النزيف وأنواعة وكيفية اسعافه

زائر
مقدمة : - ( 1 : 179 -180)

من المعلوم أن الدم يجرى أثناء دورته داخل حلقة مغلقة من الأوعية الدموية مبطنة بطبقة من خلايا النسيج الطلائى يجعل هذه الأوعية من الداخل ملساء ولا يخفى أن للدم وظائف رئيسية يؤديها داخل الجسم أهمها :
انه يحمل الأغذية والأكسجين إلى مختلف أنحاء الجسم ثم يعود من هذه الأنحاء حاملا معه مخلفات الاحتراق بما فيها ثاني أكسيد الكربون وتتولد باحتراق الأغذية طاقة حرارية يعمل الدم أثناء دورته على توزيعها بانتظام على مختلف الأنسجة وبذلك يحتفظ الجسم بدرجة حرارته الخاصة به .
وللدم ضغطة وله حجم يملأ به تجويف الدورة ولهذا يدق القلب فى انتظام ليدفع إلى شرايين فى كل دقه من دقاته مقدار يساوى ذلك المقدار الذى يتسلمه من الأوردة .
وإذا قطع جدار أي وعاء , كان من الطبيعي أن يسيل الدم من الثغرة أو القطع إلى خارج الدورة فإذا كانت الثغرة صغيرة والدم الأرب من الدورة لا يعدو فى مقداره القطرات سمي هذا إدماء كالذي يحدث مثلا عند وخذ الابره
وإذا كانت الثغرة كبيرة وجرى الدم إلى خارج الدورة بمقادير ملحوظة ثم هذا النزيف

تعريف النزيف : - ( 2 : 68 )

هو خروج الدم خارج الوعاء الدموي الناقل له سواء كان ذلك وريدا أو شريان بطريقة الإصابة أو المرض داخل الجسم أو خارجة .

أسباب النزيف :-

1- الجروح والإصابات المباشرة للجسم .
2- أثناء أو بعد العمليات الجراحية .
3- أمراض الدم التى ينتج عنها نقص أحد عوامل التجلط .
4- النزيف الداخلي فى حالات قرحه المعدة , الأثنى عشر , الدرن , دوالي المريء .

أنواع النزيف :- ( 1 : 180 – 181 )

النزيف باعتبار مكانه نوعان :
1- خارجي 2- داخلي
وباعتباره مصادره ثلاثة أنواع :
1- شرياني 2- شعيري 3- وريدي




1- النزيف الخارجي :- ( 3 : 72- 73)

وهو النزيف العادي الذى نراه فى الجروح خارج الجسم كالنزيف الذى يخرج من سطح الجسم عند الإصابة .

2- النزيف الداخلي :

من الأوعية الدموية التى بداخل الجسم وهى لا ترى فى العادة على الأقل فى مراحله الأولى ويعتمد التشخيص على التليف الذى يحدثه النزيف وهو نوعان :

( أ ) – نزيف داخلي حقيقي حيث لا يوجد أي دم منظور كنزيف المخ ..

( ب)- نزيف داخلي ظاهر أي أن الدم يأخذ طريقة بوسيلة أو بأخرى إلى سطح الجسم ويتم ذلك عن طريقين :

1- فتحة من الفتحات الطبيعية فى الجسم كما فى حالات النزف المعدي أو المعوي .
2- سير الدم بين الأنسجة المختلفة ويظهر تحت الجلد على هيئة إزرقاق أو تجمع دموي .

(ب) – أنواع النزيف باعتبار مصدره :

1- شرياني 2- وريدي 3- شعيري

1- فى النزيف الشرياني يخرج الدم أحمر قاتم وعلى دفعات تطابق كل منها دقة من دقات القلب .
2- فى النزيف الوريدي يسيل الدم ويخرج باستمرار وحمرة الدم تكون داكنة قائمة أومائلة أو السواد .
3- فى النزيف الشعيرى ينشع ويخرج الدم كما لو كان رشحا على سطح الجلد من فتحات دقيقة ويكون أقرب إلى الإدماء منه إلى النزف .






أعراض النزيف الدموي عامة سواء كان خارجيا أو داخليا وذلك إذا كان شديدا مستمرا :

1- سرعة فقدان القوة مصحوبا بدوار وإغماء لقلة إمداد المخ والمراكز الحيوية بالدم اللازم لها وقد يفقد المصاب وعيه .
2- طنين فى الأذنين وإضطرابات فى إبصار العينين
3- عسر فى التنفس مع سرعته وذلك لعدم أمكان الجسم الحصول على كفايته من الأكسجين .
4- قد يبدو عليه الضجر وعدم الاستقرار للحاجة للهواء ويحاول أن يجذب ما حول عنقه من ملابس .
5- يأخذ النبض فى الضعف والسرعة حتى يتعذر جسه عند الرسغ .
6- هبوط مستمر فى ضغط الدم وذلك للأقلال من كمية النزيف .
7- انخفاض فى درجة الحرارة – فيبرد الجسم ويبلل بالعرق .
8- شحوب وبهتان فى الوجه والشفتين وانكماش فى أوعية الجلد والأغشية المخاطية فيتسبب عن ذلك برودة هذه السطوح وبهتان لونها .
9- جفاف الفم و الشفتين مع الشعور بظمأ شديد .

فإذا ما شوهدت هذه الأعراض دون رؤية دم منظور وجب اعتبار الإصابة كأنها حالة نزيف دموي داخلي شديد تستدعى عناية خاصة وتنقل فورا للمستشفى .

أخطار النزيف : - ( 1 – 81 : 82 )

للنزيف أخطار تتناسب تناسب طرديا مع :
1- مقداره
2- السرعة التى يحدث بها
3- الصدمة التى تنتج عنه
4- إلى حد ما على صحة الشخص وسلامه أوعيته ودمه

أولا : المقدار :-

قد تفقد مقدار صغير من الدم ويقوم الجسم من تلقاء نفسه بتعويضه دون ان يكون بذلك اثر يذكر اذ خطر على صحة المصاب فكثير ما سحب من دم الشخص السليم ( فى عمليات نقل الدم ) نحو 500سم3 فيعمل الجسم على تلافى أثارها فى مدى ساعة من الزمن وقد يقوى الجسم السليم على مقاومة النزيف ما بقى مقداره أقل من 30 % من حجم الدم .
فأن وصل النزيف إلى هذا الحد أو زاد عنه ولم نسارع بإسعافة أدى إلى الموت وقد يكون النزيف خطيرا بالرغم من ضائله مقداره إذا حدث فى عضو حيوي مهم كالمخ .

ثانيا : السرعة : -

من الطبيعي أنه إذا كانت سرعة النزيف قليلة أمكن تدراك الخطر بسهولة فإذا كان الوعاء النازف صغيرا أمكن الجسم ( فى حالات البسيطة ) أو أمكن المسعف بتدارك الأمر .
لذا كان النزيف من الشعيرات ( أن لم يحدث فى عضو حيوي ) أقل شأنا بينما النزيف الشرياني أشدها خطرا ويزداد خطره كلما كبر حجم الشريان

ثالثا : الصدمة : -

هي من أهم مضاعفات النزيف التى يجب علينا أن نسرع بعلاجها وهى عبارة عن حاله شديدة من الهبوط تضطرب بها الدورة الدموية , ويهبط فيها ضغط الدم هبوطا شديدا , ويضعف النبض والتنفس وأن زادت سرعتهما , وتهبط درجة حرارة الجسم , ويصفر لون المريض وتغور عيناه ويشعر بضعف فى قوة أبصاره وطنين فى الأذن وقد يفقد وعيه ومن الممكن أن ينتهي أمره بالموت أن لم يسعف بالعلاج .
وقد تكون سبب الصدمة فى حالات النزيف هو التنبيهات الحساسة التى تنهال على المخ من العضو المصاب وتضاعف المراكز الحيوية العصبية المهمة ( كالمركز المحرك للأوعية ) ضعفا أشبه ما يكون بالشلل المؤقت كما قد يكون سببها هو تفريغ الأوعية من الدم الذى كان بها من قبل مع ما يترتب على ذلك من نتائج أو قد يكون امتصاص بعض المواد من الأنسجة المتهتكة هو السبب فى ذلك.

رابعا : سلامه الجسم وأهميتها فى حاله النزيف : -

فلا شك أن المصابين بفقر الدم ( الأنيميا ) أو تصلب الشرايين أو أى مرض يعوق تجلط الدم لا يقوى على احتمال النزيف بالقدر الذى يقوى به الأصحاء على احتماله .





* التغيرات التى تطرأ على الجسم لمقاومه النزيف :-

يطرأ على الجسم عند النزيف وبعده كثيرا من التغيرات بعضها سريعا والأخر بطيء والغرض منها العمل على إيقاف النزيف وتعويضه .
فإذا فشلت هذه المحاولات التى يقوم بها الجسم كان لابد من تدعيمها بمختلف الوسائل الطبية لكي تنقذ حياه المصاب .

* من التغيرات السريعة مايلى :

1- تجلط الدم على الثغرة الموجودة فى جدار الوعاء , والغرض من ذلك سد هذه الثغرة حتى يقف النزيف .
2- انكماش الطحال ليدفع إلى الدورة ما كان مودعا فيها من دم غنى بالكرات الحمراء والبيضاء فيعوض بذلك كل أو بعض ما قد نزف من الدم .
3- هبوط ضغط الدم فى الحالات التى يكون فيها النزيف سريعا مثل النزيف الشرياني ويعمل هبوط ضغط الدم بطريقة غير مباشرة على إقلال كمية النزيف . ( 1 : 84)
4- ازدياد التنفس يؤدى نقص ضغط الدم إلى تنبيه مركز التنفس العصبى فيزداد عمق التنفس وسرعته وفى النزيف الشديد يتكرر الشهيق والزفير الطويل من نوع التنهيدات أو قد يصبح التنفس ذا نوبات متقطعة , كما قد يعدو شهيقا خاطفا ( فهقات ) .
5- إعادة توزيع الدم الباقي بالدورة بالطريقة التى تكفل تفادى المخاطر ذلك ان النزيف الشديد يؤدى إلى هبوط فى ضغط الدم ثم إلى عدم امتلاء الأوعية تماما بالدم الباقي ويقل تبعا لذلك أمداد المخ والمراكز الحيوية فيه بالدم الازم لها , وهذا هو سبب الشعور بالإغماء والاضطراب البصر وطنين الأذن , على أن تفريغ الأوعية من الدم بعض الشيء تسبب أفعالا منعكسة تؤدى إلى انكماش أوعية الجلد والأغشية المخاطية والأحشاء فيرتفع بذلك الضغط من جديد وتمتلىء الدورة نوعا ما ويتجه الدم فيها إلى الأعضاء المهمة كالمخ والمراكز الحيوية والقلب . وانكماش أوعيه الجلد والسطوح المخاطية هو السبب فى بروده الجلد وبهتان اللون . كما أن ارتفاع ضغط الدم بعد هذا الانكماش قد يكون مراعاة لاستئناف النزيف من جديد .
6- تعويض سائل الدم ويتم ذلك بمرور محلول مائي من سائل الأنسجة إلى داخل الأوعية يضاف إليه بعض البروتينات فيما بعد وتبدأ هذه العملية بعد النزيف مباشرة كما قد تؤجل بضع ساعات قبل ان تتم ومن الطبيعي عند مرور هذا السائل إلى الدم أن يقل عدد الكرات الحمراء فيه وأن يشعر الإنسان بالظمأ نتيجة لقلة سائل الأنسجة حول الخلايا لذا كان شرب الماء أو حقن السائل من العوامل التى تساعد على استرداد التوازن المائي للجسم وعلى رفع الدم إلى ما كان عليه من قبل النزيف .
* من أهم المتغيرات البطيئة : -

تعويض كرات الدم الحمراء والبيضاء , ويتم هذا بتكوين كرات جديدة تولد الكرات فى نخاع العظام الأحمر وقد يستغرق هذا عده أيام أو أسابيع فيتوقف مدى تعويض الكرات على تكوين بنية الشخص قبل النزيف ومدى حيوية خلاياه وأيضا على مدى جوده تغذيه المريض فى دور النقاهة .

علاج النزيف :

( أ ) – للنزيف البسيط :

تضم ناحيتي الجرح ويضغط عليها بقطعة من القطن مبلله بالكحول إلى ان يتجلط الدم , وفى أثناء ذلك يرفع الطرف المصاب إلى أعلى حتى يقل ورود الدم إليه . وهذا يوقف النزيف فى حالات الجروح الصغيرة والنزيف الشعيرى والوريدي الصغير .

( ب ) – للنزيف الشديد الخارجي :

إذا كان النزيف شديدا من شريان فيكون إيقافه بالطرق الآتية :

1- الضغط بالأصابع مباشرة
2- الضغط المركزي
( أ ) – باليد ( ب ) – أو برباط حبس الدم
3- إستعمال المواد الموقفة للنزيف .
4- إستعمال الكي بالكهرباء فى العمليات .

أولا : الضغط بالأصابع مباشرة :

يفتح الجرح وتضغط الأصابع مباشرة على نقطة النزف إلى أن يربط الوعاء المقطوع .

ثانيا : الضغط المركزي : -

وهو الضغط على الشريان المتسبب فى النزيف بين الجرح والقلب وذلك :
( أ ) باليد : وفى حالة الشرايين التى يمكن ضغطها لوجودها قريبة من سطح الجسم ويمكن ضغطها على أحد العظام خلفها وذلك فى أماكن معينة وهى كما يلي :
أماكن الضغط المركزي باليد :

1- فى حالة النزيف فى الكتف أو تحت الإبط يضغط الشريان تحت الترقوة خلف وسطها على الضلع الأول .
2- فى حالة النزيف بالساعد يضغط على الشريان العضدي وسط العضد من الناحية الإنسية لعظمة العضد .
3- فى حالة نزيف الساعد أيضا يمكن الضغط بواسطة فوطة صغيرة فى تجويف الكوع من الأمام ثم يثنى الساعد على العضد ويربط برباط .





































1- حياة عياد روفائيل : إصابات الملاعب, منشأة دار المعارف, الإسكندرية , 1990


2- محمد السيد شطا : إصابات الرياضية والعلاج الطبيعي , دار المعارف , 1970


3- مجدي الحسينى عليوة : الإصابات الرياضية بين الوقاية والعلاج , ظافر للطباعة , ط2 , القاهرة , 1997
 

زائر
موضوع رائع اشكرك