النزيف البولي إذا عرف السبب تم العلاج

زائر
بقلم: د.سعدالقاضي
استشاري المسالك البولية
مجلة الثقافة الصحية عدد69

النزيف البولي
إذا عرف السبب تم العلاج

التبول نعمة عظيمة من الله, ولا تتعجب فعن طريقه يخرج الماء الزائد , وكذلك الأملاح والمواد الضارة. أما اللون الطبيعي للبول فهو رائق مصفرو ويزداد هذا الإصفرار كلما قل شرب الماء. ومن أكثر العلامات قلقا بالنسبة للإنسان تغير لون البول وخصوصا إلى اللون الأحمر,مما يجعل الإنسان يلجأ إلى الطبيب فورا. وهو على حق فاحمرار البول أو النزيف البولي يجب أن يعالج على الفور وذلك لوجود أمراض خطيرة تسببه ناهيك عن القلق الذي ينتاب المريض.
النزيف البولي عبارة عن وجود دم بالبول أما التعريف الدقيق فهو وجود كرات دم حمراء ناتجة من الجهاز البولي ابتداء من الكلى بالأعلى وحتى العضلة القابضة بقناة مجرى البول الخلفية. أي دم ناتج من قناة البول الأمامية لا يعتبر نزيفا بوليا.
وليس كل تغير بلون البول يعتبر نزيفا بوليا , فهناك بعض الأمراض التي تسبب تغيرا في لون البول ويجب التفريق بينها وبين النزيف البولي:
-النزيف من قناة مجرى البول الأمامية : وهذا لا يعتبر نزيفا بوليا, وذلك لعدم اختلاط البول به, ومن أسبابه حصوة أو التهاب شديد بقناة مجرى البول الأمامية أو كسر بعظمة الحوض.
- وجود الهيموجلوبين أو الميوجلوبين بالبول : يعطي البول لونا أحمر, وينتج عن التهاب بالكلى أو المجهود العضلي الشديد.
-نقص بعض الأنزيمات كعيب خلقي: مما يعطي البول لونا داكنا نتيجة لعدم تحلل بعض الأملاح إلى الصورة النهائية.
- بعض الأدوية مثل الكارموريت والريمكنان, وهي تعطي للبول لونا قرمزيا.
-بعض الأطعمة مثل الأطعمة المحتوية على صبغيات صناعية كحلويات الأطفال,ولهذا يجب التأكد من أن هذه الصبغات مسموح باستخدامها في غذاء الأطفال لأن بعضها يسبب السرطان.

مرض الصفراء : ويعطي البول لونا بنيا نتيجة لوجود أملاح البليروبين.
ويمكن تقسيم النزيف البولي إلى نزيف بولي أولي وهذا ينتج من قناة مجرى البول الأمامية, ونزيف بولي كامل وهذا ناتج من الجهاز البولي العلوي أو السفلي , وأخيرا نزيف بولي نهائي من المثانة كالبلهاريسا.
أما مسببات النزيف البولي فهي كثيرة:
-الأمراض الخلقية مثل تكيس الكلى البسيط أو المركب: بالنسبة لتكيس الكلى البسيط فهو من الأمراض الخلقية الشائعة التي غالبا ما يتم اكتشافها بالصدفة عند إجراء أشعة بالموجات الصوتية وغالبا لا تسبب أي أعراض, وإنما أحيانا تحدث ألما بجنب المريض أو نزيفا ميكروسكوبيا.
أما تكيس الكلى المركب , فهو من الأمراض الوراثية, ويظهر بعد سن الأربعين , ويسبب دائما الفشل الكلوي وليس له علاج.
-التهابات المسالك البولية كالتهابات الكلى أو المثانة : التهابات المسالك البولية تسبب زيادة نسبة الصديد بالبول وعندما تكون هذه الالتهابات شديدة يصحبها وجود كرات دم حمراء ميكروسكوبية غالبا بالبول.
-الحوادث مثل طلق ناري بالكلى أو المثانة من الطبيعي حدوث تهتك بالأنسجة ونزيف سواء حدث الطلق الناري بالكلى أو المثانة, أما كسور الحوض عند وقوع المريض من مكان مرتفع أو نتيجة لحوادث السيارات أو القطارات ,فيحدث تهتك بالمثانة أو قناة مجرى البول الخلفية
,يصحبه نزيف بولي غالبا ما يكون شديدا.
-حصوات المسالك البولية كحصوات الكلى والحالب والمثانة: غالبا ما يحدث نزيف ميكروسكوبي مع أي حصوة في أي جزء من المسالك البولية. أما النزيف المرئي فيحدث مع الحصوات الصغيرة عندما تتحرك داخل الجزء الموجودة فيه, فتحدث جروحا سطحية بأنسجة المسالك تظهر على هيئة نزيف بولي.

-أورام الجهاز البولي مثل تضخم البروستاتا أو الأمراض السرطانية بالكلى أو المثانة أو البروستاتا.
ويعتبر تضخم البروستاتا من أكثر الأسباب شيوعا لحدوث النزيف البولي, ويحدث ذلك نتيجة لاحتقان الحوض وتمدد الأوعية الدموية على جدار البروستاتا التي تدمى تلقائيا داخل المثانة مسببة النزيف البولي الذي غالبا ما يتوقف بالعلاج, ولكنه يظل متكررا حتى يتم استئصال البروستاتا.
أما سرطان البروستاتا إذا حدث منه نزيف فانه يكون شديدا في الغالب.
- بعد عمليات المسالك البولية يحدث نزيف يستمر من عدة ساعات إلى عدة أسابيع حسب نوع العملية: أي عملية في المسالك البولية سواء بالفتح أو عن طريق المنظار لابد أن يصحبها نزيف بولي مرئي يستمر من عدة ساعات مثل تفتيت حصوة المثانة بالمنظار إلى عدة أيام مثل استئصال البروستاتا بالفتح أو المنظار, وعند توقف هذا النزيف المرئي فانه يستمر ميكروسكوبيا لعدة أسابيع.
- بعض الأمراض العضوية كارتفاع ضغط الدم أو أمراض الكبد, حيث أن ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يحدث نزيفا في أي مكان بالجسم وخصوصا الأنف , وأحيانا يحدث ارتفاع ضغط الدم نزيفا بوليا يمكن اكتشاف سببه ببساطة بمتابعة ضغط المريض.
أما أمراض الكبد مثل التليف والتهاب الكبد الوبائي فغالبا ما يسبب نزيفا بوليا نظرا لتوقف الكبد عن تصنيع المواد المساعدة على التجلط.
- بعض الأدوية المضادة للتجلط والأسبرين الذي يمنع تجمع الصفائح الدموية, وهي أهم العناصر في حدوث التجلط المانع للنزيف. ولهذا ينصح بوقف تناول الأسبرين قبل إجراء أي عملية بأسبوعين على الأقل.
- ورغم هذه الأسباب كلها يبقى جزء من النزيف البولي غير معروف السبب على الإطلاق حتى الآن.

يتضح مما سبق أن أكثر أسباب النزيف البولي هي حصوات المسالك البولية وتضخم البروستاتا.
وللوصول إلى تشخيص سبب النزيف البولي هناك بعض التحاليل والأشعات التي يجب أن تجرى مثل تحليل البول والأشعات العادية والملونة لكشف الحصوات والأورام وكذلك يمكن الحاجة لعمل أشعات بالموجات الصوتية أو الأشعة المقطعية أو منظار المثانة أو الأشعة على الشرايين للوصول إلى السبب ومن ثم علاجه.

وعند حدوث نزيف بولي شديد فيجب إعطاء المريض وحدات دم طازج لتعويض النزيف بالإضافة إلى المحاليل لرفع الضغط وزيادة كمية البول لغسل النزيف.
وإذا وجدت جلطات متخثرة بالمثانة فيمكن تصفيتها عن طريق غسيل المثانة بمحلول ملح من خلال قسطرة كبيرة أو إزالة الجلطات بالمنظار.
منقول
 

زائر
شكرا لك اختي .. موضوع رائع
أثابك الله
 

زائر
موضوع متميز ومفيد جدا بارك الله فيك
 

زائر
بارك الله فيك الملاك الوردي
 

زائر
بارك الله فيك الملاك الوردي