المراة و الحمل

د/فرح

طبيب
المرأة والحمل

1 – من البيضة إلى الجنين:

في الثلث الأول من الحمل "الأشهر الثلاثة الأولى" تبدأ أعضاء الجنين بالتشكّل وتُظهر المرأة الحامل العلامات الأولى الدالة على الحمل. بعض التغيرات مثل تضخم الثدي يظهر في الشهر الأول من الحمل في حين ارتفاع قعر البطن يكون جليّاً في نهاية الشهر الثالث معلناً للمأ بأنك حامل. قد تشعر المرأة الحامل خلال هذه الفترة ببعض إزعاجات الحمل مثل: الغثيان، حرقة المعدة، تعدد البوال والوهن.

في الثلث الثاني من الحمل: ينمو الجنين ويزداد طولاً من 15 سم ليصبح في نهاية الشهر السادس 30 سم ويتمدد الرحم ضاغطاً على الأعضاء الداخلية في البطن ويصبح بمقدور المرأة أن تشعر بحركات الجنينى وبوضعياته داخل الرحم وتعتبر هذه الفترة من أسهل المراحل في عملية الحمل.

في الثلث الأخير من الحمل ينمو الجنين بشكل سريع ويزداد وزنه بمعدل 500 غ أسبوغ ويصبح طوله حوالي 50 سم ونتيجةً لتمدد الرحم داخل البطن وخاصة تحت منطقة الحجاب الحاجز, تظهر بعض الازعاجات الحملية مثل الإحساس بضيق النفس وزيادة البوال.

II) أهم التغيرات التي تحدث على المرأة الحامل:

تبدأ هذه التغيرات بعد أسبوعين من تعشيش البويضة الملقحة داخل الرحم وتحدث نتيجة لإفراز هرموني من الجنين ومن المرأة الحامل كاستعدادات وترتيبات لإستقبال القادم الجديد.

· الدورة الطمثية:

خلافاً لرأي العامة, قد لا تغيب الدورة بشكل كامل في الفترة التي تعقب عملية التعشيش.

قد تلاحظ المرأة الحامل بعض النقاط الدموية أو دورة طمثية خفيفة أو حتى أحياناً مفرزات مهبلية صفراء موحيةً بحدوث الحمل. هذه التغيرات في الدورة الطمثية لا تشبه الدورة الطمثية الطبيعية بصفاتها وتحدث نتيجةً لنزف خفيف أثناء انزراع البيضة الملقحة داخل الرحم.

· الثدي:

غالباً تعتبر التغيرات الطارئة على الثدي إحدى العلامات القوية الدالة على الحمل, حيث يصبح الثدي أكثرحساسية وقساوة وأشد امتلاءً. باكراً وبعد أسبوعين من الإلقاح يبدأ الثدي والحلمة بالتضخم وتكبر الهالة الحُلمية وتصبح أكثر إسوداداً.

* الرحم:

خلال أسبوعين من الإلقاح، تطرأ بعض التغيرات على الرحم، حيث تتمسك بطانة الرحم وتفرز الأوعية الدموية وتتضخم في البطانة الرحمية بهدف تلبية متطلبات الجنين الاستقلابية النامية بإطراد.

في الحالة الطبيعية، يكون حجم الرحم بحجم الإجاصة بينما في حالة الحمل يزداد حجمه بمقدار 1000 ضُعف ليتكيّف مع نمو الجنين المُتسارع.

· العنق:

يتلين عنق الرحم أثناء الحمل حيث تعتبر علامة هامة يستند عليها طبيب التوليد المُمارس لإثبات الحمل.

· تغيرات فيزيائية أخرى:

أحياناً يُعلن الحمل عن نفسه من خلال تغيرات تطرأ على الوظائف الحيوية للجسم الحامل، قد تشكو المرأة الحامل من وهن وغثيان، تعدد البوال، امتلاء بطني حيث تعتبر علامات شائعة وطبيعية دالةً على أن جسم المرأة بدأ يستعد لعملية الحمل.

III) أهم التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل:

تعتبر الهرمونات ةسائط كيميائية تساهم في تنظيم عملية الحمل. تُساعد هذه الهرمونات الرحم على تقبّل البيضة الملقّحة وتوجه الرحم في عملية الولادة. وتساعد هذه الهرمونات ايضاً الثدي على النمو وإنتاج الحليب وتتحكم في المراحل المختلفة لنمو الجنين. هناك مجموعة هامة ومتنوعة من الهرمونات تعمل سوياً وطوال فترة الحمل. مباشرة وبعد الدورة الطمثية، يقوم الهرمون المنبه للجراب (FSH) بتنبيه البويضة على النمو والتطور في المبيض. في كل شهر بضعة جريبات تتطور حيث تحوي كل واحدة بويضة غير ناضجة ثم تتحرك إلى أنبوب فالوب وهناك يحصل الإلقاح إذا خُصّبت البويضة بالحيوان المنوي ومن ثم الحمل. أحياناً أكثر من جُريب ينضج ويتطور، فإذا حصل إلقاح، يؤدي إلى حدوث تعدد الأجنة.

هناك هرمون آخر يُدعى بالهرمون اللوتئني، هذا الهرمون يحثّ الجريب على الإنتفاخ حيث يتمزق محرراً البويضة الناضجة، وبالإضافة إلى وظيفته الأساسية في عملية الإباضة، يساهم هذا الهرمون برفع درجة حرارة الجسم بشكل طفيف، ويغيّر في إفراز غدد عنق الرحم.

عندما يحدث الإلقاح، الجسم اللوتئني الذي يحيظ البويضة النامية يبدأ بالنمو وإفراز كميات قليلى من هرمون البروجسترون. في المراحل المتقدمة من الحمل تقوم المشيمة بإنتاج كميات هائلة من هرمون البروجسترون أكثر بعشرة أضعاف من المرأة غير الحامل.

يمنع البروجسترون الرحم من التقلّص ويحثّ الأوعية الدموية على النمو والتكاثر في بطانة الرحم حيث تعتبر عملية هامة لنمو الجنين وتطوره.

تشكّل البيضة الملقحة أثناء رحيلها من أنبوب فالوب وانطمارها في بطانة الرحم استطالات تشبه الأصابع حيث تتحوّل فيما بعد لتشكل المشيمة. تقوم المشيمة بإنتاج كميات كبيرة من هرمون الأستروجين علماً أن كميات قليلة من الأستروجين ينتج من المبيض.

قد يكون الأستروجين المفتاح الحقيقي في عملية الحمل، بالإضافة إلى كونه هرموناً هاماً في عملية التعشيش، فإنه يحث بطانة الرحم – عنق الرحم – المهبل والثدي على النمو وكذلك يتحكّم في بعض عمليات الجسم الاستقلابية مثل إنتاج الأنسولين.

تقوم المشيمة بإفراز هرمونين آخَرين بالإضافة إلى البروجسترون والأستروجين.

1 - الهرمون البشري المُنمي المشيمائي (HG): يُعتبر أول الهرمونات المصنعة في المشيمة ويُمثل المتحدث الرسمي عن الحمل حيث تقوم إختبارات الحمل على كشف HG في عينة مأخوذة من البول وكذلك يمنع جسم المرأة الحامل من عملية الرفض الجنيني لجنينها كنسيج أجنبي.

2 – الهرمون المشيمي المنمي للبن (HP): يعتبر أكثر الهرمونات التي تتداخل في نمو الجنين حيث يبدّل ويغير في عملية الإستقلاب بشكلٍ يجعل السكاكر والبروتينات متوفرة ومتاحة للاستعمال عند الجنين، وأيضاً ينبه الثدي على النمو ويجعله مستعداً لإنتاج الحليب.

تفرز هذه الهرمونات بمعدلات متفاوتة طيلة فترة الحمل بحيث تفي متطلبات الجنين النامي بإطراد وهذا التفاوت في الإفراز يفسّر لماذا يتغيّر جسم ومزاج المرأة الحامل أثناء الحمل.

IV) التغيرات التي تلاحظها المرأة الحامل:

1 – الثدي: نتيجة للحثّ المستمر من الأستروجين والبروجسترون، يتضخم الثدي بينما الغدد المفرزة للحليب داخل الثدي يزداد حجمها. إن تضخم الثدي مسؤول عن زيادة الوزن عند المرأة الحامل بمقدار 500 غ أثناء الحمل. معظم هذه الزيادة في حجم الثدي يكون على حساب زيادة كمية الدسم.

استجابةً لزيادة التروية الدموية في الثدي، تتضخم هالة الثدي وتزداد إتساعاً وتصبح أكثر تصبغاً وإغمقاقاً وقد تبقى على هذه الحال حتى بعد الحمل. وكذلك الغدد الجلدية التي تحيط بهالة الثدي، حيث تدعى بغدد مونتغمري، تتضخم وتصبح أكثر إمتلاءً بمواد زيتية حيث تساهم في ترطيب وتليين هالة الثدي والحليمة أثناء الحمل.

لدى بعض النساء تكون الحليمات منقلبة للخلف فإذا كنت إحداهن فلا تجزعي لأن الحلمات المنقبلة للخلف لا تعيق الإرضاع ولكن قد تحتاجي لأن تتحدثي مع طبيبك خاصة حول بعض التقنيات التي تُحضر هذا النوع من الحلمات لعملية الإرضاع الثديي.

تحتقن الأوعية الدموية في جلد الثدي وتصبح أكثر مرئية حيث تظهر على شكل خطوط زهرية أو زرقاء, ومع اقتراب عملية الولادة تبدأ الحلمة بإفراز اللبأ وهي مادة صفراء خفيفة تشبه الحليب.

2 – البطن: يتمدد ويتسع البطن متماشياً مع تمدد واتساع الرحم أسبوعاً بأسبوع. في الأسبوع 12 يكون الرحم بكامله داخل الحوض ومع بداية الأسبوع 20 يصبح قعر الرحم في مستوى السّرة وفي النهاية يتمدد ليصل إلى قاعدة القفص الصدري ونتيجة لازدياد حجم الرحم المطرد تنضغط الأعضاء المجاورة: المثانة – الكلية – الأمعاء والمعدة – الحجاب الحاجز – الأوعية الدموية في البطن مؤثرة على وظيفة هذه الأعضاء. ونع اقتراب موعد الولادة ينخفض البطن قليلاً للأسفل نتيجةً لتداخل الجنين في الحوض وبدء عملية دخوله في القناة الحوضية.

3 – الجلد: لا بد أنك سمعت بهذا المصطلح "التورد الحملي". يحدث التورد الحملي نتيجة لزيادة الدوران الوعائي أثناء الحمل وخاصة في الأوعية الدقيقة في الطبقة التي تلي مباشرة الجلد.

· الخطوط الحملية: بعض النساء الحوامل يتطور لديهن أثناء الحمل ما يُسمى بالخطوط أو الشقوق الحملية، هذه الخطوط أكثر ما تظهر على البطن، الثدي، الأطراف العلوية، المناطق الآلوية، المنطقة الغمدية وتأخذ اللون الزهري المحمر أو البنفسجي.

تظهر الخطوط الحملية في 50% عند النساء الحوامل وخاصة في النصف الأخير من الحمل. لا تعتبر الشقوق الحملية علامة دالة على زيادة الوزن إنما على الأغلب تحدث نتيجة لتمطط الجلد مترافقاً مع زيادة طبيعية في الكورتيزون.

الكورتيزون يعتبر هرموناً ذو وظائف هامة يُفرز من غدة الكظر هذه الزيادة في كمية الكورتيزون المفرزة بالإضافة إلى تمطط الجلد يضعف الألياف المرنة في الجلد. ولحسن الحظ فإن الخطوط الحملية تتلاشى تدريجياً حيث تصبح بلون زهري أو رمادي خفيف ولكن لا تزول بشكل كامل.

· العد: بعض النساء أثناء فترة الحمل يُصابوا بالعد وخاصة في الفترة الباكرة من الحمل وهذا يعود إلى زيادة في إفراز البروجسترون حيث ينبّه غدد الجلد على إفراز محتوياتها ومعظمها مواد زيتية.

· تصبغات الجلد: تعتبر تصبغات الجلد من الأعراض الشائعة وأكثر ما تظهر حول الخدين والذقن ومنطقة الأنف. هذه المناطق قد تصبح أكثر إغمقاقاً نتيجة لازدياد إفراز هرمون البروجسترون والأستروجين. لا بُد أنك لاحظت أن المناطق الجلدية المتصبغة في الأصل مثل هالة الثدي – الطيات المهبلية والأشفار تصبح متصبغة أكثر في الحمل وحتى بعد الولادة هذه المناطق تبقى غامقة أكثر مما كانت عليه قبل الحمل في حين التصبغات الموجودة في أماكن أخرى من الجلد تميل لأن تزول وتتلاشى تدريجياً.

أهم التصبغات الجدية الملاحظة أثناء الحمل:

a) الكلف: أحياناً يُدعى بالقناع الحملي.

يصيب الكلف 50% من النساء الحوامل ومعظمهن ذوات الشعر الأسود والبشرة الشفراء. أكثر ما يظهر الكلف على الجبهة والمناطق الصدغية والأجزاء المركزية من الوجه وعادة يختفي تدريجيالإ بعد الولادة.

b) الخط الأسو: يُدعى الخط الواصل بين السرّة حتى شعر العانة بالخط الأبيض وعادة من الصعب رؤيته ولكن بعض الحوامل يتصبغ الخط الأبيض ويصبح أكثر سواداً ومن هنا جاءت التسمية الخط الأسود.

) الوحمات والنمش واللطخات: إذا كانت موجودة قبل الحمل قد تصبح أكثر تصبغاً واسوداداً. إذا أبدت الوحمات تغيراً ملحوظاً في الحجم أو المظهر أو اللون فمن الضروري مراجعة الطبيب المختص

d) العنكبوت الوعائي: عبارة عن بقع حمراء صغيرة مترافقة مع بروز الأوعية الدموية الصغيرة للخارج تحدث بنسبة 75% عند النساء البيض الحوامل و10% لدى السود الحوامل. وأكثر ما تظهر على الوجه – العنق – القسم العلوي من الصدر نتيجة لزيادة الدوران الدموي. عادة يزول بعد بضعة أسابيع من الولادة.

4 – تغيرات الجلد العميقة:

· انتفاخ وإمتلاء الوجه: 50% من النساء الحوامل يُبدوا علامات انتفاخ الأجفان وانقباح الوجه وخاصة في الصباح. يحدث الانتباج بشكل طبيعي نتيجة لزيادة الدوران الوعائي ولكن إذا ترافق الانتباج مع زيادة الوزن بمعدل 2500غ أسبوع من الضروري مراجعة الطبيب المختص إزدياد الوزن المفاجىء مع انتباج الوجه وانتفاخ الأجفان يدل على احتباس مفرط للسوائل وأحياناً يترافق مع ارتفاع الضغط الشرياني.

· الحكّة العامة: تقريباً ثلث الحوامل يعانوا من حكّة بطنية أو حكّة شاملة للجسم. الحكّة الشاملة تختفي تلقائياً وأحياناً يُفيد استخدام مُطريات البشرة وتجنّب التعرّض للحرارة فإذا لم تفد هذه الإجراءات فمن المستحسن مراجعة الطبيب المختص حيث يصف اعتماداً على الحالة المعالجة بالأدوية الطبية أو المعالجة بالأشعة فوق البنفسجية.

الحكة الحملية الشديدة تظهر فقط في الحمل وخاصة في الأشهر الأخيرة ولحسن الحظ تعتبر الحكّة الحملية غير شائعة.

الشري المطاطي اللويمي الحاك يبتلي الحوامل بنسبة 1501 وخاصة المرأة الحامل لأول مرّة أو المرأة الحامل لأكثر من جنينين، وأكثر ما يصيب المنطقة الإليوية والفخذية ومنطقة الساعد. يفيد أحياناً استخدام الأدوية الطبية.

اختلاط طبي آخر يصيب الحوامل بنسبة 501 يدعى اليرقان الركودي الحملي وأكثر ما يظهر في الثلث الأخير من الحمل ويشير اليرقان الركودي الحملي إلى تغير في وظيفة الكبد أثناء الحمل ويسبب حكة شديدة مترافقة مع غثيان وإقياء وفقدان الشهية ووهن عام وأحياناً يرقان قد يضطر الطبيب المختص لإجراء فحوصات دموية وتقصي وظيفة الكبد خاصة إذا كانت الحكة شديدة في المرحلة الأخيرة من الحمل. قد يخفف استخدام الأدوية الطبية أعراض الحكة علماً أن اليرقان الركودي الحملي يختفي كاملاً بعد الولادة.

· الاحمرار الراحي الأخمصي الحاك: تقريباً 32 الحوامل يعانوا من هذه المشكلة الحملية وعلى الأغلب تحدث نتيجة للزيادة الطبيعية في إفراز هرمون الأستروجين. مثل معظم تغيرات الجلد الحملية يزول الاحمرار بعد الولادة.

· ازرقاق القدمين: وخاصة في الطقس البارد. وتحدث هذه الظاهرة نتيجة لزيادة في إفراز هرمون الأستروجين في بعض النساء الحوامل. تعتبر حالة سليمة وتزول بعد الودلاة.

· الدوالي الوريدية: واحدة من أصل خمسة من النساء الحوامل تُبدي صفات الدوالي الوريدية وخاصة في الطرفين السفليين. تظهر الدوالي الوريدية في كل أنحاء الجسم أثناء الحمل على شكل ْوردة متضخمة زرقاء كإستجابة فيزيولوجية لزيادة الدوران الوعائي في الجسم. وأكصر ما تلاحظ هذه التغيرات في الأوردة القريبة من سطح الجلد كما في الطرفين السفليين.

لا تعتبر الدوالي الوريدية مشكلة حملية خطيرة ولكن قد تشكو بعض النساء الحوامل من حكّة وحرقة وحس عدم ارتياح في الطرفين السفليين.

· التعرق والطفح الحراري: يتعرقن الحوامل أكثر في فترة الحمل نتيجة لتأثير الهرمونات على الغدد الدرقية المنتشرة في كامل الجسم مما يجعل الطفح الحراري عرضاً شائعاً في حين التعرّق في الغدد العرقية الموجودة تحت الإبط – الثدي – المنطقة التناسلية يكون أقل غزارةً أثناء الحمل.

5 – الأشعار: بشكل طبيعي تنمو الأشعار بمعدل 1.25 سم شهر لفترة 6 – 8 سنوات ثم تدخل طور الراحة حيث تتوقف عن النمو ثم أخيراً تسقط بمعدل 100 شعرة يوم وبعدها تبدأ دورة نمو جديدة.

خلال فترة الحمل، يكون طور الراحة أكثر طولاً ومعدل سقوط الأشعار أقل غزارةً ولكن بعد الولادة تتغيّر الصورة كاملةً حيث يعتبر طور الراحة ويزداد معدل سقوط الأشعار وتبدأ الجريبات الشعرية بالنمو لتشكيل أشعار جديدة.

خلال الأسابيع من 6 – 12 بعد الولادة تحدث زيادة ملحوظة في سقوط الأشعار، وتكون الأشعار خلال هذه الفترى رقيقة وناعمة وتعود الأشعار إلى طبيعتها ما قبل الولادة خلال 6 – 15 شهراً ما بعد الولادة.

6 – الأظافر: تنمو أطافر اليدين والقدمين بشكل أسرع في فترة الحمل. ولكن نتيجة لتأثير الهرمونات الحملية وأحياناً لفقر الدم المصاحب للحمل, تصبح الأظافر ناعمة وسهلة التكسر ومُثلمة.

7 – العين: تميل المرأة الحامل أثناء فترة الحمل لاحتباس كميات زائدة من السوائل مما يؤدي إلى تسمك القرنية بنسبة 3% وأكثر ما يلاحظ هذا في الأسبوع العاشر من الحمل ويستمر لفترة 6 أسابيع بعد الولادة.

في حين الضغط داخل العين ينخفض بمعدل 10% مما يؤدي إلى حدوث تشوش رؤية.

إذا كنت تستعملين عدسات لاصقة وخاصة العدسات القاسية قد تشعرين بحس عدم إرتياح في الرؤية وعلى الرغم من هذا، لا داعي لتغير العدسات اللاصقة أثناء الحمل لأن الرؤية تعود إلى الطبيعي بعد الولادة.

8 – الفم: إن الحمل لا يزيد تنخر السنان كما هو شائعاً. وعلى أية حال زيادة الدوران الوعائي يجعل اللثة أكثر ليونة ورخاوة مما يسبّب نزفاً خفيفاً خاصة أثناء تنظيف الأسنان، فإذا استمرت هذه المشكلة أو كانت كمية النزف أكثر غزارةً فمن المستحسن مراجعة العيادة السنية.

V) التغيرات التي تطرأ داخل جسم المرأة الحامل:

1 – القلب والجريان الدموي: يزداد حجم الضخ القلبي أثناء الحمل بمعدل 30 – 50% وهذه الزيادة تكون أعظمية في الثلث الأول من الحمل. في حين دقات القلب تزداد بشكلٍ مطردٍ خلال فترة الحمل لتصبح في الثلث الأخير من الحمل أسرعاً بمعدل 20% عما كانت عليه قبل الحمل.

حجم الدم الجائل يزداد في فترة الحمل بغية تلبية حاجات الأم الحامل والجنين وخاصة الأكسجين وبالإضافة إلى هذا تعتبر هذه الزيادة مخزناً احتياطياً للمرأة الحامل في حال حصول نزف خلال فترة الحمل والولادة. ونتيجةً لهذه الزيادة في حجم الدم وسرعة القلب قد تحدث النفحات القلبية في بعض النساء الحوامل, وبشكل عام تعتبر هذه النفخات طبيعية بسبب زيادة الجريان الدموي عبر الدسامات القلبية ولكن أحياناً قد تغير هذه النفخات من صفاتها لدرجة تستدعي الطبيب لإجراء فحص قلبي دقيق.

قد تحدث النفخات القلبية نتيجة لتغيرات في طبيعة الدسام القلبي كما هو الحال في انسدال الدسام التاجي حيث يبتلي 7% من النساء الشابات ونادراً ما يعرقل انسدال الدسام التاجي عملية الحمل.

2 – الضغط الشرياني: تتم مراقبة الضغط الشرياني على فترات منتظمة طيلة فترة الحمل, وتستخدم القراءة الأولى كمشعرٍ لمقارنة تغيرات قيم الضغط الشرياني التي تحدث فيما بعد أثناء فترة الحملز

ارتفاع الضغط الشرياني أثناء الحمل قد يكون علامة مرضية تدل على وجود فرط التوتر الشرياني الحملي أو ما قبل الإرجاج.

أثناء قياس الضغط الشرياني تسجل قراءتين:

القراءة العليا: تدعى الضبط الانقباضي، تحدث أثناء التقلّص القلبي وتعتبر القيمة الطبيعية 110 – 130 ملمز.

القراءة الدنيا: تكون ما بين 70 – 85 ملم ز. تدعى الضغط الانبساطي حيث تحدث أثناء الاسترخاء القلبي.

ينخفض الضغط الانقباضي بمقدار 5 – 10 ملم ز والضغط الانبساطي بمقدار 10 – 15 ملم ز خلال الأسابيع 24 الأولى من الحمل.

لا بد من مراجعة الطبيب المختص إذا ارتفع الضغط الشرياني أكثر من 90140 أو إذا شكت المرأة الحامل إحدى الأعراض المُنذرة بوجود ارتفاع في الضغط الشرياني مثل: الصداع الشديد والمستمر، وذمة الوجه، تشوش الرؤية. زيادة وزن مفاجىء – دوخة وخفة رأس.

10% من النساء الحوامل يكون لديهن الضغط الشرياني منخفضاً خاصة في وضعية الاستلقاء البطني بسبب انضغاط الوريد الأجوف السفلي بكتلة الجنين المُزدادة مما يقلل عودة الدم إلى القلب مسبباً خفة رأس ودوخة وغيثيان.

3 – تضخم الأوردة: تتضخم الأوعية الدموية أثناء الحمل بغية استيعاب زيادة حجم الدم الجائل فمثلاً قد تلاحظي وضوح وبروز الوريد الوداجي في العنق.

الدوالي الوريدية قد تتطور وأكثر ما تشاهد في الطرفين السفليين وحول المنطقة المهبلية وفي بعض النساء الحوامل قد تحدث البواسير حيث تعتبر دوالي وريدية في المستقيم. ويعود السبب لزيادة حجم الدم الجائل وانضغاط الأوردة في المنطقة الحوضية بكتلة الرحم مما يعرقل عودة الدم من الطرفين السفليين والحوض عبر هذه الأوردة.

عادة الدوالي الوريدية والبواسير تتراجع وتختفي بعد الولادة ولكن أحياناً يضطر الطبيب المختص لوصف بعض الإجراءات الطبية إذا كانت مؤلمة ومعرقلة للحمل.

4 – الجهاز الهضمي: يعتبر الغثيان - الإقياء – حرقة المعدة – الإمساك من أكثر الإزعاجات شيوعاً وحدوثاً أثناء الحمل.

· الإقياء الصباحي: تقريباً، ثُلثين النساء الحوامل تعاني من الإقياء الصباحي خلال الأسابيع 14 – 16 من الحمل. تشتد الإقياءات الحملية في الفترة الأولى من الصباح ولكن بعض النساء تُعاني الإقياء طيلة النهار خصوصاً عندما تكون المعدة فارغة. تحدث الإقياءات نتيجة لتأثير هرمون البروجسترون على السبيل الهضمي حيث يقلّل من سرعة مرور المواد الطعامية ويبطىء من حركية الجهاز الهضمي.

لحسن الحظ نادراً ما تؤدي الإقياءات الحملية إلى تجفاف ونقص وزن.

· حرقة المعدة: تقريباً 50% من النساء الحوامل تعاني هذه المشكلة خلال فترة الحمل وعند بعض النساء تصبح المشكلة دائمة. تنتج حرقة المعدة عندما يحدث قلس لمحتويات المعدة وخاصة الحامضة منها إلى المري نتيجة لكسلٍ خفيف في مصرة المري العلوية ويعتبر هرمون البروجسترون المسؤول بشكل رئيسي في إحطاث هذا العرض حيث يؤدي إلى ارتخاء العضلات الملساء في كل أنحاء الجسم بما فيها عضلات الجهاز الهضمي.

النساء الحوامل أقل عرضةٍ لتطوير القرحة من النساء غير الحوامل. فهرمون الفاسترين مثلاً، يوجه عملية الهضم الطعامي ويسبّب قرحة عند بعض الأفراد، ينخفض إفرازه ويكون مستواه أقل من المستوى الطبيعي في فترة الحمل، ويبدو أن نقص الإفراغ المعدي وزيادة الإفراز المخاطي تعتبر من العوامل التي تساهم في تخفيض وقوعات القرحة ومنع ظهور أعراضها.

· الإمساك: على الأقل 50% من النساء تعاني من هذه المشكلة أثناء سير الحمل ويكون مزعجاً أكثر لدى النساء اللواتي لديهن قصة إمساك سابقة قبل الحمل. يحدث الإمساك نتيجة لنقص في حركية الأمعاء بفعل هرمون البروجسترون وانضغاط الأمعاء بكتلة الرحم المزدادة باطراد. وكما إن الكولون يمتص الماء بكميات أكبر أثناء فترة الحمل مما يجعل البراز أكثر قساوة وحركات الأمعاء أشد صعوبة.

5 – الجهاز التنفسي: أثناء الحمل يقوم الدم بنقل كميات هائلة من الأوكسجين إلى المشيمة للحفاظ على النمو الطبيعي للجنين، وبإزالة حجوم كبيرة من ثاني اوكسيد الكربون 2. يخضع الجهاز التنفسي لمجموعة من التبدلات الحيوية تمكّنه من تلبية المتطلبات التنفسية الطارئة. تحت تأثير البروجسترون، تزداد السعة الرئوية حيث تزداد السعة الشهيقية والزفيرية بنسبة 30 – 40% ويزداد محيط القفص الصدري بمعدل 5 – 8 سم كإستجابة للزيادة التي حصلت في السعة الرئوية.

تقريباً ثُلثين النساء الحوامل تعاني من زلة تنفسية وخاصة في نهاية الثلث الأول وبداية الثلث الثاني من الحمل.

الاحتقان الأنفي وهجمات الرشح تعتبر من الأعراض الشائعة للحمل. بعض الحوامل تعاني من نزف أنفي أثناء الحمل وخاصة إذا كانت لديها قصة سابقة قبل الحمل. تحدث هذه الأعراض نتيجةً لاحتقان الطبقة المخاطية المبطنة للطرق الهوائية بما فيها الأنف وزيادة الإفراز الأنفي المخاطي.

6 – الجهاز البولي: قد تلاحظ المرأة الحامل زيادة البوال وخاصة في الثلث الأول من الحمل حيث ينتابها الرغبة بالإفراغ بعد كل عملية تبول. يخف الإحساس بالزحير البولي في الشهر 4 – 5 عندما يستقر الجنين غالباً في دوف البطن ولكن يشتد من جديد في الشهر الأخير من الحمل. عندما ينخفض الجنين ويتداخل في القناة الحوضية ضاغطاً على المثانة.

تميل المرأة الحامل للإصابة بالإنتانات الكلوية والمثانية الجرثومية نتيجة لتأثير هرمون البروجسترون على الحالبين حيث يرخي العضلات الملساء في هذه الجدران مؤدياً إلى نقص الجريان البولي وكذلك انضغاط المثانة والكليتين بكتلة الرحم المتحددة باستمرار يشكل عاملاً إضافياً في تأخير الجريان البولي. إن هذه الإعاقة في الجريان البولي، بالإضافة إلى زيادة طرح السكر في البول أثناء الحمل تزيد من احتمال إصابة المرأة الحامل للإنتانات الجرثومية في الكلية والمثانة.

إن تشخيص ومعالجة إنتانات السبيل البولي، وخاصة أثناء الحمل، يعتبر أمراً هاماً لأن الإنتانات البولية تُشكّل أحد العوامل المؤهبة لحدوث المخاض الباكر.

تعود الببلات – الحرقة البولية والحمى تمثل التظاهرات السريرية لإنتانات الجهاز البولي ولكن أحياناً قد يكون الألم البطني وآلام الظهر العلامات الأولى للإنتان البولي.

الحصيات البولية تمثّل عرضاً شائعاً أثناء الحمل، تنشأ نتيجة لتراكم الفلزات المعدنية في البول.

7 – الجهاز الهيكلي العضلي: 5-% من الحوامل تعاني من آلام ظهرية نتيجة للجهد الإضافي المطبق على العضلات والعظام أثناء الحمل.

يكون الألم – الظهري عند بعض الحوامل مرضاً طفيفاً ولكن للإغلبية العظمى يكون مزعجاً لدرجة أنه يتعارض مع فعاليات الحياة اليومية للمرأة الحامل. تزداد حدة الآلام الظهرية إذا كانت هناك قصة سابقة لأوجاع ظهرية قبل الحمل. يظهر الألم الظهري في أي وقت من الحمل ولكن أكثر حدوثاً في بداية الشهر 5 – 7 وهو غير مرتبط بزيادة الوزن الحملي. يغلب حدوث الألم الظهري عند القيام بالإغفاء أو رفع ثقلاً ويزداد سوءاً في حالة الجلوس المديد أو تطبيق دوران عنيف على العمود الفقري. قد تشعر المرأة الحامل بالألم في المناطق الصدرية من العمود الفقري ولكن على الأغلب أن تشعر به في المناطق السفليى القطنية للعمود الفقري.

أثناء الحمل، الأربطة الداعمة لجوف البطن تزداد مرونة مما يُسهّل تمدد الحوض أثناء عملية الولادة ولسوء الحظ، فقدان هذه الأربطة المرنة يزيد من احتمال تعرض العمود الفقري للإصابة والأذية.

تغيرات الوضعية تساهم أيضاً تساهم أيضاً في حدوث الألم الظهري، أثناء الحمل تنمي الأجزاء السفلية من العمود الفقري باتجاه الخلف كمعاوضة لأطراف مركز ثقل الجسم نتيجة لبروز البطن للأمام تحت تأثير نمو الجنين وتمدد الرحم.

هذه التغيرات في العمود الفقري تمنع المرأة الحامل من السقوط للأمام ولكن بالمقابل تضع جهداً وعملاً إضافيين على العضلات والأربطة مما يسبّب حدوث الألم الظهري.

8 – التغيرات الاستقلابية: إن العمليات الحيوية التي يستخدمها الجسم لتحويل المواد الطعامية إلى مصدرٍ للطاقة تخضع بدورها لمجموعة من التبدلات أثناء الحمل ولعل أهمها تغير في الآليات الناظمة لسكر الغلوكوز في الجسم.

يقوم الجسم باستخلاص سكر الغلوكوز تقريباً من كل الأطعمة النباتية والحليب وينظّم بشكل دقيق مستوى سكر الغلوكوز في الدم مانعاً إياه من الارتفاع والانخفاض. ولكن هذه العملية ليست بسيطة فمثلاً في الليل وبين الوجبات الطعامية، حيث تكون مخازن الطاقة غير ممتلئة بشكل كامل، ينخفض سكر الدم وحتى يتم المحافظة على مستوى سكر الدم الطبيعي يقوم الكبد بتحويل الغليكوجين، وهو عبارة عن سكاكر معقدة, إلى سكر الغلوكوز وبعد الوجبات الطعامية بفترة قصيرة يرتفع سكر الغلولكوز مما يؤدي إلى إفراز الأنسولين لإعادة سكر الدم إلى مستواه الطبيعي.

في بعض النساء, يمارس الحمل دوراً مثبطاً في إستخدام الأنسولين حيث يعتبر أحد الآليات الناظمة الهامّة في الحفاظ على مستوى سكر الدم ضمن الحدود الطبيعية مما يؤدي إلى حدوث الداء السكري الحملي. تقريباً 10% من الحوامل تكون الآليات المنظمة للسكر مضطربة بشكل هامو3% من هؤلاء الحوامل يحتجن لاستخدام الأنسولين أثناء الحمل وهذا ما يعلّل ضرورة سحب عينة دم بين الأسبوع 24 – 28 من الحمل للتحري عن إمكانية وجود داء السكر الحملي.

يعتبر الداء السكري مشكلة طبية شائعة، فإذا كانت المرأة الحامل لديها قصة داء سكري مشخّص قبل الحمل فمن الضروري ضبط السكر بشكل مثالي قبل الحمل وطيلة فترة الحمل لحماية صحة الجنين والأم من التأثيرات الضارّة لفرط سكر الدم.

يستمر الحمل لمدة 40 أسبوعاً بدءاً من اليوم الأخير لآخر دورة طمثية ويقسم عادةً إلى ثلاثة مراحل:

- المرحلة الأولى وتدعى بالثلث الأول للحمل: يبدأ بعد التعشيش ويستمر حتى الأسبوع 12 من الحمل.

- المرحلة الثانية وتدعى بالثلث الثاني للحمل: تبدأ من الأسبوع 13 حتى نهاية الأسبوع 27.

- المرحلة الثالثة: وتدعى بالثلث الثالث للحمل: تبدأ من الأسبوع 29 حتى تمام الحمل تحدث معالم بارزة في كل مرحلة من مراحل الحمل فمثلاً بعض الاختبارات النوعية تتم في الثلث الأول من الحمل في حين معظم المشاكل الطبية، إذا حدثت، فإنها تحدث في الثلث الأخير، وعلى الرغم من أنه لا توجد أهمية حقيقية في هذا التقسيم إلا أنه يساعد المرأة الحامل والطبيب الموّلد على حدّ سواء في تخطيط وتدبير الحمل في كل مراحله.

I) الثلث الأول من الحمل:

بعض النساء الحوامل في هذه الفترة قد تعاني من بعض المشاكل الحملية لدرجة أنها قد تستدعي تداخل طبي وأهم المشاكل مصادفة في الثلث الأول من الحمل:

1 – النزف المهبلي: يعتبر النزف المهبلي عرضاً شائعاً ويحدث عند امرأة حامل من أصل خمسة، تعتمد خطورة النزف المهبلي على مجموعة من العوامل مثل كمية النزف وفترة النزف ونوعية النزف ما إذا كان مستمراً أو متقطعاً. يحدث النزف المهبلي باكراً أثناء الحمل وقد يكون علامة مُنذرة أو عرضاً طبيعياً نتيجة حوادث تتعلّق بتطور الحمل. تحدث كمية من النزف الخفيف في اليةم 7 – 10 من عملية التعشيش وهذا ما يُعرف بنزف التعشيش ويعتبر هذا النزف طبيعياً حيث تحاول البيضة الملقّحة أن تنغرس في بطانة الرحم الداخلية. ويكون النزف خفيفاً ومؤقتاً ويُعدّ النزف حالة مرضية إذا:

- كان النزف غزيراً أو بكمية كبيرة.

- إذا ترافق النزف بألم أو تشنج بطني أو حمى.

- إذا ترافق مع النزف خروج بعض الأنسجة.

ويُفضل في مثل هذه الحالات إعلام الطبيب المختص.

2 – الألم الحوضي: قد تشعر بعض النساء وخاصة النساء الحوامل لأول مرّة بألم حوضي حيث تختلف صفاته بين امرأة وأخرى فقد يكون ألم موجع أو تشنجي أو على شكل ألم ضاغط أثناء الحمل. يتمدد الرحم وتتمطط الأربطة الداعمة له بغية التكيف مع كتلة الجنين النامية باطراد. مما تسبب هذه العملية تشنجات أو الشعور بإحساس الشد في المنطقة السفلية من البطن وفي معظم الحالات يكون الألم الحوضي بسيطاً وغير مزعجاً. وقد تستفيد بعض النساء من تناول حماماً ساخناً أو تطبيق بعض التمارين الهوائية ويجب مراجعة الطبيب المختص إذا ازداد الألم في شدته واستمراريته أو ترافق مع حرارة.

أهم الاختلاطات الطبية في الثلث الأول من الحمل:

1 – فرط الإقياءات الحملية: يقصد بفرط الإقياءات الحملية عندما يزداد الإقياء في تكراره وشدته وكميته عن حدّه الطبيعي ويُصيب عادة واحدة من أصل 300 امرأة حامل. يعتبر السبب الكامن وراء فرط الإقياءات الحملية مجهةلاً ولكن على ما يبدو أنه مرتبط بارتفاع تراكيز هرمونات الأستروجين وHG "الهرمون الكوريوني الموجه للقند البشري". يحدث فرط الإقياءات الحملية بشكل شائع عند النساء الحوامل الصغيرات والحوامل لأول مرّة والحوامل لأكثر من جنين.

2 – الحمل الهاجر: يحدث الحمل الهاجر عندما تُعشش البيضة الملقّحة في أماكن أخرى غير الرحم. معظم حالات الحمل الهاجر في النفير "تقريباً 95% من الحالات" ونم هنا جاء المصطلح الطبي "الحمل الأنبوبي" ونادراً ما تنزرع البيضة في أماكن أخرى مثل البطن أو المبيض أو عنق الرحم. يحدث الحمل الهاجر بشكل شائع عند النساء اللواتي أعمارهن بين 35 – 44 سنة وأهم العوامل المؤهبة لحدوث الحمل الهاجر أمراض الحوض الالتهابية المزمنة وكذلك يزداد نسبة وقوعاته عند وجود قصة سابقة لحمل هاجر أو جراحة على الأنبوب أو إسقاطات مُحرّضة أو مشاكل تتعلّق بالعقم أو قصة سابقة لاستخدام أدوية طبية منبّه لعملية الإباضة.

يعبتر الألم أولى العلامات المرافقة للحمل الهاجر حيث يوصف على شكل ألمٍ حاد أو طاعن. عادة يتوضع الألم في الحوض ومنطقة البطن وأحياناً في الكتف والعنق. يترافق الألم مع أعراض أخرى مثل النزف المهبلي وأعراض هضمية معوية ودوخة وخفة رأس.

يتم تشخيص الحمل الهاجر اعتماداً على الصورة السريرية والفحص الفيزيائي وإجراء التحاليل المخبرية مثل قياس مستوى هرمون HG وهرمون البروجستيرون والدراسات الشعاعية مثل التخطيط بالصدى والعلاج يتم جراحياً.

3 – الرضء الغددية تصيب الرضى الغددية النساء الحوامل بنسبة واحدة لكل 1500 – 2000 امرأة حامل. تحدث الرضى الغددية عندما تتطور الخلايا المسؤولة عن تشكيل الزغابات الكوريونية تطوراً شاذاً. وبدلاً من ذلك فإنها تشكل عناقيداً مائية تشبه الفقاعات غير قادرة وظيفياً وحيوياً على دعم نمو الجنين. يزداد خطر حدوث الرضى الغددية كلما تقدمت المرأة في السن وخاصة عندما تتجاوز سن 45.

يُعتقد أن الآلية في حدوث الرضى الغددية وجود خطأ صبغياً في النطفة أو في البيضة أو في الاثنين معاً. تتألف الرضى الغددية من نمطين:

- الرضى الغددية الكاملة: يحتوي الرحم في هذه الحالة على عناقيدٍ صغيرة تتألف من أجربة تشبه النفاطات ولا يتشكل الجنين من هذا النمط من الرضى الغددية.

- الرضى الغددية الجزئية: يتميز هذا النمط بوجود جنين ذو تطورٍ شاذ غير قابل للنمو والحياة.

النساء اللواتي أصبن برضى غددية سابقة تزداد لديهن احتمال الإصابة بالأورام الخبيثة أو الأمراض الغازية في بطانة الرحم على الرغم من أن احتمال الإصابة بالأمراض الغازية نادر ونسبة الشفاء عالية إلا أن احتمال الإصابة بهذه الأمراض ترتفع لدى النساء اللواتي لديهن قصة سابقة لرضى غددية.

تتظاهر أعراض الرضى الغددية بنزوف مهبلية في الأسبوع 12 من الحمل وعدم تناسب بين حجم الرحم والعمر الجنيني حيث يكون الرحم أكبر مما هو متوقع النسبة لعمر الجنين.

والتشخيص يتم اعتماداً على النزوف في الثلث الأول من الحمل وارتفاع في مستوى الهرمون الكوريوني المشيمي حيث تتجاوز قيمة القيم الطبيعية الموافقة للعمر الحملي في زمن التشخيص.

يقوم العلاج على إفراز كامل الرضى من جوف الرحم من خلال عملية التجريف.

4 – الإسقاطات: يقصد بالإسقاطات ولا سيما العفوية فقدان محصول الحمل قبل الأسبوع 20 من الحمل. تحدث الإسقاطات العفوية بنسبة 15 – 20% بين الحوامل ولكن النسبة الحقيقية أعلى من ذلك بالتأكيد معظم الإسقاطات العفوية تحدث باكراً في الحمل وحتى قبل أن تدرك المرأة بأنها حامل. أكثر من 80% من الإسقاطات العفوية تحدث خلال الأسابيع 12 الأولى وعلى الأقل 50% من هذه الإسقاطات يكون السبب ناجماً عن خلل في الصبغيات الجنينية. وفي معظم الأحيان لا يحدث هذا الخلل الصبغي نتيجة للانتقال الوراثي من الوالدين ولكنه يحدث بمحض الصدفة عندما تبدأ البيضة الملقحة بعملية الانقسام. إن الإسقاطات الناجمة عن الخلل الصبغي تحصل نتيجة لعدم قدرة الجنين على النمو والحياة.

الإسقاطات الدائرة أثناء الحمل تحصل عادةً بعد بضعة أسابيع من وفاة الجنين وفي بعض الأحيان لا يوجد جنيناً داخل الأغشية الجنينية التي تحيطه في الحالة الطبيعية. هناك أسباب آخرى تؤدي إلى الإسقاطات وعادة تكون مرتبطة بصحة المرأة الحامل وتحدث غالباً في المراحل المتقدمة من الحمل وتشمل هذه الأسباب: الإنتان والأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض الجهاز المناعي، والاضطرابات التشوهية للرحم أو لعنق الرحم.

يقصد بالإسقاطات المتكررة حصول ثلاثة إسقاطات أو أكثر بشكل متتابع وتكون الأسباب عادة نفس الأسباب المؤدية لحدوث الإسقاطات العفوية والمذكورة سابقاً.

يعتبر النزف من أكر الأعراض التي تسبق الإسقاط وقد يترافق بآلام بطنية وظهرية ومن المهم جداً أن ننفي الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى النزف في هذه المرحلة مثل نزوف التعشيش.

يقوم التشخيص على الفحص النسائي حيث يُظهر في بعض الأحيان توسع عنق الرحم وتمزق الأغشية الجنينية وهذا ما يُدعى التهديد بالإسقاط وكذلك يفيد إجراء التخطيط بالصدى لتقييم حالة الجنين داخل الرحم أما العلاج فإنه يعتمد على موجودات الفحص الفيزيائي والشعاعي وخاصة إذا كان هناك توسع في عنق


 

زائر
جزاك الله كل خير د فرح على الموضوع القيم
الله يعطيك العافية
 

زائر
مشكوره دكتوره فرح ويعطيك العافيه على هذا الايضاح والمجهود الكبير

لكن عندي سؤال

هل هناك علامات تدل على الحمل قبل انقطاع الطمث؟؟

تحياتي