المعالجة باليوغا

زائر
المعالجة باليوغا

YGA

وهي الطريقة العلاجية التي تستعمل حركات اليوغا لتحقيق التوازن المفقود وعلى أساس الأفكار الفلسفية لليوغا.
الأصل :
اليوغا كلمة مأخوذة من اللغة السنسكريتية الشرقية القديمة، وتعني التكامل أو الوحدة، أي أننا جميعاً أجزاء مكملة لقوة الحياة الكلية. وتمثل هذه الفكرة وحدة الوجود الهندية التي هي تماثل بعض ما ورد في بعض الشطحات الصوفية من قبيل قول بعضهم ( ما في الجبة غير الله ) أو بيتي الشعر :
أنا من أهوى ومن أهوى أنا
نحن روحان حللنا بدنا
وغيرها من أقوال لا تفصل فصلاً واضحاً بين الخالق والمخلوق.
وقبل حوالي 1.000 عام ظهر شكل جديد من اليوغا اسمه "هاثا يوغا". وتعني "ها" الشمس، أما "ثا" فتعني القمر، وأما "هاثا" فتعني القوة على أساس القوة المستقطبة. إذن، كلمة هاثا يوغا تعني استخدام القوة الطبيعية الموجودة في الجسم وذلك لتحقيق ما تريد أن تحققه اليوغا دائما وهو السيطرة على العقل. وبعد أن أصبح تأثير العقل في كل الأمراض أمراً لا شك فيه، يزداد الآن تقدير إمكانيات اليوغا في العلاج. لذا يجب عند عمل حركات اليوغا عدم نسيان عمق المطلوب منها.
الطريقة العلاجية :
قبل 2.000 عام قال "باتانجالي " وهو أحد كبار حكماء اليوغا بأن اليوغا هي السيطرة على فعاليات العقل. فمثلماً استطعنا بالتدريب أن نمشي ونستعمل أيدينا بتوافق في أول مراحل الطفولة، نستطيع بالتدريب أن نتعلم كيف نستعمل عقولنا بشكل مسيطر عليه. والطريقة المركزية لتحقيق السيطرة هذه هي المعروفة بالتأمل ( Meditatin ) والتي تحتاج إلى الهدوء والسكون لعملها.
وقد تم فحص التأمل علمياً وكانت النتائج مدهشة حقاً. فمثلاً، اكتشفوا أن الشخص المتأمل يخفض من حاجته للأوكسجين بحوالي 20%. هذا في حين أن احتياجك إلى الأوكسجين لا ينخفض إلى أكثر من 5% عندما تجلس في بيتك على مقعد لتستريح قليلا، فما الفرق بين الحالتين مع أن الاثنين مسترخيان، بل إن المتأمل مشدود بعض الشيء ؟ وبما أننا نعلم أن الدماغ هو أكبر مستهلك للطاقة على الرغم من أن حجمه لا يزيد على 2% من حجم الجسم، علمنا أن هذه الفرق بين الحالتين سببه هبوط فعاليات الدماغ. وفعاليات الدماغ هنا هي الأفكار التي تخطر في بالنا بسرعة، وتبتعد وتقترب وكأن هناك في أدمغتنا مناقشات حامية، هذه هي التي نخسر لأجلها طاقة عظيمة نحن بحاجة لها سيما المرض منا والذين هم بحاجة إلى كل هذه الطاقة.
وهناك جهاز إلكتروني يقوم بفحص مدى استرخاء الجلد، بحيث أن الجلد يبدو أكثر استرخاء بمجرد أن تجلس لتستريح لمدة قصيرة من الزمن . ويمكن معرفة تغير الحال بواسطة صوت يخرج من الجهاز. وإذا وضعت قطبي الجهاز على إصبعيك وقمت بالإحساس بأنك تعيس لمدة ثوان ستسمع بأن الصوت قد أصبح عالياً جداً. بعدها إذا توقفت عن ذلك الإحساس لا يعود الصوت إلى ما كان عليه قبله إلا بعد مرور دقائق. فتصور ما يحدث عندما تصاب بمختلف الأحاسيس المؤلمة إذا حدث هذا التغيير في الجلد بسبب إحساس مفتعل لم يستغرق أكثر من ثوان معدودة. لذا فسواء كان القلق أو الخوف حقيقيين أو مفتعلين ( كما يخبر الأطباء المرض الذين لا يجدون عندهم شيئا حسب فحصهم ) فإن التأثير السلبي على الجسم مؤكد ويستمر لمدة من الزمن حتى بعد زوال الحالة.
وبما أن المرض كان سببه المريض نفسه كما بينا سابقاً، أي معيشته بطريقة غير متوافقة مع الطبيعة سواء أكان ذلك بسبب إهماله أو عدم معرفته، فإن العلاج لا بد وأن يكون بتصحيح تلك الأخطاء ومن قبل المريض نفسه. فاليوغا تعلم وتبين الطريق وعلى المريض أن يتبع النظام الصحيح.
وهنا أحب أن أذكر أولئك الذين يندبون حظهم ويلعنون الساعة التي ولدوا فيها وغير ذلك من. الأفكار التي لن تساعدهم على الخروج من محنتهم إطلاقاً بل ستزيد الطين بلة، أذكرهم بأن لكل شيء سبباً ولا يعقل أن يكون هذا العذاب والألم والمعاناة بدون فائدة لأن الله الذي خلق الإنسان أكرم من أن يعذبه بدون أن يكون هناك تدخلاً من جانبه ( أي الإنسان ) أو بدون فائدة له أو الاثنين معاً. فهل إنك لست مسؤولاً عما حل بك إذا كنت تعيش بشكل لا يتوافق مع الطبيعة المحيطة بك ؟ وهل أنت غير مسؤول عما حل بك وأنت تعيش في دورة حياتية يومية سريعة لا تحتملها الماكينة المصنوعة من الفولاذ ؟ وهل أنت غير مسؤول عما حل بك وقد قضيت سنين من عمرك أو عمرك كله وأنت تدخن أو تشرب المسكر وقد نبهك اللهإلى مخاطر ذلك ؟ وهل أنت غير مسؤول عما حل بك وأنت في حالة حسد دائم لهذا وكراهية لذاك وحقد على ثالث ورغبة بالانتقام من رابع إلى غيرها من الأمراض القلبية إن كانت في غير محلها ؟ .
وحتى إن لم يكن لك دور في كل ذلك، أو كنت قد خلقت بعاهة مثلاً أفلا يسليك أن هذا كفارة لسيئاتك ورفعاً لدرجاتك ؟ ألا تريد أن تستعمل الدنياً التي إن هي إلا أيام معدودات من أجل الآخرة التي هي دار الخلود ؟ فالأمراض تسقط الذنوب كما يسقط ورق الأشجار كما جاء في الحديث.
إن أولئك الذين ينظرون إلى مشاكلهم المرضية وغيرها نظرة إيجابية يستطيعون حلها بشكل أفضل من أولئك الذين يندبون حظهم وكفى، وذلك لأن الأولين يستطيعون النظر إلى مشاكلهم وهم بحالة ذهنية أفضل وبشد عصبي أقل وبتفاؤل بالنتائج على عكس الآخرين الذين لا يتوقعون أن يحصلوا على نتيجة حسنة فلا يتعبوا أنفسهم ويبقون عالة على غيرهم.
ولأولئك الذين لا يقبلون الكلام إلا من علماء العلوم الطبيعية نورد قول الرياضي الفيزياوي الألماني أينشتاين : (إن الرجل الذي يعتبر أن حياته وحياة الآخرين لا معنى لها ليس فقط هو تعيس الحظ، بل ولا يستحق الحياة ) فأمثال سارتر مثلاً ممن يشعروك بالغثيان إذا قرأت ما يكتبونه عن الحياة يطويهم النسيان ولا يعود هناك من يلتفت إلى أقوالهم لأنها لا تتوافق مع الطبيعة التي كل شيء فيها ينبئك بأن وراءه سبب، وإن ما يجري هو مقدمة لتطوره. تقول "مارغريت هلز" التي عانت من التهاب المفاصل لمدة16 سنة ثم شفاها الله باتباعها نظاما غذائيا أهدت إليه بعد البحث الطويل بحيث أنها تعافت من المرض بعد أن كان قد أقعدها لسنين طويلة، تقول بأنها تعتقد أن الله أراد أن تتعذب كل هذه السنين لكي تبحث عن العلاج وتجده ومن ثم تبدأ بمعالجة المرض وتخفف عنهم ( حيث فتحت عيادة لعلاج التهاب المفاصل والروماتزم في وسط إنكلترا ).
العلاج :
يطلب من المريض أن يقوم بعمل تمارين اليوغا حسب مرضه وحالته الجسمانية وفي أكثر الحالات، لا يتطلب ذلك أكثر من عدة تمارين من "الأسانا" ( ASANA ). أما في بعض الحالات المرضية فيتطلب عمل بعض تمارين "البراناياما" ( PANAYAMA ) مع الأسانا للحصول على نتائج جيدة. وفي حالات خاصة هناك تمارين أخرى لا بد من عملها لتحقيق الشفاء. هذا، وإن تمارين التركيز والتأمل ضرورية في حالات معينة.

رسم الناتراجأسانا

رسم السوخأسانا

رسم الأردهسفاكس أسنا

رسم الدهانوراسانا
وهناك اختلاف بين ممارسة اليوغا عند الشخص السليم وممارستها عند الشخص المريض. كما إن هناك اختلافا بين المعاهد والمصحات المختلفة التي تستعمل اليوغا في العلاج سواء في الهند أو خارجها. وبالإضافة إلى النظام الغذائي، فإن المصحات التي تستعمل اليوغا تحاولأن تجعل المرض يفكرون بطريقة صحيحة. وذلك يتضمن ما ذكرناه أعلاه فيما يخص المرض وأسبابه، وكذلك النظرة العامة للأمور. ويتوفر للمريض في هذه العلاجات مادة غنية فلسفياً ونظرياً وتعليمياً وذلك لأن اليوغا فلسفة شرقية كما أسلفناً، ومن ثم هي عميقة وبعيدة عن ماديات الغرب التي طغت هذه الأيام على الغرب والشرق معاً.
التنفس :
يمكن للإنسان أن يعيشن بدون كلام أو نظر أو سمع أو فكر أو أعضاء، فهناك الأخرس والأعمى والأصم والأبله والمعوق ولكنه لا يستطيع أن يعيش بدون تنفس. فلا يبدأ القلب بالعمل ولا الدماغ بالتفكير ولا الأعضاء بالحركة بدون الهواء الذي نتنفس. فالهواء هو الوقود الذي يشغل ماكينة الإنسان. وطالما كانت صحة الإنسان على ماء يرام كان نفسه طبيعيا وكاملاً. وما أن يصاب بمرض حتى يبدأ تنفسه بالتأثرسلبياً مما يستتبع تأثيراً سلبياً على الأعضاء فيزداد المرضشدة. هناك إهمال شديد للتنفس. نعم يقال لك (خذ نفساً عميقاً ) ولكن على مستوى سطحي فحسب. نحن نعرف أنه إذا ما فقد الإنسان أعصابه وقيل له ( خذ نفسا عميقا عدة مرات ) وفعل ذلك فإن توتره الشديد يبدأ بالتبخر. نفس الشيء في حالة الرعب، فإن المرعوب يبدأ بالاطمئنان بعد أخذ عدة أنفاس عميقة. من هنا ترى بأن التنفس لا يسيطر على الفعاليات البدنية فحسب، وإنما على العواطف والعقل.
وفي السنوات الأخيرة أخذ الأطباء يشيرون إلى حالات مرضية سببها التنفس غير الطبيعي، ومنها التهوية العالية كما يسمونها. فهنا يتنفس الإنسان بسرعة ولكن تنفساً سطحيا، في أعلى الرئتين مما يخل بالتوازن بين الأوكسجين وثاني أوكسيد الكاربون. ويتبع ذلك أعراض كثيرة إلا أنها تزول عند عودة التنفس الطبيعي.
وهناك التهوية الواطئة، حيث يتنفس الإنسان أقل من المطلوب باستمرار. وهذا حاصل عند المصابين بأمراض معيقة خصوصاً الذين يستعملون الكرسي المتحرك. وحقاً ليس هناك ما يدعو إلى الاستغراب إذا ما تدهورت حالتهم على مر السنين، فإن وقودهم أقل من المطلوب. وبالإضافة إلى التنفس الاعتيادي، هناك أنواع أخرى من التنفس منها ما يسمى بإطلاق الحجاب الحاجز والغاية منه تحقيق التنفس العميق غير المصدود وهو ما يحرك الحجاب الحاجز إلى أقصى ما يمكن. ومنها تنفس المنخر التبادلي وهو التنفس بطريقة معينة من المنخرين بالتبادل وغايته تحقيق التنفس بالمنخرين جميعا على أساس أن الإنسان لا يتنفس بالمنخرين جميعا إلا في 20% من الوقت كما اكتشف ذلك اليوغيون قبل مئات السنين واكتشفه الغربيون مؤخراً. ونتيجة هذا التنفس هو موازنة التنفس من المنخرين، و تحفيز الجهاز العصبي وخلق لشعور من الهدوء في داخل الإنسان. كما أن هناك التنفس للاسترخاء والتنفس للطاقة اللذين سنذكرهما أدناه.
الاسترخاء :
إن العنصرين الأساسين للحياة هما الإرادة والتوتر من جهة، والانصراف الذهني والاسترخاءمن جهة أخرى. فبدون إرادة الحياة والتوتر أو الشد لا يمكن الدفع إلى الأمام في كل الفعاليات سواء كانت ذهنية أو بدنية، ولكن، إذا استمر الحال على ذلك بدون فترات من الراحة يحدث الانهيار.
وفي حالته الاعتيادية، يقوم التنفس بهذا التوازن بعمليتي الشهيق والزفير. فكل شهيق شذ لأننا بحاجة إلى أن ندفع الهواء في الرئتين، وكل زفير استرخاءحيث يترك الهواء يخرج بسهولة من المنخرين. لذا فإن الشخص المتوتر لا يستطيع أن يحقق زفيراً طبيعياً لأن الشد العقلي يهزم الحالة الإسترخائية المصاحبة له.
بالإضافة إلى أن التنفس علامة فعالة على التوازن بين التوتر والاسترخاء فإننا، في الواقع، نتنفس بطرق مختلفة حسب حاجة الجسم والدماغ. فإذا كنا نسترخي تنعدم حركة الصدر وتصبح الحركة البسيطة للبطن هي الدلالة على التنفس. ولعمل الصدر، نحتاج إلى شد العضلات وتوسيع القفص الصدري، وهذا لا يمكن أن يكون استرخاءاً. لذا فإنه، في الاسترخاء ، يمكن تحقيق التوسيع البسيط للرئتين بحركة بسيطة للحجاب الحاجز بواسطة الأعصاب الحجابية. وعند انخفاض الحجاب الحاجز فإن البطن، كونها مسترخية، تتحرك إلى الخارج لتعوض حركة الحجاب، وعندما يصعد الحجاب مرة أخرى تعود البطن إلى حالتها الأولى. وبسبب التوتر البدني والنفسي فإن الكثير من المرضى خصوصاً المقعدين والمصابين بعاهات معينة يستمرون بشد عضلات الصدر عندما يريدون أن يسترخوا، وقد يبقون التوتر في البطن أيضاً. والنتيجة هي عدم حصول أي استرخاء، وتستمر حالة التوتر المضرة وتزداد. لهذا كان التنفس الصحيح الإسترخائي مهماً جداً لتحقيق التوازن والانتصار على المرض.
ولتحقيق التنفس الإسترخائي استلق على ظهرك على الأرض إن كان ذلك ممكناً وبعكسه يمكن عمل ذلك جلوساً. ولأجل التمرين يجب عدم لبس الملابس المحددة للحركة وخصوصاً على الصدر والبطن، بل وحتى ساعات المعصم والأحذية الضيقة. ضع شيئاً تحت رأسك إن رغبت، ولكن حاول أن تضع الكتفين على الأرض، ثم باعد ما بين ساقيك قليلاً. أما للجالسين فيجب أن يكون الظهر منتصباً إلى أقصى حد ممكن وأن توضع الكفين في الحضن. وفي الحالتين يفضل غلق العينين لأن هذا يساعد على التركيز والطمأنينة.
وتستغرق استعادة التنفس الصحيح وقتاً، إلا إن النتيجة مفيدة للغاية فإذا كان التنفس استرخائياًكان الجسم مسترخياً ومن ثم العقل، ويعقب ذلك فوائد لا حصر لها. والتنفس الإسترخائي المطلوب هو الذي لا يتحركفيه غير البطن وبرفق، وأن يكون متناغماً وخالياً من الإرتجافات، وأن يكون الزفير أبطأ من الشهيق لأنه هو الجزء الإسترخائي في التنفس. ويجب بعد تحقيقه أن تهبط عدد مرات التنفس من 14 - 16 في الدقيقة إلى 6 - 9 في الدقيقة.
ويجب أولا أن تكون متنبها لحركة البطن. ثم يجب ألا يدفع الهواء إلى البطن دفعاً، بل أن يدخل برفق. ويجب أن تتنبه إلى أن الصدر لا يتحرك. وتستطيع أن تستعمل الساعة ( عندما تتمرن على التنفس لا أن تسترخ ) بحيث تحقق نفساً واحداً، أي شهيقاً وزفيراً، كل 8 - 10 ثوان، أو أن تحسب إلى 4 للشهيق ثم تترك الزفير كما هو وسيأخذ من 6 إلى 8. ويجب أن تتمرن لمدة 5 دقائق على الأقل، بل يفضل ألا يقل التمرين عن 10 دقائق. استمع إلى التنفس المتناغم، واسترخ واصرف ذهنك تماما خصوصاً عند الزفير، واشعر بالاسترخاء ينسل في جسمك. ستشعر بعدها بسلام وطمأنينة عقليين، بل سترى أنك تحتاج إلى مثل هذا التمرين كل يوم كمضاد نافع جداً للتوتر والإجهاد وخصوصاً أثناء العمل.
كان هذا هو التنفس الإسترخائي، أما التنفس لزيادة الطاقة فيجب عمل كل التحضيرات الواردة في التنفس الإسترخائي خصوصاً انتصاب العمود الفقري. وهنا تعمل عضلات الصدر والأضلاع لتحفيز حركة الأضلاع السفلى. ويفضل أن تقع يدك على الأضلاع لتتحسس المكان الذي تشكل فيه الأضلاع الحرف ( V )، فهذه هي المنطقة التي يجب أن تتحرك وليس الصدر العلوي أو البطن.
في حالة التنفس الإسترخائي يصبح تلقائياً ونصبح ملاحظين بوعي لعملية التنفس عوضاً أن نكون متنفسين بوعي. أما لتحفيز الطاقة فيجب أن نتنفس بوعي. وهذا الأمر وإن كان حادثاً في الحياة اليومية إلا أننا نريد أن نعدل الحركة الطبيعية المفقودة. يجب هنا، عند التنفس، أن تكون هناك حركة واضحة للأضلاع السفلى إلى الأعلى وإلى الخارج، ولكن ألا ننفخ البطن وألا يتحرك أعلى الصدر إلا قليلاً جداً. بهذه الطريقة يتحرك الحجاب الحاجز بعمق وبفعالية.
إذا استطعنا أن نسيطر على هذين النوعين من التنفس نكون قد أوجدنا الأساس الصحيح للحياة. بالطبع، لا يعني هذا أن المشاكل الفيزياوية والهموم العقلية ستزول مباشرة، فهذا ليس علاجاً معجزاً، ولكن نستطيع استناداً على هذه الأرضية الصحيحة أن نبني أرضية صحيحة أكثر تكاملا عن توجهاتنا الحياتية الجسمانية والعقلية والتي تلعب الدور المهم في مساعدتنا على التخلص من الكثير من المشاكل ومنها الأمراض.
الحركة :
ليست الحركة وحتى الحركة التلقائية، إلا تركيبة من العقل والتنفس والجسم. فإن العقل يأمر الجهاز التلقائي بالعمل، وهذه الأوامر تتضمن من المنطقة الخاصة بالتنفس في الدماغ معلومات عن نوعية التنفس. فمثلاً، إذا فاجأتنا مشكلة عقلية فإن هناك رسالة عاجلة ترسل لتغيير نوعية التنفس لتحقيق درجة التركيز المطلوبة. كما إن الحركة الطوعية الواعية من قبلنا من أعظم النعم إذا ما استعملناها بالشكل الصحيح. وإن عملية المحافظة والمساعدة للحركات الطبيعية لأجسامنا تتطلب الاستفادة القصوى من العملية التلقائية، وكذلك، عندما يستدعي الحال، الحركة الواعية المساعدة لها.
ولن أشرح في هذا الكتاب أي حركات معينة لليوغا لأن هذا الكتاب تعريفي فحسب أولا، ولأن ذلك يتطلب شرحا دقيقاً مع الصور الإيضاحيةمما لا مجال له هنا ثانياً، ولأن ا لموضوع يتطلب، برأي كتاباً مستقلاً يتم فيه تفصيل كل ما يتعلق باليوغا سواء كان ذلك تمارين التنفس أو الاسترخاء أو الحركات الأساسية، وما ذكرته هنا من التنفس هو مجرد مثال مفيد يمكن تحقيقه بسهولة. إلا أنني أحب أن أذكر أن الحركات، كائناً ما كانت، يجب أن تكون متوافقة مع التنفس، فحركات اليوغا ليست كالتمارين الرياضية التي كلما أجريت عدداً أكبر كلما كان أحسن ، وإنما هي حركات تجرى ببطء وبتوافق كامل مع التنفس الصحيح. وهذا التوافق ليس تفكيراً متشنجاً وإنما هو إحساس بالحركة ككل حيث تشعر وكأنك ابتعدت عن هذا العالم ومشاغله ومشاكله. لا تنظر إلى حركات اليوغا كتمارين، فهذا يقلل من فائدتها كثيرا جداً، ولكن أجرها بتؤدة وإتقان وإحساس عميق.
والأمر الآخر المهم هنا هو إجراء الحركات والتنفس بانتظام في وقت واحد كل يوم وذلك لأن الجسم يبدأ بالاعتياد عليها، ويبدأ بانتظارها في وقتها المحدد. وهذا ينطبق على الطعام والدواء كما ذكرنا ذلك في الفصول السابقة.
هذا، ولتحقيق الاسترخاء الكامل عند أداء الحركات يجب التخلص من كل شد عقلي. فقد لوحظ بالتجارب أن الكثيرين يؤدون حركات اليوغا ولكن بدون أن يتحقق تغير معقول في الحالة العقلية في أثنائها، مما يدل على أن المشكلة العقلية أو الإجهاد العقلي من القوة بحيث لم يستطع الاسترخاء الذي يسبق الحركات عادة أن يتغلب عليها لذا يفضل في مثل هذه الحالة أن يقوم الشخص بعمل فيزياوي كالجري بحيث يخرج بعض هذه المكبوتات العقلية قبل الشروع بأداء الحركات. ويمكن للمعوقين الذين لا يستطيعون القيام بعمل فيزياوي كهذا أن يقوموا بعمل تنفسي من الحجاب الحاجز الذي ذكرناه فهو أرضية مناسبة للحركات التي تعقبه.
التصور الذهني :
من الوسائل الفعالة في العلاج التصور الذهني وهو خلق صور لطيفة في المخيلة خصوصاً أن يتخيل المريض كيف أنه يقاتل المرض في داخل جسمه ويقضي عليه ثم يرى نفسه سليما معافى. وهذه ليست عملية للضحك على الذقون، وإنما هي وسيلة فعالة في العلاج مشابهة، أو قل هي الأساس، للتنويم المغناطيسي العلاجي. وسيكون الفصل القادم المحلالمخصص لهذه الطرق، إلا أنني أردت ذكرها هنا لتعلقها بالتنفس، إذ إن التنفس الإسترخائي هو المقدمة اللازمة للتصوير الذهني.
فمثلا عندما تتنفس تستطيع أن تتخيل إن كل نفس يدخل عبارة عن طاقة علاجية تسري في كل أنحاء جسمك، وإن كل نفس يخرج عبارة عن خروج الآلام والفضلات. انتبه إلى برودة الهواء الداخل وسخونة الهواء الخارج. وإذا ما جاءتك فكرة طارئة أبعدها برفق جانباً وعد إلى هذا التوحد مع الطاقة الداخلة والسارية من منخريك إلى رأسك نزولا إلى قدميك.
والحقيقة يمكن أن يكون التصور الذهني من أمتع الأفعال اليومية ( علاوة على فوائده ) خصوصاً وهو لا يتطلب غير الجلوس في مكان هادئ لبعض الوقت والتفكير بما تحب أن يحدث لك. ( أنظر الفصل الحادي عشر ).
التأمل :
يقول اليوغيون بأن الحياة ككل يجب أن تكون تأملاً، لأننا يجب أن نحافظ على إمكانية تهدئة أنفسنا في كل الأوقات، وأن نحل جميع المشاكل العويصة والبسيطة بهدوء وتأكد. ويقول أحد الكتاب بأن الشخص الذي يأخذ اليوغا كطريقة حياتية فإنه اتخذ القرار الضروري الوحيد وهو أن تصبح اليوغا طريقة حياته. بعد ذلك ليس هناك عدة خيارات في المشكلة الواحدة التي يجابهها لأن الهدوء اليوغي يأخذ بيده إلى ما يجب أن يعمله في تلك الحالة. وهذا لا يعني أنه وصل إلى الكمال، ولكن يصل إلي وضع يجب على أي إنسان أن يسعى للوصول إليه. وهناك كتب متخصصة بالتأمل يجب الرجوع إليها إذا أردت التعرف أكثر ومن ثم ممارسة هذه الطريقة، إلا أنني سأذكر هنا إطارها العام لتوضيح سهولة ذلك. فالعملية هي كما يأتي : أولا نتعلم كيف نتنفس جيداً وطبيعياً، وثانياً نعيد تأسيس الاتصال بأجسامناً، وثالثاً نتعلم كيف نتعامل مع الشد وردود الأفعال.
والصورة المرسومة للتأمل في ذهن الكثيرين هي جلوس أشخاص يلبسون ملابس معينة بدون حراك لساعات طويلة. وهذا غير صحيح، فالتأمل يمكن ممارسته في أي مكان وفي أي وضعية سواء كنت جالساً على الأرض أو على كرسي. الشيء المهم هو أن يكون ظهرك منتصباً. وإذا كان هذا غير ممكن أو مؤلم فلا بد من الاعتياد عليه، أو أن يكون نصب العين كهدف لأولئك المصابين بعاهات أو أمراض تمنع من ذلك، فلعل التحسن يحدث وإن كان بطيئاً.
ويعتقد الناس بأنهم بحاجة إلى الذهاب إلى الأماكن المخصصة للعطل أو السفر لكي يحققوا الراحة التي هم بحاجة إليها، أي إنه لا وجود للراحة إلا في الجو الفلاني وفي المكان الفلاني، وعدا ذلك لا يمكن تحقيق الهدوء والصفاء الداخليين لإعطاء العقل والجسم فرصة لالتقاط الأنفاس. إلا أن هذا ليس صحيحاً بدليل إن ممارسي اليوغا والتأمل يستطيعون تحقيق ذلك في أي مكان. فمثلاً قام أحد اليوغيين بتقليل عدد ضربات قلبه بواسطة التأمل لسماء زرقاء فيها بعض الغيوم الساكنة، وذلك في أحد المعاهد الطبية الأمريكية. فلم يحتج هذا الرجل إلى الذهاب إلى شاطئ البحر أو إلى سفح جبل في معزل عن الناس، وإنما أتى بهذه الصورة إلى مخيلته مع اللوازم الأخرى بالطبع كالتنفس.
ولا يحتاج الأمر في البداية إلى أكثر من عشر دقائق، ويمكن بعد ذلك زيادة المدة تدريجياً. ويمكن أن تكون نصف الساعة كافية لأغراض العلاج. وأيضاً يفضل أن يجرى العمل في وقت محدد من كل يوم وفي مكان واحد دائما لأن الدماغ يحب الروتين. ألا ترى أنه في أول يوم أو يومين من أيام شهر رمضان يشعر الصائم بالتعب والدوار في أوقات تناول الطعام اليومية، ثم لا يلبث أن يعتاد على وقت الإفطار الرمضاني. والاختلاف هنا عن التصور الذهني هو إنه يمكن في التأمل أن لا تستعمل صورة وإنما جملة. فمثلاً ( بكيت لأني كنت بلا نعلين، إلا أن التقيت بمن لا يملك قدمين) حيث لا تذكر هذه الجملة فقط بمعاناة الآخرين التي قد تكون أكثر من معاناتنا فحسب، وإنما تذكرنا بأن الحياة تستمر رغم المعاناة مهما كانت.
أمور عملية للممارسة :
من الضروري أن يفهم من يريد ممارسة اليوغا المتطلبات والمبادئ المتعلقة بممارستها، وهي :
1- الزمان 2- المكان 3- الهدوء 4- الراحة 5- اللباس 6- الاستحمام 7-كيفية أداء الحركات حسب قابلية جسمك 8- التصرف في الأوضاع الخاصة كالحيض عند النساء 9-كمية الممارسة.
الغذاء واليوغا :
يحتل الغذاء مكاناً هاماً في اليوغا لأن الغذاء يؤثر على الحالتين العقلية والجسمية. ويقسم الطعام في اليوغا إلى ثلاثة أقسام : رجاسي، وتماسي، وساتفك. يعتبر الرجاسي طعاماً غير مناسب لأنه يزيد في الوزن والدهن والإحساس بالثقل إلى مدة طويلة بعده، كما يثير العاطفة. أما التماسي فيمثل الأطعمة التي تحضر حارة، أي بكثير من التوابل والملح وهذا النوع غير مناسب هو الآخر، وأما الساتفك فهو الطعام الذي يحضر بأقل كمية من التوابل وغيرها، ويكون طازجاً ومطبوخاً أقل ما يمكن. وهذا هو النوع المفضل والمناسب لمن يمارس اليوغا. ومنه ترى أنه هو النوع الذي أشرنا إليه في المعالجة الطبيعية عندما تكلمنا عن الغذاء والطبخ وغيرها.
وحسب المبادئ اليوغية، ليس هناك طعام رجاسي أو تماسي أو ساتفك بحد ذاته، وإن ما يضعه في إحدى هذه التقسيمات الثلاث هو طريقة التحضير. فيمكن أن تطبخ البطاطا بطريقة تجعلها من الطعام التماسي، في حين أن اللحم يمكن أن يحضر بطريقة تجعله طعاماً ساتفكياً.
وفي اليوغا، يجب أن يحتوي الغذاء على الأنواع الأربعة التالية ليكون غذاءاً متوازناً كاملاً وهي : السلطة، والخضراوات الطازجة، والفواكه الطازجة، والمكسرات الفجة. كما وتطالب اليوغا بنفس المبادئ العامة التي ذكرناها في المعالجة الطبيعية كمضغ الطعام وعدم السرعة في تناول الطعام وكمية الطعام وشرب كمية كافية من الماء أثناء اليوم. كما تطالب بالامتناع عن المشروبات الكحولية والشاي والقهوة
النظافة واليوغا :
تطالب اليوغا من يمارسها بما يلي :
1- الاستحمام 2- فتح المسامات بالدلك سواء كان ذلك باليدين أو بفرشاة أو بليفة 3- عدم استعمال أي نوع من الصابون لأن بعضها يحوي على كميات من المواد الكيمياوية المضرة كما أنه يسد المسامات. وهناك بعض المواد المعوضة عن الصابون لا مجال لذكرها 4- غسل الشعر جيداً بغسل جذوره فإن الشعر السليم دلالة على الشخص السليم 5-تنظيف الأسنان جيداً بالفرشاة، وهنا يمكن الاستعاضة عن معجون الأسنان الاعتيادي الحاوي على الكثير من المواد المضرة بمعجون الأسنان المحضر بطريقة صحية وخصوصاً من مادة السواك الذي حث على استعماله النبي (ص ) 6- التدليك باستعمال الزيوت المناسبة والتي ذكرنا الكثير منها في فصل المعالجة الطبيعية
مدة العلاج :
لا يجب أن تزيد الممارسة الواحدة لليوغا على45 دقيقة في الشتاء و. 3 دقيقة في الصيف. ولا يجب أن تمارس أكثر من مرة واحدة في خلال 24 ساعة. وإن الممارسة المنتظمة لمدة 15 دقيقة كافية للمحافظة على الصحة.
أما مدة العلاج كلها فحسب الحالة المرضية نوعاً وتاريخاً. فقد وجدوا في معهد اليوغا "بتنا" الهندي إن أكثر الحالات المرضية لم تحتج إلى أكثر من شهرين أما في الحالات الصعبة أو التي لها سنين فإن العلاج يتطلب 4- 5أشهر أو أكثر.
قدرات اليوغا :
ذكرنا أعلاه بأن أكثر الحالات المرضية لا تحتاج إلى أكثر من شهرين لتحقيق الشفاء، في حين تحتاج الحالات المزمنة إلى أكثر من ذلك. وهذا النجاح كان في مختلف الحالات كالسكري والتهاب المفاصل والربو ومشاكل المعدة والأمعاء والشد العصبي وغيرها. وهذه حالات لا يستطيع الطب المتداول أن يشفيها، هذا إذا استطاع تخفيف المعاناة في بعضها أصلاً.
ويعود الفضل في هذه النتائج إلى قدرة اليوغا على السيطرة على العقل، أو قل تمكين المريض من ذلك بحيث يستطيع استعمال القوة العقلية في السيطرة على فعاليات الجسم وبالتالي المرض.
ولم يكن العرض الذي أداه "سوامي راما" في أمريكا والذي ذكرناه من قبل مجرد عرض استعراضي لإثبات مقدرة ممارس اليوغا على التحكم في ضربات قلبه، وإنما هو إثبات قدرة اليوغا على السيطرة على الكثير من الحالات المرضية التي لها علاقة بالقلب والدورة الدموية كضغط الدم العالي مثلاً.
ويستطيع ممارس اليوغا أن يتحكم بدرجة حرارة جسمه بحيث يهبط بها بمقدار15 درجة مئوية في أقل من ساعة من الزمن. ليس هذا فقط، بل و يفعل ذلك للجسم ككل أو لأجزاء معينة منه ! ! لقد كان العقل هو الحاكم القوي هنا. وكل ما في الأمر أنه جلس بحالة هدوء عقلي وهو يركز بلطف ولكن باستمرارية على قضية حرارة الجسم وكم. يريدها أن تكون. وهذه الطريقة مستعملة الآن مع مرض السرطان من قبل الطب المتداول بعد أن وجد أنها ناجحة أكثر من الأدوية الكيمياوية.
مع الطرق العلاجية الأخرى :
ذكرنا الأهمية الكبرى التي يعطيها المعالجون المختصون في هذه الطريقة العلاجية للنظام الغذائي بحيث يمكن القول بأنه جزء لا يمكن فصله، في العلاج، عن حركات اليوغا. وذكرنا أيضا أهمية النظافة وحالة الجلد والشعر وغيرها من مناطق الجسم والتي لا تحتاج إلى غير ما ذكرنا في فصل المعالجة الطبيعية باختصار.
أما الطرق العلاجية الأخرى فلا يوجد ما يمنع من أن يستعمل المريض الهوميوباثي أو المستحضرات العشبية مثلاً للإسراع في العلاج. كما أن منها ما يمكن أن يكون مساعداً لليوغا كما لو كان هناك ضرورة لإجراء تعديل يقوم به المعالج الأوستيوباثي أو الكايروبراكتكي بحيث يتمكن المريض بعدها من أداء حركات اليوغا بالشكل الصحيح. ولا بد أن استعمال المغناطيس يساعد كثيراً هنا لأنه يزيد من الطاقة وينشط الدورة الدموية.
حالتان واقعيتان :
1- امرأة متوسطة العمر عندها مشاكل في إحدى ساقيها. ولم تنجح الجراحة في إزالة هذه المشاكل، ثم إن الطبيب الأخصائي أخبرها بأن عليها أن تلبس قطعة الحديد التي تمسك بالساق ( والتي تستعمل مع المشلولين مثلاً) فيما تبقى من عمرها.
ولكنها اشتركت في مجموعة محلية لليوغا، وكانت تحضر مرة واحدة أسبوعياً وهناك علموها كيفية التنفس الصحيح وكيفية محاربة المشكلة بتطوير طاقتها من خلال التنفس. وبدأت بالممارسة اليومية، وكانت تصور في ذهنها كيف أن ساقها تتجه نحو الشفاء أثناء ما كانت تتنفس بهدوء وتناغم ( أنظر التصوير الذهني في الفصل القادم ). وبعد مدة وجدت أنها لم تعد بحاجة إلى القطعة الحديدية. وبعد مدة أخرى عادت إلى حالتها الطبيعية. أما الطبيب الأخصائي فلم يكلف نفسه عناء البحث في الموضوع عندما ذهبت إليه وهي تمشي بثبات على ساقيها، وكل ما قاله ( إنك من القلة المحظوظين )!! .
2- تعرض "هوارد كنت" أحد أخصائي اليوغا إلى حادث أثناء ما كان مشتغلاً في علاج أحد المرضى المعوقين إعاقة شديدة. وقد كسر أحد عظام إحدى وجنتيه وتثبت من ذلك في صورة الأشعة. ولكنه رفضن العملية التي اقترحها الطبيب.
بعد يومين قرر أن يخضع نفسه لاختبار يجربه عادة على مرضاه المعوقين، وهو اختبار فحص الاستقبال الكهربائي لسوائل أنسجة الجسم. ويتأثر هذا الاستقبال بعوامل عدة أهمها حالة الشخص الصحية. وبعد الفحص تبين أن جميع أجزاء جسمه تعمل بصورة طبيعية ما عدا العظم المكسور. بعد تسجيل قراءة الجهاز هذه، أخذ يتنفس بعمق لمدة 5دقائق باستعمال القفص الصدري مع تصوير ذهني بأن الطاقة تتدفق في وجنته. بعدها أخذ قراءة ثانية، وتبين إن هذا هو ما حصل بالضبط، أي إن الطاقة تدفقت في وجنته. ولم تمض عشرة أيام إلا وشفي الكسر نهائياً ولم تعد هناك مشكلة بعدها.
وهذه وإن لم تكن حادثة كبيرة، إلا إن كنت كان عمره 61 سنة وهذا ما يبطيء من الشفاء كما سيخبرك أي طبيب. إن عملية تصليح العظام عملية كهربائية في الجسم والذي فعله هنا هو استعمال التنفس لتحفيز عملية الشفاء الطبيعية.
 

زائر
الموضوع رائع ولكن الخط صغير جدا
 

زائر
شكراً أختي لمرورك الطيب
 

زائر
الموضوع رائع جدا جدا شكرا لكي
 

زائر
انا مشترك جديد واحب اشكر الملاك الوردي على الموضوع الرائع