الدكتور محمد ادلبي
طبيب
القلب الصناعي: عمليات إنقاذ للحياة في برلين
لولا الحقيبة الصغيرة التي يحملها الألماني فولفغانغ على كتفه لكان انتقل إلى رحمة الله منذ وقت طويل. وما الحقيبة السوداء إلا عبارة عن الأجزاء الخارجية للقلب الصناعي الميكانيكي الذي يعيش الرجل على دفقات مضخته منذ 3 أعوام.
لولا الحقيبة التي يحملها الألماني فولفغانغ فيستا لكان توفي قبل سنوات. وما الحقيبة التي لا يمكن الانتباه إلى وجودها على كتفه لأول وهلة بسبب صغر حجمها إلا عبارة عن الأجزاء الخارجية للقلب الصناعي الميكانيكي الذي زُرِع في جسد فولفغانغ قبل ثلاثة أعوام في مركز جراحة القلب في حي فيدينغ بالعاصمة الألمانية برلين، الذي يقدم خدماته لمرضى القلب منذ خمسة وعشرين عاماً.
القلب الصناعي يعمل على البطاريات الكهربائية
وفي الحقيبة توجد إلكترونيات التحكم بالقلب الصناعي وبطاريتان قابلتان للشحن الكهربائي. وهي تزود مضخات القلب بالطاقة. ويمتد من الحقيبة سلك كهربائي يختفي تحت سترة الرجل البالغ من العمر خمسة وستين عاما والذي يقول: "هذا الكابل الكهربائي يدخل عبر فتحة في جلدي إلى داخل جسدي"، ويضيف:"وفي داخل جسمي توجد مضخة ميكانيكية تتولى مساعدة قلبي الطبيعي في ضخ الدم ليتدفق إلى كامل أعضاء بدني".
وتكفي البطارية لمدة أربع ساعات ونصف، يجب بعدها إعادة شحنها، بينما تتولى البطارية الثانية تزويد المضخة القلبية بالطاقة، كما يقول فولفغانغ مضيفاً:"بإمكان كل واحد أن يتعود على حمل حقيبة بطاريات القلب على كتفه"، ويبتسم مشبِّهاً: "تماماً كالنساء المتعودات على حمل حقيبة اليد دائماً". ويقوم فولفغانغ بأعماله الاعتيادية في حياته اليومية كالعمل في حديقة منزله وخارجها دون الحاجة لأية مساعدة.
وليس فولفغانغ إلا واحداً من أكثر من ألف وسبعمئة مريض تم زرع قلوب صناعية في أجسادهم أو مضخات داعمه لقلوبهم منذ عام 1988 بمركز جراحة القلب الألماني في برلين. وهو عدد لم يحققه أي مركز طبي آخر في العالم حتى الآن كما يقول رولاند هيتسار مدير المركز، والذي يؤكد تفوّق مركزه "في تقنيات وتجهيزات زراعة القلب الصناعي على كل مراكز جراحة القلب في العالم".
القلب الصناعي بديل فعال عن زراعة القلب الطبيعي
واحتفل المركز الألماني لجراحة القلب في برلين عام 2005 ببقاء أحد مرضاهم على قيد الحياة لمدة ألف يوم، أي ما يقارب ثلاثة أعوام، بمساعدة قلب صناعي كان زُرِعَ له في المركز، بل وأصبح بعض المرضى الآن يعيشون خمسة إلى ثمانية أعوام إضافية من خلال المضخات الداعمة لعمل القلب، والتي يتم استبدالها فور ظهور أية علامة من علامات انخفاض كفاءة الأداء فيها.
ومن المتوقع أن تتوفر في المستقبل القريب قلوب صناعية لا سلكية تستغني بشكل كامل عن الكوابل الكهربائية وهي أصغر حجماً وأكثر كفاءة وأقل تعرضاً للتلـَف وأخفض استهلاكاً للطاقة من المضخات القلبية الاصطناعية المتاحة حاليا، بحيث تصبح القلوب الاصطناعية بديلاً فعالاً عن زراعة القلوب الطبيعية.
وكان المقصود من القلوب الاصطناعية في البداية هو استخدامها بشكل مؤقت حتى يتم إيجاد متبرع ما يتبرع، بُعَيد موته مثلاً، بقلبه للمريض. لكن الخبير رولاند هيتسار يؤكد على أهمية تطوير القلوب الصناعية واعتمادها كحل دائم قائلاً إن :"احتمال وجود أشخاص يتبرعون بقلوبهم هو احتمال ضئيل جداً، لذا لا يمكننا سد حاجة جميع المرضى بزراعة قلوب طبيعية في أجسادهم". ويتابع كلامه مؤكِّداً: "من ناحية أخرى نحن نعلم أن المضخات القلبية الصناعية قادرة على الصمود لأوقات طويلة".
قلوب صناعية للأطفال: صُنِعَ في برلين
ولأول مرة في تاريخ جراحة القلب في العالم تمكن الجرَّاح رولاند هيتسار عام 1990 من زراعة قلب صناعي لأحد الأطفال في المركز الطبي الذي يديره. وكان هذا القلب الصناعي من إنتاج شركة Bein Heatالتي يربطها تعاون وثيق مع مركز برلين الطبي لجراجة القلب، ويقول رولاند هيتسار:"هذه الشركة متخصصة بالقلوب الصناعية للأطفال والرُّضَّع. ولا توجد تقنية تضاهي تقنياتها في كل العالم حتى الآن في هذا المجال"، ويؤكد كلامه قائلاً:"حتى في أمريكا لا توجد مضخات بكفاءة هذه المضخات المتخصصة بحالات الأطفال والأطفال الرضَّع ".
وكان أول قلب صناعي زرعه الطبيب رولاند هيتسار لأحد مرضاه عام 1987 بعد عام واحد من افتتاح مركز جراحة القلب في برلين ويقول:" كان القصد في البداية من القلب الصناعي هو إبقاء المرضى على قيد الحياة إلى أن نجد لهم أشخاصاً يتبرعون لهم بقلوبهم الطبيعية. لكنني وجدتُ أن القلوب الصناعية تؤمِّن حياةً للمرضى تمتد إلى أشهر عديدة"، بل وإلى سنوات طويلة.
لولا الحقيبة الصغيرة التي يحملها الألماني فولفغانغ على كتفه لكان انتقل إلى رحمة الله منذ وقت طويل. وما الحقيبة السوداء إلا عبارة عن الأجزاء الخارجية للقلب الصناعي الميكانيكي الذي يعيش الرجل على دفقات مضخته منذ 3 أعوام.
لولا الحقيبة التي يحملها الألماني فولفغانغ فيستا لكان توفي قبل سنوات. وما الحقيبة التي لا يمكن الانتباه إلى وجودها على كتفه لأول وهلة بسبب صغر حجمها إلا عبارة عن الأجزاء الخارجية للقلب الصناعي الميكانيكي الذي زُرِع في جسد فولفغانغ قبل ثلاثة أعوام في مركز جراحة القلب في حي فيدينغ بالعاصمة الألمانية برلين، الذي يقدم خدماته لمرضى القلب منذ خمسة وعشرين عاماً.
القلب الصناعي يعمل على البطاريات الكهربائية
وفي الحقيبة توجد إلكترونيات التحكم بالقلب الصناعي وبطاريتان قابلتان للشحن الكهربائي. وهي تزود مضخات القلب بالطاقة. ويمتد من الحقيبة سلك كهربائي يختفي تحت سترة الرجل البالغ من العمر خمسة وستين عاما والذي يقول: "هذا الكابل الكهربائي يدخل عبر فتحة في جلدي إلى داخل جسدي"، ويضيف:"وفي داخل جسمي توجد مضخة ميكانيكية تتولى مساعدة قلبي الطبيعي في ضخ الدم ليتدفق إلى كامل أعضاء بدني".
وتكفي البطارية لمدة أربع ساعات ونصف، يجب بعدها إعادة شحنها، بينما تتولى البطارية الثانية تزويد المضخة القلبية بالطاقة، كما يقول فولفغانغ مضيفاً:"بإمكان كل واحد أن يتعود على حمل حقيبة بطاريات القلب على كتفه"، ويبتسم مشبِّهاً: "تماماً كالنساء المتعودات على حمل حقيبة اليد دائماً". ويقوم فولفغانغ بأعماله الاعتيادية في حياته اليومية كالعمل في حديقة منزله وخارجها دون الحاجة لأية مساعدة.
وليس فولفغانغ إلا واحداً من أكثر من ألف وسبعمئة مريض تم زرع قلوب صناعية في أجسادهم أو مضخات داعمه لقلوبهم منذ عام 1988 بمركز جراحة القلب الألماني في برلين. وهو عدد لم يحققه أي مركز طبي آخر في العالم حتى الآن كما يقول رولاند هيتسار مدير المركز، والذي يؤكد تفوّق مركزه "في تقنيات وتجهيزات زراعة القلب الصناعي على كل مراكز جراحة القلب في العالم".
القلب الصناعي بديل فعال عن زراعة القلب الطبيعي
واحتفل المركز الألماني لجراحة القلب في برلين عام 2005 ببقاء أحد مرضاهم على قيد الحياة لمدة ألف يوم، أي ما يقارب ثلاثة أعوام، بمساعدة قلب صناعي كان زُرِعَ له في المركز، بل وأصبح بعض المرضى الآن يعيشون خمسة إلى ثمانية أعوام إضافية من خلال المضخات الداعمة لعمل القلب، والتي يتم استبدالها فور ظهور أية علامة من علامات انخفاض كفاءة الأداء فيها.
ومن المتوقع أن تتوفر في المستقبل القريب قلوب صناعية لا سلكية تستغني بشكل كامل عن الكوابل الكهربائية وهي أصغر حجماً وأكثر كفاءة وأقل تعرضاً للتلـَف وأخفض استهلاكاً للطاقة من المضخات القلبية الاصطناعية المتاحة حاليا، بحيث تصبح القلوب الاصطناعية بديلاً فعالاً عن زراعة القلوب الطبيعية.
وكان المقصود من القلوب الاصطناعية في البداية هو استخدامها بشكل مؤقت حتى يتم إيجاد متبرع ما يتبرع، بُعَيد موته مثلاً، بقلبه للمريض. لكن الخبير رولاند هيتسار يؤكد على أهمية تطوير القلوب الصناعية واعتمادها كحل دائم قائلاً إن :"احتمال وجود أشخاص يتبرعون بقلوبهم هو احتمال ضئيل جداً، لذا لا يمكننا سد حاجة جميع المرضى بزراعة قلوب طبيعية في أجسادهم". ويتابع كلامه مؤكِّداً: "من ناحية أخرى نحن نعلم أن المضخات القلبية الصناعية قادرة على الصمود لأوقات طويلة".
قلوب صناعية للأطفال: صُنِعَ في برلين
ولأول مرة في تاريخ جراحة القلب في العالم تمكن الجرَّاح رولاند هيتسار عام 1990 من زراعة قلب صناعي لأحد الأطفال في المركز الطبي الذي يديره. وكان هذا القلب الصناعي من إنتاج شركة Bein Heatالتي يربطها تعاون وثيق مع مركز برلين الطبي لجراجة القلب، ويقول رولاند هيتسار:"هذه الشركة متخصصة بالقلوب الصناعية للأطفال والرُّضَّع. ولا توجد تقنية تضاهي تقنياتها في كل العالم حتى الآن في هذا المجال"، ويؤكد كلامه قائلاً:"حتى في أمريكا لا توجد مضخات بكفاءة هذه المضخات المتخصصة بحالات الأطفال والأطفال الرضَّع ".
وكان أول قلب صناعي زرعه الطبيب رولاند هيتسار لأحد مرضاه عام 1987 بعد عام واحد من افتتاح مركز جراحة القلب في برلين ويقول:" كان القصد في البداية من القلب الصناعي هو إبقاء المرضى على قيد الحياة إلى أن نجد لهم أشخاصاً يتبرعون لهم بقلوبهم الطبيعية. لكنني وجدتُ أن القلوب الصناعية تؤمِّن حياةً للمرضى تمتد إلى أشهر عديدة"، بل وإلى سنوات طويلة.