القلق

زائر
القلق

يشعر غالبية الناس بقلق بسيط يتمثل في عرق باليدين وانقباض بالمعدة مع عدم ارتياح عام عندما يواجهون مواقف فيها تحد لمهارتهم الاجتماعية مثل:المقابلات الهامة للالتحاق بالوظائف، والقاء خطاب كبير أو محاضرة عامة، والاجتماع مع أناس غرباء في بعض المناسبات الاجتماعية والزيارات، والاختبارات الحاسمة، والإمامة في الصلاة.
وهذا شعور طبيعي بالقلق لشعور الإنسان انه تحت مراقبة الآخرين ولكن اضطرابات القلق هي أمراض تختلف تماماً عن الشعور الطبيعي بالتوتر أو الحفز الذي يشعر به كل الناس.
ولحالات اضطراب القلق اعراض تحدث في الغالب بدون انذار سابق وتجعل أبسط روتينيات وتفاصيل الحياة مصدراً للاحساس بعدم التوتر والحفز لدرجة لا تحتمل احيان.
تعريفهاما هي اضطرابات القلق؟هي أكثر الاضطرابات الانفعالية شيوعاً وانتشاراً حيث يعاني منها تقريباً (واحد من بين كل تسعة أشخاص) وهذه الأعراض التي تميز اضطراب القلق عن غيره من الاضطرابات ،(ولكن ليس بالضرورة ان يصاب بها الشخص القلق كلها فقد يعاني من بعضها وقد يعاني منها كلها حسب شدة الحالة وحسب الزمن الذي استغرقته قبل التعرض لأي علاج )وتشمل أعراض اضطرابات القلق ما يلي: شعور مسيطر من الهلع والخوف.
وساوس لا يمكن السيطرة عليه.
إلحاح الذكريات المؤلمة والأحلام المروعة والمتكررة.
غثيان عرق شد عضلي نبضات في القلب سريعة تفاعلات جسمانية أخرى غير مريحة على شكل شعور بالتوتر العام والحفز والرغبة بالقيام بأي شكل من أشكال افراغ الطاقة النفسية والجسدية بحركات سريعة ومتواصلة كتحريك الأيدي والأرجل أو المشي السريع

وكما أشرنا تختلف اضطرابات القلق عن الشعور الطبيعي بالتوتر والحفز في انها تحدث في الغالب بدون سبب ظاهر ولا تنتهي بانتهاء السبب أو المؤثرات ،يضاف إلى ذلك أنها تؤثر في أداء الأعمال والواجبات العامة في الحياة والأدوار الاجتماعية عموماً وهذه التفاعلات المنذرة يمكن لها أن تجعل الممارسات اليومية مصدر ذعر كامن للشخص القلق وإذا لم تعالج اضطرابات القلق فإنها يمكن أن تدفع الأشخاص إلى ممارسات غريبة مثل (الامتناع عن مغادرة المنزل) لتجنب المواقف التي تشعل فتيل القلق أو تزيد من حدته وهذا ما قد يؤثر على العلاقات الشخصية وعلى الأداء في العمل تأثراً جلياً تبعاً لهذه الاضطرابات مما يعود مرة أخرى لتصعيد حالة القلق فيشعر الشخص القلق انه غارق في دوامة القلق وغير قادر على التخلص منه إذا لم يتدارك نفسه باستشارة مختص أو أخذ أي نوع من العلاج .
ومن حسن الحظ أن هذه الاضطرابات تستجيب جيداً إلى العلاج في معظم الأحوال، ومعظم المرضى الذين يتلقون العلاج يشعرون بتحسن كبير وتتلاشى الأعراض مع متابعتهم للعلاج وصبرهم على ذلك كما ان نسبة جديدة منهم تشفى تماماً من هذا القلق.

وعلى خلاف ذلك فإن العديد من الناس الذين يعانون من القلق لا يتوجهون إلى طلب العلاج بسبب انهم لم يتعرفوا على ما لديهم من أعراض مرضية كعلامة من علامات المرض ،وبالتالي قد لا يعرفون إلى من يذهبون ومن يستشيرون أو أنهم يخافون من نظرة أصحاب العمل الذي يعملون فيه ان يقال عنهم انهم لا ينفعون لهذه الأعمال واحياناً يخاف المرء نظرة الأسرة أو الأصدقاء وغير ذلك من الأسباب التي تمنعهم من طلب العلاج وهكذا يستمر الاضطراب ويستفحل دون علاج.
أنواع اضطرابات القلق:هناك أنواع كثيرة للقلق المرضي ،وقد تحدث الاصابة بنوع واحد أو أنواع متعددة في نفس الوقت وهنا نشرح بعضاً منها:اضطراب الهلع: العرض الأساس لهذا الاضطراب هو نوبات متكررة من الهلع والخوف والجزع المسيطر (الغامر) خشية الوقوع في خطر ما، واثناء هذه النوبة يشعر الشخص بالأعراض التالية (بعضها أو كلها):
خفقان في القلب.
ألم بالصدر أو تحت الثدي أو في الكتف.
رعشة أو رجفة (هزة) في اليدين أو في الجسم عموم.
صعوبة في التنفس أو احساس بالاختناق.
غثيان وألم بالبطن.
دوار أو دوخة.
الشعور بالأوهام تضغط على دماغ الشخص القلق وعدم الترابط في التفكير وانه سينهار.
الشعور بفقد السيطرة (أكاد أن أصاب بالجنون) أشعر بالخوف من الموت.
التخيل أن الدنيا تدور من حواليه أو ان شيئاً مأساوياً سيحدث.
قشعريرة أو نوبات سخونة واحساس بالتنميل في الجسم.
وتحدث هذه النوبات دون سبب أو توقع غالباً وللوهلة الأولى يعتقد هؤلاء الأشخاص بأنهم يعانون من أزمة قلبية (نوبة قلبية) فيرتادون أطباء أكثر ويصل الحال لأن يعمل لهم قسطرة وما شابه ذلك.
ويحدث بعد هذه النوبات أن يخاف المصاب من تكرارها وحدوثها مرة أخرى فيعيش في خوف مستمر.
وقد يتجنب المصاب أماكن وأحداثا ترافقت مع النوبات أحيان.
المخاوف:وهي احساس (مستمر وغير منطقي ولا يخضع للسيطرة) والخوف من شيء غير محدد أو من أي موقف أو أي نشاط لا على التعيين ويمكن أن يكون هذا الخوف شديدا لدرجة أن بعض الأشخاص يقومون بشتى المحاولات لتجنب مصادر الخوف والفزع ولكن لا يفلحون.

وتوجد ثلاثة من أهم أنواع هذه المخاوف:

1 المخاوف الخاصة:خوف شديد من شيء ما غير مؤذ في ظروف عادية ويعلم الأشخاص الذين يعانون من هذه المخاوف بأن خوفهم تزايد ولكنهم لا يستطيعون السيطرة عليه (أي على هذا الانفعال).

2 المخاوف الاجتماعية تسمى أيضاً اضطرابات القلق الاجتماعي) هي الشعور بالخوف وتظهر أثناء التفاعل والسلوك الاجتماعي كالتحدث مع الناس ومقابلتهم أو زيارة الأماكن والاستراحات العامة.
ومعظم الناس الذين لديهم مخاوف اجتماعية يحاولون تجنب المواقف التي تثير هذا الاحساس لكن تختلف من حيث الشدة والتأثير عن الحالات التي تكون حالات مرضية.
رهاب الخلاء:وهي نوبات من الخوف عند التعرض لمواقف قد يكون التهرب منه صعباً .
ورهاب الخلاء يكون شديداً لدرجة أن الشخص يتجنب ان يبقى في أماكن الخلاء أو الأماكن التي لا يوجد فيها أشخاص أو أشياء وهذه الحالات إذا لم يتم علاجها يمكن أن تتحول إلى عجز لدرجة أن الشخص قد يرفض الخروج من المنزل.
ولا نبدأ عادة بالبحث عن علاج وتشخيص المخاوف فقط عندما تؤدي إلى قلق متزايد أو التأثير بقدر كبير على الأنشطة اليومية العادية.

الأفكار القسرية:

وهي أفكار غير منطقية تلح على الشخص القلق ان يفكر بها أو ان يقوم بها وتسبب قلقاً بالغاً لا تكبح بالحجة العقلية أو التفكير المنطقي وتشمل هذه الأفكار على أفكار شائعة مثل: الانشغال بأفكار عن القذارة والجراثيم.
الأفكار المزعجة (هل اطفأت أنا فرن البوتوجاز) (هل أغلقت أنا باب المنزل).
الالحاح على ان يكون للشخص نظام خاص جداً ورتيب.
ومع أن الشخص القلق يدرك أن هذه الأفكار غير معقولة ولا علاقة لها بأي من المشكلات الحقيقية للحياة التي يعاني منها ،إلا أن هذا الادراك غير كاف لمنع تلك الأفكار من ان تلح عليه، وبدلاً من التخلص من هذه الأفكار ينهمك الشخص القلق أكثر فيها ويدخل في طقوس متكررة في الغالب محاولاً الإقلال من مشاعر القلق .
ومن هذه الأفكار والطقوس التي قد تتحول إلى أفعال قهرية يضطر المرء القيام بها مرغماً وتأخذ شكل التكرار والنمطية وأهمها: تكرار غسل اليدين (لتجنب التلوث) أو لارضاء الشكوك (هل أغلقت باب المنزل) (هل اطفأت موقد الغاز).
اتباع نظام صارم (وضع الملابس بنفس الترتيب المتبع يوماً).
ويمكن ان تستغرق هذه الأفكار والأفعال أكثر من ساعة في اليوم أحياناً مما يجعلها تعطل الأنشطة اليومية العادية والعلاقات الاجتماعية.
الإجهاد التالي للاصابات pst tamati stess ويحدث للأشخاص الذين يتعرضون لحوادث جسدية أو عاطفية مروعة.
وهؤلاء الناس يشعرون بالعذاب من خلال الكوابيس المتكررة أو استرجاع ذكريات الحادث ،كذلك الاحساس بأقصى درجات الضيق النفسي والجسماني والعاطفي عند تعرضهم لمواقف تذكرهم بالحادث أو الاصابة نفسه.
وهناك أعراض تترافق مع هذا الشعور بالضيق تشمل ما يلي: فقد الاحساس والشعور بالانفصال عما حوله.
مشاكل في النوم.
شدة الانفعال والاندفاع الشديد لأبسط الأسباب.
الميل إلى الشعور بالاكتئاب.

وتتضمن الأحداث التي تثير هذه الأعراض الآتي:
1 الكوارث الطبيعية (مثل الزلازل).
2 المشاهد المأساوية (تحطم الطائرات الانفجارات).
3 مشاهدة شخص أثناء تعرضه لاصابة خطيرة.
4 المعارك العسكرية.

اضطراب القلق العام:

وهو الاحساس بضغط متزايد ومستمر يؤثر في الأنشطة اليومية للفرد.
والأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب يشعرون بقلق مستمر حتى إذا لم يكن هناك سبب ظاهر لهذا القلق .
وقد تكون بؤرة اهتمامهم المتزايد هي الصحة أو العمل أو المال.
اضافة إلى ذلك فإنهم لا يستطيعون الارتخاء ويشعرون بالتعب والإثارة بسرعة ويعانون من صعوبات في التركيز مع أرق في بعض الأحيان وتوتر عضلي وتعب وصداع ورجفة.
ومع أن مرضى اضطراب القلق العام لا يتجهون إلى تجنب المواقف الخاصة إلا انه ومن المحتمل بدرجة كبيرة أن تكون لديهم صعوبات نفسية اضافية مثل الاكتئاب النفسي وسوء استعمال العقاقير أو اضطراب آخر من اضطرابات القلق.

أسباب اضطرابات القلق:

تحدث اضطرابات القلق احياناً على نطاق العائلة ككل على سبيل المثال: إذا كان أحد التوأمين المتماثلين يعاني من هذا الاضطراب فإنه من الممكن وبنسبة أكبر من المعتاد أن يعاني التوأم الآخر من نفس الاضطراب مما دفع الباحثين إلى القول أن الوراثة ربما مع ظروف الحياة الأخرى تجعل بعض الناس أكثر قابلية لهذه الاضطرابات ويبدو أيضاً ان كيمياء المخ تلعب دوراً في نشوء اضطرابات القلق نظراً لأن أعراض القلق تشفى في الغالب بالعقاقير التي تؤثر في المركبات الكيميائية بالمخ.
أيضاً تلعب الشخصية دوراً مهماً حيث إن الأشخاص الذين يشعرون بنقص في القيمة الذاتية وضعف في مهارات التكيف قد يكونون الأكثر عرضة لاضطرابات القلق.
وفي النهاية فإن خبرات الحياة مثل التعرض لسوء المعاملة أو التعسف التربوي لفترات طويلة أو العنف أو الفقر قد تؤثر في القابلية لهذه الأمراض.

العلاج:مع أن كل نوع من أنواع اضطرابات القلق له سماته الفريدة إلا أن غالبية الاضطرابات تستجيب جيداً لطريقتين من العلاج: العلاج الدوائي، العلاج النفسي.

ويمكن وصف إحدى الطريقتين أو كلتا الطريقتين معاً ومع ان هذه الطرق غير شافية بالشكل النهائي إلا أن كلاً منهما يؤثر في شفاء أعراض اضطرابات القلق مما يجعل الفرد يتمتع بحياة صحية أفضل.
وتتوفر العديد من الأدوية ذات فعالية وإذا لم تتحقق نتائج العلاج المتوقعة مع استعمال أحد هذه الأدوية فمن الممكن وصف دواء آخر ولأن هذه الأدوية تحتاج في غالب الأحوال إلى عدة أسابيع للوصول إلى تأثيرها الكامل فإنه يجب على الطبيب المعالج متابعة تحسن الحالة لتحديد امكانية استبدال الدواء بدواء آخر أو زيادة الجرعة المعطاة من نفس الدواء.
وهناك ثلاثة أنواع من العلاج النفسي تستخدم بنجاح في مواجهة اضطرابات القلق:

1 العلاج السلوكي:ويستخدم فيه أساليب كالاسترخاء أو التعرض إلى ما يشبه المواقف المسببة للاضطراب والتي كانت مصدراً للخوف وذلك بتخطيط محكم وبطريقة تدريجية حتى يمكن للشخص أن يتعلم كيف يتحكم في القلق.

2 العلاج السلوكي المعرفي:يساعد المرضى على فهم أنماط تفكيرهم حتى يمكنهم التفاعل بشكل مختلف مع المواقف السلبية للقلق.

3 العلاج الديناميكي النفسي:يعتمد على ادراك (فهم) أن الأعراض تنتج عن صراع عقلي لا شعوري ولممارسة التخلص من هذه الأعراض يجب كشف معناه.

ويمكن أن يشعر الأفراد الذين يعانون من القلق بالتفاؤل عند التغلب على المرض كما أن الأدوية المستخدمة في العلاج متوفرة.
وإذا كنت تعاني من هذه الأعراض التي اشرت إليها أو أنك تعرف أحد الأشخاص الذين يعانون منها فمن الضروري زيارة الطبيب النفسي أو أحد المتخصصين في الصحة النفسية لفحص الحالة بدقة.
 

زائر
شكرا لك
 

زائر
يسلموا عاشق علي المرور
 

استشارات طبية ذات صلة