زائداً عن الحاجة وأدى إلى هبوط السكر , لذلك يجب على مرضى السكري تحكيم عقولهم وأبصارهم وذلك بالفحص الدوري لسكر الدم عدة مرات يومياً للقيام بهذا الدور المهم وتعديل كمية ووقت الطعام وجرعة الأنسولين حسب الحاجة , وكذلك يجب على الطبيب والعاملين في التثقيف الصحي تدريب المرضى على هذه الكفاءات المهمة للسيطرة على سكر الدم والوقاية من المضاعفات . www.tats.m
يعتقد البعض أنه وسطياً نشخص الداء السكري بعد حوالي 21 سنة من حدوثه , وتدل الاحصائيات في أكثر دول العالم أن نصف مرضى السكري على الأقل غير مشخصين , أي أنهم لا يعرفون بإصابتهم بالداء وبالتالي لا يحترزون منه ويفتك بهم الداء من حيث لا يدرون , وبعد ظهور المضاعفات تكون جدوى العلاج محدودة , أي فقط لمجرد التخفيف من معاناة المريض , والوقاية من مضاعفات جديدة , والحفاظ على ما بقي من أعضاء سليمة في الجسم , وربما لإيقاف الإصابات القائمة عند حدها فتقل إمكانية تصليح ما خرب من أعصاب وشرايين وأجهزة حيوية في الجسم , فلا يمكن – حالياً على الأقل – استبدال شبكية العين بعد تلفها ولا استرحاع ما تموت من قلب أو كلى أو خلايا عصبية في الدماغ .. إلخ وكذلك تكون مقدرة المريض على استعمال العلاج بالأساليب الصحيحة محدودة وذلك إما لتقدم سنه أو لشدة المضاعفات التي قد تزيد خطورة هبوط السكر الذي هو العامل المحدد الأهم في درجة التحكم والسيطرة على سكر الدم , لأنه عملياً كلما تحسنت السيطرة على سكر الدم , كلما اقترب المريض من خطورة هبوط سكر الدم , ويجب دائماً على الطبيب المعالج الموازنة بين هذين الأمرين , ومن هنا تبرز ضرورة معالجة المريض منذ بدايته معالجة فعالة هدفها ليس السيطرة على الأعراض أو شكوى المريض فحسب , وإنما الوصول بسكر الدم إلى قرب المستوى الطبيعي سواء قبل أو بعد الطعام للوقاية من مضاعفات الداء السكري المضنية .www.tats.m
ts.m
الفحص الدوري www.tats.m
تنصح حاليا الجمعية الأمريكية لداء السكري بإجراء فحوص دورية للكشف عن السكري كل ثلاث سنوات لكل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 45 عاماً , بل قبل ذلك لمن لديه خطورة إصابة عالية مثل كونه منحدرا من أصول أو من قوم يكثر عندهم انتشار السكري كما في دولنا العربية , وكذلك في إي عمر لمن لديه عامل خطورة محدد مثل زيادة معدل كتلة الجسم على 30 كج م2, أو لديه أحد أبوين أو أخوة مصابون بالسكري , أو عنده ارتفاع في الضغط الشرياني أو اضطراب شحميات الدم أو يعاني من تصلب الشرايين أو آفات نقص التروية القلبية , أو السيدات اللواتي أصبن بالسكري الحملي أو لديهن قصة ولادة أجنة ميتة أو زاد وزنها على 4.2 كيلو جرامات , أو المرضى الذين يعالجون بالأدوية التي من شأنها أن تسهم في اضطراب تحمل السكر مثل هرمونات الكورتيزون وغيرها أو المرضى الذين يعانون من أحد الأمراض التي تضعف تحمل السكريات مثل متلازمة كوشينج ( فرط كورتيزول الدم ) وأمراض البنكرياس وغيرها .www.tats.m
السيطرة على سكر الدم
يجب الاتفاق مع المريض منذ البداية أن الهدف من العلاج ليس مجرد أخذ نوع أو آخر من الأدوية فحسب , وإنما الهدف هو الوصول إلى درجة السيطرة على سكر الدم للوقاية من المضاعفات مهما تطلب الأمر من تبديل الوسائل أو المناورات العلاجية , ويجب إقناعه بأنه هو العامل الأهم للوصول إلى المستوى الجيد من السيطرة على سكر الدم للوقاية من المضاعفات المنهكة , ويجب على المرضى التعلم كيفية السيطرة على سكر الدم والتحكم بها وأهمية الرياضة والحمية والمحافظة على الوزن المثالي وضرورة متابعة الطبيب ذي الخبرة للكشف المبكر بشكل دوري عن مضاعفات السكري والبدء في علاجها فور اكتشافها .www.tats.m
. www.tats.m
تدريب المرضىwww.tats.m
يعتقد أن السبب الرئيسي في تأخير التشخيص هو فحص سكر الدم في غير أوقات ارتفاعه أي بعد فترات صيام , فقد تبين أن حوالي %60 من مرضى السكري غير المعروف إصابتهم بالداء السكري , وهم يشكلون حوالي نصف مرضى السكر , يكون سكر الدم عندهم بعد الصيام أقل من 140 ملج 100 مل , الحد الذي كان يعتبر مشخصا للداء السكري , ولكن بعد إجراء اختبار تحمل السكر بإعطاء 75 جراماً من الجلوكوز يتبين إصابتهم بالسكري حيث يكون سكر الدم بعد ساعتين أكثر من 200 ملج بالمئة , لذلك تختلف الآراء حاليا حول كيفية الكشف المبكر عن السكري , فبينما يعتقد البعض أن فحص سكر الدم بعد الصيام لا يزال الفحص الأمثل لكشف الإصابة بالمرض مع اعتبار مستوى أخفض من سكر الدم ( 126 ملج بالمئة ) مشخصاً للمرضwww.tats.m, لسهولة اجرائه على نطاق واسع , يصر البعض الآخر على ضرورة إجراء اختبار تحمل السكر للكشف عن جميع حالات المرض وخاصة في المجتمعات التي يكثر فيها الداء السكري , وأنا شخصيا أميل إلى هذا الرأي الأخير , وربما كان لفحص سكر الدم بعد ساعتين من تناول وجبة كبيرة من الطعام صباحا غنية بالسكريات قدرة تشخيصية مماثلة , وكذلك يمكن أن يكون لإجراء فحص الهيموجلوبين السكري الذي يعبر بصورة غير مباشرة عن المعدل التراكمي لسكر الدم , دور في تشخيص الداء السكري , لكن لا يزال هذا موضع جدل , ولكن هناك اتفاقاً على ضرورة إجراء هذا الاختبار بشكل دوري 4-3 مرات في السنة عند جميع مرضى السكري لكونه الاختبار الأفضل الذي يشير إلى جودة السيطرة على سكر الدم , فالفحص العابر لسكر الدم مرة كل عدة أشهر لا يعبر إلا عن تلك اللحظة التي أجري فيها الفحص , ولا يمكن اعتبارها مشعر عن جودة السيطرة على السكري , ولكن تبقى أهمية إجراء الفحوصات المنزلية لسكر الدم في الأوقات المختلفة قبل وبعد كل وجبات الطعام , للتمكن من توجيه العلاج والتحكم بالسعرات الحرارية والأدوية في الأوقات المناسبة وتجنب هبوط السكر , ويحتاج هذا الأمر لتدريب خاص .
يحتاج دماغ الإنسان لمستوى ضيق نسبياً من سكر الدم للقيام بوظائفه رغم التغيير الكبير بمستوى الوارد من السكريات عن طريق الطعام والمستهلك منها في العضلات وأعضاء الجسم الأخرى , ويقوم بذلك عند الإنسان الطبيعي آليات هرمونية وعصبية محكمة ذاتية التنظيم يطلق عليها اصطلاحا " التغذية الراجعة " لإبقاء سكر الدم ضمن هذه الحدود الفيزيولوجية الضيقة , أهم هذه الهرمونات هو الأنسولين www.tats.m, ولكن هناك هرمونات أخرى تلعب دوراً مهماً في تنظيم سكر الدم لا يمكن إهمالها , وآخر ما حرر هذا المجال دور الهرمون الذي يفرز من البنكرياس ويدعى الأميلين , وينقص هذا الهرمون مع إزمان المرض وتليف البنكرياس , ويبدو أن لهذا الهرمون دوراً مهما في تنظيم امتصاص السكريات عن طريق جهاز الهضم , وربما نجده قريبا في الأسواق لاستعماله لهذا الغرض . www.tats.m
أعتقد أن أهم ما يفتقده مريض السكري بعد نقص هذه العوامل المهمة هو السيطرة الذاتية , فبعد إعطاء جرعة محددة من دواء خافض للسكر أو ربما كان زائداً عن الحاجة وأدى إلى هبوط السكر , لذلك يجب على مرضى السكري تحكيم عقولهم وأبصارهم وذلك بالفحص الدوري لسكر الدم عدة مرات يومياً للقيام بهذا الدور المهم وتعديل كمية ووقت الطعام وجرعة الأنسولين حسب الحاجة , وكذلك يجب على الطبيب والعاملين في التثقيف الصحي تدريب المرضى على هذه الكفاءات المهمة للسيطرة على سكر الدم والوقاية من المضاعفات . www.tats.m