المناوبات الليلية مصدر قلق للممرضة والطبيبة السعودية

زائر
بعضهن يطالبن بالاستقالة أو الانتقال إلى مهن أخرى هربا منها
المناوبات الليلية مصدر قلق للممرضة والطبيبة السعودية





أبها:نادية الفواز
تعتبر ممرضات وطبيبات سعوديات الدوام الليلي مصدر قلق لهن، بسبب عملهن لأوقات متأخرة من الليل، بينما يرى البعض الآخر أنه مصدر لزيادة الخبرات والمعلومات، وفترة مناسبة للاستفادة من الحالات الحرجة.
تقول الممرضة خ.م من أحد مستشفيات عسير: " المناوبة في الفترة المسائية عبء على الممرضات السعوديات، وأنا أعمل من الساعة 3 عصرا إلى الساعة 11 ليلا، ومعظم الحالات تكون مستقرة في الفترة المسائية، وهي فترة تتميز بالهدوء، أما فترة الصباح فتكون عامرة بالعمل والاطلاع على المرضى والفحوصات".
وأضافت أن المناوبات مشكلة تعاني منها أكثر من 70% من الممرضات السعوديات، بسبب عدم تفهم المجتمع والأهل والزوج لطبيعة العمل، مما يدفع العديد من الممرضات إلى ترك المهنة، أو الانتقال إلى أقسام وتخصصات أقل من كفاءتهن بسبب المناوبة.
وقالت إن الموقف من المناوبات مازال يتأرجح بين القبول والرفض، فالبعض يعتبرها زيادة في الخبرة، وفرصة للهدوء والاستذكار، خاصة لمن يحضرن الدراسات العليا، بينما تعترض عليها الكثيرات، معتبرات أن الرجل أولى بالعمل من المرأة في الفترة المسائية.
وعن معاناة كل من الطبيبة والممرضة والصيدلانية أبانت أنها تكمن في اضطرابات النوم، واعتراض الكثير من الأهالي والأزواج على أوقات المناوبات، مما يؤدي إلى مشاكل أسرية، مشيرة إلى عدم تجاوب إدارات المستشفيات مع الكثير من الحالات التي تعاني من ظروف أسرية خاصة، حيث إن إدارة المستشفى لا تفرق في المعاملة بين الممرضة المتزوجة وغير المتزوجة.
وللممرضة منيرة.س رأي آخر، تقول إن على الممرضة ألا تمانع من الدوام الليلي، لأنها بذلك تتهرب من مسؤوليتها، مشيرة إلى أن المجتمع السعودي أصبح أكثر وعيا، وطالبت بإعطاء بدائل مجزية عن المناوبات، وقالت منيرة إن العمل في المناوبات ممتع وهادئ، وإن التفهم لعمل المناوبة من قبل أسرتها ومجتمعها سيحل المشكلة.
ورأت عميدة مركز الطالبات بأبها استشارية النساء والولادة الدكتورة منى آل مشيط أن عملها كطبيبة قد يجعلها تناوب لمدة 36 ساعة، وتضيف "هذا النظام مفروض على الطبيبات والأطباء على حد سواء، ولا يمكننا أن نقول إن المناوبة يجب أن تكون للطبيبة الأجنبية، ولا تكون للطبيبة السعودية، وكذلك بالنسبة للأطباء، ومعاناة بعض الممرضات أو الطبيبات ناتجة عن ظروف طارئة تخص المرأة من حمل وولادة وأعباء عمل".
وقالت إن العديد من الممرضات والطبيبات يفضلن الدوام الصباحي، نظرا لظروفهن الأسرية، ووجود ارتباطات أسرية كبيرة، مشيرة إلى أنه في النهاية يتساوى الجميع أمام الميزان الطبي.
وطالبت الدكتورة آل مشيط بالأخذ بعين الاعتبار ظروف بعض الممرضات والطبيبات من ناحية المناوبات الليلية، وألا تساوى المرأة بالرجل مراعاة لظروفها الأسرية، مشيرة إلى أنه تم عرض مقترحات لحل هذه المشكلة، ومنها حسم نصف الراتب على الممرضة أو الطبيبة التي ترفض المناوبة، وفي ذلك غبن للممرضة أو الطبيبة التي لا تتقاضى أصلا راتبا على المناوبة.
وعن الآثار النفسية والأسرية السلبية على المناوبات ليلا قالت إن هناك العديد من الآثار النفسية والتوتر والآثار الصحية التي قد تؤثر على المناوبات، مشيرة إلى أن نجاح المرأة السعودية في عملها كمناوبة يتطلب تعاونا كبيرا من الأسرة والزوج وتقديرا، وتفهما لطبيعة عمل الطبيبة.
وطالبات الدكتورة آل مشيط إدارات المستشفيات بتوفير حضانات للطبيبات والممرضات، بحيث يتمكن من رعاية أبنائهن الرضع وصغار السن، وألا تزيد المناوبات عن 12 ساعة، وأن يتم التخفيف في العبء عن الممرضة والطبيبة عند وجود من يحل محلهما في المناوبات من الرجال، فهناك العديد من الممرضين والأطباء يرغبون في الدوام المسائي.
وأضافت أنه يجب رفع رواتب الأطباء في القطاع الحكومي التي تعد قليلة، مقارنة برواتب الأطباء في المستشفيات العسكرية والتخصصية، إضافة إلى أحقيتهم في العلاج وتوفير سكن مناسب قريب من المستشفى وخدمات أخرى لا تتوفر في مستشفيات وزارة الصحة، مؤكدة أنه لا بد أن تستفيد الممرضة والطبيبة من وجودهما في المناوبة، لاكتساب الخبرة وأداء رسالتهما نحو مجتمعهما بشكل جاد.
وترى عميدة كلية العلوم الصحية للبنات بأبها الدكتورة بثينة الغزالي أن عمل الطبيبة السعودية في المناوبات يمنح الخبرة للطبيبة وللممرضة على السواء، خاصة عند وجود حالات حرجة، وقالت "لا يمكننا أن ننكر أن هناك عبئا على الطبيبة والممرضة في فترة المناوبة، فقد تمتد المناوبة إلى 24 ساعة وإلى 36 ساعة، إضافة إلى عملهما في متابعة المرضى وحالتهم والعيادة والدراسة وتزايد المسؤوليات والأعباء.
وأشارت إلى أن الزمالتين العربية والسعودية تأخذان وقتا من الطبيبة في الدراسة، وجميع هذه الأعباء تزيد من معاناتها، مؤكدة أن تعليم الطبيبة السعودية ودراستها من أهم العوامل التي ستساعدها في حل مشكلة المناوبة، بحيث تقل عدد ساعات المناوبة، وطالبت بتوفير سكن مناسب للطبيبات بالقرب من المستشفيات لتسهيل الأمر عليهن.
ويرى مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة عسير الدكتور عبد الله الوادعي أنه ليس من المقبول شكوى العاملات في القطاعات الصحية من المناوبة، وأن من تدخل إلى المجال الطبي يجب أن تدرك ظروفه ومتطلباته أولا، يقول "إذا تخلت الممرضات السعوديات عن المناوبة فكيف يمكننا سعودة القطاعات التمريضية النسائية فيما بعد، مع عدم وجود خبرات في مجال المناوبة، لقد أثبتت الطبيبة والممرضة السعودية كفاءتهما في كل المجالات، وحالات الاعتراض على المناوبة فردية وقليلة، ومعظم الممرضات السعوديات والطبيبات يقمن بعملهن على أتم وجه".
وأضاف أنا ضد إعفاء الممرضات والطبيبات السعوديات من المناوبة، كما إنني لم أسمع عن إعفاء ممرضات وطبيبات في أي مستشفى في العالم من المناوبة، ولم أسمع بوجود حضانات لأبناء الممرضات والطبيبات "دي كير".
وقال إن على الطبيبات والممرضات السعوديات معرفة حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهن، وهي خدمة وطنهن، وأنصحهن بالعمل على التأقلم مع المناوبة، حيث إن الموظف هو الذي يتأقلم مع العمل، ولا يتأقلم العمل مع الموظف، وإبراز الجوانب المهمة في هذا الموضوع للأهل والزوج الذين بالضرورة يعرفون المهمة العظيمة التي تقوم بها الممرضة والطبيبة في خدمة المرضى، مشيرا إلى أن نظام المناوبات يتم تنفيذه في المستشفيات بآلية مناسبة وعادلة، بحيث يشمل الجميع وبعدالة تامة.

0
0
0
0
0
0