زائر
السكري مرض معروف منذ أكثر من 2000 سنة، وصفته الشعوب مثل الفراعنة والرومان، والاغريق الذين أطلقوا عليه الاسم المتداول حالياً باللغة اللاتينية Diabetes Meits ويعني الادرار البولي والعطش، وهما العارضان الأساسيان لهذا المرض. ورغم معرفة المرض منذ القدم الا أن معرفة الأطباء بقيت قاصرة في هذا المجال، الى أن تم اكتشاف الأنسولين عام 1921م ، عندها تمكن العلماء من معرفة الأسباب وراء حدوث هذا المرض. ورغم التطور العلمي الهائل في المجال الطبي، مازالت المشكلة قائمة وتحتاج مزيداً من الجهد للحد من انتشار الاصابات المتزايدة في جميع أنحاء العالم، وقد قدرت منظمة الصحة العالمية هذا العام وجود أكثر من 135 مليون حالة مصابة بداء السكري، نسب الاصابة منها في الدول الغربية ما بين 6 الى 10%، بينما في الدول العربية وصلت الى أكثر من 30% . ومن المتوقع أن ترتفع الاصابات الى 300 مليون عام 2025م.
وقد بينت دراسة أجريت في السعودية على مدار سنتين أن النساء أكثر اصابة من الرجال (النساء 52% والرجال 48%). ومعظم الاصابات هي من النمط الثاني من السكري المعروف باسم (السكري الكهلي)، ويعزو بعض الأطباء السبب الى القفزة الحضارية التي عاشتها السعودية.
هناك أكثر من تصنيف لمرض السكري، وأفضلهم التصنيف العالمي حيث أنه أفضل الطرق لتحديد أنواع السكري وهي :
النمط الأول : السكري المعتمد على الأنسولين، يصيب الأطفال والشباب حتى الأربعين من العمر، ويكثر حدوثه عند الأشخاص الذين يملكون نمطاً نسجياً من نوع (D4 وHA-D3 ). ولا تزال أسبابه مجهولة، لكن هناك نظريات متعددة في هذا الشأن منها النظرية الفيروسية والتخرب المناعي الذاتي لخلايا البنكرياس. وعلاج هذا النوع من السكري هو الأنسولين بالضرورة، ويؤخذ على شكل حقن.
النمط الثاني : السكري غير المعتمد على الأنسولين، وهو اكثر حدوثاً من الأول، ويصيب الذين تزيد أعمارهم على الأربعين، وهناك أهمية للعامل الوراثي في حدوثه، كما يشار الى زيادة الوزن كعامل أساسي في تسريع ظهور السكري الكهلي، كذلك تتدخل عوامل اخرى مثل الأسباب النفسية والأمراض الالتهابية ..الخ. ولا تعتمد المعالجة على الأنسولين انما على حبوب تعطى عن طريق الفم، وأحيانا يحتاج المريض الى تدعيم العلاج بالأنسولين ، وذلك في ظروف خاصة مثل العمليات الجراحية أو في مرحلة الحمل ..الخ.
السكري الثانوي: يحدث هذا النوع من السكري كنتيجة لاختلاطات المرض الأساسي، مثل التهابات البنكريات وأمراض الغدة النخامية، وأورام الغدة الكظرية، وتناول بعض الأدوية السيتروئيدية أو أدوية الادرار البولي، وكذلك تناول الأدوية العصبية.
وقد ذكرت حالات من ارتفاع السكري في الدم بعد حدوث الذبحات القلبية والاحتشاء، والرضوض الدماغية وبعد اجراء العمليات الجراحية. ويتطور مرض السكري في بعض الأحيان عند النساء الحوامل في الأشهر الستة الأولى من الحمل ، عندما ترتفع نسبة الهرمونات الأنثوية في الدم وتخف آلية عمل الأنسولين، ويصبح غير فعال في التأثير على السكر وتصاب المرأة في هذه الحالة بمجموعة من الأعراض مثل التعب الشديد أو العطش الدائم وأحيانا الاعياء وفقدان الوعي. وتتطلب الحالة أحياناً المعالجة بالأنسولين. كذلك السكري بدوره يؤثر على الجنين بشكل سلبي، ويقود الى مجموعة من الاضطرابات اذ يولد مصاباً بزيادة وزن كبيرة ويدعى بالطفل (العرطل) أي كبير الحجم. لذلك يؤكد الأطباء على ضرورة اجراء التحاليل الدموية بشكل دائم في مرحلة الحمل، ويجب مراقبة سكر الدم بعد الولادة أيضاً، فاذا لم تتراجع النسبة يكون هناك احتمال لتحوله الى مرض سكري دائم، ولحسن الحظ أن أغلب حالات السكري أثناء فترة الحمل تكون مؤقتة الحدو وتزول بعد الولادة.
العوامل المسببة للمرض
الوراثة : ينتقل الاستعداد للسكري عن طريق المورثات الجسمية كصفة سائدة أو متنحية، ويقول العلماء أن هناك أكثر من مروثة مسئولة عن حدوث السكري، تتراوح بين 5 ، 10 مورثات.
البدانة : بينت الاحصائيات الحديثة أن 85% من مرضى السكري من النمط الثاني، من الذين يعانون من البدانة، وتترافق البدانة عادة بضخامة الخلايا الشحمية التي تقلل من الاستجابة لتأثير الأنسولين، وذلك لنقص المستقبلات على أغشية الخلايا.
تكرار الحمل : ويعزى ذلك الى تخرب الأنسولين الشديد داخل المشيمة، ووجود كميات كبيررةمن الاستروجينات التي تعاكس عمل الأنسولين. وكثيراً ما يظهر السكري أثناء الحمل ويختفي بعد الولادة، الا أنه قد يتكامل وتتضح أعراضه بتكرار الحمل.
الالتهابات : بينت بعض الدراسات الحديثة وجود اصابة فيروسية في الخلايا المفرزة للأنسولين حيث تم عزل تلك الفيروسات من نوي خلايات بيتا الموجودة في البنكرياس، كما يتهم بعض الباحثين فيروسات من نمط كوكساكي أو النكاف في احداث التهابات البنكريات الفيروسي واتلاف الخلايا المفرزة للأنسولين خاصة لدى الأطفال.
العوامل التي تؤدي الى نقص كمية الأنسولين
* قص تكون الأنسولين في مرحلة طليعة الأنسولين
* نقص اطلاق الأنسولين من الخلايا البنكرياسية
* وجود أضاد للأنسولين في الدوران الدموي العام
* ارهاق الجهاز الأنسوليني في السكري الكهلي
ويؤدي نقص الأنسولين الى نقص استقلاب السكريات في الكبد والعضلات والنسيج الشحمي، لذلك يزداد حلوكوز الدم الذي اذا تجاوز 160 ملجرام يظهر في البول.
ويستعيض الجسم عن الجلوكوز في تولي الطاقة من الدهون والبروتينات، حيث ترتفع مقادير الدسم في الدم وتستقلب الى أحماض خلونية تؤدي الى الحماض الخلوي السكري. أما استقلاب البروتينات فيؤدي الى توازن آزوتي سلبي، ينتج عنه ضمور في العضلات ونقص في النمو. كما يؤدي نقص استقلاب الشحوم الى ترسب الشحوم الثلاثية والمركبات البروتينية على الغشاء الداخلي للشرايين الدموية وتصاب بالتصلب، كما قد تتكون في الألياف العصبية وتؤدي الى تلفها.
من أهم العوامل التي تساعد على استقرار الحالة هي التغذية :
بشكل عام يجب على مرضى السكري الاهتمام بثلاثة نقاط رئيسية هي : أوقات الغذاء – نوعية الغذاء – كمية الغذاء والسوائل التي يتعاطونها يومياً.
تعتمد اوقات الغذاء على عمر المريض ونوعية مرض السكري. فمثلاً اذا كان المصاب يعاني من سكري معتمد على الأنسولينن فيجب تناول طعامه عد مرور 10 الى 12 دقيقة من حقنة الأنسولين. واذا كان المريض يعاني من سكري كهلي، فيجب تقليل كمية الطعام وعدم تناول الأغذية الثقيلة بعد الساعة السادسة مساءاً. كما يجب أن يقتصر الغذاء على الخضروات المسلوقة والسلطة بالخل أو الحامض، ونسبة قليلة من زيت الزيتون، ولحم الدجاج أو السمك أو اللحوم الحمراء. ويمكن تناول كمية من الشوربة أو الحساء مع الخبز الأسمر، وتناول بعض الفواكه غير الضارة بالسكري مثل الليمون والخوخ والطماطم أما المشروبات المرطبة فيجب أخذ المشروبات المحلاة بالسكر الكيماوي فقط، مثل السكارين، وعصير الفواكه الطبيعية.
ويجب الابتعاد عن الكعك والمعجنات والمربيات والشوكولاته، والأغذية المالحة والبطاطا المقلية. وثمر المانجو والأفوكادو والموز والزيتون المكبوس. والشوربات المعلبة والأغذية المحفوظة والحليب الكامل الدسم والذبدة.
ويجب ألا تزيد طاقة كمية الطعام عن 1500 سعر حراري، بمعدل 50% كروبويدات، 25% بروتينات، 25% من الشحوم. حيث أن كل جرام من الشحوم يحتوي على 9 سعرات حرارية، وكل جرام من البروتين أو السكريات يحتوي على 3 سعرة حرارية.
يجب أن تطبخ كافة أنواع اللحوم بطريقة الشواء أو السلق، ولا يجوز استعمال طريقة القلي بالزيت.
يجب أن يكون الحليب ومشتقاته خالياً من الدسم أو قليل الدسم.
يفضل أن يكون الخبز من الطحين الأسمر ومحمصاً.
يسمح بكافة أنواع الفواكه، ما عدا الموز والتمر والبلح.
عدم استعمال السكر وخصوصاً الأبيض، ويجب الابتعاد عن تناول العسل
نصائح سريعة لمرضى السكر
يفضل تناول وجبات غذائية صحيحة، واستخدام الأنسولين حسب وصفة الطبيب.
من الضروري تنويع أماكن حقن الأنسولين في الجسم بحيث لا يحقن في منطقة واحدة فيؤدي الى مشاكل في الجلد.
ضرورة معالجة أية التهابات تحدث في الجسم بالشكل السليم ، وضرورة السيطرة على السكر حتى لا يؤدي ذلك الى اطالة فترة العلاج وعدم التئام الجروح بالسرعة الطبيعية.
ضرورة المحافظة على سلامة ونظافة الجروح والحرص على عدم تشققها وعدم التعرض لضربات في القدم ، فأي مشكلة في القدمين لمريض السكر ينتج عنها مشاكل قد تؤثر في سير العلاج.
ملاحظة يوجد طبيب يمني يعالج مرض السكر بنجاح تام 100% وقد عالجني بنجاح تام والله الشاهد والوكيل
التعديل الأخير بواسطة المشرف: