زائر
تحتوي على مركب واق فعال ومضاد لاضطرابات الجهاز العصبي
تحتوي على مركب واق فعال ومضاد لاضطرابات الجهاز العصبي
لندن: «الشرق الأوسط»
أشارت دراسة جديدة قام بها علماء بمعهد سالك الأميركي للدراسات البيولوجية إلى أن تناول الفراولة يوميا (37 ثمرة) يمكن أن يجنبك زيارة الكثير من الأطباء، مثل طبيب الأعصاب واختصاصي الغدد الصماء وحتى اختصاصي الأورام! مركب واق
* ونُشرت النتائج التي توصل إليها مختبر البيولوجيا العصبية الخلوية بمعهد سالك في عدد يونيو (حزيران) 2011 من مجلة «بلاس وان» الأميركية. وأوضح التقرير أن مركب «فيسيتين» fisetin، وهو مركب من مركبات الفلافونويد التي تنتج بصورة طبيعية والمتوافرة بكثرة في الفراولة وبنسبة أقل في أنواع أخرى من الفاكهة والخضراوات، يقلل من مضاعفات مرض السكري. وكان المختبر قد توصل في السابق إلى أن مركب «فيسيتين» يعزز بقاء الخلايا العصبية في النبات وفي ذاكرة الفئران التي تتمتع بصحة جيدة، ونظرا لأن مركب الـ«فيسيتين» قادر على استهداف الكثير من الأعضاء فإن ذلك يشير بقوة إلى إمكانية استخدام عقار منه لتخفيف الكثير من المضاعفات الطبية.
ويقول الدكتور ديفيد شوبرت، الأستاذ ورئيس مختبر البيولوجيا العصبية الخلوية وأحد معدي الدراسة: «إن هذه هي المرة الأولى التي يستطيع فيها عقار أن يمنع حدوث مضاعفات الكلية والمخ لدى الفئران المصابة بالنوع الأول من السكري، كما أن الدراسة توضح الأسس الجزيئية الممكنة لكيفية عمل العلاج».
كانت الدكتورة بام ماهر، العالمة البارزة التي تعمل في مختبر البيولوجيا العصبية الخلوية ومؤلفة الدراسة، في البداية، قد عرفت مركب «فيسيتين» كمركب من الفلافونويد يعمل على حماية الأعصاب قبل 10 سنوات.
وتقول ماهر: «يعمل الفلافونويد كواق من أشعة الشمس في النباتات، كما يعمل على حماية الأوراق والثمار من الحشرات. وله تأثير واق في الأغذية التي يتضمنها النظام الغذائي لدول البحر المتوسط». وتحتوي مركبات أخرى شهيرة من الفلافونويد على مركبات «البولي فينول» التي توجد في العنب البري والنبيذ الأحمر.
تقليل مضاعفات السكري
* وعلى الرغم من تركيز مجموعتها على علم الأعصاب، فقد أدركت ماهر وزملاؤها أن مركب «فيسيتين» كغيره من مركبات «الفلافونويد» من الممكن أن يعمل على تحسين عدد من الاضطرابات التي توجد لدى مرضى السكري. ولكي يختبروا مدى فعاليتها، قاموا بدراسة تأثير مركب «فيسيتين» على فئران أكيتا، وهو نموذج ينتشر فيه السكري من النوع الأول، ويعرف أيضا باسم السكري منذ الطفولة.
وقد ظهر لدى فئران أكيتا ارتفاع معدل سكر الدم الذي يؤدي إلى الإصابة بالسكري من النوع الأول وتنتشر الأمراض التي تظهر بين الكثير من المضاعفات الخطيرة لدى المرضى المصابين بالنوعين الأول والثاني من السكري، ومن بينها: اعتلال الكلى السكري واعتلال الشبكية واعتلال الأعصاب؛ حيث يفقد المرضى حاسة اللمس أو الإحساس بالحرارة. في الوقت الذي ظلت فيه الفئران المصابة بالسكري، التي تمت تغذيتها بأطعمة غنية بمركب «فيسيتين» تتراجع تراجعا ملحوظا في تضخم الكلى، وانخفضت معدلات بروتين البول العالية التي تشير إلى مرض الكلى. كما أن ابتلاع «فيسيتين» يعمل على تحسين السلوك المضطرب للفئران المصابة بالسكري. وتشير ماهر إلى أن «معظم الفئران التي توضع في مناطق شاسعة يسهل استقصاؤها، لكن الفئران المضطربة لا تعمد إلى التجول. وقد أظهرت فئران أكيتا سلوكا مضطربا، ولكن تناول (فيسيتين) جعلها تتنقل بصورة طبيعية»، وفقا لما أوردته نشرة «ميديكال نيوز توداي» الطبية الإخبارية.
وقد حددت الدراسة أيضا آلية جزيئية ربما تكون السبب وراء حدوث هذه التأثيرات؛ حيث لاحظ الباحثون انخفاض مستوى السكر والبروتين في الدم والمخ لدى فئران أكيتا التي تمت معالجتها بـ«فيسيتين»، مقارنة بغيرها من الفئران. وقد صاحبت هذه الانخفاضات زيادة نشاط إنزيم «غليوكسالاز1»، الذي يعمل على إزالة المولدات السامة لإنزيم الغليكوزيل.
ويمثل اكتشاف إنزيم معارض للغليكوزيل الذي أدى «فيسيتين» إلى تحفيزه أمرا مثير للاهتمام؛ لأنه برهان قطعي يشير إلى ارتفاع معدلات الغليكوزيل في الدم في الكثير من مضاعفات مرض السكري، إن لم يكن في أغلبها. وتضيف ماهر: «نعلم أن (فيسيتين) يعمل على زيادة نشاط إنزيم الغليكوزيل، ومن الممكن أن يؤدي إلى زيادة مداه، لكن المهم هو أن دراستنا تعتبر أول دراسة تشير إلى نوعية المركب الذي يعمل على زيادة نشاط (غليوكسالاز1)».
من الغريب أيضا أن ارتفاع مستوى الغليكوزيل يرتبط بنشاط الأورام التي يعتقد أنها سبب لبعض أمراض السرطان. وقد أشارت بعض الدراسات الأخرى إلى أن «فيسيتين» يعمل على تقليل الأورام في خلايا سرطان البروستاتا في الحيوانات، التي إذا تم دعمها ستمثل حافز إضافيا لأكل الفراولة.
ولزيادة معدل «فيسيتين» ليصل إلى معدلات مكافئة لتلك التي حصلت عليها فئران أكيتا، تنصح ماهر أن يتناول الإنسان 37 ثمرة فراولة يوميا، مفترضة أن «فيسيتين» في الفراولة سيكون قابلا للاستقلاب (التمثيل الغذائي) لدى الإنسان مثل «فيسيتين» المعد في المختبر الذي حصلت عليه الفئران. وبدلا من الحصول على «فيسيتين» من خلال الغذاء، تشير ماهر إلى أنه من الممكن تناول الـ«فيسيتين» كعقاقير.
ويشير شوبرت إلى أن «فيسيتين» أثبت فعاليته أيضا في علاج الفئران المصابة بالزهايمر. ويقول: «لقد أوضحنا وآخرون أن مرض السكري من الممكن أن يكون سببا للإصابة بالزهايمر، مشيرين إلى أهمية استخدام (فيسيتين) كعامل وقائي آمن».
وتعترف ماهر بأن الأفراد قد يعانون إرهاق الفلافونويد؛ لذا قدمت تغطية إعلامية توضح الآثار الجيدة لهذه المركبات. وتذكر أن «المركبات الوقائية مثل (فيسيتين) وغيره من المركبات المستخرجة من العنب البري توجد في الفواكه والخضراوات وترتبط ببعضها البعض كيميائيا. وهناك دليل متزايد على أنها ذات فعالية بالنسبة للكثير من الأمراض. ونأمل أن يتم اختبار بعض مكونات هذه المركبات في النهاية».
ويختتم شوبرت قائلا: إن هذه النتائج تعزز ما اعتدنا عليه وما اعتادت أمهاتنا على ذكر أنه نمط حياة صحي. ويوجه النصح قائلا: «احرص على تناول وجبة غذائية متوازنة وطعام طازج عضوي كلما كان ذلك ممكنا، وقُم بممارسة بعض التمرينات، وحافظ أيضا على نشاطك العقلي والاجتماعي وتجنب تناول الصودا والسكريات والأغذية المعالجة؛ لأنها من الممكن أن تحتوي على نسبة عالية من الغليكوزيل».
بيد أنه يبدي قلقا أيضا من المعوقات التي يتطلبها إنتاج منتج طبيعي مثل «فيسيتين»، على عكس غيره من العقاقير التركيبية، كما أن التجارب السريرية مخيفة؛ لأن من الصعب التنبؤ بمدى صحة المنتجات الطبيعية. ويقول: «لن نعرف أبدا ما إذا كان مركب مثل الـ(فيسيتين) فعالا بالنسبة للإنسان حتى يكون هناك شخص يرغب في دعم هذه التجربة السريرية».
تحتوي على مركب واق فعال ومضاد لاضطرابات الجهاز العصبي
لندن: «الشرق الأوسط»
أشارت دراسة جديدة قام بها علماء بمعهد سالك الأميركي للدراسات البيولوجية إلى أن تناول الفراولة يوميا (37 ثمرة) يمكن أن يجنبك زيارة الكثير من الأطباء، مثل طبيب الأعصاب واختصاصي الغدد الصماء وحتى اختصاصي الأورام! مركب واق
* ونُشرت النتائج التي توصل إليها مختبر البيولوجيا العصبية الخلوية بمعهد سالك في عدد يونيو (حزيران) 2011 من مجلة «بلاس وان» الأميركية. وأوضح التقرير أن مركب «فيسيتين» fisetin، وهو مركب من مركبات الفلافونويد التي تنتج بصورة طبيعية والمتوافرة بكثرة في الفراولة وبنسبة أقل في أنواع أخرى من الفاكهة والخضراوات، يقلل من مضاعفات مرض السكري. وكان المختبر قد توصل في السابق إلى أن مركب «فيسيتين» يعزز بقاء الخلايا العصبية في النبات وفي ذاكرة الفئران التي تتمتع بصحة جيدة، ونظرا لأن مركب الـ«فيسيتين» قادر على استهداف الكثير من الأعضاء فإن ذلك يشير بقوة إلى إمكانية استخدام عقار منه لتخفيف الكثير من المضاعفات الطبية.
ويقول الدكتور ديفيد شوبرت، الأستاذ ورئيس مختبر البيولوجيا العصبية الخلوية وأحد معدي الدراسة: «إن هذه هي المرة الأولى التي يستطيع فيها عقار أن يمنع حدوث مضاعفات الكلية والمخ لدى الفئران المصابة بالنوع الأول من السكري، كما أن الدراسة توضح الأسس الجزيئية الممكنة لكيفية عمل العلاج».
كانت الدكتورة بام ماهر، العالمة البارزة التي تعمل في مختبر البيولوجيا العصبية الخلوية ومؤلفة الدراسة، في البداية، قد عرفت مركب «فيسيتين» كمركب من الفلافونويد يعمل على حماية الأعصاب قبل 10 سنوات.
وتقول ماهر: «يعمل الفلافونويد كواق من أشعة الشمس في النباتات، كما يعمل على حماية الأوراق والثمار من الحشرات. وله تأثير واق في الأغذية التي يتضمنها النظام الغذائي لدول البحر المتوسط». وتحتوي مركبات أخرى شهيرة من الفلافونويد على مركبات «البولي فينول» التي توجد في العنب البري والنبيذ الأحمر.
تقليل مضاعفات السكري
* وعلى الرغم من تركيز مجموعتها على علم الأعصاب، فقد أدركت ماهر وزملاؤها أن مركب «فيسيتين» كغيره من مركبات «الفلافونويد» من الممكن أن يعمل على تحسين عدد من الاضطرابات التي توجد لدى مرضى السكري. ولكي يختبروا مدى فعاليتها، قاموا بدراسة تأثير مركب «فيسيتين» على فئران أكيتا، وهو نموذج ينتشر فيه السكري من النوع الأول، ويعرف أيضا باسم السكري منذ الطفولة.
وقد ظهر لدى فئران أكيتا ارتفاع معدل سكر الدم الذي يؤدي إلى الإصابة بالسكري من النوع الأول وتنتشر الأمراض التي تظهر بين الكثير من المضاعفات الخطيرة لدى المرضى المصابين بالنوعين الأول والثاني من السكري، ومن بينها: اعتلال الكلى السكري واعتلال الشبكية واعتلال الأعصاب؛ حيث يفقد المرضى حاسة اللمس أو الإحساس بالحرارة. في الوقت الذي ظلت فيه الفئران المصابة بالسكري، التي تمت تغذيتها بأطعمة غنية بمركب «فيسيتين» تتراجع تراجعا ملحوظا في تضخم الكلى، وانخفضت معدلات بروتين البول العالية التي تشير إلى مرض الكلى. كما أن ابتلاع «فيسيتين» يعمل على تحسين السلوك المضطرب للفئران المصابة بالسكري. وتشير ماهر إلى أن «معظم الفئران التي توضع في مناطق شاسعة يسهل استقصاؤها، لكن الفئران المضطربة لا تعمد إلى التجول. وقد أظهرت فئران أكيتا سلوكا مضطربا، ولكن تناول (فيسيتين) جعلها تتنقل بصورة طبيعية»، وفقا لما أوردته نشرة «ميديكال نيوز توداي» الطبية الإخبارية.
وقد حددت الدراسة أيضا آلية جزيئية ربما تكون السبب وراء حدوث هذه التأثيرات؛ حيث لاحظ الباحثون انخفاض مستوى السكر والبروتين في الدم والمخ لدى فئران أكيتا التي تمت معالجتها بـ«فيسيتين»، مقارنة بغيرها من الفئران. وقد صاحبت هذه الانخفاضات زيادة نشاط إنزيم «غليوكسالاز1»، الذي يعمل على إزالة المولدات السامة لإنزيم الغليكوزيل.
ويمثل اكتشاف إنزيم معارض للغليكوزيل الذي أدى «فيسيتين» إلى تحفيزه أمرا مثير للاهتمام؛ لأنه برهان قطعي يشير إلى ارتفاع معدلات الغليكوزيل في الدم في الكثير من مضاعفات مرض السكري، إن لم يكن في أغلبها. وتضيف ماهر: «نعلم أن (فيسيتين) يعمل على زيادة نشاط إنزيم الغليكوزيل، ومن الممكن أن يؤدي إلى زيادة مداه، لكن المهم هو أن دراستنا تعتبر أول دراسة تشير إلى نوعية المركب الذي يعمل على زيادة نشاط (غليوكسالاز1)».
من الغريب أيضا أن ارتفاع مستوى الغليكوزيل يرتبط بنشاط الأورام التي يعتقد أنها سبب لبعض أمراض السرطان. وقد أشارت بعض الدراسات الأخرى إلى أن «فيسيتين» يعمل على تقليل الأورام في خلايا سرطان البروستاتا في الحيوانات، التي إذا تم دعمها ستمثل حافز إضافيا لأكل الفراولة.
ولزيادة معدل «فيسيتين» ليصل إلى معدلات مكافئة لتلك التي حصلت عليها فئران أكيتا، تنصح ماهر أن يتناول الإنسان 37 ثمرة فراولة يوميا، مفترضة أن «فيسيتين» في الفراولة سيكون قابلا للاستقلاب (التمثيل الغذائي) لدى الإنسان مثل «فيسيتين» المعد في المختبر الذي حصلت عليه الفئران. وبدلا من الحصول على «فيسيتين» من خلال الغذاء، تشير ماهر إلى أنه من الممكن تناول الـ«فيسيتين» كعقاقير.
ويشير شوبرت إلى أن «فيسيتين» أثبت فعاليته أيضا في علاج الفئران المصابة بالزهايمر. ويقول: «لقد أوضحنا وآخرون أن مرض السكري من الممكن أن يكون سببا للإصابة بالزهايمر، مشيرين إلى أهمية استخدام (فيسيتين) كعامل وقائي آمن».
وتعترف ماهر بأن الأفراد قد يعانون إرهاق الفلافونويد؛ لذا قدمت تغطية إعلامية توضح الآثار الجيدة لهذه المركبات. وتذكر أن «المركبات الوقائية مثل (فيسيتين) وغيره من المركبات المستخرجة من العنب البري توجد في الفواكه والخضراوات وترتبط ببعضها البعض كيميائيا. وهناك دليل متزايد على أنها ذات فعالية بالنسبة للكثير من الأمراض. ونأمل أن يتم اختبار بعض مكونات هذه المركبات في النهاية».
ويختتم شوبرت قائلا: إن هذه النتائج تعزز ما اعتدنا عليه وما اعتادت أمهاتنا على ذكر أنه نمط حياة صحي. ويوجه النصح قائلا: «احرص على تناول وجبة غذائية متوازنة وطعام طازج عضوي كلما كان ذلك ممكنا، وقُم بممارسة بعض التمرينات، وحافظ أيضا على نشاطك العقلي والاجتماعي وتجنب تناول الصودا والسكريات والأغذية المعالجة؛ لأنها من الممكن أن تحتوي على نسبة عالية من الغليكوزيل».
بيد أنه يبدي قلقا أيضا من المعوقات التي يتطلبها إنتاج منتج طبيعي مثل «فيسيتين»، على عكس غيره من العقاقير التركيبية، كما أن التجارب السريرية مخيفة؛ لأن من الصعب التنبؤ بمدى صحة المنتجات الطبيعية. ويقول: «لن نعرف أبدا ما إذا كان مركب مثل الـ(فيسيتين) فعالا بالنسبة للإنسان حتى يكون هناك شخص يرغب في دعم هذه التجربة السريرية».