انسَ الريجيم وفكّر بهذه الثلاثة

زائر




فهد عامر الأحمدي
مجلة فوكس الألمانية نشرت قبل أسبوع تقريرا يفيد بفشل فكرة الحمية من أساسها.. وهذا الفشل لا يتعلق بنتائج الحمية ذاتها - حيث ينجح البعض في خفض وزنه فعلا - بل في العجز عن الاحتفاظ بالوزن الجديد لفترة طويلة ومستمرة (حيث سرعان ما يعود البدين لوزنه السابق ومعه عدد من الأرطال الإضافية)..

وهذا "التقرير" اعتمد على 31دراسة سابقة أكدت جميعها عودة الأوزان الثقيلة لسابق عهدها بعد محاولة ريجيم ناجحة. فمن بين 100بدين يتمكن 15فقط من تخفيض أوزانهم (واحد من هؤلاء فقط) ينجح في الحفاظ على وزنه الجديد لخمس سنوات قادمة !!
... والسبب هو أن السمنة مشكلة متعددة الأطراف لا تتعلق فقط بنوعية الطعام أو الإفراط فيه.. فبالإضافة للإفراط بالطعام هناك ثلاثة عوامل أساسية - على الأقل - تساهم في تحديد وزن الجسم وصياغة شكله الخارجي:
العامل الأول: امتلاك عادات غذائية سيئة...
والثاني: وجود عامل وراثي في تخزين الشحوم...
والثالث: تأثير بيئتنا المحيطة في تشكيل أجسامنا واستقرارها عند وزن معين...
@ فالبدناء يملكون في الغالب "عادات غذائية سيئة" يعودون إليها بعد كل ريجيم.. فالإفراط في تناول المعجنات والسكريات؛ وتناول العشاء في وقت متأخر من الليل؛ والحرص على وجود عدة أطباق على المائدة، نماذج لعادات غذائية سيئة تسبب تراكم الشحوم وارتفاع الوزن.. وبدل التفكير في تغيير هذه العادات على المدى الطويل نلجأ لعمل ريجيم (هو بطبعه مؤقت) ننتظر انتهاءه للعودة للأطعمة التي حرمنا منها لفترة طويلة !!
@ أيضا هناك العامل الوراثي في البدانة (الذي أعترف شخصيا بصعوبة تجاوزه أو تغييره).. ونحن لا نتحدث هنا عن وجود علاقة مباشرة بين الوراثة والسمنة بل عن "ميل طبيعي" لتخزين الشحوم تعاني منه بعض العائلات (حيث لوحظ أن 80% من البدناء ينحدرون من عائلات بدينة اصلا).. ورغم صعوبة تجاوز العامل الوراثي إلا أن مجرد الانتباه لوجوده يجعلنا أكثر وعيا بدوره في إعادة الجسم بعد الريجيم لوزنه السابق (الى الوزن الذي يرتاح إليه ويستقرعنده لأسباب وراثية)!
@ أما العامل الآخر الذي يمكننا تغييره (بعد عاداتنا الغذائية السيئة) فهو تأثير بيئتنا في صقل أجسامنا وبرمجتها على وزن معين.. فأجسادنا انعكاس طبيعي لأعمالنا اليومية وجهودنا العضلية المعتادة. فحتى خمسين عاما مضت كانت السمنة حالة استثنائية ونادرة بسبب شح الغذاء وطغيان العمل اليدوي. أما هذه الأيام فانقلبت الحال وتحولت السمنة الى وباء عالمي بسبب وفرة الطعام والاعتماد على المواصلات الحديثة والتقنيات البديلة. فالأجساد الثقيلة - التي تراها حولك - نتيجة طبيعية للراحة وقلة الحركة والجلوس لساعات طويلة (مقابل ساعات طويلة من العمل في الحقل أو المشي للقرية المجاورة لدى الأجيال السابقة)...
وهذا "الكلام" ليس تسويقا لبيئة الزمن القديم بل تذكير بدور بيئتنا الحديثة في ارتفاع معدل البدانة وضرورة إبتكار عادات حركية جديدة تصقل أجسامنا بطريقة أكثر صحة ورشاقة !! ... وهذه النقاط الثلاث ليست طريقة جديدة لإنقاص الوزن بقدر ماهي محاولة لتوضيح دورها في هذا الشأن.. بمعنى؛ قبل أن تفكر بعمل ريجيم (مؤقت بطبعه) فكر بالتخلص من عاداتك الغذائية السيئة على المدى الطويل.. وبدل الاستسلام لأسلوب الحياة المسترخية ابتكر عادات حركية جديدة تبني العضلات وتستهلك دهون الجسم.. وحين تنجح في هذا المسعى ستكتشف أن وزنك سيبدأ بالانخفاض (بدون علمك) وأن رشاقتك غدت انعكاسا مستمرا لحياتك الجديدة...
 

زائر
بارك الله فيك اخي الكريم...
 

زائر
الله يبارك فيك استاذ اف اون .