النحل يمرض كالبشر تماماً .. وذاكرته سر قوته

زائر
النحل يمرض كالبشر تماماً .. وذاكرته سر قوته
أثارت ظاهرة التناقص الشديد في أعداد النحل في الفترة الأخيرة اهتمام العلماء، حيث تراجعت أعداده إلى النصف بإيطاليا، بينما أصيب المزارعون في أمريكا بخسائر زراعية فادحة لنفس السبب، وأخيرا أصيب النحل في سوريا بفيروس خطير أطلق عليه " شلل النحل".


ودفع هذا التراجع الخطير - الذي يهدد بزوال مملكة النحل - العلماء لدراسة هذه الظاهرة والوقوف على أبرز أسبابها، حيث أكد باحثون بريطانيون أن النحل الطنان يفقد جزءً من قدرته على العمل عندما يمرض وأنه مثل البشر يعاني صعوبة في القيام بواجباته اليومية حتى يتعافى.



وقال خبير تطور الأحياء ايمون مالون من جامعة ليستر إن نحل العسل ذا أجهزة المناعة النشطة يعاني من مشكلات في الذاكرة، مضيفا أن هذه الاكتشافات قد تعزز الجهود لإنقاذ مستعمرات النحل الأخذة في التناقص.


وقال مالون واصفاً النحل "إنه حيوان يعيش على ذاكرته، اذا أضرت مجرد عدوى بسيطة ذاكرته فتلك كلفة كبيرة".. وتابع قائلا: "إنه مثل بني البشر يمكن أن يمرض ويتماثل للشفاء خلال أيام من مرضه بعد أن ينشط جهاز المناعة لمقاومة الفيروسات والطفيليات ".


وقسم الباحثون النحل الى مجموعتين وحقنوا نصفها بمادة تحفز جهاز المناعة ثم عرضوا للنحل الاختيار بين زهور زرقاء وأخرى صفراء لكن لونا واحدا كان يحتوي رحيقا.


وفي نهاية المطاف أمضى كل النحل وقته في التغذية من الزهرة الصحيحة لكن النحل المحفز استغرق زمنا أطول 10 بالمئة ليصل الى تلك النقطة مما يظهر أن استجابة المناعة النشطة عند المرض تؤثر على الذاكرة.


وكان رجال أعمال ومزارعون قد حذروا من ظاهرة تناقص أعداد نحل العسل، وأكدوا أن أسعار مواد الغذاء قد تشهد مزيداً من الارتفاع ما لم يتم التحرك لحل التراجع الغامض في تلك الكائنات.


وأشار المزارع روبرت دي آدواردز مزارع من نورث كارولينا أن ثلاثة أرباع النباتات التي تحمل زهوراً تعتمد على الطيور والنحل وغيرها من الملقحات لمساعدتها على التكاثر، فيما يدر التلقيح الناتج عن النحل ما قيمته 15 مليار دولار سنوياً من المحاصيل، وفي عام 2006، بدأ مربو النحل تسجيل خسائر بين 30 إلى 90 في المائة في خلايا النحل.


ورغم أن العلماء يجهلون عدد النحل الذي نفق، إلا أن مربيه فقدوا 36 في المائة من جماعات النحل هذا العام، فيما كانت هذه الخسارة عند 31 في المائة عام 2007، وفق ما قاله آدوارد بي نيبلينج، مسئول إداري في قسم الأبحاث في وزارة الزراعة الأمريكية.


وأوضح دينيس كاردوزا النائب الديمقراطي عن كاليفورنيا، أنه في حال انعدم وجود النحل سيصعب على المزارعين الأمريكيين مواصلة زرع منتجات ذات نوعية عالية ومواد مغذية تعتمد عليها الأمة الأمريكية.



حياة النحل.. أسرار ومفاجآت




وعن الكثير من الأسرار التي لم نعرفها عن حياة النحل، كشف باحثون بأن النحلة لديها إبر وخز في ذيولها، كما أنها شديدة الدقة في بناء بيوتها وترقص للاتصال والتحاور مع بعضها البعض وتقوم بعمل كل ما تحتاج عمله في الحياة في حوالي ستة أسابيع.


وأوضح البروفيسور مانديام سرينيفاسان بمعهد كوينزلاند، أن النحل لديه أيضاً حاسة شم حادة، كما أنه يستطيع أن يتذكر المكان الذي تناول فيه آخر وجبة، مشيراً إلى مخ النحل حجمه مثل حبة السمسم ولكنه أكبر 20 مرة من حجم ذبابة الفاكهة، فأمخاخ النحل تعتمد على مدى صغير من المركبات لتصنيف روائح الزهور، فمستقبلات الروائح لدى النحل يمكن أن تكتشف حتى أصغر جزيء للرائحة في الهواء.


والنحل يستطيع التفرقة بين مئات الروائح المختلفة وأيضاً معرفة ما إذا كانت الزهرة تحمل لقاحاً أو رحيقاً من خلال شم رائحتها على بعد أمتار، وهو يمكن أن يبحر من خلال الرائحة واللون والمسافة.


وأضاف سرينيفاسان أن الرائحة تثير ذكريات ملاحية عن أين يذهب وما هو لون الزهور وهو ما يشبه رائحة كولونيا قد تذكرك بشخص ما تعرفه منذ وقت طويل، ويعتزم المعهد تطبيق تكنولوجيا النحل في مركبات هوائية غير مأهولة، وتبحر المركبات وتسيطر على سرعتها من خلال قياس مدى سرعة مرورها على الأشياء.


وأفادت دراسة حديثة بأن ملكة النحل ليس لها كلمة الفصل في "القرارات" التي تتخذ، بل تكون للعاملات الأكبر عمراً اللاتي تعطي إشارات معينة لها ولبقية "الرعايا" وذلك وقت ما تريد.


وأشار العالم أندرو بيرس من جامعة نورث كارولينا، إلى أنه تمكن من مراقبة التصرفات الاجتماعية للنحل وسلوكياتها، حيث تأكد من أن العاملات الأكبر سناً هن اللاتي يتخذن القرار وليس الملكة.


وأوضح بيرس أن العاملات الأكبر سناً تصدر "أوامر" علي شكل إشارات معينة تشبه الصفير الخفيف إلي الملكة ولبقية الأفراد بشكل فوري.



من جهة أخرى، كشفت دراسة بريطانية أن ميل بعض أصناف النحل إلى اللون البنفسجي يساعدهم على زيادة إنتاجيتهم بجمع المزيد من الرحيق.


وأشارت الدراسة التي أجريت على مستعمرات للنحل الكبير المعروف باسم "بومبوس تريسترس" المتواجد في جنوب ألمانيا، اتضح أن مستعمرات النحل التي يفضل أفرادها زيارة الأزهار ذات اللون البنفسجي تتفوق في إنتاجيتها على بقية أفراد النحل من المستعمرات الأخرى باعتبار أن هذه الأزهار تحتوي على كميات أفضل للرحيق.


وأوضحت الدراسة التي أجريت على نوعين من الأزهار الصناعية في المختبر بعضها ذو لون أزرق وأخرى ذات لون بنفسجي، وذلك بهدف قياس ميل النحل لأزهار دون أخرى إلى وجود ميل لأفراد النحل حتى تلك التي لم يسبق لها رؤية الأزهار نحو اللون البنفسجي مقارنة مع اللون الأزرق، بينت الدراسة أن النحل الذي أظهر ميلاً نحو اللون البنفسجي في غرفة المختبر تمكن من زيادة إنتاجيته فيما يتعلق بجمع الرحيق من الحقول بمقدار 41 بالمئة بالمقارنة مع النحل الذي فضل الزهور الزرقاء في المختبر.
 

زائر
جزاك الله خير وبوركت جهودك